عندما كان الجيش الروسي يتراجع ميدانياً في الخريف الماضي، خرج مدان سابق بلسان سليط، تربطه علاقة شخصية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من الظل للمساعدة.

أراد بريغوجين أن يصدق الجميع أنه الوحيد الذي أنقذ الجيش الروسي





وتذكر صحيفة "نيويوك تايمز" بأن يفغيني بريغوجين ظل لسنوات، ينكر أية علاقة بمرتزقة مجموعة فاغنر، وعمل بحذر على هوامش السلطة الروسية، يتاجر بالخداع السياسي ووجبات الطعام والقوة القاتلة، قبل أن ينتقل إلى المركز، ويجول بعلامة فاغنر المعروفة بوحشيتها، ويقوم شخصياً بتجنيد جيش من المدانين، لمساعدة عملية عسكرية فاشلة تحتاج إلى العنصر البشري.


وكانت الجهود التي بذلها بريغوجين وجنرال رفيع المستوى يقف إلى جانبه هو سيرغي سوروفكين، كفيلة بتغيير مسار الحرب، ولكن الرجلين أُبعدا من العمل أخيراً.

 

Yevgeny V. Prigozhin may be gone, but his impact is still being felt on the battlefields of Ukraine. https://t.co/LofWgS1Q7M

— New York Times World (@nytimesworld) August 26, 2023


ويفترض أن بريغوجين قُضي في تحطم طائرة الأربعاء، في حادث أتى بعد شهرين من تنفيذه تمرداً فاشلاً، فيما يعتقد مسؤولون أمريكيون وغربيون، أنه كان نتيجة انفجار على متن الطائرة. ويقول كثيرون إن بوتين أمر بتدمير الطائرة، لكن الكرملين رفض الجمعة هذه المزاعم، وقال إنها "مجرد أكاذيب".
والجنرال سوروفكين الذي يقول مسؤولون أمريكيون، إنه كان على علم مسبق بالتمرد، لم يظهر علناً منذ حصول التمرد، ووفق أجهزة إعلام روسية رسمية، أعفي رسمياً من منصبه كقائد للقوات الجوية الروسية الأسبوع الماضي.


معركة باخموت


وفي الميدان، لا تزال القوات الأوكرانية تكافح في مواجهة التأثيرات التي تركها الرجلان.
قاد بريغوجين القتال الضاري في باخموت طوال الشتاء وحتى الربيع، معتمداً على مجندين من نزلاء السجون، من أجل تعزيز قوات تستنزف بسرعة على خطوط الجبهة. والمعركة، التي كانت الأكثر دموية في الحرب، أدت إلى خسارة الجنود الأوكرانيين المدربين قبيل شن الهجوم المضاد، بينما خسرت روسيا عناصر بشرية ترى موسكو، أنه يمكن تعويضها إلى حد كبير.
ورأت الباحثة البارزة في مؤسسة "راند دارا ماسيكوت"، أنه "عندما كان الجيش الروسي في أكثر أوقاته هشاشة، فإنه وجد قوة احتياط مهمة لشراء الوقت.. وتلقت موسكو أكثر الضربات والخسائر، في وقت كان الجيش الروسي لا يزال يتراجع ميدانياً، ويحاول التعامل مع إعلان التعبئة".
وساعد بريغوجين، في تحويل باخموت إلى رمز يتجاوز أهميتها الإستراتيجية، حيث واصلت كييف تكديس مصادر هائلة. وتعمل روسيا الآن على بناء جيش خاص من المدانين، متبنية استراتيجية بريغوجين.
ووفرت المعركة الطويلة في باخموت للجيش الروسي، بداية تحت قيادة سوروفكين، فرصة للتعامل مع المجندين عبر التعبئة، وأنشأت ما بات يعرف بـ"خط سوروفكين" الدفاعي. وثبت أن جداراً من الألغام والخنادق وتحصينات أخرى، كان عصياً على القوات الأوكرانية اختراقه في الهجوم المضاد.
وفي نهاية المطاف، سيطرت قوات بريغوجين على باخموت مدمرة. وكانت مساهمة الرجل في مجهود الحرب، لحظة مهمة، لتترافق مع تعزيز مكانته العامة من طريق عشرات التعليقات وأشرطة الفيديو المليئة بالألفاظ البذيئة على وسائل التواصل، التي غذت غروره.

أنقذ الجيش الروسي!


وقالت ماسيكوت: "أراد بريغوجين  أن يصدق الجميع أنه الوحيد الذي أنقذ الجيش الروسي. لكن صحيح أنه كان على الجبهة، لكنه ما كان لينجح من دون وزارة الدفاع الروسية".
وأثارت المعركة الرهيبة كراهية لديه للجيش الروسي إلى درجة أنه قام بانتفاضة صادمة للتخلص من قيادته، في مسار مغاير لقواعد اللعبة غير المعلنة لنظام بوتين.
وأضافت ماسيكوت: "بمرور الوقت أصيب بريغوجين بمتلازمة الشخصية الرئيسية.. وفي روسيا، هناك شخصية رئيسية واحدة. إنها تجلس في الكرملين".
وأتى التمرد بعدما تلاشت فائدة بريغوجين في ميدان المعركة، ذلك أن انتقال روسيا إلى الدفاع أسفر عن استقرار خطوط الجبهة. وباتت مسألة العديد البشري أقل حدة. وفي آواخر مايو (أيار)، غادرت فاغنر الميدان.
وبحسب الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي مايكل كوفمان، فإن "الفائدة الإستراتيجية لفاغنر بلغت ذروتها في الشتاء والربيع.. وبعد ذلك، كان من الصعب معرفة كيف يمكن أن تثبت فاغنر أنها ورقة حاسمة في هذه الحرب. إن فائدتها الكبرى لم تكن في الدفاع، وإنما في قتال المدن".


وفي أول الأمر، بدا أن بريغوجين قد اكتسب سمعة واسعة. لكن غروره تصاعد، وتراجعت فائدته بالنسبة للجيش الروسي، وكسر العلاقة مع بوتين.
وتقول الزميلة المشاركة في مركز الدراسات الإستراتيجية كاترينا دوكسي:"أعتقد أن بعض الحسابات الخاطئة لبريغوجين هي أنه اعتقد أنه جزء من النظام.. لكن بوتين لم يعتبره إلا شخصاً مفيداً، ولكن من خارج النظام".


المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية تمرد فاغنر الجیش الروسی

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تُعلن أسر 27 عسكرياً روسياً في منطقة كورسك

أعلنت قيادة الجيش الأوكراني، اليوم الخميس، عن أسر 27 عسكرياً روسياً في منطقة كورسك الروسية الحدودية الفاصلة بين الدولتين.

اقرأ أيضاً: ارتقاء 71 شهيدًا في غزة منذ الإعلان عن اتفاق إنهاء الحرب


 

حماس ترد على على اتهامات نتنياهو بخصوص اتفاق غزة طلب روسي من حماس بعد إنجاز اتفاق غزة

وذكرت قيادة القوات الهجومية المحمولة جواً، في بيانٍ صحفي لها، :"تم أسر 27 عسكرياً مُعادياً في الأيام الأخيرة خلال المعارك في منطقة كورسك".

وتضمن المنشور مقطعاً مُصوراً يظهر فيه رجال بأزياءٍ عسكرية، قاموا بالتعريف عن أنفسهم باللغة الروسية. 

وقالت السلطات الأوكرانية أن المُحتجزين من وحدات مختلفة يتحدرون من مناطق متعددة من روسيا ومن شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا وضمتها عام 2014"

وتابع البيان: "في وضع قتالي صعب، قاموا بالخيار الصائب: اختاروا تسليم السلاح، ما أنقذ حياتهم. جميع الجرحى تلقوا على الفور العناية الأولية"، مضيفا "ندعو الجنود الآخرين في الجيش الروسي.. إلى تسليم أنفسهم".

وكان الجيش الأوكراني قد شن هجوماً على منطقة كورسك في أغسطس الماضي، ونجحت أوكرانيا في السيطرة على أجزاءٍ من كورسك فيما يُمثل أول احتلال لأراضٍ روسية منذ الحرب العالمية الثانية. 

وكشفت أوكرانيا في وقتٍ سابق عن مُشاركة كوريا الشمالية في الحرب عن طريق إرسال جنود للقتال في صفوف روسيا خلال المعركة المُستمرة منذ 3 سنوات. 

وتأمل الجهات الدولية في إيقاف الحرب التي لها تأثير سلبي على الجوانب الاقتصادية والجيوسياسية في العالم أجمع، وتسببت في خسائر بشرية كبيرة، بجانب الخسائر الاقتصادية التي طالت العالم أجمع. 

يعاني الشعب الأوكراني بشكل كبير جراء الحرب المستمرة التي خلّفت دمارًا هائلًا في البنية التحتية ومآسي إنسانية واسعة النطاق. منذ اندلاع النزاع، تعرضت المدن الأوكرانية للقصف المستمر، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين من منازلهم. يعيش الكثيرون في ظروف قاسية، حيث يعانون من نقص في الغذاء، والماء، والكهرباء، وسط انهيار الخدمات الأساسية. تركت الحرب آثارًا نفسية عميقة، خاصة على الأطفال الذين تعرضوا لصدمات جسيمة نتيجة مشاهد العنف وفقدان أفراد من عائلاتهم.

إلى جانب ذلك، أدى النزاع إلى نزوح داخلي وخارجي واسع، حيث فرّ ملايين الأوكرانيين إلى دول الجوار بحثًا عن الأمان، في حين يواجه النازحون داخل البلاد تحديات كبيرة في الحصول على مأوى ورعاية صحية. تفاقمت معاناة الشعب بسبب الأزمات الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الدخل. تحتاج أوكرانيا إلى دعم إنساني دولي مكثف لتخفيف معاناة المدنيين، مع العمل على تحقيق حل سياسي ينهي الصراع بشكل دائم.

مقالات مشابهة

  • لن يمنح بوتين النصر .. كيف سينهي ترامب الحرب على أوكرانيا؟
  • الجيش الروسي يدمر دبابة ليوبارد ومواقع أوكرانية في اتجاه بوكروفسك بمنطقة دونيتسك
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان يوقعان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين
  • ألمانيا تتحدى بوتين: سنواصل دعم أوكرانيا
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 815 ألفا جنديا
  • الجيش الروسي "يشوّش" على طائرة فرنسية
  • أوكرانيا تستهدف مستودع نفط للجيش الروسي
  • أوكرانيا تُعلن أسر 27 عسكرياً روسياً في منطقة كورسك
  • تنبؤات بمطالب بوتين في مفاوضاته مع ترامب بشأن أوكرانيا
  • بوتين يضع شرطاً: لا لانضمام أوكرانيا للناتو في أي مفاوضات مع واشنطن