تشريد التجمعات البدوية.. مقدمة للسيطرة على أراضٍ شاسعة بالضفة
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
رام الله - خاص صفا
تستعر في الآونة الأخيرة عمليات الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتجمعات البدوية في محافظات الضفة الغربية المحتلة، وإزالتها وتشريد ساكنيها إلى غيرة رجعة.
وهدمت سلطات الاحتلال خلال الأشهر الماضية خمسة تجمعات بدوية وهي: عين سامية، والقبّون، وراس التين، والمرج، والبقعة، وهجّرت أهلها منها.
ويوجد في محافظات الضفة الغربية 154 تجمعًا بدويًا، تضم نحو 200 ألف نسمة، وتتركز على السفوح الشرقية للضفة المشرفة على مناطق الأغوار.
ويستعرض ناشطان ميدانيان لوكالة "صفا" حالة التشريد والهدم التي تلاحق التجمعات البدوية، واعتداءات المستوطنين اليومية عليها، وأهداف الاحتلال من وراء هدم التجمعات.
تنغيص الحياة
ويقول الناشط عوض أبو سمرا إن الاحتلال يسعى منذ سنوات لإفراغ الأرض التي تمتد من قرية النبي موسى في أريحا جنوبًا حتى عين البيضا قرب بيسان شمالًا، وإزالة التجمعات، وجمع ساكنيها في تجمع كبير أشبه بالقفص للسيطرة عليه.
ويوضح أبو سمرا أن المستوطنين ينغّصون يوميًا حياة التجمعات من خلال مجموعات "فتية التلال" المتطرفة ورعاة الأبقار والأغنام، عدا عن مهاجمة مستوطنين مسلحين التجمعات والاعتداء على ساكنيها وتخريب المحاصيل الزراعية وسرقة المواشي واقتحام البيوت والمزارع.
ويضيف الناشط أن المستوطنين يتعرضون للبدو بالاعتداءات الجسدية ويسبحون في مياه الشرب، ويتسببون بحالة رعب لجميع سكان التجمعات.
ويذكر أنه وإلى جانب اعتداءات المستوطنين، يسارع الاحتلال إلى فرض منطقة عسكرية مغلقة في محيط التجمعات لمنعهم من الحركة أو الحصول على مياه الشرب، ويحول مناطق التجمعات لمعسكرات تدريب بإدخاله المعدات العسكرية الثقيلة، مثل تجمعات العوجا وفصايل والأغوار الشمالية.
ويؤكد أن ذلك يأتي في إطار حملة ممنهجة يقودها المستوطنون بمساعدة الجيش، لتفريغ منحدرات الضفة من الناحية الشرقية حتى الأغوار لإحكام السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي.
ويلفت أبو سمرا إلى مضايقات يتسبب بها المستوطنون لتجمع عرب الزواهرة قرب قرية دوما، وعين الرشراش جنوبي نابلس، رغم امتلاك ساكنيها طابو (وثيقة) ملكية وأوراق استئجار، في محاولة لإخلاء التجمعات البدوية.
دعم حكومي
بدوره، يقول الناشط بشار القريوتي إن ما يجري سياسة وضع يد على الأراضي بطريقة التفافية على القانون، "إذ يتم تعجيز المواطنين المتواجدين الذين يرعون أغنامهم وينصبون خيامهم منذ سنوات طويلة".
ويشير القريوتي إلى أن المستوطنين على علم بأن الأراضي غير مملوكة للبدو الذين يتواجدون فيها، وإنما تتبع لقرى مجاورة ولكن لم تسجل بأوراق الطابو أو وزارة المالية، ويحاولون استغلال هذه القضية ويستخدمون ضدهم الترهيب والتخويف وسرقة محاصيلهم وأغنامهم وحرق ممتلكاتهم.
ويلفت إلى منع الإدارة المدنية التابعة للاحتلال المزارعين من الحراثة في المنطقة وتصادر الجرارات الزراعية والمعدات كي لا تتيح استغلال الأراضي.
ويبين القريوتي أن الاستيطان في الأغوار من أخطر أشكال الاستيطان في الفترة الأخيرة، إذ أصبح يستهدف المناطق الرعوية والتجمعات البدوية بصورة يومية، وذلك بدعم من جماعات استيطانية والحكومة.
ويؤكد أن "ما يجري هو تهجير قسري وطوعي في ظل تزايد اعتداءات المستوطنين".
وحول أهداف الاحتلال، يوضح القريوتي أن المستوطنين ينفذون مشروع الاستيطان الرعوي للقيام بالسيطرة على الأراضي وديمومة التواجد فيها.
ويوضح أنه خلال الفترة الحالية لا يوجد بوادر لإقامة مستوطنات عليها، وإنما استمرار فرض السيطرة، إلى حين شق طرق، مشيرًا إلى أن المستوطنين يخشون من الظروف الأمنية القائمة في الضفة حاليًا، ويحتاجون إلى حماية مستمرة من الجيش.
ويكشف القريوتي عن وجود قادة من المستوطنين يستهدفون المناطق وينظمون المجموعات لهذه الأغراض ويدعمون المستوطنين ويوفرون لهم كل الإمكانيات.
ووفق الناشط، فإن مستوطنين من قيادات الجيش المتقاعدين يعملون على تهجير التجمعات وسلب مكونات الأراضي، وسرقة الأشجار وتخريب خطوط المياه.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الضفة الغربية استيطان أريحا الأغوار أن المستوطنین
إقرأ أيضاً:
مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى.. وآخرون يهاجمون الفلسطينيين شرق رام الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اقتحم مئات المستوطنين، اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"،، إن نحو 403 مستوطنين نفذوا جولات استفزازية في باحات الأقصى وأدوا طقوسا تلمودية، ونظموا حلقة غناء ورقص في أروقته، فيما منعت شرطة الاحتلال المواطنين من الدخول إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
وأشارت إلى هذا الاقتحام يأتي في رابع أيام عيد الأنوار "الحانوكاه" اليهودي، الذي شهد دعوات أطلقها مستعمرون لزيادة الاقتحامات مع حلول العيد الذي يتواصل حتى نهاية الأسبوع الجاري،ودعت جماعات "الهيكل" المتطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال عيد "الحانوكاه" اليهودي.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة، حيث اقتحم أكثر من 68 ألف مستوطن الأقصى.
وفي سياق متصل؛ هاجم مستوطنون، اليوم المواطنين الفلسطينيين في قرية المغير شرق رام الله.
وقالت "وفا" إن مستوطنين هاجموا أطراف قرية المغير من الجهة الجنوبية، واعتدوا بالضرب على عدد من الأهالي، وهاجموا خيمة "بيت شعر" يقطنه المواطن أيهم أبو نعيم وأسرته، دون الإبلاغ عن إصابات حتى اللحظة، مضيفة أن مستوطنين بحماية جيش الاحتلال، اقتحموا منطقة البرج الأثرية في بلدة سنجل شمال شرق رام الله، على شكل مجموعات متتالية.
وفي سياق آخر، اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم، منطقة برك سليمان السياحية جنوب بيت لحم، ونصبت حاجزا عسكريا.
وأفادت مصادر امنية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال نصبت حاجزا عسكريا قرب البركة الثالثة، وأوقفت المركبات، وفتشتها، ودققت في بطاقات المواطنين الفلسطينيين.