لبنان ٢٤:
2025-03-17@06:30:27 GMT

جنبلاط الأب يُطل من نافذة الحوار

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

جنبلاط الأب يُطل من نافذة الحوار

يكاد يكون الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من أبرز الشخصيات السياسية المُعاصرة التي تقرأ الحاضر بحرفية فتبني على تفاصيله بعض تطلعات المستقبل، فجنبلاط الأب الذي اشتهر باستداراته المُتعددة، أثبت في أكثر من مرة صوابية قراراته بغض النظر عن ردود الفعل حولها من المؤيدين والمعارضين.

وبعد تسلّم النائب تيمور جنبلاط قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، ما ضخّ دماً شاباً وحيوية جديدة داخل الحزب وبيئته، اعتقد البعض ان "بيك المختارة" سينكفىء عن العمل السياسيّ، فيتفرغ لهواياته الكثيرة التي تصب في معظمها في عالمي الثقافة والفنون اللذين لا حدود لهما.



لكن الأشهر القليلة التي تلت تسلّم تيمور دفة القيادة، أكدت ان حرية حركته السياسية واسعة جداً، لكنها في الوقت نفسه متكئة على خبرة والده، الذي لا تشبه عبارات الانكفاء، الاستقالة أو حتى النظر من بعيد.

وما بدا لافتاً على هذا الصعيد، هو ما نُقل عن النائب السابق وليد جنبلاط مؤخراً من أفكار متعلقة بالحوار والتسوية الرئاسية الضرورية، التي لا شيء يمنع حدوثها على "البارد"، اذ ان التجارب ما بعد "الطائف" وتحديداً منذ انتخاب اميل لحود، مروراً بميشال سليمان ووصولاً الى ميشال عون، تؤكد ان لبنان يمكن له ان يعيد التوزان الى سلطاته من دون الذهاب الى اشتباكات دموية، غالباً ما تكون دفة الميزان فيها مائلة نحو الخسارة.

في هذا الاطار، أكد مرجع مطلع لـ"لبنان24" أن"النائب تيمور جنبلاط ليس بعيداً ابداً عن مفهوم الحوار، كما انه يعتمد الواقعية السياسية بحنكة وحرفية، وهذا ما ظهر من خلال تصريحات عديدة لنواب من "اللقاء الديمقراطي"، اذ أكدوا في غير مناسبة ان حضور جلسات الانتخاب الرئاسية واجب بغض النظر عن النتائج التي قد توصل اليها، مشيرين الى ان المقاطعة التي تعتبر من الحقوق الدستورية للنواب، لا يمكن ممارستها في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد.

وبالتالي وانطلاقاً من هنا يمكن القول، ان ما نُقل عن وليد جنبلاط، لم يكن موجها الى البيت الداخلي، اي الى الحركة السياسية ضمن الحزب التقدمي الاشتراكي، انما جاء كنوع من استكمال لمسار من الواقعية، الانفتاح والحوار يعيشه الحزب الاشتراكي في هذه المرحلة".

وأضاف " من الواضح ان كلام وليد جنبلاط، جاء ليضع حدا لبعض الأصوات التي تحاول اظهار استدارةٍ بنسبة 360 درجة أقدم عليها التقدمي الاشتراكي منذ تسلّم تيمور قيادته بطريقة رسمية، وهنا ما يمكن التوقف عنده هو السرد التاريخي للتسويات  التي حاول وليد جنبلاط التذكير بها، بالاضافة الى تذكيره بالاتفاقات الداخلية والخارجية التي تم الوصول اليها من أجل تثبيت حالة السلم في لبنان.

وعبر هذا السرد والتذكير، حاول جنبلاط أن يقول، لكل المعوّلين على انضمام التقدمي الاشتراكي الى جوقة الأصوات الداعية للطلاق والفراق، ان الحوار هو مفتاح اي حلّ في لبنان".

واعتبر المصدر أن "ما يجب التوقف عنده مليا في ما نُقل عن وليد جنبلاط هو استغرابه رفض بعض القوى لاسيما المسيحية منها منطق الحوار او الذهاب الى طاولة حوار، وفي هذا المجال يبدو من الواضح ان جنبلاط توجه الى حليفه المسيحي التقليدي، اي الى حزب "القوات اللبنانية"، تاركاً رسالة له، عنوانها صريح ومعلن ويمكن اختصاره بالتالي: فلنذهب الى الحوار".

في المُحصلة يقول المصدر: " وفقاً لكلام جنبلاط، يبدو ان الازمة  الرئاسية ستطول ومخرجها الوحيد هو الحوار بين اللبنانيين بغض النظر عن طبيعة وشكل هذا الحوار، وكل تعويلٍ يخرج عن منطق التلاقي والانفتاح لا مكان له في المعادلتين الدولية والاقليمية، كما في الواقع الداخليّ اللبنانيّ".

المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التقدمی الاشتراکی

إقرأ أيضاً:

بين دفتين كتاب حكايات شعبية كورية.. نافذة على التراث والثقافة الكورية

تُعد الحكايات الشعبية جزءًا لا يتجزأ من تراث أي أمة، إذ تعكس قيمها ومعتقداتها وطريقة تفكير شعبها عبر العصور. ومن بين الثقافات الغنية بالقصص والأساطير، تبرز الحكايات الكورية التي تحكي قصصًا عن الحكمة، الخير، الشر، والصراع بين الإنسان والطبيعة. في هذا السياق، يأتي كتاب "حكايات شعبية كورية"، الذي يقدّم مجموعة من القصص الكورية التقليدية مترجمة إلى العربية، ليكون جسرًا ثقافيًا ممتعًا بين الثقافة الكورية والقارئ العربي.

صدر هذا الكتاب عن منشورات ذات السلاسل، وهي دار نشر كويتية معروفة بإصداراتها المتميزة في مختلف المجالات الأدبية والثقافية. وقامت بترجمته إلى العربية فضة عبد العزيز المعيل، حيث عملت على نقل هذه القصص بأسلوب سلس يراعي روح النص الأصلي، مما يتيح للقارئ العربي فرصة الاستمتاع بالحكايات الكورية بطابعها الأصيل.

يضم الكتاب مجموعة من القصص الشعبية القصيرة التي تعكس روح الثقافة الكورية وتقاليدها العريقة. بعض هذه الحكايات تدور حول العلاقات الاجتماعية، بينما تركز أخرى على العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وبعضها يحمل طابعًا أسطوريًا يرتبط بالمعتقدات القديمة في كوريا. تتنوع الشخصيات في هذه القصص بين البشر والحيوانات والكائنات الخارقة للطبيعة، مما يجعلها ممتعة وغنية بالخيال. الحكايات الشعبية ليست مجرد قصص تروى للتسلية، بل تحمل في طياتها رسائل تربوية وأخلاقية تهدف إلى غرس القيم في نفوس الأجيال الجديدة. من خلال هذه الحكايات، يتعرف القارئ على المبادئ الأساسية التي يؤمن بها المجتمع الكوري، مثل احترام الكبار، أهمية العائلة، الإخلاص، والعمل الجاد. كما أن بعض الحكايات تقدم نقدًا اجتماعيًا ذكيًا يعكس التحولات التي مرت بها المجتمعات الكورية عبر التاريخ.

إن أردنا المقارنة بين الحكايات الشعبية الكورية والعمانية فتمثل الحكايات الشعبية الكورية والعمانية تراثًا غنيًا يعكس تقاليد ومعتقدات كل مجتمع. ومع ذلك، هناك بعض الفروقات والسمات المشتركة بينهما، حيث اذا تحدثنا عن الطابع الأخلاقي والتعليمي فالحكايات الكورية غالبًا ما تركز على أهمية الذكاء، الصبر، والعمل الجاد، بينما تتناول الحكايات العمانية دروسًا حول الشجاعة، الأمانة، والإيثار، مع ارتباط قوي بالموروث الديني والتقاليد العمانية. و عند وصف البيئة والسياق، تعكس الحكايات الكورية بيئة الغابات والجبال والعلاقات بين الإنسان والطبيعة، بينما تميل الحكايات العمانية إلى تصوير حياة البحر والصحراء، مما يعكس طبيعة الجغرافيا العمانية. أما بالنسبة للعناصر الأسطورية في الحكايات الكورية، فتلعب الكائنات الخارقة للطبيعة مثل الثعالب ذات الذيل التسعة (Gumiho) والتنانين أدوارًا بارزة، بينما في الحكايات العمانية، يظهر الجن، السحر، والحيوانات المتكلمة بشكل متكرر. واخيراً تشترك الحكايات في تقديم رسائل أخلاقية وتعليمية، لكن الحكايات العمانية غالبًا ما تعكس المجتمع القبلي وقيم الكرم والشجاعة، في حين تسلط الحكايات الكورية الضوء على احترام التقاليد والعلاقات الاجتماعية.

يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة إلى المكتبة العربية، إذ يفتح نافذة جديدة على الأدب الشعبي الآسيوي، الذي لا يحظى بالكثير من التغطية في العالم العربي مقارنة بالأدب الأوروبي أو الأمريكي. من خلال هذه الحكايات، يستطيع القارئ العربي فهم الجوانب الثقافية والفكرية للمجتمع الكوري، مما يسهم في تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب.

إضافةً إلى ذلك، فإن ترجمة هذا الكتاب إلى العربية تسهم في نشر الثقافة الكورية وتعريف العرب بها بعيدًا عن الصورة النمطية التي قد تقدمها وسائل الإعلام. فالقصص الشعبية تعكس الحياة اليومية والمعتقدات الحقيقية للمجتمع الكوري، مما يجعلها مصدرًا قيمًا لفهم هذه الثقافة بعمق. إذا كنت من محبي القصص الشعبية والأساطير، فإن هذا الكتاب سيأخذك في رحلة ممتعة عبر الزمن، حيث ستتعرف على شخصيات مثيرة وأحداث مشوقة تحمل معاني عميقة. كما أن أسلوب الترجمة البسيط والممتع يجعله مناسبًا للقراء من مختلف الأعمار، سواء كانوا باحثين عن المتعة الأدبية أو الراغبين في التعرف على الثقافة الكورية بطريقة غير تقليدية.

يمثل كتاب "حكايات شعبية كورية" إضافةً نوعيةً إلى مجال الترجمة الأدبية، حيث يتيح للقارئ العربي فرصة لاستكشاف عالم جديد من القصص والأساطير التي تعكس جوهر الثقافة الكورية. إنه ليس مجرد كتاب للقراءة، بل هو جسر يربط بين حضارتين، ويدعو القارئ إلى الغوص في عالم الخيال الشعبي الكوري الغني بالدروس والعبر. لذا، إذا كنت تبحث عن قراءة ممتعة تحمل في طياتها قيمًا إنسانية وثقافية، فإن هذا الكتاب هو الخيار الأمثل لك.

مقالات مشابهة

  • التقدمي يحيي ذكرى مؤسسه بمهرجان شعبي حاشد في المختارة
  • تيمور جنبلاط: لنعمل معاً لأجل كل ما نادى به كمال جنبلاط
  • وليد جنبلاط للدروز: حافظوا على هويتكم العربية وتمسكوا بتاريخكم النضالي
  • الحزب الاشتراكي وتنظيم التصحيح يؤكدان أن العدوان الأمريكي لن يثني اليمن عن مساندة فلسطين
  • «وليد جنبلاط» يعلّق على زيارة وفد «درزي» سوري إلى إسرائيل
  • بين دفتين كتاب حكايات شعبية كورية.. نافذة على التراث والثقافة الكورية
  • وليد جنبلاط في ذكرى اغتيال والده: نحذّر من مخططات تقسيم سوريا
  • بالفيديو.. دموع وليد وتيمور جنبلاط في ذكرى المعلم
  • لغز بلا أدلة مذبحة الرحاب.. لغز الجثث الخمس التي حيرت الجميع!
  • في ذكرى كمال جنبلاط.. رسالة من سعد الحريري الى وليد جنبلاط