جنبلاط الأب يُطل من نافذة الحوار
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
يكاد يكون الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من أبرز الشخصيات السياسية المُعاصرة التي تقرأ الحاضر بحرفية فتبني على تفاصيله بعض تطلعات المستقبل، فجنبلاط الأب الذي اشتهر باستداراته المُتعددة، أثبت في أكثر من مرة صوابية قراراته بغض النظر عن ردود الفعل حولها من المؤيدين والمعارضين.
وبعد تسلّم النائب تيمور جنبلاط قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، ما ضخّ دماً شاباً وحيوية جديدة داخل الحزب وبيئته، اعتقد البعض ان "بيك المختارة" سينكفىء عن العمل السياسيّ، فيتفرغ لهواياته الكثيرة التي تصب في معظمها في عالمي الثقافة والفنون اللذين لا حدود لهما.
لكن الأشهر القليلة التي تلت تسلّم تيمور دفة القيادة، أكدت ان حرية حركته السياسية واسعة جداً، لكنها في الوقت نفسه متكئة على خبرة والده، الذي لا تشبه عبارات الانكفاء، الاستقالة أو حتى النظر من بعيد.
وما بدا لافتاً على هذا الصعيد، هو ما نُقل عن النائب السابق وليد جنبلاط مؤخراً من أفكار متعلقة بالحوار والتسوية الرئاسية الضرورية، التي لا شيء يمنع حدوثها على "البارد"، اذ ان التجارب ما بعد "الطائف" وتحديداً منذ انتخاب اميل لحود، مروراً بميشال سليمان ووصولاً الى ميشال عون، تؤكد ان لبنان يمكن له ان يعيد التوزان الى سلطاته من دون الذهاب الى اشتباكات دموية، غالباً ما تكون دفة الميزان فيها مائلة نحو الخسارة.
في هذا الاطار، أكد مرجع مطلع لـ"لبنان24" أن"النائب تيمور جنبلاط ليس بعيداً ابداً عن مفهوم الحوار، كما انه يعتمد الواقعية السياسية بحنكة وحرفية، وهذا ما ظهر من خلال تصريحات عديدة لنواب من "اللقاء الديمقراطي"، اذ أكدوا في غير مناسبة ان حضور جلسات الانتخاب الرئاسية واجب بغض النظر عن النتائج التي قد توصل اليها، مشيرين الى ان المقاطعة التي تعتبر من الحقوق الدستورية للنواب، لا يمكن ممارستها في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد.
وبالتالي وانطلاقاً من هنا يمكن القول، ان ما نُقل عن وليد جنبلاط، لم يكن موجها الى البيت الداخلي، اي الى الحركة السياسية ضمن الحزب التقدمي الاشتراكي، انما جاء كنوع من استكمال لمسار من الواقعية، الانفتاح والحوار يعيشه الحزب الاشتراكي في هذه المرحلة".
وأضاف " من الواضح ان كلام وليد جنبلاط، جاء ليضع حدا لبعض الأصوات التي تحاول اظهار استدارةٍ بنسبة 360 درجة أقدم عليها التقدمي الاشتراكي منذ تسلّم تيمور قيادته بطريقة رسمية، وهنا ما يمكن التوقف عنده هو السرد التاريخي للتسويات التي حاول وليد جنبلاط التذكير بها، بالاضافة الى تذكيره بالاتفاقات الداخلية والخارجية التي تم الوصول اليها من أجل تثبيت حالة السلم في لبنان.
وعبر هذا السرد والتذكير، حاول جنبلاط أن يقول، لكل المعوّلين على انضمام التقدمي الاشتراكي الى جوقة الأصوات الداعية للطلاق والفراق، ان الحوار هو مفتاح اي حلّ في لبنان".
واعتبر المصدر أن "ما يجب التوقف عنده مليا في ما نُقل عن وليد جنبلاط هو استغرابه رفض بعض القوى لاسيما المسيحية منها منطق الحوار او الذهاب الى طاولة حوار، وفي هذا المجال يبدو من الواضح ان جنبلاط توجه الى حليفه المسيحي التقليدي، اي الى حزب "القوات اللبنانية"، تاركاً رسالة له، عنوانها صريح ومعلن ويمكن اختصاره بالتالي: فلنذهب الى الحوار".
في المُحصلة يقول المصدر: " وفقاً لكلام جنبلاط، يبدو ان الازمة الرئاسية ستطول ومخرجها الوحيد هو الحوار بين اللبنانيين بغض النظر عن طبيعة وشكل هذا الحوار، وكل تعويلٍ يخرج عن منطق التلاقي والانفتاح لا مكان له في المعادلتين الدولية والاقليمية، كما في الواقع الداخليّ اللبنانيّ".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التقدمی الاشتراکی
إقرأ أيضاً:
مشاركة المقاومة الشعبية
*مشاركة المقاومة الشعبية*
———————————
*الحوار السوداني مع من وعلى ماذا ؟!*
*بكرى المدنى*
*مرونة قادة القوى السياسية والحركات المسلحة حول مشاركة الاسلاميين في الحوار السوداني/السوداني تشيء بإعتبار الاسلاميين عندهم هم حزب المؤتمر الوطني الذي أسقط نظامه وتم إعلان حله من قبل سلطة القحاتة قبل الحرب وهذا خطل كبير*
*ان المرونة السياسية في قبول مشاركة المؤتمر الوطني من بعد إعلان عزله السنوات القليلة الماضية -جيدة ومطلوبة ولا بأس أن تأتي مشروطة ولكن -*
*لكن الإسلاميين جماعة كبيرة وطويلة وعريضة وعميقة وهى أكبر من المؤتمر الوطني بل وأكبر من أحزاب وحركات الحوار السوداني مجتمعة !!*
*من المهم النظر للمجموعة الأكبر والأخطر والأكثر تأثيرا على الحاضر والمستقبل وضرورة إشراكها في الحوار السوداني واعنى المجموعة المشاركة اليوم في القتال كفاحا الى جانب القوات المسلحة وهم آلاف الشباب تحت لافتة المقاومة الشعبية من مستنفرين وغيرهم*
*إن شباب المقاومة المسلحة وغالبهم غير منظم في حزب سياسي بعينه وان غلب عليهم سمت التدين و الإتجاه الاسلامى عموما – أن مشاركة هؤلاء الشباب في الحوار السوداني مهمة جدا لأنهم قوة حية وحيوية وحقيقة على عكس كثير من اللافتات المرفوعة*
*ان أردنا للحوار السوداني نجاحا فيجب أن يضم الأطراف المؤثرة من أحزاب وجماعات وفي مقدمتها المقاومة الشعبية و المستنفرين من كل قوة بما في ذلك درع السودان و الأورطة الشرقية*
*على المقاومة الشعبية المقاتلة أن تنظم نفسها للمشاركة في الحوار السوداني/السوداني وعلى الجميع فتح الطريق لها* *ولا معنى لحوار يتجاوز القوة الحية والحيوية والحقيقية والوحيدة في البلد!*
إنضم لقناة النيلين على واتساب