لبنان ٢٤:
2025-03-25@18:28:22 GMT

جنبلاط الأب يُطل من نافذة الحوار

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

جنبلاط الأب يُطل من نافذة الحوار

يكاد يكون الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من أبرز الشخصيات السياسية المُعاصرة التي تقرأ الحاضر بحرفية فتبني على تفاصيله بعض تطلعات المستقبل، فجنبلاط الأب الذي اشتهر باستداراته المُتعددة، أثبت في أكثر من مرة صوابية قراراته بغض النظر عن ردود الفعل حولها من المؤيدين والمعارضين.

وبعد تسلّم النائب تيمور جنبلاط قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، ما ضخّ دماً شاباً وحيوية جديدة داخل الحزب وبيئته، اعتقد البعض ان "بيك المختارة" سينكفىء عن العمل السياسيّ، فيتفرغ لهواياته الكثيرة التي تصب في معظمها في عالمي الثقافة والفنون اللذين لا حدود لهما.



لكن الأشهر القليلة التي تلت تسلّم تيمور دفة القيادة، أكدت ان حرية حركته السياسية واسعة جداً، لكنها في الوقت نفسه متكئة على خبرة والده، الذي لا تشبه عبارات الانكفاء، الاستقالة أو حتى النظر من بعيد.

وما بدا لافتاً على هذا الصعيد، هو ما نُقل عن النائب السابق وليد جنبلاط مؤخراً من أفكار متعلقة بالحوار والتسوية الرئاسية الضرورية، التي لا شيء يمنع حدوثها على "البارد"، اذ ان التجارب ما بعد "الطائف" وتحديداً منذ انتخاب اميل لحود، مروراً بميشال سليمان ووصولاً الى ميشال عون، تؤكد ان لبنان يمكن له ان يعيد التوزان الى سلطاته من دون الذهاب الى اشتباكات دموية، غالباً ما تكون دفة الميزان فيها مائلة نحو الخسارة.

في هذا الاطار، أكد مرجع مطلع لـ"لبنان24" أن"النائب تيمور جنبلاط ليس بعيداً ابداً عن مفهوم الحوار، كما انه يعتمد الواقعية السياسية بحنكة وحرفية، وهذا ما ظهر من خلال تصريحات عديدة لنواب من "اللقاء الديمقراطي"، اذ أكدوا في غير مناسبة ان حضور جلسات الانتخاب الرئاسية واجب بغض النظر عن النتائج التي قد توصل اليها، مشيرين الى ان المقاطعة التي تعتبر من الحقوق الدستورية للنواب، لا يمكن ممارستها في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد.

وبالتالي وانطلاقاً من هنا يمكن القول، ان ما نُقل عن وليد جنبلاط، لم يكن موجها الى البيت الداخلي، اي الى الحركة السياسية ضمن الحزب التقدمي الاشتراكي، انما جاء كنوع من استكمال لمسار من الواقعية، الانفتاح والحوار يعيشه الحزب الاشتراكي في هذه المرحلة".

وأضاف " من الواضح ان كلام وليد جنبلاط، جاء ليضع حدا لبعض الأصوات التي تحاول اظهار استدارةٍ بنسبة 360 درجة أقدم عليها التقدمي الاشتراكي منذ تسلّم تيمور قيادته بطريقة رسمية، وهنا ما يمكن التوقف عنده هو السرد التاريخي للتسويات  التي حاول وليد جنبلاط التذكير بها، بالاضافة الى تذكيره بالاتفاقات الداخلية والخارجية التي تم الوصول اليها من أجل تثبيت حالة السلم في لبنان.

وعبر هذا السرد والتذكير، حاول جنبلاط أن يقول، لكل المعوّلين على انضمام التقدمي الاشتراكي الى جوقة الأصوات الداعية للطلاق والفراق، ان الحوار هو مفتاح اي حلّ في لبنان".

واعتبر المصدر أن "ما يجب التوقف عنده مليا في ما نُقل عن وليد جنبلاط هو استغرابه رفض بعض القوى لاسيما المسيحية منها منطق الحوار او الذهاب الى طاولة حوار، وفي هذا المجال يبدو من الواضح ان جنبلاط توجه الى حليفه المسيحي التقليدي، اي الى حزب "القوات اللبنانية"، تاركاً رسالة له، عنوانها صريح ومعلن ويمكن اختصاره بالتالي: فلنذهب الى الحوار".

في المُحصلة يقول المصدر: " وفقاً لكلام جنبلاط، يبدو ان الازمة  الرئاسية ستطول ومخرجها الوحيد هو الحوار بين اللبنانيين بغض النظر عن طبيعة وشكل هذا الحوار، وكل تعويلٍ يخرج عن منطق التلاقي والانفتاح لا مكان له في المعادلتين الدولية والاقليمية، كما في الواقع الداخليّ اللبنانيّ".

المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التقدمی الاشتراکی

إقرأ أيضاً:

ندوة وليست معركة : لا تحولوا الحوار الى حالة طوارئ

#سواليف

#ندوة وليست #معركة : لا تحولوا الحوار الى #حالة_طوارئ

بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة

في زمن كثر فيه الارتجاف السياسي وساد فيه الخوف من ظلال الخوف نفسه، تخرج علينا بعض الأصوات لتصنع من ندوة طلابية محترمة في الجامعة الأردنية أزمة وطنية من العيار الثقيل، وكأن اللواء المتقاعد المحلل العسكري فايز الدويري جاء ليقود انقلابًا لا ليتحدث في أمسية فكرية، وسط صرح أكاديمي، في وطن يفاخر بحريته وتعدديته، ويعيش هذه الأيام مرحلة انفتاح ديمقراطي و تحديث سياسي طالما انتظرنا أن تُترجم بأنشطة واقعية، حقيقية، تعيد الجامعات إلى مكانتها الطبيعية كمراكز للنقاش والحوار، لا كمستودعات صامتة للتلقين!

مقالات ذات صلة  تحويل شباب إلى المحكمة ظهروا بملابس لعبة الحبار 2025/03/23

نحن لا نتحدث عن مغنٍّ عابر، أو مؤثر من منصات “الترند”، بل عن رجل عسكري وطني من طراز رفيع، خدم في ميادين الشرف دفاعًا عن الثرى الطهور في هذا الوطن، وما باع يومًا ولا خان، ولا نطق إلا بما يعزّ الأردن ويُعلي شأنه ، فهو لا يعرف الا الاردن ، ولا ينطق الا بما يعز العرش والشعب . فهل صار حب الوطن والتعبير عن الموقف جريرة؟ وهل بات من غير المقبول أن يجلس شبابنا ليستمعوا لتحليل موضوعي من شخصية تحظى باحترام واسع بين الأردنيين والعرب والمسلمين؟! واذا كان هناك تجاوزات او اجتهادات خاطئة من بعض المتحدثين في هذا الظرف الاقليمي الصعب ،فليس من الحكمة ولا من الوطنية ان نحمل الموضوع اكثر من ما يحتمل .

من سخرية الواقع أن ردة الفعل الهستيرية جاءت في أيام رمضان المباركة، وفي وقت تُرتكب فيه أبشع المجازر في غزة، ويُستباح فيه المسجد الأقصى على يد المتطرفين الصهاينة، بينما تنتهك حكومة الاحتلال اتفاقية السلام مع الأردن صباح مساء، وترتكب خروقاتها جهارًا نهارًا، دون أن يرتجف لها قلم أو يتحرك لها بيان!

وفي مقابل هذا، نرى من يقيم الدنيا ولا يقعدها لأن الجامعة الأردنية، التي أنجبت قادة ووطنيين، قررت أن تستضيف فعالية طلابية، فيها صوت يعبر عن نبض الأردنيين… عن وجعهم… عن غيرتهم على فلسطين والأقصى والدم العربي المسفوك.

ثم لنكن صريحين: هل استضافة نسرين طافش – مع الاحترام لشخصها – كانت أكثر أهمية وجدوى من استضافة شخصية وطنية مثقفة كفايز الدويري؟ أم أن الحفلات الراقصة والمهرجانات الغنائية هي النموذج المقبول والمبارك للأنشطة الجامعية؟!

وأما عن التوقيت، فإن تزامن هذه الأمسية مع قرب نهاية الولاية الأولى للدكتور نذير عبيدات، رئيس الجامعة الأردنية، لا ينبغي أن يتحوّل إلى قميص عثمان. الرجل قدّم خلال سنواته إنجازات لا يُنكرها إلا جاحد، والجامعة في عهده حققت نهضة غير مسبوقة أكاديميًا وماليا وإداريًا وبحثيًا. فإن لم يُجدّد له، فلا بأس، وهذا لا ينتقص من عطائه ، وهو راض عن نفسه ،سائلا رضى ربه. ولكن السؤال الأهم: ماذا عن من أغرق جامعته بالأزمات، وخالف الدستور، وداست إدارته على القيم الأكاديمية، وزرع المحسوبية بدل العدالة ، وقسم الجامعة الى موالين لشخصه ومعارضين لنهج ادارته غير السوي؟ هل سيُكافأ على إنجازاته المزعومة ،فيعين وزيرا او في موقع اخر ؟ أم تُقدم رأسه للمقصلة او يخضع للمسائلة والمحاسبة؟

يا سادة… عندما تبالغون في الخوف من فعالية طلابية تتناغم مع وجدان الشارع الأردني، وتُهاجمون ندوة وتُشيطنون ضيفها، فأنتم ترسلون رسائل ضعف لا للداخل فحسب، بل للخارج أيضًا. إسرائيل لا تنتظر موافقاتنا لتحتل، ولا تحتاج أعذارنا لتبطش. هي تسعى كل يوم لتحويل الأردن إلى “الوطن البديل”، وأنتم تحاربون ندوة؟!

كفى تسليعًا للخوف، واستجداءً لرضا لا يأتي. كفى تحقيرًا لكل ما هو وطني ونبيل. من يخشى الدويري لأنه يعبّر عن موقف أردني عروبي إسلامي شريف، فالأولى به أن يراجع ولاءه، لا أن يُعلّق على بوابات الجامعة ليمارس دور الرقيب الكاره لكل ما له رائحة وطنية حقيقية.

ختامًا… تحية للدويري ولكل من تجرأ على التفكير بصوت مرتفع في زمن الخرس الجماعي. وتحيتنا الأعمق لمن نظّم هذه الفعالية، لأنها أعادت للجامعة بعضًا من هيبتها، واكدت ان في الاردن قيادة وشعبا قدمت ولا تزال كل انواع الدعم للاهل في غزة وفلسطين ، وذكّرتنا بأن الوطنية لا تُقاس بدرجة الصوت، بل بصدق الموقف ، وستبقى فلسطين هي بوصلتنا التي لا تنكسر .

مقالات مشابهة

  • أكشن مع وليد : هل يتضرر الاتحاد
  • ماذا دار بين جنبلاط ورئيس الجمهورية؟ معلومات تكشف
  • الرئيس عون التقى وليد وتيمور جنبلاط
  • الدروز في سوريا: هواجس وتحديات.. جنبلاط يرفض تحالف الاقليات
  • بابا الفاتيكان يدعو إلى إنهاء القصف على غزة
  • ندوة وليست معركة : لا تحولوا الحوار الى حالة طوارئ
  • أكشن مع وليد : كيف يفوز الأخضر على اليابان
  • أقدم باب مكتمل في تاريخ اليمن.. نافذة على عظمة الماضي
  • جنبلاط حذّر عرب 48 من الفخ: للإنتباه إلى المشاريع التي تُحاك ضدنا وضدكم
  • جنبلاط علّق على حادثة إطلاق الصواريخ.. ماذا قال؟