يتابع فريق بحثي من مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مشروع جمع وحفظ الموارد الوراثية النباتية ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية في سلطنة عمان، حيث بدأ الفريق اليوم وحتى الأول من سبتمبر القادم مهمته في محافظة ظفار في كل من جبل سمحان وولاية رخيوت وطيطام والمناطق المجاورة لها.

ويقوم الفريق بعمليات الجمع بالتنسيق مع جمعية صون الطبيعة (قيد التأسيس) ومجموعة من الخبراء المحليين بالمحافظة مستعينين بمعرفتهم الواسعة بالأسماء المحلية للنباتات واستخداماتها الغذائية والطبية والحياتية المختلفة، بالإضافة إلى معرفتهم بالغطاء النباتي في مختلف ولايات المحافظة والطرق المحلية الفاعلة في الحفاظ على الموارد الوراثية النباتية، باعتبار أن المعارف التقليدية هي جزء أصيل من المعرفة البشرية ويسترشد بها في الكثير من الأبحاث العلمية واستراتيجيات الحفظ، كما يشكل تعاون الفريق البحثي مع الخبراء المحليين فرصة لتبادل الآراء واطلاعهم على أبرز ما توصل إليه البحث العلمي في مجال النباتات المحلية. وسيقوم الفريق بمعية الخبراء المحليين بجمع بيانات النباتات.

ويهدف المشروع بشكل رئيس إلى جمع وحفظ الموارد الوراثية النباتية المحلية في سلطنة عمان التي تتميز بأهمية اجتماعية واقتصادية، حيث يقوم الفريق البحثي في مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد) بمهمة الجمع بمختلف محافظات سلطنة عمان وذلك وفقا لأولوية الأنواع النباتية التي حددها الباحثون في المركز، فبناء على بيانات الخبراء في كتاب استراتيجية حفظ النباتات الاقتصادية والاجتماعية في سلطنة عمان الذي نشره مركز موارد في 2017 م بالتعاون مع الجهات المشاركة، فإن المواقع الجغرافية في سلطنة عمان تمتاز بتنوع ثري من الأنواع النباتية تتوزع في عدة مواقع مثل الجبل الأخضر وجبل شمس ومحافظة ظفار وغيرها من الوجهات، واعتمادا على التحليلات المكانية لبرامج نظم المعلومات الجغرافية من حيث مواقع توزع النباتات ذات الأولوية وفترات إزهارها ونسب هطول الأمطار، فإن الفريق يحدد الوجهات المناسبة لعمليات جمع العينات والبذور والتي يتوقع -عبر تلك التحليلات- أن تكون هي الأماكن المثلى للجمع في تلك الفترة من السنة.

وقال الدكتور محمد بن ناصر اليحيائي، خبير الموارد الوراثية بمركز عمان للموارد الحيوانية والنباتية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: تشير الدراسات إلى أن سلطنة عمان تحتوي على ما يقارب 1408 من أنواع النباتات المحلية، بينما استطاع المركز تحديد قرابة 1200 نوع نباتي ذي أهمية اقتصادية واجتماعية؛ إلا أن هذه الأرقام تتغير يوما بعد يوم نظرا لاكتشاف أنواع جديدة من النباتات، وقد تم إعطاء النباتات الطبية أولوية الجمع، حيث إن طرق الاستفادة من النباتات تختلف، فمنها ما هو مهم في الغذاء والزراعة، ومنها ما هو مهم لتطوير الأصناف والسلالات وتسمى بالأقارب البرية للمحاصيل، ومنها ما يستخدم للزينة وهناك أنواع مهمة في تكوين الغابات.

وأضاف: يشمل مشروع الجمع كافة محافظات سلطنة عمان في فترات متفاوتة خلال السنة، وقد نفذ الفريق إلى الآن 65 مهمة في أكثر من 29 ولاية بمختلف محافظات سلطنة عمان، وقام بجمع أكثر من 100 مدخل من مدخلات النباتات الطبية، ويباشر الفنيون في البنك الجيني للبذور بتنظيف تلك البذور واختبار حيويتها وخلوها من الأوبئة والأمراض، وبعد اجتياز تلك البذور الفحوصات المقررة لها يتم إدخال البيانات المتعلقة بها في منصة بيانات الموارد الوراثية النباتية، حيث ستكون متاحة للباحثين للاستفادة منها عبر الموقع الإلكتروني للمنصة، وستكون الموارد الوراثية المجمعة محفوظة ومصانة من المخاطر المحدقة بها والتي تعرضها لخطر الانقراض، حيث تحفظ تلك البذور في البنك الجيني للبذور مما سيوفر لها ملجأ آمنا قد تصل فترة بقائها حية لمئات السنين في غرفة حفظ الأصول في البنك الجيني، الذي تصل درجة الحرارة فيه إلى -20 درجة مئوية.

وأكد الدكتور محمد اليحيائي حرص المركز على تذليل العقبات والتحديات التي يواجهها الباحثون في سلطنة عمان عند رغبتهم في دراسة الأنواع النباتية المحلية، ومن ضمن تلك الصعوبات الأجواء والتضاريس القاسية في سلطنة عمان، حيث إن الباحثين في موارد يقومون بجمع البذور رغم قسوة التضاريس وارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق، وذلك إيمانا من المركز بجدوى هذه الموارد اقتصاديا وطبيا إذا ما تم استغلالها بالشكل الصحيح.

وقال المنذر بن راشد المعمري، أخصائي موارد وراثية نباتية بالمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: إن جمع وحفظ الموارد الوراثية النباتية المحلية ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية في سلطنة عمان يمثل أحد المشروعات الأساسية التي يقوم بها مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ونسعى في هذا المشروع إلى جمع الحد الأقصى من الأنواع النباتية المحلية في سلطنة عمان وحفظها وإتاحتها للباحثين ومطوري الأصناف، كما يرتبط جمع بذور النباتات المحلية بتسجيل جميع البيانات المتعلقة بالنبتة كالاستخدام المحلي والاسم المحلي وغيره.

وأشار إلى أن لمركز «موارد» يدا في البرية كما له يد في المختبرات والمعامل، ويجدر بنا ذكر المؤسسات المتعاونة كحديقة النباتات العمانية وجامعة السلطان قابوس وغيرها من المؤسسات المساهمة بشكل مباشر وغير مباشر في تنفيذ هذا المشروع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

إطلاق أغنية "يا هلا" ترحيبًا بزوار "موسم الخريف"

 

 صلالة- الرؤية

أطلقت حملة خريف ظفار الأغنية الخاصة بموسم خريف ظفار 2025 ويأتي إطلاق هذه الأغنية في إطار مبادراتها الفنية الترويجية للموسم.

وتحمل الأغنية عنوان "يا هلا" ونسجت كلماتها بنغمة تعبر عن الترحيب بالزوار لموسم الخريف الذي يقصده الناس من كل مكان في فصل الصيف أو ما يُعرف بموسم الخريف، حيث تتميز محافظة ظفار فيه بأجواء لطيفة واستثنائية.

يأتي في سياق كلمات الأغنية معاني الكرم والجود والشهامة في أشاره إلى حسن الإستقبال وكرم الضيافة المعروف عن أهل محافظة ظفار وروعة الأجواء في موسم الخريف والمقومات الحضرية والفعاليات المختلفة والطبيعة الخلابة حيث طوقت الحروف ونسجت في هذا العمل الفني لتعكس جماليات الأنسان والمكان في موسم الخريف المتكامل.

وتأتي أبيات الأغنية كالآتي: 

ياهلا فيكم ياهلا .. في خريف ظفار بحب وسلامه

يا هلا فيكم ياهلا بكل زائر.. في ظفار الجود وطيب المناظر

والفعاليات لي تسعد الخاطر .. كل شي يهديك احلى ابتسامه 

الشواطئ الساحرة والسكينه .. والمعالم حاضره بكل مدينة

وناسها للضيف دايم امينه .. والكرم فيهم وروح الشهامه

الخريف يطرب لكم بالأغاني .. وين ما وليت تلقى التهاني

والرذاذ لك تسوق الأماني ..غيمه من كفك تطير حمامه

وقد تم التعاون في هذا العمل الفني مع فريق عماني وخليجي متميز لضمان وصول الأغنية على المستويين الخليجي والعربي. فالأغنية من كلمات الشاعر العماني طارش قطن، وغناء الفنان فؤاد عبدالواحد، وألحان الدكتور عبدالعزيز الغريبي، وتوزيع أحمد الحجاجي.

بهذا التعاون الفني المتميز، تسعى محافظة ظفار للترويج لظفار في موسم الخريف كوجهة سياحية رائدة على المستويين الإقليمي والعربي. تلبي فيه المحافظة خلال هذا الموسم تطلعات جميع الفئات؛ من الباحثين عن الاسترخاء في أحضان الطبيعة، إلى عشاق المغامرة والأنشطة الرياضية، وصولًا إلى محبي الأجواء الباردة والمناظر الطبيعية المتجددة سنويًا. كل هذا ضمن جدول غني بالفعاليات والتجارب الثقافية والترفيهية التي ترضي كل الأذواق.

مقالات مشابهة

  • عاجل| وفاة 3 مواطنين إماراتيين بحادث سير في سلطنة عمان
  • وفاة 3 إماراتيين وإصابة 9 بحادث سير في سلطنة عمان
  • رجال الأعمال: حجم الاستثمارات المصرية في سلطنة عمان تتخطي 2.5 مليار دولار
  • إطلاق أغنية "يا هلا" ترحيبًا بزوار "خريف ظفار"
  • إطلاق أغنية "يا هلا" ترحيبًا بزوار "موسم الخريف"
  • إعفاء مواطني دولة عربية من تأشيرة دخول روسيا
  • رئيس محكمة النقض يستقبل وفدًا قضائيًا من سلطنة عمان
  • حقوق الإنسان في سلطنة عمان مصانة
  • إطلاق أول صندوق لتحول الطاقة في سلطنة عمان بالشراكة مع تمبل ووتر الصيني
  • القضاء على 161.4 ألف من الطيور الغازية في محافظة ظفار