من المخجل، لا بل المقيت، أننا ما زلنا نطرح أزمة انقطاع أدوية السرطان على العلن، في بلد عرف يوماً بـ"مستشفى الشرق". وبين مطرقة وقف دعم هذه الأدوية وسندان أسعارها النارية في السوق الموازية، يبدو أن معاناة المريض في لبنان لا نهاية قريبة لها، بل سيلاحقه شبح الموت ما دام مصيره محاصراً في دهاليز السياسة.

غريّب: للإنتقال من دعم السلعة إلى دعم المريض    موضوع إنقطاع الأدوية يعود إلى حوالى العامين، بحسب نقيب مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان جوزيف غريّب، مشيراً إلى أنه لملء الفراغ، شهدت الأدوية المهرّبة طفرة واسعة وأغلبها مزوّر وغير مضمون وبالتالي يضرّ بصحة المريض.

     وما يحصل اليوم على حدّ ما قال غريّب لـ"لبنان24"، هو أن هذه العصابات تستغل المريض وتستميله لناحية تسليمه الدواء بسعر أرخص، لأنه مزوّر ولا يستوفي الشروط، إذ أن آلية تسعير الأدوية غير المدعومة في لبنان هي الحصول على أدنى الأسعار بين دول الجوار وهي متوفرة بكميات كبيرة.    وأشار إلى أنه عقب تسلّم حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري مهامه، اتّخذ قراراً حول صرف أموال لدى "المركزي"، بحيث يتم صرف الأموال من خلال مشروع إقراض، أو بقرار من مجلس الوزراء حول كيفية استعمال العملات الأجنبية في مصرف لبنان أي الـSDR.    كما لفت غريّب إلى أنه منذ حوالى الشهر، توقف الدفع للشركات المصنّعة ما أدّى إلى عرقلة عملية الشحن، في ظل عدم الوضوح بشأن استمرار عملية الدعم.    وفي هذا الإطار، لا بدّ من الإشارة إلى أن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أكد أنه اجتمع مع الرئيس نجيب ميقاتي بوجود لجنة الصحة، وكان تأكيد أن أي تغيير لن يطرأ على الدعم.    ونفى غريّب وجود أي احتكار في السوق لأدوية السرطان، مشدداً على أن كل الأدوية المدعومة تخضع لأجهزة التتبّع الخاصة بوزارة الصحة، وبالتالي العملية مرصودة منذ وصول الشحنات إلى الأراضي اللبنانية حتى توزيعها، والوزارة هي التي تحدد توزيع الأدوية عبر لجنة صحية تقبل الملفات، ثم يقوم فريق متابعة جهاز المكننة بصرف الأدوية على المستشفيات والمرضى.    وشدد على أن الوقت حان لوقف اعتبار الدعم بحالة دائمة، وأن يتخذ المعنيون خطوة لتغيير الدعم من حيث الشكل والمضمون للإنتقال من دعم السلعة إلى دعم المريض.    سلّوم: مرضى السرطان أهم من الإستحقاق الرئاسي    أما نقيب الصيادلة جو سلوم فأكد أن عدم توفر أدوية السرطان في السوق سببه عدم توفّر الأموال، مع العلم أنها مدعومة بشكل كامل.    وفي حديث لـ"لبنان24"، قال سلوم إن هذه الأدوية يجب أن تبقى مدعومة لأن مرضى السرطان لا يمتلكون القدرة المالية على شراء الدواء في حال أصبح غير مدعوم.    وأضاف: "نحن بحاجة إلى ما بين 50 و60 مليون دولار، بينما يتم تخصيص 25 مليون دولار شهرياً فقط لهذا الشأن، ما يؤدي إلى عدم توفر أكثر من 60% من أدوية السرطان وبالتالي إجبار المرضى على تغيير بروتوكول علاجهم، الأمر الذي يعيدهم إلى نقطة الصفر، أو التوجه نحو الأدوية المهربة والمزوّرة في السوق الموازية".    وأشار سلوم إلى أن السبب الثاني الذي يؤدي إلى استمرار هذه الأزمة هو هدر أموال الدعم على أدوية كانت تهرّب إلى الخارج إذ جرى هدر حوالى الـ4 مليار دولار خلال سنوات ضئيلة على كل أنواع المهربة للخارج من دون حسيب أو رقيب، في حين كان يجب منذ البداية وضع خطة استقرائية للـ20 سنة المقبلة لتأمين أدوية الدعم لمرضى السرطان بصورة مستدامة.    وقال: "كان من الجدير الدعوة إلى حالة طوارئ أو إلى مؤتمر للمانحين على غرار ما جرى القيام به للاجئين، فالمرضى هم لبنانيون يستحقون هكذا طاولة لأن الدولة لن تتلكأ عن مساعدتهم في حال كانت الداتا والأرقام واضحة أمامها".    كما اعتبر سلوم أن عقد طاولة حوار لمناقشة وضع مرضى السرطان والأمراض المزمنة والمستعصية أهمّ من الإستحقاقات السياسية والرئاسية".    وعلى رغم عدم توفر عدد كبير من أدولة السرطان في الصيدليات، شدد سلوم على أن "نحن مع المرضى كما كنا في السابق، وقمنا بتحركات أمام القصر الجمهوري والسراي الحكومي لمنع رفع الدعم وتوفير مبلغ من حقوق السحب الخاص، فنحن اليوم مستمرون بهذا النضال لأن هذه القضية الإنسانية يجب أن يحملها كل مواطن لبناني على عاتقه".    وختم سلّوم محذراً من التحول لأي دواء بديل لعلاج السرطان، لأن المريض ليس حقل تجارب. 
 
وكما في كل قضية مصيرية وإنسانية، يبقى الأمل معلًقاً بحدوث أي أعجوبة في هذا الوطن الذي يموت فيه أبناؤه من قلة الدواء، في حين أن أقل ما يقال عن بعض مسؤوليه، إنهم غير مسؤولين.      المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أدویة السرطان فی السوق إلى أن

إقرأ أيضاً:

تكلفتها مليون جنيه يدفع المريض 400 جنيه فقط.. تفاصيل عملية تمدد الشريان الأورطي

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية ، عن نجاح أول عملية لعلاج تمدد الشريان الأورطي باستخدام الدعامة المغطاة بتقنية EVAR، لسيدة  مسنة، وذلك داخل مستشفى شرم الشيخ الدولى، التابع لهيئة الرعاية الصحية بجنوب سيناء.

وأوضح بيان الهيئة، أن المريضة حضرت إلى مستشفى شرم الشيخ الدولى، وبمناظرة الحالة تم اكتشاف وجود تمدد الشريان الرئيسى للقلب (الشريان الأبهر ) للمريضة، وعليه تم عرض الحالة على قسم جراحة الأوعية الدموية، ووجد أن نسبة حدوث انفجار الشريان لهذه المريضة  تتخطى 80%، ووفقًا للبروتوكولات العلاجية أوصى الفريق الطبي المعالج بإجراء عملية لإصلاح تمدد الشريان الأورطي الباطني بتقنية (EVAR) للمريضة.

إعادة تشكيل المجلس الاستشاري الطبي بهيئة الرعاية الصحية رئيس هيئة الرعاية الصحية: تعاون مصري بريطاني لإنشاء أول مركز تميز للأورام قيادات الرعاية الصحية تتفقد مركز طب أسرة محمد مشالي ببورسعيد

وتابع البيان: تم إجراء العملية للمنتفعة بنجاح، وبدون أي مضاعفات ، وذلك على يد فريق طبي من أمهر الاستشاريين بمستشفى شرم الشيخ الدولى ضم كل من،  "أ.د احمد رياض ، أ.د شريف حسين" استشاريى جراحة الأوعية الدموية بالمستشفى ، وبمشاركة فريق التخدير برئاسة أ.د إسماعيل عبد الجواد استشاري التخدير ، وبمعاونة فريق التمريض المتميز بمستشفى شرم الشيخ الدولى.

جانب من العملية 

وأكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أن الهيئة تواصل جهودها المستمرة في مجال توفير كافة الحزم الطبية وتقديم الرعاية الصحية المتميزة، لمنتفعي منظومة التأمين الصحي الشامل وذلك وفق أعلى معايير الجودة العالمية، مشيرًا إلى أن تكلفة التدخل الجراحي باستخدام الدعامة المغطاة بتقنية EVAR تصل لمليون جنيه للعملية الواحدة خارج التغطية الصحية الشاملة، فيما لا يتحمل المريض سوى 400 جنيه فقط كنسبة مساهمة، وهو ما يعكس التزام الدولة بتوفير رعاية صحية متطورة تحت مظلة التغطية الصحية الشاملة.

جانب من العملية 

وأوضح السبكي أن هذا الإنجاز يأتي بفضل امتلاك الهيئة لكوادر طبية ذات كفاءة عالية خاصة في التخصصات الدقيقة، والتي تُعد من أكثر التخصصات طلبًا على مستوى العالم، مما يضع الهيئة في مصاف المؤسسات الصحية العالمية من حيث جودة الخدمة الطبية والتميز المهني، وأضاف: "توفير الكوادر الطبية المؤهلة ليس فقط إنجازًا بل ضرورة استراتيجية لضمان تقديم خدمات صحية ذات مستوى عالمي تليق بالمواطن المصري".

جانب من العملية 

مشيرًا أن منشآت الهيئة، بما في ذلك المستشفيات ومراكز ووحدات صحة الأسرة، تُجهز وفق أعلى المعايير العالمية من حيث الإنشاء والتقنيات الطبية الحديثة، وأوضح أن استخدام تقنيات متطورة مثل تقنية EVAR لعلاج تمدد الشريان الأورطي بدون جراحة، يمثل خطوة نوعية نحو تقليل المخاطر الجراحية وتسريع فترة التعافي، فضلًا عن ضمان العلاج الآمن وفق أحدث الإرشادات  الطبية والبروتوكولات العلاجية الدولية.

تفاصيل عملية الدعامة المغطاة EVAR

جدير بالذكر، أن استخدام الدعامة المغطاة EVAR من أحدث العلاجات المتوفرة عالميًا لعلاج تمدد الشريان الأورطي، وقد تم استحداثها ضمن حزم خدمات منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة ، حيث توفر عدة مزايا منها استخدام نوع تخدير أبسط ويظل المريض مدة أقل تحت تأثير المخدر، مع عدم الاحتياج لنقل دم، وعدم الاحتياج للبقاء في العناية المركزة، سرعة العودة للمنزل بعد يوم واحد من العملية مقارنه بعشرة أيام علي الأقل في حالة الفتح الجراحي.

جانب من العملية جانب من العملية 

مقالات مشابهة

  • مجلس الأدوية بالقضارف يضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمجلس
  • أمريكية تخلت أسرتها عنها بعد إصابتها بالسرطان.. تعلمت درسا قاسيا
  • رحيل تشارلز دومون.. مؤلف أشهر مقطوعة فرنسية
  • هل تستغل روسيا الفترة الانتقالية في واشنطن لفرض نفوذها؟
  • مجلس الأدوية بنهر النيل يضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمجلس
  • الإفتاء تكشف فضل عيادة المريض وثوابها
  • المجلس القومي للسموم يضبط أدوية مهربة ويحذّر من خطورة الأدوية المغشوشة
  • لبنان: أكثر من 3 آلاف شهيد و14 ألف مصاب منذ بدء العدوان
  • تكلفتها مليون جنيه يدفع المريض 400 جنيه فقط.. تفاصيل عملية تمدد الشريان الأورطي
  • إحتلالٌ وضمٌّ حتى الليطاني أو أكثر