حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي من أن الاضطرابات الأخيرة في الاقتصاد العالمي تهدد بإحداث تغييرات طويلة الأمد، مما يبقي الضغوط ةالتضخمية أعلى من المعتاد ويعقد دور صناع السياسة النقدية.

وفي حديثها في المؤتمر السنوي للاحتياطي الفيدرالي الأميركي في جاكسون هول بولاية وايومنغ، يوم الجمعة، قالت كريستين لاغارد إن محافظي البنوك المركزية يجب أن يكونوا "منتبهين للغاية بحيث لا تتسلل التقلبات الأكبر في الأسعار النسبية إلى التضخم على المدى المتوسط من خلال الأجور التي تلاحق الأسعار بشكل متكرر".

مادة اعلانية

رئيس الفيدرالي الأميركي: النمو القوي للاقتصاد قد يتطلب زيادات إضافية لسعر الفائدة

وقالت لاغارد: "إذا أصبح العرض العالمي أقل مرونة، بما في ذلك في سوق العمل، وانخفضت المنافسة العالمية، فيجب أن نتوقع أن تلعب الأسعار دورًا أكبر في التكيف". "إذا واجهنا أيضًا صدمات أكبر وأكثر شيوعًا - مثل صدمات الطاقة والصدمات الجيوسياسية - فيمكننا أن نرى الشركات تمرر زيادات التكلفة بشكل أكثر اتساقًا"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز"، واطلعت عليه "العربية.نت".

شركات سوق السعودية "إس تي سي": "توال" تحصل على موافقات للاستحواذ على 3 شركات أبراج

وتأتي تعليقاتها بعد تصريحات سابقة أدلى بها جيروم باول، رئيس البنك المركزي الأميركي، الذي حذر من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لم يتغلب بعد على التضخم، وقد يحتاج إلى تنفيذ المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة، وإن كان يسير "بحذر".

يمر محافظو البنوك المركزية، وخاصة في الاقتصادات المتقدمة، بمنعطفات حرجة في معاركهم ضد التضخم. وقد تباطأ نمو أسعار المستهلك من ذروته الأخيرة في أعقاب الوباء، لكنه لا يزال أعلى بكثير من مستوى 2% الذي يستهدفه كثيرون منذ فترة طويلة.

إلى جانب المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي الوشيك وتشديد الظروف المالية، أصبحت وجهات النظر أكثر انقسامًا حول كيفية معايرة السياسة النقدية لضمان انخفاض التضخم دون التسبب في آلام غير ضرورية للشركات والمستهلكين.

تشير استطلاعات الأعمال الأخيرة إلى أن منطقة اليورو تتجه نحو تراجع جديد، مما دفع المستثمرين إلى التحوط على رهاناتهم على قيام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة مرة أخرى الشهر المقبل. ولكن الكثير من هذا يتوقف على التضخم وما إذا كان سيستمر في الانخفاض، وخاصة بعد استبعاد أسعار الطاقة والمواد الغذائية المتقلبة.

ومع ذلك، لم تقدم لاغارد سوى القليل من المؤشرات حول الاتجاه الذي تميل إليه، وكررت فقط الحاجة إلى تحديد أسعار الفائدة عند"مستويات مقيدة بما فيه الكفاية لأطول فترة ضرورية" لإعادة التضخم إلى الهدف في الوقت المناسب.

لقد انكمش الاقتصاد الألماني أو أصابه الركود لمدة ثلاثة أرباع متتالية بسبب التراجع في قطاع التصنيع الضخم، في حين أضر تعطل التجارة العالمية بقوته التقليدية في الصادرات. وقد أثار هذا الضعف في أكبر اقتصاد في أوروبا الشكوك حول قدرة البنك المركزي الأوروبي على الاستمرار في رفع أسعار الفائدة.

لكن لاغارد قالت في جلسة منفصلة إن الاقتصاد الألماني "لم ينكسر"، وإنهم "يقومون بإصلاحه"، مستشهدة بكيفية بناء البلاد لمنشآت الغاز الطبيعي المسال لتحل محل الغاز الروسي في ستة أشهر فقط.

وقالت إن واضعي أسعار الفائدة بحاجة إلى الوضوح والمرونة والتواضع للتعامل مع حالة عدم اليقين الناجمة عن الصدمات المتعددةللاقتصاد العالمي، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا والغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا.

وانخفض التضخم في منطقة اليورو إلى النصف من ذروة العام الماضي البالغة 10.6%، ويتوقع اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم أن يتباطأ من 5.3% في يوليو إلى 5% في أغسطس عندما تنشر بيانات الأسعار الجديدة الأسبوع المقبل.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News البنك المركزي الأوروبي أوروبا التضخم في أوروبا اقتصاد أوروبا كريستين لاغارد

المصدر: العربية

كلمات دلالية: البنك المركزي الأوروبي أوروبا التضخم في أوروبا اقتصاد أوروبا البنک المرکزی الأوروبی أسعار الفائدة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار خام البصرة وسط استقرار أسعار النفط العالمية

ديسمبر 17, 2024آخر تحديث: ديسمبر 17, 2024

المستقلة/- شهدت أسعار خام البصرة الثقيل والمتوسط ارتفاعاً طفيفاً اليوم الثلاثاء، تزامناً مع استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية. حيث سجل خام البصرة الثقيل زيادة بمقدار 68 سنتاً ليصل إلى 68.99 دولاراً للبرميل، في حين ارتفع خام البصرة المتوسط بنفس المقدار ليصل إلى 72.09 دولاراً للبرميل.

يأتي هذا الارتفاع في الأسعار بعد استقرار أسواق النفط العالمية، حيث تشير التوقعات إلى ضعف الطلب من الصين، مما يساهم في تحديد مسار أسعار النفط خلال الفترة المقبلة. في الوقت نفسه، يبدو أن المستثمرين في الأسواق العالمية قد بدأوا في جني الأرباح، خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط بنسبة 2% في الأسبوع الماضي.

وفي هذا السياق، يرى خبراء النفط أن استقرار الأسعار يرتبط بعوامل متعددة تشمل توقعات الطلب، خاصة من أكبر مستهلكين للنفط مثل الصين، فضلاً عن التقلبات في سوق الأسهم والسياسات الاقتصادية العالمية. ورغم التوقعات بانخفاض الطلب، إلا أن التحسن الطفيف في أسعار خام البصرة يظل مرتبطاً بتحركات السوق وتحولات الأسعار في أسواق النفط العالمية.

تواصل أسعار النفط العالمية تحدياتها في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل الأسعار على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن التحركات في أسعار خام البصرة تمثل جزءاً من تلك الديناميكيات العالمية، حيث لا يزال الطلب على النفط في الأسواق الكبرى يلعب دوراً مهماً في تحديد الأسعار على الصعيدين المحلي والعالمي.

من جهة أخرى، يعتبر العراق أحد أكبر منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط، ويعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط في دعم اقتصاده الوطني. ولذلك، تساهم تقلبات أسعار خام البصرة في تحديد مدى استقرار الاقتصاد العراقي على المدى القصير والطويل.

مقالات مشابهة

  • الأبناك تحافظ على سعر الفائدة مرتفع رغم قرار البنك المركزي
  • الأسواق العالمية تترقب أسبوعا مليئا بالبيانات الاقتصادية
  • البنك الوطني الأوكراني يرفع سعر الفائدة ويحذر من تضخم متصاعد مع استمرار الحرب
  • استقرار أسعار الذهب قبل اجتماع البنك المركزي الأمريكي
  • بنك المغرب المركزي يخفض الفائدة 25 نقطة أساس
  • ارتفاع أسعار خام البصرة وسط استقرار أسعار النفط العالمية
  • البنك المركزي يكشف أسباب تراجع معدلات التضخم لـ25.5% خلال نوفمبر
  • البنك المركزي: 31.64% متوسط الفائدة على أذون الخزانة بأجل 91 يوما في عطاء أمس
  • %30.. أسعار الفائدة على شهادات ادخار «البنك الأهلي الكويتي مصر» قبل قرار المركزي
  • الإحصاء السعودي: 2.0% معدل التضخم السنوي بالمملكة في نوفمبر 2024