نيوزيمن:
2024-06-30@02:52:24 GMT

حوثنة المدرسة اليمنية.. تلغيم الجيل وتطييف المجتمع

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

تتواصل مساعي مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لطمس كل ما يعبر عن الهوية الجمهورية للمجتمع اليمني، واستبداله بموروث سلالي بحلة إيرانية، إذ عمدت الجماعة مؤخرًا إلى حذف ذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر المجيد من خطتها العامة للأنشطة المدرسية. 

وإلى جانب ما فرضته من إجراءات للتخلص من رمزية الجمهورية اليمنية، ابتدعت ذراع إيران 17 مناسبة طائفية وعنصرية مختلفة، لتكريس مشروعها السلالي، ومن ضمنها يوم الغدير ويوم الولاية، ومناسبات أخرى استنسختها عن النموذج الإيراني الذي يرفضه اليمنيون.

 

وفي الوقت الذي تعمل فيه المليشيا الحوثية، على خلق تصور جديد للهوية اليمنية، اعتبر مراقبون إجراءات الجماعة تعبيرا صريحا عن الطبيعة السلالية للحركة الحوثية، وطموحها في استعادة تركة الأئمة التي قفز عليها اليمنيون بثورة الـ26 من سبتمبر. 

استراتيجية طائفية 

منذ انقلاب ذراع إيران على الحكومة، وسيطرتها على مؤسسات الدولة بانقلاب 21 سبتمبر عام 2014م، عملت على تلغيم الهوية الوطنية بخطاب طائفي سلالي يهدف لبناء قاعدة للقضاء على كل ما يربط المجتمع بتاريخه الثوري ضد الإمامة، وبناء تصورات جديدة تمهد من خلالها لتكريس مشروعها العنصري. 

وفي هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي عبدالواسع الفاتكي: "في إطار الاستراتيجية الطائفية والسلالية التي تنتهجها المليشيات الحوثية في مساعيها الحثيثة، لتغيير الهوية الوطنية اليمنية، أقدمت المليشيات الحوثية على سلسلة من الانتهاكات الوطنية". 

وفي إطار حديثه لـ"نيوزيمن"، يرى الفاتكي أن ما وصفها بالانتهاكات الوطنية: "تستهدف الثوابت اليمنية الوطنية والاجتماعية، من خلال سعيها الدؤوب لطوأفة التعليم وتغيير فلسفته الوطنية عبر تغيير المناهج الدراسية، بما يتواءم مع أفكارها الطائفية السلالية". 

وأشار الى أن: "الجماعة حريصة على تزييف الوعي الوطني لدى أجيال النشء، وطمس ما يتصل بالتاريخ الثوري لليمنيين ضد الإمامة، التي تعد المليشيات الحوثية امتدادا بشعا لها". 

وأضاف: "ما أقدمت عليه المليشيات الحوثية من اعتداء صارخ على تاريخ ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م، من خلال حذف الاحتفال بها من خطتها العامة للأنشطة المدرسية، وابتداعها 17 مناسبة طائفية وعنصرية ينم بوضوح تام، عن إصرار المليشيات الحوثية على إلغاء كل ما يتصل بنضال وكفاح اليمنيين ضد الكهنوت السلالي الإمامي من الذاكرة الوطنية، لإعادة اليمنيين إلى بيت طاعته". حد وصفه. 

ويعتقد الفاتكي أنه بـ:"إحلال المليشيات الحوثية مناسباتها العنصرية والطائفية، محل المناسبات الوطنية اليمنية، تكرس نفسها كفصيل سلالي مليشياوي مناقض تماما للفكر الوطني والهوية اليمنية ومناف كليا للمكتسبات  الوطنية الجمهورية التي ضحى من أجلها اليمنيون طويلا". 

ولفت إلى أن مشروع الجماعة: "يجعل اليمنيين أمام مهمة تاريخية ووطنية، للدفاع عن الجمهورية ومبادئ الثورة اليمنية، وصون اليمن الجمهوري من الخطر السلالي الكهنوتي المليشياوي، وآثاره الكارثية على حاضر ومستقبل اليمنيين". 

وتستهدف الحركة الحوثية المدرسة اليمنية لتمرير خطابها العنصري، وترسيخ نموذجها السلالي، عبر تحريف المناهج، وإنشاء مراكز صيفية وتعبوية، تعمل على غسل أدمغة الصغار، واستبدال الرمزيات الثورية اليمنية، برمزيات سلالية وإمامية. 

تغذية ثورية 

ولمواجهة ما يعتبره مراقبون، محاولة حوثية للقضاء على رمزية الجمهورية اليمنية، والتخلص من الذكرى الثورية لـ26 من سبتمبر المجيد، يؤكدون على أهمية تعزيز الوعي الاجتماعي بأهمية الحفاظ على موروثهم الثوري المناهض لأطماع السلاليين. 

وفي هذا السياق، يرى الصحفي صلاح الجندي، أنه لا يمكن لليمنيين الحفاظ على هويتهم الثورية، ما لم تعمل الحكومة على تغذية وعيهم الذي سخرت جماعة الحوثي كل طاقاتها لتشويهه وحشوه. 

وقال الجندي في إطار حديثه لـ"نيوزيمن": "ذراع إيران لن تترك أي شيء يذكِّر الشعب اليمني برفضه للسلاليين، لا سيما وهي تسعى لترسيخ نفسها كوريث شرعي للأئمة الذين تخلص منهم اليمنيون بثورة الـ26 من سبتمبر". 

وأشار الى أن: "استراتيجية الحركة الحوثية تعتمد على تلغيم الوعي الجماهيري لليمنيين، بمفاهيم جديدة تهدف لمحو كل ما يتصل برفض شعبي مناهض لحكمها أو للسلالة العنصرية، وبالتالي يجب أن ينشأ خطاب معاكس يقوم على تعرية أهداف الجماعة وطموحاتها". 

وأكد على أهمية: "تكثيف الحملات الإعلامية المعرية للمليشيات الحوثية وأهدافها اللاوطنية، بالإضافة لاتخاذ إجراءات صارمة بحق المنظمات والجهات الداعمة للمليشيات الحوثية لطبع المناهج الدراسية المحرفة كمنظمة اليونيسف". 

واختتم بالقول: "يجب على الحكومة الضغط سياسيًا ودبلوماسيًا، من خلال الامتناع عن التجاوب مع أي مساع دولية وإقليمية للجلوس، مع المليشيات الحوثية والتفاوض حول أي ملفات في حين تستمر الجماعة بطوأفة المجتمع، باعتبار أن ما تمارسه المليشيات الحوثية يعد خطرًا كبيرًا من شأنه تلغيم مستقبل البلاد".

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الملیشیات الحوثیة

إقرأ أيضاً:

هل يطوي الشباب الإيراني صفحة الماضي ويقبل على انتخابات 2024؟

طهران- فئة من المجتمع يمكنها أن تغير قواعد اللعبة، كما صدمت العالم والسلطات في إيران عام 2022 باحتجاجات عنوانها "المرأة، الحياة، الحرية".

الشباب الإيراني، أو الجيل زد أو جيل الألفين، بعضه بلغ السن الشرعي للتصويت حديثا، وتُعد الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 28 يونيو/حزيران الجاري تجربته الأولى في المشاركة السياسية، وبعضه الآخر قد تكون هذه تجربته الثانية.

لكن السؤال هو، هل يعتقد هذا الجيل بهذه التجربة ويراها مجدية للوصول إلى التغيير الذي يطالب به؟ أم أنه يرى المشهد الانتخابي في بلاده غير فعال وما زال يعتقد بالاحتجاج؟

فتور شعبي

يلاحَظ الفتور الشعبي تجاه الانتخابات المرتقبة، ويحاول المرشحون استقطاب الشباب الذي يبدو من الصعب إقناعه للمشاركة فيها.

تتصدر "الحرية" خطاباتهم المقتضبة المماثلة لعالمهم "الافتراضي" الحقيقي، التي لم يفهمها النظام الذي يسيطر عليه الجيلان الأسبق والسابق. فلا يمكن إنكار الفجوة بين الجيل الرابع بعد ثورة 1979، وبين من قام بثورة الإنترنت والعالم الافتراضي.

ويرى الباحث السياسي عباس عبدي أنه كما حدث في "الربيع العربي"، تتعلق قضية الشباب في إيران بالإنترنت والعالم الافتراضي، حيث إنهم يجولون في تلك الدائرة وتبلورت قيمهم وقدراتهم ومواقفهم في هذا العالم، "مما خلق فجوة شاسعة بين الأنظمة السياسية والشباب".

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف أنه كل ما كان النظام السياسي غير معترف بعالم الإنترنت وتأثيره على الشباب، كل ما اتسعت الفجوة بينهما، وفي هذه الحالة لن يتمكن من فهم مطالب هذه الفئة التي تريد فقط "حياة طبيعية".

في المجتمع الإيراني اليوم، يتابع عبدي، يختلف أسلوب الأبناء عن الآباء الذين لا يتقبلون هذا الاختلاف وكذلك النظام الذي يريد أن يتّبعه الشباب ويكون مثله، وفي المقابل، كل ما يريده الأبناء ألا يعترضهم الأولياء.

مانع أخلاقي

وفي ما يتعلق بالانتخابات المرتقبة، لا يبدو أن هذا الجيل بعيد جدا عنها، حيث تُظهر الإحصائيات والاستفتاءات أنه مهتم بها أقل ممن هم في منتصف العمر، لكن المسافة ليست كبيرة، بحسب عبدي. وبعد احتجاجات السنوات الأخيرة في إيران، يرى أن مقاطعة الشباب للانتخابات أو المشاركة فيها تتعلق بالانتخابات ذاتها.

ويقول الباحث السياسي إنه لم يشارك في الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2021 لأنها -برأيه- لم تحمل المعنى الحقيقي للانتخابات، حيث كان المرشحون من تيار واحد، على عكس الانتخابات الحالية التي تتضمن فروقا حقيقية بينهم، و يقول إن "الشباب لديه الموقف ذاته".

وهناك أمر آخر يتعلق بموقف الشباب من الانتخابات يتمثل -وفق عبدي- بأحداث عام 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول 2022، في أثناء توقيفها بمركز شرطة "لعدم تقيدها بالآداب الشرعية للباس"، حيث تركت "حقدا وكرها لدى هذه الفئة تجاه النظام وشكلت أمامها مانعا أخلاقيا لم تستطع تجاوزه والمشاركة في الانتخابات".

وباعتقاده، يُلاحَظ هذا الأمر في طهران بشدة بينما يقل في المدن الأخرى التي لم تنخرط كثيرا في أحداث أميني، مؤكدا أن العقبة أمام مشاركة الشباب أخلاقية أكثر من كونها سياسية.

وأوضحت مصلحة الأحوال المدنية في إيران في فبراير/شباط 2024 أنه وفقا للتعريف الرسمي فإن الفئة العمرية من 18 إلى 35 عاما تسمى فئة الشباب، والتي وفقا للإحصائيات المتوفرة في البلاد، هناك حوالي 23 مليون شخص من عدد سكان إيران من فئة الشباب ويعادل هذا العدد 27% من إجمالي سكان البلاد.

ولا تتوفر نسب لمشاركاتهم في الحياة السياسية المختلفة.

مطالب

وبحسب الباحث عبدي، فإن مطالب الشباب الإيراني الأساسية اليوم ثقافية واجتماعية واقتصادية، ولكن حلها بحاجة إلى تحقيق المطالب السياسية. ويقول إن المطالب الاجتماعية والثقافية لن تكون صعبة إذا لم يصعبها النظام ولم يتعامل معها بحساسية بالغة، وإذا منح الشباب الحرية اللازمة.

بدورها، رأت المحللة السياسية عفيفة عابدي أن جيل الشباب في إيران لديه مطالب اجتماعية واقتصادية أكثر من السياسية، ولذلك يبدو أنه منقسم إلى مجموعتين، أولى لا تبالي بالانتخابات، وأخرى تهتم بشعارات المرشحين الاجتماعية والاقتصادية.

وقالت عابدي للجزيرة نت إن خيبة الأمل السياسية لدى الأسر الإيرانية تحد من الاتجاهات السياسية لدى جيل الشباب.

وباعتقادها، فإن الإصلاحيين يحاولون -بطريقة أو بأخرى- التواصل مع هذا الجيل من خلال وجوههم المشهورة وجذب أصواتهم، في حين يركز الأصوليون أكثر على الشباب الذين دربوهم في المؤسسات الثقافية والدينية.

مقالات مشابهة

  • أبناء محافظة إب يدعون الى رفع الجاهزية والاستنفار لمواجهة المليشيات الحوثية ويعقدون لقاء موسعا
  • هزيمة عسكرية موجعة للحوثيين في تعز.. مصرع 2 من القيادات البارزة والبقية فروا من أرض المعركة ''تفاصيل''
  • مفاوضات مسقط.. تنازل مُذل يفضح مأزق ذراع إيران
  • مليشيات الحوثي تختطف عشرات المدنيين في خمس محافظات
  • مصرع 4 عناصر من الميليشيات الحوثية بينهم قياديان شمال تعز
  • مختبر «الياه سات».. ريادة إماراتية في تأهيل الكوادر الوطنية للقطاع الفضائي
  • مجلس القيادة يشكل لجنة حكومية لإدارة أزمة احتجاز طائرات اليمنية
  • عاجل : مجلس القيادة الرئاسي يعقد اجتماعا استثنائيا لمناقشة الطائرات المخطوفة ويتخذ جملة من القرارات والتدابير
  • أبوشقة: 30 يونيو أول لبنة في بنيان الجمهورية الجديدة.. والسيسي رسخ معاني الوطنية
  • هل يطوي الشباب الإيراني صفحة الماضي ويقبل على انتخابات 2024؟