هل بات الغزو الصيني لتايوان وشيكاً؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
متى تغزو الصين تايوان؟ لا يكفُّ الرئيس الصيني شي جين بينغ عن الحديث عن الحرب، إذ يؤهِّل المدنيين والعسكريين الصينيين لها، ويطالب تايوان بالإذعان لدولته الشيوعية.
هناك ثلاثة اعتبارات أساسية تتعلق بتوقيت الهجوم
وبحسب إعلان وزارة الخارجية الصينية في 15 أغسطس (آب) الحالي، فإن تايوان هي "جوهر المصالح الأساسية للصين".
ولن يوافق التايوانيون، الذين لا يعتبرون أنفسهم "صينيين"، على ضم شي لتايوان. لذا، سيكون عليه أن يستولي عليها بالقوة.
ووفق المختص بالشأن الصيني غوردون جي تشانغ، مؤلف كتيبات "الحرب التكنولوجية الكبرى بين الولايات المتحدة والصين وخسارة كوريا الجنوبية"، في مقال بموقع "1945" الأمريكي؛ يثير هذا الأمر أحد أبرز الأسئلة المطروحة في العالم اليوم: متى ستغزو الصين تايوان؟.
#XiJinping demands that #Taiwan agree to become part of #China. The #Taiwanese are resisting, so Xi will have to use force if he is to rule their island. Here are the factors that will affect the timing of his invasion: https://t.co/3KCATvM2lL. @GrecianFormula @19_forty_five
— Gordon G. Chang (@GordonGChang) August 26, 2023
وقال الكاتب إن شي حاكم مُستبد بحسب تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن في يونيو (حزيران) الماضي. فهل يملك حاكم مُستبد من الحزب الشيوعي الصيني القوة الكافية لأن يأمر بغزوٍ من تلقاء نفسه؟ يتساءل تشانغ ويقول: ليس من الواضح أن لديه هذه القدرة. لكنني أعتقد رغم ذلك أنه سينال مراده، عندما يتعلق الأمر بتايوان.
توقيت الهجوم
وأشار الكاتب إلى أن هناك 3 اعتبارات أساسية تتعلق بتوقيت الهجوم. أولها الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية الأمريكية، وثانيها التطورات السياسية الداخلية في تايوان، وثالثها جدول شي الزمني المعتمد على الوضع الداخلي في الصين. ومن الصعب استنتاج أهم عامل على الإطلاق في رأي القائد الصيني الطموح.
بدايةً، يمكن أن تُثبِّط السياسة التايوانية شي في الوقت الراهن، إذ إن تايوان ستعقد انتخاباتها الرئاسية القادمة في 13 يناير (كانون الثاني) 2024. وفي السباق الانتخابي، يتقدم نائب الرئيس "لاي تشينغ تي" ابن الحزب الديمقراطي التقدمي بفارق 16.8 نقطة في استطلاع حديث للرأي.
والسر وراء تقدُّم "لاي" يكمن إلى حدٍ كبير في انقسام المعارضة بين مرشحين معلنين – هو يو إيه من حزب الكومينتانغ وكو ون جي من حزب الشعب التايواني – ومُرشح محتمل من معسكر ثالث يُدعى تيري جو. ولا شك في أن بكين تعقد الآمال على أن تتمكن المعسكرات الثلاثة الصديقة للصين من اتخاذ قرار بشأن مرشح واحد لمنافسة "لاي"، الذي يُفضِّل أن تظل تايوان قوية ومُستقلة.
ولذلك، فمن المستبعد، برأي الكاتب، أن يقع الغزو حتى يرتِّب مرشحو المعارضة أوراقهم. ومع ذلك، إذا حسبت بكين أن لاي سيفوز، فمن شبه المؤكد أن يكثف شي الضغوط على الجزيرة، في محاولةٍ أخيرة للتأثير على الناخبين.
The latest by @GordonGChang - a 19FortyFive Contributing Editor - Why #China Could Soon Invade #Taiwanhttps://t.co/6Rg42rsx2J
— 19FortyFive (@19_forty_five) August 26, 2023
ويريد الصينيون أن "تهاب تايوان الحرب". وإن فاز لاي، فسيكون فوزه انتصاراً للعالم الحر. ومن ناحية أخرى، يعتقد شي أنه قادر على التلاعب ببايدن. ولسوء الحظ، فقد ظلَّ بايدن يسترضي الصين علناً في الأشهر القليلة الماضية. وقد يوحي ذلك لشي بأن الولايات المتحدة لن تدافع عن تايوان، على الأقل قبل 20 يناير (كانون الثاني) 2025.
وتوحي إطاحة شي بضابطين رفيعي المستوى ينتميان لقوة الصواريخ لجيش التحرير الشعبي، التي تسيطر على جميع الأسلحة النووية في الدولة، بأنه يريد التلويح بالأسلحة النووية لإرغام بايدن الذي يبدو ضعيفاً واهناً على التنحي.
والعامل الأخير داخلي. قال ستيف ييتس، رئيس مبادرة السياسة الصينية التابعة لمعهد السياسة الأمريكية أولاً: "تقييمي للموقف هو أن شي لا يتأثر بالجداول الزمنية الخارجية... وإنما هو يتحرك بوازعٍ من رؤيته الخاصة لثورةٍ ثقافية وجيوسياسية حديثة، تُبقي الحزب الشيوعي في السلطة، وتشن هجوماً على خصومه".
الاقتصاد الصيني يتعثر
وحسب الكاتب، تبدو على الاقتصاد الصيني ونظامه المالي علامات الإجهاد الشديد. فالشركات العقارية الكبرى تتخلف عن السداد، واليوان يتراجع، وأسعار الأسهم آخذة في الانخفاض، والمستثمرون يسحبون أموالهم من الصين، والشركات تغادر الأراضي الصينية.
وفي 10 أغسطس (آب) الجاري، أعلن بايدن في إطار حملة لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي في ولاية يوتاه عن أن "الصين في ورطة". ووصف بايدن الصين بأنها "قنبلة موقوتة".
ورأى الكاتب أن شي جين بينغ أسوأ مَن حكمَ الصين. فالشعب ينحو عليه باللوم على الأوضاع المتداعية. ولأنه استأثرَ بسلطات غير مسبوقة، فليس هناك أي شخص آخر يُحاسَب سواه. ولذلك، فلا بد أن يكون لدى حاكم الصين مجال محدود للمخاطرة الآن والتصرف برعونة.
ويتعين على شي جين بينغ قريباً أن يختار؛ إما أن يسمح للتطورات الداخلية المثيرة للقلق بالإطاحة به ووضع حدٍ لحكم الحزب الشيوعي، وإما أن يحشد الشعب الصيني استعداداً للحرب.
شي وبايدن
واستدرك الكاتب بقوله: لكنّ الصين ليست مستعدة لخوض حرب، غير أن هذا بحد ذاته يزيد من احتمالات أن يشعل شي فتيل حرب، وذلك لأن شي يمكن أن يرى أمريكا غير متأهبة للحرب، لأن بايدن يعتقد أن الصين غير المتأهبة لن تخوض غمار الحرب.
وأضاف أن ما لا يدركه بايدن هو أن الحزب الشيوعي قد يقرر لأسباب مختلفة خوض الحرب وهو ليس مُستعداً.
ونقل الكاتب عن ريتشارد فيشر من المركز الدولي للتقييم والإستراتيجية قوله: "الحزب الشيوعي الصيني، على مدى السنوات الأربعين الماضية، كان يتأهب لشن حرب وحشية. والآن تعكف المؤسسة الحاكمة على التعجيل بخططها في هذا الصدد".
وخلص الكاتب إلى أنه من الممكن أن تُفاجئ الصين أمريكا. ولدى النظام الحاكم اليائس الآن أسباب وجيهة لأن يفعل ذلك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين تايوان الحزب الشیوعی
إقرأ أيضاً:
بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية لـ تايوان بقيمة 571 مليون دولار
وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لـ تايوان، وفق ما أعلن البيت الأبيض الجمعة.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس المنتهية ولايته طلب من وزير خارجيته أنتوني بلينكن السماح بإرسال "مواد وخدمات" عسكرية من أجل "تقديم المساعدة لتايوان"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وتسلمت تايوان 38 دبابة قتالية متطورة من طراز "أبرامز" من الولايات المتحدة، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الاثنين الماضي، في وقت تعزز الجزيرة قدراتها العسكرية ضد أي هجوم صيني محتمل.
ولطالما كانت واشنطن أهم حليف وأكبر مورد أسلحة لتايبيه، الأمر الذي أغضب بكين التي تقول إن تايوان جزء من أراضيها.
ويعتقد مسؤولو الاستخبارات والدفاع الأمريكيون أن شي يريد أن يكون مستعداً لغزو تايوان بحلول عام 2027، إن لم يكن قبل ذلك، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقالوا: "من المؤكد أن المشاكل الكبيرة التي يواجهها الصينيون مع الفساد والتي لم يتم حلها بعد يمكن أن تبطِّئهم على الطريق نحو تحقيق هدف تطوير القدرات لعام 2027 وما بعده".
والأربعاء، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الحملة التي تشنها الصين على الفساد في صناعتها الدفاعية قد تؤدي إلى عرقلة برامج شراء الأسلحة؛ مما يؤخر تحديثها العسكري، وبالتالي خططها لغزو تايوان في 2027.
بحسب الصحيفة، يقول تقرير للبنتاجون، إن حملة الرئيس الصيني شي جين بينغ على الفساد، قد تؤخر الجهود الرامية إلى تحويل الجيش إلى قوة في القرن الحادي والعشرين.
وأشرف شي على حملة تأديبية واسعة النطاق ضد المؤسسة الدفاعية في البلاد، على مدى العام ونصف العام الماضيين. وأقال أكثر من عشرة من كبار مسؤولي جيش التحرير الشعبي والمديرين التنفيذيين للصناعة الدفاعية.
وفي حين أعاق هذا التغيير جهود شي لتحديث جيش التحرير الشعبي، وهو الاسم الرسمي للقوات المسلحة الصينية، فإنه قد يؤخر هدفه المتمثل في بناء قوة أكثر قدرة بحلول عام 2027، وفقًا لتقرير القوة العسكرية الصينية، وهو تقييم سنوي غير سري للبنتاجون، وتم تقديمه إلى الكونجرس، الأربعاء.
ووجد التقرير أن محاولة الصين للقضاء على الفساد تزامنت مع التقدم السريع في قدراتها النووية، مع زيادة في عدد رؤوسها الحربية وتطورها.