لو إستمع المسؤول!!
لو أُتيحت لنا فرصه التفكير والإدلاء بالآراء لقُلنا أن فرضية إختيار أي ولاية بديله للخرطوم لإدارة شأن الدوله قد يعطي عنوان غير صحيح حول وضعية الخرطوم وفي ذلك مؤشر غير إيجابي يقود لخروج الخرطوم عن السيطره

مع أن الواقع يقول بأن هنالك إنخفاض في حدة الإشتباكات في مناطق كثيره وبعضها أصبح آمناً بشكل مقبول كمحلية كرري على سبيل المثال !! المطلوب من البرهان هو إتخاذ إجرارات سريعه حول تكوين حكومة تصريف أعمال تهتم بمعاش الناس وتدير شأن الدول في الأمور الطارئه وصولاً لإيجاد صيغه معينه تساعد على إستقرار الأمن بشكل كلي هذه الحكومة مهمه في الوقت الحالي للحفاظ على شكل نظام الحكم

ومن المهم أن تدير هذه الحكومة أعمالها وإن كان جزئياً من داخل منطقه الخرطوم يمكنها أن تعقد إجتماعاتها الدوريه داخل الخرطوم وتدير النشاط بالأستفاده من أمكانيات الولايات أما إذا أتخذ قرار نقل عمل الحكومه بشكل كلي من الخرطوم فذلك قد يفهم في سياق آخر غير مقبول !! من الجيد أن تمتد شعله العمل التنفيذي أي كان من داخل أي بقعه في الخرطوم ولو تشريعياً الإحتفاظ برمزية العاصمه شيء مهم جدآ حتى إنجلاء المعركة !!

تبيان توفيق

.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

في ذكرى تحرير الخرطوم – 26 يناير 1885 .. سلام على أرواح أجدادي

 

في ذكرى تحرير الخرطوم – 26 يناير 1885،

سلام على أرواح أجدادي عدلان التوم عمر عبد الله وبنته نصرة،

وحامد جبر الدار ود بلل، وبنته حواء

ناصف بشير الأمين أحمد

 

تمر علينا الذكرى المئة وأربعون لتحرير الخرطوم على يد الإمام محمد أحمد المهدي وأنصاره في 26 يناير 1885، وبلادنا تمر بأسوأ أزمة وجودية في تاريخها الحديث، أزمة تهدد بانهيار السودانوتقسيمه إلى دويلات صغيرة وهشة، وخاضعة بالكامل لهيمنة القوى الأجنبية الطامعة في أراضيها ومواردها، بعد أن تكبدت البلاد آلاف الضحايا، وملايين من النازحين واللاجئين والمهجرين قسريا، وتدمير اقتصادها وبنيتها التحتية، بسبب الحرب الدائرة حاليا.

 

وفي ظل الأوضاع الخطيرة والمهددات التي تواجه السودانبسبب الحرب والانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021 الذي تمخضت عنه، وفشل القوى السياسية والمدنية في التوافق على استراتيجية ذات فعالية ومصداقية لوقف الحرب المستمرة وإعادة وضع البلاد في مسار التحول المدني، يلح السؤال حول مدى جدارتنا للانتساب لهؤلاء الأجداد المقاتلين الذين هزموا المستعمر وحرروا السودان منربقة الاستعمار،وحققوا له استقلالا حقيقيا غير منقوص السيادة، في وقت كانت فيه كل دول المنطقة ترزح تحت وطأة الاستعمار الأجنبي.

 

وبمناسبة هذه الذكرى العظيمة أخصص هذا المقال القصير لذكرى أجدادي الذين كانوا من بين أوائل أنصار الإمام المهدي الذين دخلوا الخرطوم فاتحين، وهمجدود أبي لأبيه وأمه معا؛عدلان التوم عمر عبد الله، وبنته جدتي نصرة بنت عدلان، وحامدجبرالدارودبلل وبنته جدتي حواء بنت حامد.

كان جدي عدلان ود التوم ود عمر ود عبد الله من أوائل الذين التحقوا بالمهدية من منطقة غرب الجزيرة والمناقل، مثل الشيخ عامر المكاشفي.والمعلوم أن للجزيرة مكانة خاصة في تاريخ الثورة المهدية، وبالإضافة إلى كونها موطن العديد من أنصار الإمام المهدي، فهي الإقليم الذي تعلم فيه الإمام المهدي على يد شيخيه الشيخ القرشي ود الزين، وقبله الأستاذ محمد شريف نور الدائم،شيخ الطريقة السمانية، وهي المكان الذي التقى فيه الإمام المهدي لأول مرة خليفته عبدالله التعايشي، وذلك أثناء مشاركته هو والخليفة علي ود حلو في بناء قبة الشيخ القرشي ود الزين، قبل أن ينضم إليهما الخليفة عبدالله التعايشي.

 

بعد انتصار المهدية وفتح الخرطوم، تزوج جدي عدلان ود التوم ود عمر بأمدرمان واستقر بحي الأمراء بأمدرمان، حتى سقوط الخرطوم على يد جيش كتشنر في 1899. وبعد سقوط الخرطوم،غادر جدي عدلان ود التوم أم درمان وانتقل بأسرته إلى موطنه قرية الزريبة بالمناقل، والتي عاش فيها حتى وفاته.

 

كان جدي عدلان ود التوم من المقربين من الخليفة علي ود حلو، وكانت تربطهما علاقة خاصة، وبسبب تلك العلاقة تزوج جدي عدلان من جدتي رابحة بنت علي ودمرحالود إسماعيل ود مريمي،شقيقة زوجة الخليفة علي ود حلو حواء بنت عليوأم ولديه إبراهيم ومسعود، وهي من دار محارب فرع الكبيشاب. وسكنجدي عدلان ود التوم وأسرته جوار بيت الخليفة علي في حي الأمراء، حتى سقوط الخرطوم، كما أشرت.

 

وقد أورد الأستاذ عبد الرحمن إبراهيم الحلو في كتابه: “الخليفة علي ود حلو صاحب الراية الخضراء، الطبعة 2، شركة مطابع العملة المحدودة، 2020، صفحة 38″، إنه وبعد هجرة الإمام المهدي إلى قدير، تزوج الخليفة علي ود حلو زوجته الثانية حواء بنت علي ود مريمي من قبيلة محارب، وكانت تكنى “بأم المهدي” نسبة لابنها الأول محمد المهدي الذي استشهد مع والده الخليفة علي في أم دبيكرات، ولم يكن قد تزوج عند استشهاده، وقد انجبت حواء بنت علي أيضا، بعد ابنها المهدي،ولديها مسعود وإبراهيم. وقد توفيت حواء بنت علي في رشيد بمصر بعد أسرهم في أم دبيكرات في نوفمبر 1899، وتولت شقيقتها فاطمة المعروفة ب”غبيشة” تربية ولديها مسعود وإبراهيم في ديارهم بالنيل الأبيض، بعد إعادتهم من مصر، وفاطمة “غبيشة” بنت علي هي أيضا شقيقة جدتي رابحة بنت علي.

 

وكان زواج جدي عدلان ود التوم من جدتي رابحة بنت علي بعد أن استشهد زوجها الأول جديحامد جبر الدار ود بلل، والذي استشهد في معارك المهدية، والراجح لدي إنه قاتل أيضا تحت الراية الخضراء – راية الخليفة علي ود حلو، إلى أن استشهد. وحامد ود جبر الدار ود بللهو أيضا جدي والد جدتي حواء بنت حامد ود جبر الدار، وهي جدة أبي أم والدته خديجة موسى التوم عمر.إن انضمام هؤلاء الأجداد لركب الإمام المهدي وانتقالهم للسكن بأمدرمان هو الذي جعل تعارفهم وذلك الزواج ممكنين.

 

وأنجب جدي عدلان ود التوم ود عمر بنته الوحيدة نصرة بنت عدلان، وهي جدة أبي ووالدة جدي لأبي الأمين أحمد محمد عمر. وتولى جدي عدلان ود التوم تربية بنته نصرة وأختها حواء بنت حامد، وعندما سقطت الخرطوم وانتقلت الأسرة إلى الجزيرة كانتا طفلتينصغيرتين.

 

وكبرت الأختان نصرة وحواء وتزوجتا في قرية الزريبة بالمناقل وصارتا جدتي أبي بشير الأمين أحمد لأبيه وأمه معا، حيث تزوج جدتي حواء بنت حامد ود جبر الدار جدي موسى ود التوم ود عمر شقيق جدي عدلان ود التوم ود عمر، وأنجب منها خديجة بنت موسى ود التوم والدة أبي، وتزوج جدي أحمد ود محمد ود عمر ود عبد الله المشهور ب”شرشر” ابنة عمه نصرة بنت عدلان ود التوم ود عمر ود عبد الله وأنجب منها جدي والد أبي الأمين أحمد محمد عمروشقيقاته حليمة وفاطمة وحواء وآمنة وستنا.

 

ولأن جدتي أبي الاثنتين ولدتا وقضتا الجزء الأكبرمن سنوات طفولتهما بحي الأمراء بأم درمان في صدر المهدية، فقد كانتا حافظتين لأجزاء من القرآن وتجيدان القراءة والكتابة، في وقت كانت فيه الغالبيةمن رجال القرية أميين لا يعرفون القراءة أو الكتابة. وكانت جدتي حواء بنت حامد تعلم بعض نساء القرية القرآن، وكانت مشهورة بقراءة راتب الإمام المهدي، وعندما ولدتُفي أغسطس 1971، كانت جدتي نصرة بنت عدلان قد توفيت إلى رحمة مولاها، ولكن كانت أختها جدتي حواء بنت حامد لا تزال على قيد الحياة، وقد أخبرتني والدتيأن جدتي حواء بنت حامد كانت تصر على تسميتي “علم الهدى”، بدل اسمي الذي اختارهلي أبي. ومن الأشياء التي لا أنساها في صغري أنني كنت أقرأ من وقت لآخر راتب الإمام المهدي الخاص بها والذي تركته بعد وفاتها، وهو كتاب صغير في حجم الجيب.

 

في ذكرى هذا اليوم العظيم،أحي هؤلاء الرجال والنساء الأماجد الذين حملوا فكر الثورة المهدية،وقاتلوا تحت راياتها، وروا هذه الأرض بدمائهم الطاهرة. ويقدم هذا المقال القصير لمحة تعريفية عن أجداديعدلان ود التوم ود عمر ود عبد الله وبنته نصرة وجدي حامد ود جبر الدار وبنته حواء، وأنوي الكتابة في المستقبل بتفصيل أكثر عن مختلف جوانب حياتهم، خاصة عن جدي حامد ود جبر الدار ود بللالذي استشهد في معارك الثورة المهدية، والذي أجد أن المعلومات المتوفرة لدي حاليا عن شخصيته وحياته محدودة، مقارنة بما أعرفه عن جدي عدلان ود التوم ودعمر.

 

وتقتضي الموضوعية الإشارة إلى مصادري، وأؤكد هنا أنني قداستقيت معظم هذه المعلومات من والدي، ومعظمها معروف داخلأسرتنا، وبعضها من الأستاذ عبد الرحمنإبراهيم الحلو،حفيد الخليفة علي ود حلو وحفيد حواء بنت علي شقيقة جدتي رابحة بنت علي، وقد أهداني الأستاذ عبد الرحمن إبراهيم مشكورا نسخة موقعة من كتابه المذكور أعلاه.

 

 

 

الوسومأم درمان الاستعمار الأجنبي. ذكرى تحرير الخرطوم ناصف بشير الأمين أحمد

مقالات مشابهة

  • في ذكرى تحرير الخرطوم – 26 يناير 1885 .. سلام على أرواح أجدادي
  • الأمم المتحدة: احتلال إسرائيل أراضي سورية غير مقبول ولا مبرر
  • سياق التهليل والتكبير في إلانتهاكات المحفزة بالكراهية والعنصرية 
  • ولد الرشيد ينتفض ضد مكتب الماء: الإعتماد على الصهاريج لتزويد العيون بالمياه أصبح أمراً غير مقبول
  • المبعوث الأممي إلى سوريا: وجود الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية غير مقبول
  • المحكمة الدستورية تجرد بودريقة من مقعده البرلماني بعد "طول غيابه"
  • الخرطوم: مقتل وإصابة 7 سودانيين إثر قصف قوات الدعم السريع لمنطقة كرري
  • المكتب السياسي لحزب "الجرار" ينتقد تعثر التنسيق في الأغلبية الحكومية في سياق تسخينات انتخابات 2026
  • عبدالله يحي يقف على خطط ولاية الخرطوم لاعادة الإعمار
  • راشد عبد الرحيم: فتن الجنوب