لمَ كل هذا الاستهداف لقناة السويس؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
لمَ كل هذا الاستهداف لقناة السويس؟
القناة أهم ممر مائي في العالم، وواحدة من أبرز مصادر النقد الأجنبي في مصر
هناك خطة سرية لربط الإمارات بإسرائيل عبر طريق بري يمر بالأردن والسعودية.
إسرائيل، روسيا، إيران، الإمارات، العراق، تركيا، الصين وغيرها من دول العالم، ما الذي يجمع بين تلك الدول؟
في حال تنفيذ المشروعات التي تروج لها دولة الاحتلال على نطاق واسع، فإنها ستقتطع جزءاً مهماً من عملاء القناة المصرية.
العراق يعمل مع دول الخليج وتركيا على تشييد طريق بري ينقل البضائع والسلع الخليجية والشرق آسيوية إلى تركيا، ثم إلى أوروبا.
تروج أميركا وإسرائيل لخطة سرية تربط إسرائيل بالإمارات بطريق بري طويل يمر بدولتين عربيتين، حتى يصل إلى موانئ إسرائيل على البحر المتوسط.
الخوف هو تحول تلك المشروعات إلى تهديد حقيقي مع خروجها للنور، وبالتالي اقتطاعها جزءاً من عملاء القناة المصرية، خاصة سفن النفط والغاز والتجارة العملاقة.
* * *
إسرائيل، روسيا، إيران، الإمارات، العراق، تركيا، الصين وغيرها من دول العالم، ما الذي يجمع بين تلك الدول؟
الإجابة هي العمل على مشروعات نقل وطرق برية وبحرية ضخمة تمثل تهديداً مباشراً لقناة السويس، أهم ممر مائي في العالم، وواحدة من أبرز مصادر النقد الأجنبي في مصر، حيث باتت تدر على الخزانة المصرية ما يزيد عن 9 مليارات دولار في السنة. كما يجري عبرها نقل نحو 12% من التجارة العالمية.
يوم الثلاثاء الماضي، بدأت روسيا اختبار الممر البحري الشمالي لنقل النفط، وهو طريق ينافس قناة السويس، ويربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، عبر منطقة القطب الشمالي، ويعد حلقة وصل بين روسيا وبلدان جنوب شرق آسيا، بما فيها اليابان والصين وغيرها من الدول، وبات من الشرايين البحرية الشمالية المهمة لحركة التجارة العالمية التي تزداد أهمية يوماً بعد يوم، مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة وذوبان الثلوج.
وفي الآونة الأخيرة، اتفقت الولايات المتحدة مع إسرائيل على تشييد مشروع جسر بري ضخم يربط بين دولة الاحتلال ودول الخليج العربي، واللافت أن المشروع بدأ تنفيذه فعلاً على أرض الواقع وحظي بتأييد الإدارتين الأميركية والإسرائيلية وبعض الدول الخليجية.
وتشمل خطة المشروع الأردن وإسرائيل والسعودية والإمارات، بما يؤدي إلى ربط بري مباشر بين دول الخليج والموانئ البحرية الإسرائيلية.
ووفقاً لما نقله موقع "المونيتور" مؤخرا، عن مصدر إسرائيلي، فإنّ المشروع سيمضي قُدماً "حتى لو لم يتم تطبيع العلاقات الدبلوماسية" بين إسرائيل والسعودية.
وقبلها مباشرة ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن هناك خطة سرية لربط الإمارات بإسرائيل عبر طريق بري يمر بالأردن والسعودية.
ووفق ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تروجان لخطة سرية تقضي بربط إسرائيل بالإمارات من خلال هذا الطريق البري الطويل الذي يمر بالدولتين العربيتين، حتى يصل إلى الموانئ الإسرائيلية الواقعة على البحر المتوسط.
كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطة لبناء مشروع "خط سكة حديد" سيصل ميناء إيلات في أقصى الجنوب بمستوطنة "كريات شمونا" في أقصى الشمال والتي تتاخم الحدود مع لبنان.
وفي حال تنفيذ مثل هذه المشروعات التي تروج لها دولة الاحتلال على نطاق واسع، فإنها ستقتطع جزءاً مهماً من عملاء القناة المصرية، وهي الشاحنات التجارية التي ستنقل السلع والبضائع من دول الخليج والشرق الأقصى لأوروبا عبر إسرائيل، وكذلك الاستفادة من الطرق البرية في حركة السياح.
وفي مايو/أيار الماضي وقعت روسيا وإيران، اتفاقاً لتشييد خط للسكك الحديدية، سيكون جزءاً من ممر نقل دولي يربط بين الشمال والجنوب، وينظر إلى المشروع الضخم على أنه معبر جديد للتجارة العالمية ينافس قناة السويس، بحسب ما تروج له موسكو والرئيس فلاديمير بوتين.
ووفق ما هو مخطط فإنّ خط السكك الحديدية الجديد سيربط بين مدينتي رشت وأستارا الإيرانيتين، وهو جزء من رابط مهم في الممر الدولي الذي يربط بين الهند وإيران وروسيا وأذربيجان ودول أخرى، عن طريق السكك الحديدية والبحر.
فضلاً عن تلك المشروعات، فإن العراق يعمل مع دول الخليج وتركيا على تشييد طريق بري ينقل البضائع والسلع الخليجية والشرق آسيوية إلى تركيا، ثم إلى أوروبا، عبر الأراضي العراقية، ويطلق على المشروع الضخم ممر التنمية.
وهناك طريق بري آخر بات يربط بين الإمارات وتركيا عبر إيران، وغيرها من الطرق والمشاريع التي يتم العمل عليها على قدم وساق.
صحيح أنّ تلك المشروعات وغيرها لا تمثل بديلاً مباشراً وتهديداً قوياً لقناة السويس حتى الآن، وصحيح أنّ القناة المصرية لا تزال تمثل البديل الآمن والأرخص لنقل التجارة الدولية.
لكن الخوف هو تحول تلك المشروعات إلى تهديد حقيقي مع خروجها للنور، وبالتالي اقتطاعها جزءاً من عملاء القناة المصرية، خاصة سفن النفط والغاز والتجارة العملاقة، وهو ما يؤثر سلباً في إيرادات قناة السويس من النقد الأجنبي، وثقلها في مجال التجارة الدولية.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر إسرائيل الإمارات روسيا أميركا التجارة الدولية قناة السويس تلک المشروعات لقناة السویس دول الخلیج وغیرها من یربط بین
إقرأ أيضاً:
مدبولي: هناك تطابق كامل بين الرؤى المصرية والعراقية بشأن حق أشقائنا الفلسطينيين
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره العراقي اليوم، محمد شياع السوداني، عن خالص الشكر والتقدير لأخيه العزيز دولة رئيس الوزراء لما لمسه الوفد المصري من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال في بلدنا الثاني العراق الشقيق والذي تربطنا به أواصر الأخُوة والعُروبة والتاريخ والحضارة الضاربة في القِدم.
وقال رئيس الوزراء: يشرفني أن أنقل لكم وللرئيس عبد اللطيف رشيد، رئيس جمهورية العراق، تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وخالص تمنياته بأن يحفظ المولى عز وجل العراق الشقيق، وأن يَمُنّ على المنطقة العربية والعالم بأسره بالأمن والسلام والاستقرار.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي : اليوم عقدت اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة، وكُلنا أَمل وتفاؤل في أن نحقق من خلالها نقلة نوعية مشهودة في مسيرة علاقاتنا الثنائية مع العراق الشقيق في مختلف المجالات.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أننا بدأنا اليوم مباحثات ثنائية منفردة مع أخي دولة رئيس الوزراء، وكان هناك تطابق كامل بين الرؤى المصرية والعراقية في الشأن السياسي، وبشأن التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وعلى رأسها حق أشقائنا الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والرفض التام لأي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى التهجير القسري لأشقائنا الفلسطينيين لأي دولة من دول الجوار، باعتبار أن ذلك يمثل تصفية للقضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالشأن الثنائي، قال الدكتور مصطفى مدبولي: تناقشنا من خلال اجتماعات اللجنة العليا، وكذلك المناقشات الثنائية بين الوزراء في البلدين فى مختلف مجالات التعاون المشترك في قطاعات الاقتصاد المختلفة، موضحا أن الشركات المصرية على مدار السنوات العشر الماضية حققت طفرة في إطار المشروعات الكبرى، التي قامت بها الدولة المصرية في مختلف مجالات الاقتصاد، وعلى رأسها البنية الأساسية، والنقل، والإسكان، والتشييد والتعمير، والصناعة، والزراعة، وأصبح لديها خبرات كبيرة وقدرة هائلة على تنفيذ المشروعات التنموية في مختلف المناطق بأسرع وقت وبأفضل تكلفة، وأيضا بأعلى جودة ممكنة، وبناء على ذلك كان لدينا حرص شديد على أن تقوم هذه الشركات بدعم شقيقتنا العراق في تنفيذ المشروعات الكبرى التي تقوم بها في هذه الفترة، في إطار برامج إعادة الإعمار .
و أكد رئيس الوزراء أنه بالفعل لدينا اليوم العديد من الشركات المصرية القادرة على العمل، والتي تقوم بالفعل بتنفيذ العديد من المشروعات هنا في دولة العراق، ولذا فقد حرصتُ على أن أؤكد لدولة رئيس الوزراء أن هذه الشركات قادرة على أن تلبي كل متطلبات شقيقتنا العراق في جميع المشروعات، والمشروعات الأخرى المقرر البدء في تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
وواصل الدكتور مصطفى مدبولي حديثه، متطرقا إلى الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي قامت بها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، وحرصها على تشجيع القطاع الخاص، وأن يكون في قيادة المشروعات التنموية التي تحقق نقلة نوعية للدولة، فاستطاع هذا القطاع أن يكون له دور كبير في زيادة مساهمته في النمو الاقتصادي بمصر مؤخرا، كما نجح في أن ينطلق خارج حدود نطاق الدولة المصرية ليقوم بتنفيذ العديد من المشروعات الاستثمارية في العديد من الدول العربية الشقيقة، ومنها العراق.
كما أكد رئيس مجلس الوزراء حرصه وشقيقه رئيس وزراء العراق على حضور المنتدى الاقتصادي المصري العراقي المشترك؛ لتشجيع الجانبين من القطاع الخاص المصري والعراقي على إقامة شراكات بينهما، وتنفيذ استثمارات مشتركة في المجالات التي يحمل كل منهما خبرات كبيرة بها.
وأضاف أنه كما أشار رئيس وزراء العراق فإنه في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، فهناك العديد من المشروعات المهمة التي نحرص على تنفيذها وتفعيلها خلال الفترة المقبلة، ولدينا إمكانيات كبيرة من خلال الشركات الموجودة الثلاثية وعلى رأسها شركة الجسر العربي للملاحة؛ لزيادة معدلات التبادل التجاري بين دولنا الثلاث، مع استمرار التنسيق والتكامل بين الموانئ المصرية والأردنية والعراقية؛ من أجل زيادة التبادل التجاري، مؤكدا أن كل ذلك من شأنه أن يفتح الأفق للتعاون والتبادل التجاري ؛ سواء بين الحكومتين، أو بين القطاع الخاص ببلدينا.
وفي ختام حديثه، وجه رئيس مجلس الوزراء الشكر للجنتين؛ الفنية، والمشتركة بين الحكومتين، على الجهود المبذولة خلال الأيام الماضية؛ للوصول إلى صياغات نهائية لمذكرات التفاهم التي شهدنا توقيعها أنا وأخي رئيس الوزراء، وكما اتفقنا معا الأمر المهم هو أن يتم وضعها في حيز التنفيذ بأسرع وقت.