سام برس:
2024-07-06@03:45:39 GMT

الهروب من العائلة السعيدة!

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

الهروب من العائلة السعيدة!

بقلم/ عائشة سلطان
«العائلات السعيدة كلها متشابهة، ولكن كل أسرة تعيسة هي فريدة في تعاستها».

بهذه العبارة التي تحولت لواحدة من أشهر مقدمات الروايات، بدأ الروائي الروسي الشهير ليو تولستوي روايته المعروفة «أنَّا كارنينا»، ليفتح شقاً يمكن النظر من خلاله لحقيقة العلاقات العائلية التي تبدو للناظر من الخارج أو من البعيد مثالاً للتفاهم والتماسك والسعادة المحلقة، السعادة التي ليست أكثر من وهم، أو ثوب شديد الوهن لا يكاد يستر الفجوات والجروح والكدمات التي يعاني منها بعض أفراد هذه العائلات السعيدة، والذي غالباً ما يطلب منه أو يضغط عليه كي يصمت ويضحي ويبتلع تعاسته لأجل سعادة العائلة واستمرارها.



لقد شاهدت الفيلم الجورجي «عائلتي السعيدة» أكثر من مرة، والحقيقة أنه في كل مرة أرى فيه وجهاً آخر لمفهومي السعادة والتعاسة اللذين تحدث عنهما تولستوي، من خلال علاقات وحركة أفراد العائلة وموقف البطلة مانانا (المعلمة والأم ذات الـ 52 عاماً) ولا أدري مقدار الورطة الوجودية الهائلة التي كانت تعيشها مانانا أو تجد نفسها فيها، عندما كان يتوجب عليها أن تتقبل تعاستها كأمر واقع، في مقابل سعادة بقية أفراد الأسرة؟

كانت (مانانا) عالقة في حياتها فعلاً، وكانت تبحث عن معنى لهذه الحياة، عن الجدوى من الاستمرار وسط هذه التعاسة، وعدم الشعور بالقيمة والتحقق، وفقدان الشغف لأي شيء وخاصة حبها للفنون والموسيقى، إنها تتلفت حولها يومياً فتجدها تستهلك نفسها لأجل الآخرين، ولتكون شبيهة بوالدتها، ليكون الجميع سعداء على طريقتهم وأنانيتهم، أما هي فلا تعني حياتها لأي منهم أي شيء، حتى ولو أن يمنحوها حقها في أن تقضي عيد ميلادها كما تشاء، فالمطلوب أن تتلاشى في الجميع وتصبح ما يريدون لا ما تريد!

حين قررت أن تهجر المنزل وتكسر القالب الذي كادت تختنق فيه، قالت لها والدتها بحنق (إنك شخص لا يعرف معنى الامتنان) لماذا؟ لأن زوجك يحبك ويساعدك ولم يشكُ منك يوماً! زوجها الذي علمت فيما بعد أنه خانها وارتبط بسيدة أخرى وأنجب منها دون أن يعبأ بأحد!

نقلاً عن البيان

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

“فلتقل خيراً … أو … أصمت” أين تكمن الهزيمة ؟؟

تكمن الإجابة على السؤال أعلاه:
– في تفكيك الجيش ..
– والتشكيك في قيادته ..
– وليس في سقوط سنجة علي أهميتها.

عدد كبير من الشعب السوداني في الداخل والخارج شعر بالإحباط الشديد بعد سقوط “سنجة” و جبل موية، في الوقت الذي كان يتوقع تحرير مدني خاصة بعد رفع المعنويات إثر النجاح في صد سلسلة الأمواج البشرية التي هاجمت فاشر السلطان”أداب العاصي” والتي تصدى لها
الجيش والقوات المشتركة وبقية الأجهزة الأمنية و المستنفرون من شباب الأحياء الذين أبلوا بلاءً حسناً. وقد تبع تلك الهجمات حملة إعلامية واسعة و شرشة بغية التشكيك في الجيش و قيادته.

و لكني أود تذكير الجميع بأن الجهات التي رعت ومولت هذه الحرب اللعينة كان ولا زال هدفها الرئيسي يتمثل في شيئين:
– القضاء علي الدولة السودانية ..
– تفكيك الجيش و القوات المشتركة و بقية الموسسات الأمنية
و لتحقيق الهدف الأول سعت تلك الجهات بالوسائل السياسية الناعمة عبر عملائها فكان ” الإتفاق الإطاري” سيئ الذكر.
فبين عشية و ضحاها، وعبر ضخ إعلامي غير مسبوق ظهر ذلك الاتفاق الذي قيل أنه “المنقذ الوحيد” للأزمة السودانية وأن أي جهة سياسية أو اجتماعية رفضت ذلك فهي/ فهم “فلول” وكانت هذه الكلمة أو الصفة هي التي يتحاشاها الأغلبية إن لم نقل الجميع .. والحمد لله الآن تحرر الناس من “فزاعة” الفلول والكيزان وغيرها من الضلالات التي أريد بها تقسيم الشعب ليسهل ابتلاعه.

إن الهزيمة الحقيقية في هذه الحرب، ليست في سقوط سنجة و جبل موية علي اهميتهما، بل في زعزعة ثقة الشعب في القوات المسلحة والقوات المشتركة وبقية المؤسسات الأمنية، وهي الخطوة الأولي والأخيرة في إلحاق الهزيمة التدريجية بالمؤسسات العسكرية والأمنية.
ولكي نتجنب الوقوع في فخ الهزيمة، علينا جميعاً العمل علي دعم وإسناد الجيش والقوات المشتركة وبقية المؤسسات الأمنية، و القيادة العسكرية السياسية، و أن نبتعد عن كل ما يساهم في التشكيك أو يُعرض تماسكهم للخطر.

و أذكّر الجميع بوصية علماء الأزمات والأمن الإنساني “أنه في حالات الحروب والأزمات يشترط الالتفاف حول هذه القيادات علي علاتها.”

تاج الدين بشير نيام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العبث..أمانديس تتعاقد مع شركة خاصة لقطع الماء والكهرباء على منازل أفراد الجالية وتفرض عليهم إتاوات
  • كابوس النزوح القسري يلاحق العائلات في خانيونس.. أوامر إخلاء جديدة (شاهد)
  • كابوس النزوح القسري يلاحق العائلات في خان يونس.. أوامر إخلاء جديدة (شاهد)
  • “فلتقل خيراً … أو … أصمت” أين تكمن الهزيمة ؟؟
  • جزيرة المارية.. أنشطة صيفية حافلة بالترفيه
  • كيف تصنع «وغدا»؟
  • لا تحلموا بالعودة للدولة القديمة
  • عفراء أحمد…عن معنى البيت في ذاكرة اليمني
  • ناقد فني: مهرجان العلمين مناسب لكل أفراد الأسرة والنسخة الثانية تضم مفاجآت كثيرة
  • انتخابات رئاسية لا معنى لها في إيران…