«أكبر منتجع صحي في العالم».. معلومات قد لا تعرفها عن البحر الميت
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
البحر الميت أحد البحار المعروفة على الكرة الأرضية بأهميته الكبرى للمنطقة التي يقع بها حيث يقع البحر الميت بين دولتي الأردن وفلسطين الشقيقتين، في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، والبحر الميت هو أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية على اليابسة، ويقع على عمق 417 م تحت سطح البحر، وعرض البحر الميت في أقصى حد إلى 17 كم، بينما يبلغ طوله حوالي 70 كم، وقد بلغت مساحته في عام 2010م حوالي 650 كم2 إذ تقلصت خلال الأربع عقود الماضية بما يزيد عن 35%، متوسط درجة الحرارة فيه 30.
والهواء في البحر الميت نقي وجاف ومتشبع بالأكسجين، ويشتهر البحر الميت بالطين الأسود وغني بالأملاح والمعادن، ويتغذى البحر الميت من مياه نهر الأردن الذي يصب فيه من جهة الشمال، ويتميز البحر الميت بشدة ملوحته، إذ تبلغ نسبة الأملاح فيه حوالي 34%، وهي ما تمثل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط، وقد نتجت هذه الأملاح لأن البحيرة هي وجهة نهائية للمياه التي تصب فيه، حيث أنه لا يوجد أي مخرج لها بعده.
والبحر الميت يتمتع بطبيعة خلابة وغرابة تتجسد بعدم وجود كائنات حية فيه بسبب كثافة أملاحه، وتتسم مياه البحر الميت بخاصية الطفو مما يحمي الزوار من الغرق فيه، ومياه البحر الميت تحتوي على 21 ملحا معدنيا، مثل كلوريد المغنيسيوم، الصوديوم، والبوتاسيوم والبرومين...ويتفرد البحر الميت بـحوالي 12 نوعا من هذه الأملاح التي لا يمكن إيجادها في أي تجمع مائي آخر في العالم، مما جعل وجهة سياحية استشفائية.
وبالرغم من تسميته بالبحر الميت إلا أنه عبارة عن بحيرة، وسمي بذلك لشدة الملوحة فيه ولعدم وجود الكائنات الحية البحرية بالرغم من وجود بعض أنواع البكتيريا والفطريات الدقيقة فيه، وسمي البحر الميت بهذا الاسم، لانعدام الحياة فيه، فلا يمكن لأي من الأسماك والكائنات البحرية ونباتات البحر أن تعيش في مياه مالحة إلى هذا الحد، وأطلق على البحر الميت تاريخيّا عدة أسماء قديمة في العهد القديم مثل “بحر الملح” و“بحر العربة” و"البحر الشرقي" و"عمق السديم".
وفي عهد سيدنا عيسى عليه السلام عرف بـ"بحر الموت"، و"بحر سدوم" نسبة إلى منطقة سدوم المجاورة، وتتعدد مصادر الدخل المغذية للبحر الميت وهي "الأمطار، خط تقسيم وادي عربة، نهر الأردن، وهو المصدر الأساسي له، وادي زرقاء ماعين، عين جدي، نهر الموجب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البحر الميت البحر المیت
إقرأ أيضاً:
عملاء إسرائيل في الخليج!
د. محمد بن عوض المشيخي **
الشعوب الحية والعظيمة تتعلم وتأخذ العبر وتتعظ من الدروس، لكي تتجنب الوقوع في أخطاء الماضي، وتعمل بجهود مضاعفة لتحجز لنفسها مكاناً مرموقاً يليق بتراثها التليد وشموخها وتضحياتها بين الأمم في هذا الكون الذي لا مكان فيه للضعفاء والانهزاميين، وعلى الرغم من ذلك فهناك من يتهم العرب بعدم قراءة التاريخ والخوف من النظر إلى الخلف بما يحمله من أحزان وإخفاقات.
صحيحٌ أن هناك صحوة فكرية ووعيًا غير مسبوق ويقظة للحفاظ على ثوابت الأمة على وجه الخصوص من المفكرين وجيل الشباب، لكن في المقابل يشهد عالم اليوم متغيرات لم نعهدها من قبل، من خلال بروز التيارات المتطرفة التي يقودها ما يعرف بـ"المحافظين الجدد" أصحاب النزعة الإجرامية والتوسعية من مصاصي دماء البشر؛ حيث يسود عالم الصفقات التجارية والسيطرة على ثروات العالم بقوة السلاح.
ومن هنا، تتجه بوصلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو العرب هذه المرة ليس فقط لمنح الكيان الصهيوني فلسطين المحتلة بالكامل والقضاء على فكرة قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، بل العمل بجهد مضاعف على محاولة إخضاع الدول العربية المطبعة أوالمنتظرة دورها للتطبيع لتكون تابعة وخاضعة للنفوذ الإسرائيلي، من خلال اصطفاف هذه الدول خلف نتنياهو كالأقزام الصغيرة، على الرغم من وجود دول ذات سيادة وكان لها تاريخ عريق وثقل سياسي ونفوذ عسكري في ماضي الأيام على مستوى العالم.
والهدف الأساسي من ذلك هو أن يكون نتنياهو الآمر الناهي في المنطقة، ليس مقابل السلام العادل؛ بل لكي تستمر هذه الأنظمة في الحكم بشكل صوري حتى يحين موعد القضاء عليها نهائيا؛ وذلك أقرب إلى سيناريوهات سقوط الخلافة العباسية على يد التتار، وكذلك انهيار وتساقط ملوك الطوائف في الأندلس.
وهذا الأمر يستدعي أن تتحرك الشعوب بسرعة لإنقاذ مستقبل الأمة ومقاومة الطغيان والعربدة الأمريكية التي تعتمد على نهب أموال الشعوب والسيطرة على مقدرات الأوطان بلا رحمة وتطويعها لأعداء أمة الإسلام من الشركات متعددة الجنسيات والتي تعود ملكية بعضها إلى عرَّاب "صفقة القرن" دونالد ترامب، الذي يعمل ليل نهار لنهب وجمع الثروات من الشرق والغرب.
هنا نتذكر موقفًا فريدًا وشجاعًا يُكتب بماء الذهب من رئيس مجلس الأمة الكويتي الأسبق مرزوق الغانم في مؤتمر اتحاد البرلمان العربي الطارئ في الأردن، والذي أمسك بنسخة من صفقة القرن المزعومة وألقاها في سلة المهملات، مؤكدا أنَّ تلك الصفقة وُلِدَت ميتة و"مكانها مزبلة التاريخ".
لا شك أنَّ التآمر على المسلمين والعرب هواية وهدف أصيل ليس للغرب الإمبريالي فقط؛ بل بالشراكة مع المتطرفين حول العالم والصهاينة، إلى جانب تجنيد جواسيس من العاملين الأجانب في دول الخليج والجمهورية الإسلامية الإيرانية لمصلحة إسرائيل والغرب الاستعماري.
وما يتم تداوله بين البعض حول اختراق وقرصنة البيانات الحساسة لبعض الدول في المنطقة، وخاصة معلومات السجل المدني وبيانات جوازات السفر للمواطنين وأنظمة المطارات والمعدات العسكرية من قبل الفنيين والبرمجيين من جنسيات بعينها ومنهم من يعملون في وزارات وشركات الدول المستهدفة، ومن ثم تسليمها للموساد، والأخطر من ذلك كله أنَّ تلك البرمجيات- بحسب الخبراء- تعمل على تعطيل المعدات العسكرية، وتُمكِّن الجواسيس من التحكم عن بعد في الأهداف المطلوبة، رغم ما تبذله أجهزة مكافحة التجسس وفرق الأمن السيبراني في تلك الدول من جهود لكشف تلك الأعمال الإجرامية التي سبق لها أن تسببت في قتل قادة وعلماء واستهداف المنشآت النووية في إيران خلال حرب الأيام الـ12.
عددٌ من العاملين في هذا القطاع، يُشيرون إلى أن هناك برامج وتطبيقات جرى استيرادها من إسرائيل، عن طريق شركات آسيوية تعمل في المنطقة، ثم جرى تركيبها في الأجهزة الحاسوبية، وهي تحتوي على عين ثالثة تجسُّسية أو برمجيات خلفية تُرسل معلومات إلى الكيان الصهيوني مباشرةً من إيران وعدد من دول الخليج؛ إذ تعمل على التجسس ونقل معلومات عسكرية ومدنية حساسة إلى الموساد باستخدام شبكات إنترنت فضائية عبر الأقمار الصناعية، مثل تلك التي أنشأها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
وفي الختام.. يبدو لي أن منطقة الشرق الأوسط تمُر حاليًا بمخاض عسير شبيه باتفاقية "سايكس- بيكو" التي تآمرت فيها الدول الاستعمارية على الوطن العربي باحتلاله وتقسيمه إلى كيانات ودويلات صغيرة، يتولاها عملاء ولاؤهم للخارج أكثر من الوطن؛ وذلك لكونهم وكلاء لبريطانيا وفرنسا اللتين لم تكتفيا بتقسيم الأراضي العربية؛ بل وزرعتا فيها الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي وتعهدوا بحمايته للعمل كقاعدة متقدمة لتحقيق غايات الغرب الاستعماري. والأيام المقلبة ستكشف لنا ما يُحاك من مؤامرات وخيانات في الدهاليز المُظلِمة، بأيدي عدد ممن يعملون في دولنا الخليجية، المتعاونين مع أجهزة استخباراتية عالمية، وعلى رأسها الموساد.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري