تتجّه الأنظار الأسبوع المقبل الى نيويورك، حيث يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة تناقش قرار التمديد لليونيفيل سنة إضافية، بعدما أبدى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، رفض لبنان للصيغة المطروحة للتجديد، كونها لا تشير الى ضرورة تنسيق عمليات "اليونيفيل" مع الجيش.

وكتبت" النهار": الأيام المقبلة ستشهد ترقّباً حذراً للغاية لنتائج المساعي المحمومة التي يتولّاها الوفد اللبناني الى نيويورك برئاسة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في محاولات تبدو صعبة جدّاً لتعديل بعض المضامين الأساسية في قرار التمديد ل" اليونيفيل" في جنوب لبنان، لجهة تمسّك القرار المرتقب باستقلالية حركة "اليونيفيل" عن الجيش، الأمر الذي يرفضه لبنان.

وإذ رفع بو حبيب شعار رفض التمديد تحت أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بدا واضحاً أنّ المعركة الديبلوماسية التي يخوضها لبنان باتت على مشارف مرحلة حرجة يصعب معها توقّع النجاح في حمل الدول على التراجع عن مسألة استقلالية "اليونيفيل" التي كانت أدرجت العام الماضي في قرار التمديد، وتالياً لن يكون ممكناً إعادة تعديلها هذه السنة، ناهيك عن أنّ الولايات المتحدة تتشدّد مجدّداً في هذا السياق انطلاقاً من فرضها عقوبات على منظمة "أخضر بلا حدود" التي تتّهمها بأنّها امتداد ل" حزب الله" وذات طابع عسكري مموه بنشاطات بيئية. وكتبت" الديار": تقول مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع إنه ظهرت أخيراً النيات المبيّتة من مسودة مشروع قرار التجديد للقوّة الدولية العاملة في جنوب لبنان المقدّمة من قبل فرنسا، والتي تحاول الولايات المتحدة الأميركية الاستفادة من نصّها قدر الإمكان لتأمين "أمن إسرائيل" في المنطقة الجنوبية الحدودية، ولنزع سلاح "حزب الله" على المدى البعيد.   ولهذا فإنّ قرار التجديد السنوي لليونيفيل في مجلس الأمن لن يمرّ على خير هذه السنة، ولن يأتي بالتالي لمصلحة لبنان. فالتعديلات التي يطالب بها وتتعلّق بـ "صدور قرار يضمن حرية حركة "اليونيفيل" بالتنسيق مع الحكومة والجيش اللبناني من أجل نجاح مهمّتها وحفظ الاستقرار في جنوب لبنان والمنطقة"، قد تعدّتها مسودة المشروع كثيراً لتصل الى صيغة "إعطاء الشرعية لنقل ولاية "اليونيفيل" من الفصل السادس، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006، والداعي الى حلّ النزاع بالطرق السلمية، الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو الى فرض القرار بالقوّة. هذا الفصل الذي طالما هدّدت الولايات المتحدة لبنان باستخدامه، والذي رفضه لبنان في السابق ولا يزال يصرّ على رفضه، كون التجديد للقوّة الدولية، يأتي بطلب من الحكومة اللبنانية. وتقول انه لا يمكن أن يتمّ إدخال تعديلات على قرار تجديد ولاية "اليونيفيل" وإقرارها بشكل ينسف مهامها الأساسية، ويجعلها قوّات ردع دولية تستخدم القوّة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، في الوقت الذي يطالب به لبنان بضرورة الحفاظ على الاستقرار في الجنوب والمنطقة. فالتشدّد في مجلس الأمن والتوجّه الى اعتماد الفصل السابع، وفق الصيغة المتداولة، بما يمنح "اليونيفيل" فرض احترام القرار 1701 بالقوة، على ما أضافت، يعني دخول لبنان في فوضى أمنية، ومخاطر هو بغنى عنها في الوقت الراهن، لا سيما بعد أن بدأ الحفر في حقل "قانا" في البلوك 9 الذي يستلزم الاستقرار لكي تستكمل الشركات المشغّلة عملها في المنطقة البحرية اللبنانية بكلّ هدوء.
وذكّرت أنّه بناء على إصرار لبنان وافقت الولايات المتحدة وبريطانيا لدى اتخاذ القرار 1701، على التخلّي عن الإشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بعملية قوية لحفظ السلام من قبل الأمم المتحدة. ولكن النصّ بقي يحمل قواعد اشتباك قوية لقوّة الأمم المتحدة، وتقودها فرنسا في كلّ عام قبل أشهر من اتخاذ قرار التجديد لليونيفيل.

وكتبت" الراي" الكويتية: لم يكن عابراً أن ترتسم على مشارف جلسة تمديد ولاية "اليونيفيل" التي يعقدها مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر الجاري كل معالم "حقل الألغام" الذي بات يتمحور بين حدّيْن متقابليْن قد يشكّلان مدخلاً لـ"توازنٍ سلبي" يُبْقي القديم على قدمه (وفق مندرجات قرار التجديد الذي صدر في 2022) في ما خص تفويض القوة الدولة ومنْحها حرية العمل والحركة داخل أرض القرار 1701 (جنوب الليطاني) من دون تنسيق مع الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش.

وفيما أوردت تقارير في بيروت أن بوحبيب كاشَفَ محدّثيه، في سياق "رفع سقف الضغط المضاد" وفي ما بدا "تهديداً بقفازات"، أن إبقاء تفويض "اليونيفيل"، وفق ما كان عليه في قرار التجديد العام الماضي من شأنه أن يسبّب توترات بين الأهالي والقوة الدولية، تساءلت أوساط مطلعة إذا كانت إثارة مسألة الفصل السابع على مسرح التجديد للقوة الدولية ستشكّل مخرجاً مزدوجاً: - للبنان الذي سيكون "حفظ ماء وجهه" بمجرد بقاء قرار التمديد تحت الفصل السادس (وثلاثة أرباع) في ظلّ توقُّع عدم تراجُع مجلس الأمن عن الفقرة المتعلقة بحرية عمل "اليونيفيل"، و"السيف ذو حدين" الذي يشكّله أي استخدام لـ "الفيتو" ضد قرار يصرّ على هذه الفقرة من الصين او روسيا لأنه يضع مصير القرار في كلّيته على المحك. - وللدول التي كانت ترغب في توسيع مهمات "اليونيفيل" بما يعدّل أكثر في "قواعد الاشتباك"، فتكون ربحت عدم التراجع عن التعديل الذي أُقرّ العام الماضي وتثبيته "لمرة ثانية ونهائية".

وشهدت الحدود الجنوبية للبنان، ليل أمس السبت، استنفاراً عسكرياً وتحليقاً مكثّفاً للطيران الحربي الإسرائيلي فوق المناطق الحدودية، بعدما قالت إسرائيل إنّها تبحث عن مسيّرة تابعة لحزب الله اجتازت الحدود واختفت، وهو الأمر الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بـ"الفضيحة الأمنية الخطيرة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمم المتحدة مجلس الأمن ة الدولیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تضغط بالنار على لبنان لمقايضة استقراره بمعاهدة سلام

كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": تتوخى إسرائيل من خلال قيامها بشن أكثر من 20 غارة على شمال الليطاني في جنوب لبنان، تُعد الأكبر منذ تخلفها عن الالتزام بوقف النار في 18 شباط الماضي، توجيه رسائل نارية إلى الخارج والداخل تتجاوز، كما تدّعي، تدمير ما تبقى من بنى عسكرية لـ«حزب الله» إلى إعلام الحكومة اللبنانية بأن لبنان لن ينعم بالاستقرار ما لم تقرر الدخول في مفاوضات مباشرة لتطبيع العلاقات بين البلدين، تمهيداً للتوصل إلى التوقيع على اتفاقية للسلام الدائم. وهي تتناغم في طلبها مع دعوة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لـ«الشرق الأوسط» ستيف ويتكوف لبنان وسوريا للانخراط في معاهدة سلام مع إسرائيل.
ويؤكد مصدر سياسي بارز أن الوعود الأميركية للبنان بقيام واشنطن في الأسابيع المقبلة بخطوات إيجابية لإلزام إسرائيل بأن تستكمل انسحابها من الجنوب، تبقى حبراً على ورق، ما لم تؤد إلى إقناعها بعدم ربط خروجها من القرى الأمامية الحدودية بالضغط على الحكومة للدخول في مفاوضات لوقف الأعمال العدائية فحسب، وإنما للتوصل معها إلى سلام دائم. وهذا ما ترفضه، كما يقول ويصر على أن تبقى اتفاقية الهدنة الموقعة بين البلدين عام 1949 الناظم الوحيد لانسحابها من الجنوب.
ويسأل المصدر السياسي، لماذا لا تضغط الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل لإجبارها على الانسحاب من الجنوب، في مقابل التزام الحكومة بتطبيق «اتفاق الطائف» بكل مندرجاته، بدءاً بحصر السلاح بيد الشرعية، وهو يتقاطع في هذا الخصوص مع ما نص عليه القرار «1701»؟ وإلا كيف تترجم ارتياحها لانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية؟ وهل يتعارض صمتها حيال تمادي إسرائيل في انتهاكها للأجواء اللبنانية الأمامية للقرى الحدودية مع توفير الدعم للعهد الجديد بالتلازم ودخول لبنان في مرحلة جديدة؟
لذلك فإن اندفاعه العهد الجديد نحو إخراج لبنان من أزماته تتعرض حالياً إلى انتكاسة مديدة، ما لم تتعهد واشنطن بإلزام إسرائيل بالانسحاب من دون ربطه بالتوصل إلى اتفاقية سلام.

مقالات مشابهة

  • في الجنوب.. رصاصٌ إسرائيلي يستهدف مدرسة!
  • في الجنوب..الجيش اللبناني: الجيش الإسرائيلي خطف جندياً بعد إطلاق النار عليه
  • الجزيرة نت ترصد الدمار الذي خلفه الاحتلال بمستشفيات الجنوب اللبناني
  • إسرائيل تضغط بالنار على لبنان لمقايضة استقراره بمعاهدة سلام
  • اسرائيل ترسّم حدوداً جديدة في الجنوب واتصالات للامم المتحدة للجم التصعيد
  • الولايات المتحدة تسريع مفاوضات غزة قبيل انتهاء مهلة قائد أنصار الله
  • أميركا وروسيا تطلبان جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن سوريا
  • عطالله: قد يتحول الجنوب الى ساحة للقتال
  • بعد غارات الجنوب.. خبر مفبرك يثير بلبلة وهذه حقيقته
  • تحرك مفاجئ لأربع دول بشأن اليمن.. ما الذي يجري في الكواليس؟