المجلس العسكري في النيجر يحشد الجماهير.. ويدعو لليقظة
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
يكثف المجلس العسكري الحاكم في النيجر من توظيف التجمعات الجماهيرية، في خطوة ترمي لإظهار شرعية بين الجماهير في مواجهة مجموعة "إيكواس" التي تلوح باستخدام القوة لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم.
تجمعات السبت
في هذا الإطار، شهد الملعب الرئيسي في العاصمة نيامي تجمعا شارك فيه الآلاف استجابة لدعوة أنصار المجلس العسكري.وردد المشاركون شعارات مؤيدة للمجلس ورافضة للوجود الفرنسي والتدخل العسكري الذي تهدد به مجموعة "إيكواس" وأطراف أخرى مثل باريس. وألقى المتحدث باسم المجلس العسكري كلمة أمام الجماهير هدد فيها باستخدام القوة من أجل طرد السفير الفرنسي. أضاف أن على الشعب في النيجر أن يكون مستعدا لكل الاحتمالات، وألا ينام و"أن يكون مستيقظا في الأيام المقبلة". ربما يشير هذا الحديث إلى ان الحرب باتت قاب قوسين أو أدنى خاصة مع رفض المجلس العسكري تقديم تنازلات. وكانت هناك مظاهرات أخرى في عدد من المناطق في النيجر بالتزامن مع التجمع في الملعب الرئيسي في نيامي، كما أورد موفدنا.
وهناك ترقب لوقفة أخرى أمام أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في النيجر ومنطقة الساحل بشكل عام، الأحد.
ويتمسك المجلس العسكري بالمرحلة الانتقالية وهدد باستخدام القوة من أجل إخراج القوات الفرنسية من النيجر.
وتعالت الأصوات التي تطالب بضرورة مغادرة فرنسا، مع رفع أعلام روسيا والدول الداعمة للمجلس العسكري في التظاهرات المؤيدة له.
ومنذ أن انقلب الجيش على بازوم في أواخر يوليو الماضي، ساند المجلس العسكري الحاكم التجمعات الجماهيرية التي تظهر دعمه في مواجهة الخارج.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نيامي المجلس العسكري إيكواس نيامي انقلاب النيجر محمد بازوم فرنسا نيامي المجلس العسكري إيكواس النيجر المجلس العسکری فی النیجر
إقرأ أيضاً:
غرينلاند وغطرسة القوة
لم تكن الزيارة الاستفزازية وغير المرغوبة لنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إلى جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك والتي تتمتع بحكم ذاتي سوى التعبير الأوضح عن محاولات الهيمنة بالقوة على الجزيرة، رغم النفي الأمريكي، خصوصاً أنها ترافقت مع تصريحات ترامب بأن السيطرة عليها مسألة مهمة لسلامة الأمن العالمي.
وبغض النظر عما يصرّح ويقوم به ترامب وفانس، ومدى جدية التحرك للاستحواذ على هذه الجزيرة الأضخم في العالم والغنية بالموارد الطبيعية وذات الموقع الاستراتيجي المهم، وهي تصريحات جدية وحقيقية وفقاً لما يراه الرئيس الروسي بوتين، فإن الأمر لا يخرج عن سياسة القوة والمال التي تنتهجها إدارة ترامب سبيلاً للوصول إلى صفقات ناجحة، حتى لو كان ذلك على حساب الحلفاء.
هكذا ينظر إلى غزة وإلى بنما وحتى إلى كندا وربما إلى أي مكان في العالم يعتقد ترامب أنه قادر على شرائه أو بسط سيطرته عليه. في غزة لا يزال ترامب، رغم التراجع الظاهري عن خطته، ينتظر اللحظة المناسبة لتهجير أكثر من مليوني إنسان، إلى أي دولة تقبلهم، بعد الرفض المصري والأردني. ونحن هنا لا نتحدث عن حقائق الجغرافيا والتاريخ، وقبل ذلك الرفض الفلسطيني للتخلي عن الأرض والوطن والاستعداد العالي للتضحية من أجله والموت على ترابه. لكن عندما تدار السياسة بمنطق الصفقات والعقارات التجارية يصبح المليونا إنسان مجرد ديكور للصفقة العتيدة. ويصبح من السهل أيضاً الحديث عن شراء غرينلاند أو السيطرة عليها بالقوة، وكذلك الحال بالنسبة لقناة بنما أو ضم كندا للولايات المتحدة.
اللافت أن مواطني غرينلاند، كما أهل غزة، رفضوا بأغلبية ساحقة الانضمام للولايات المتحدة، وأكدوا أن بلادهم ليست للبيع، كما رفضوا استقبال فانس، وبالتالي اقتصرت زيارته على قاعدة أمريكية في شمال الجزيرة. وبما أن الزيارة فاجأت حكومتي غرينلاند والدنمارك، فقد أعرب مسؤولون في الجانبين عن استيائهم؛ لأن الزيارة تقرّرت في أجواء مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية، وقال رئيس وزراء غرينلاند ينس فريدريك نيلسن، إن الزيارة في ظل عدم وجود حكومة قائمة لا تعتبر علامة على الاحترام تجاه حليف. وفي أحدث رد فعل على الخطوات الأمريكية قال وزير خارجية الدنمارك، إن بلاده تقدّر حاجة الأمريكيين لوجود عسكري أكبر في غرينلاند، وأنها منفتحة على مناقشة الأمر معهم. لكن الوزير ردّ على تصريحات فانس بالقول: «هذه ليست الطريقة التي تخاطب بها حلفاءك المقربين».
كما نددت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن بزيارة فانس للجزيرة رغم عدم تلقيه دعوة بذلك، معتبرة أن الخطوة تشكل «ضغطاً غير مقبول» على غرينلاند والدنمارك. وبالمحصلة، يرى مسؤولون دنماركيون ومن غرينلاند، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، أن الولايات المتحدة لن تتمكن من السيطرة على الجزيرة.