من رتب وأعد للعدوان على بلادنا وفرض الحصار على أبناء شعبنا، ومن أعطى الضوء الأخضر لتحالف البعران بقيادة مملكة البعير ومن تحالف معها للبدء بشن عدوانهم الهمجي، هو ذاته الذي أعطى الضوء الأخضر لذات الأدوات الرخيصة من مرتزقة الخارج والداخل لنقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن وإعلان الحرب الاقتصادية على العملة الوطنية ونهب الثروات النفطية وقطع المرتبات وإغلاق الموانئ والمنافذ والمطارات، إنه الأمريكي، إنها الإدارة الأمريكية، إنها السياسة الأمريكية التي تقف اليوم على مرأى ومسمع العالم أجمع أمام صرف مرتبات الموظفين اليمنيين من عائدات مبيعات ثروتهم النفطية والغازية التي تمثل النسبة الأكبر في الموازنة العامة الخاصة بالمرتبات والأجور .
المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندركينغ قالها علنا بأن (ضمان حصول جميع موظفي القطاع العام اليمني على رواتبهم مسألة معقدة) وقال أيضا (أن مطالب صنعاء بصرف مرتبات الموظفين مستحيلة) ولم يجد السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن هو الآخر أي حرج بالمجاهرة في أكثر من مناسبة برفض بلاده مطالب صرف مرتبات الموظفين اليمنيين من عائدات النفط اليمني، حيث دأب خلال لقاءاته المتكررة مع ممثلي حكومة المرتزقة وما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي على التحريض ضد صرف المرتبات والعمل على وضع العقبات والعراقيل التي تحول دون تحقيق ذلك، لأنه وبلاده يرون في صرف المرتبات انفراجة ولو جزئية للملف الإنساني، وهو الأمر الذي سيحرمهم من ورقة ضغط يستخدمونها على القيادة الثورية والسياسية من أجل تمرير أجندتهم من خلال المساومة على الملف الإنساني من أجل الحصول على مكاسب سياسة وعسكرية وهو المستحيل الذي لا يمكن القبول به على الإطلاق .
الموقف الأمريكي من ملف المرتبات يكشف العديد من الحقائق التي ليست بخافية على الكثير من ذوي العقول النيرة والرؤية الثاقبة للأوضاع، لعل من أهمها وأبرزها : أن أمريكا التي تمثل الشيطان الأكبر بسياستها العدائية الاستعمارية الحمقاء هي من تقف وراء معاناة الشعب اليمني، وهي السبب في كل ما وصلنا إليه من عدوان وحصار وخراب ودمار وكل التداعيات التي ترتبت على ذلك منذ ما يقارب التسع سنوات، وأنها اليوم تدعم وتساند قوى العدوان ومرتزقتهم على مواصلة الاستيلاء على ثروات الوطن من النفط والغاز ونهبها وسرقتها وحرمان أبناء شعبنا من الاستفادة من ثرواتهم في صرف المرتبات ودعم عملية البناء والتنمية، كما يكشف الموقف الأمريكي من صرف المرتبات أنها ومع سبق الإصرار والترصد هي من تعطي الضوء الأخضر لقوى العدوان والمرتزقة من أجل توظيف الجانب الاقتصادي والإنساني كسلاح من أسلحة الحرب التي تشن على بلادنا وشعبنا منذ تسع سنوات، بعد أن فشلت فشلا ذريعا في الحرب العسكرية .
بالمختصر المفيد، لا أمريكا ولا السعودية ولا الإمارات ولا حتى مرتزقتهم يمتلكون الحق في حرمان أبناء الشعب اليمني من الاستفادة من ثروتهم النفطية والغازية، هذه ثروة وطنية مملوكة للشعب اليمني ولا وصاية عليها ولا استغلال لها لحساب عصابة من اللصوص، الأموال المكدسة من عائدات مبيعات النفط اليمني في البنك الأهلي السعودي، وعائدات بيع الغاز اليمني المكدسة في البنك المركزي اليمني بمأرب يجب أن تصرف منها مرتبات الموظفين المقطوعة دون قيد أو شرط، وهذه مسألة لا تحتاج إلى مساومة أو نقاش، ويجب أن أن تدخل حيز التنفيذ لإثبات حسن النوايا من قبل السعودية، فلا قبول للمماطلة والتسويف واللعب على عامل الوقت بانتظار أي متغيرات دولية قد تخدمها طريق السلام وتجنب بالستيات ومسيرات القوات المسلحة اليمنية يبدأ بمعالجة الملفات الإنسانية، وفي مقدمتها صرف المرتبات وفتح المطارات ورفع القيود المفروضة على حركة الملاحة البحرية عبر موانئ الحديدة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
القرن الامريكي كيف حسمت امريكا معركتها..؟؟؟؟
بقلم _ الخبير عباس الزيدي ..
بالامس القريب كان الحديث عن صيرورة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وقد حققت الدول المشاركة فيه خطوات متقدمة وانشات بدائل لمشاريع اقتصادية ومؤسسات مالية وذهبت الى تحالفات عسكرية وأمنية بدأت من المنطقة صعودا الى حافتي المحيطين الهادي والاطلسي وماأنفكت المناورات العسكرية الصينية الروسية المشتركة بالاستمرار الى وقت قريب •
@ السؤال كيف قامت واشنطن بالالتفاف على كل ذلك وتجاوزت كبوات بايدن واستعادت زمام المبادرة وقلبت النتائج لصالحها…..؟؟؟
اولا_ انطلقت لتحصين سيطرتها على افريقيا والسيطرة على منطقة الشرق الاوسط وتامين مصادر النفط والغاز وعدم تهديدها او المساس بها ومنح اسرائيل الضوء الأخضر للتوعية وايضا فتحت الباب للناتو بمقدار محدود ( يؤمن لها طرده في مرحلة لاحقة )وقد حققت من خلال ذلك مايلي
1_ ايقاف بل افشال كل المشاريع الاقتصادية العالمية المنافسه لها التي تمر في المنطقة مثل الصينية والروسية واوجدت البدائل لتلك المشاريع •
2_ ضربت محور المقاومة وهي الان يطور الاعداد لضربة تجهز فيها على القدرات الايرانية
3_ طردت القوات الروسية من المنطقة وسوف تطردها من افريقيا لاحقا وعما قريب ستغلق البحر الاسود على روسيا
4_حاصرت المصالح الصينية بكل هدوء من خلال شركائها واطاحت بالانظمة التي سارعت لمشاركة بكين مثل ماحصل في قي باكستان مرورا بالعراق وضعت على تركيا( محاولة الانقلاب ) ثم قدمت المزايا والمتافع لانقرة واليوم الدور التركي واضح وخطير
ثانياهزيمة روسيا 1 حرب مفتوحة في اوكرانيا
2_ اسست ناتو مصغر وتقربت كثيرا الى الحدود الروسية بالقدر الذي يهدد وحدة اراضيها
3_ دفعت بالاتحاد الاوربي الى مواجهة عنيفة في الحرب الحالية ولازال بوتين يهدد بالثالوث النووي واذا ما تورط في ضربة اولية يتيمة سوف تمحى روسيا من الوجود حيث تتلقى ضربات لاتحصى ولاتعد
4_ استمرار الحظر على تصدير الغاز الروسي وعما قريب ستطرح العديد من البدائل خصوصا بعد حسم غزة وماحصل في سوريا
5_روسيا الان على ابواب الهزيمة وسوف تفتح واشنطن لاحقا بابا لهروب بوتين مع ضمانات بعدم ملاحقته ومحاكمته
ثالثا_ ترويض الصين
1_ستستمر عملية ترويض راس المال الجبان مع استخدام وسائل الترهيب وأستخدام اوراق الضغط المعروفة ضد بكين ولن يحصل صدام بينهما على المستوى القريب
2_ بعد حسم المواجهة بصورة نهائية مع روسيا وهزيمتها سوف تتصدى بريطانيا لمواجهة الصين ومنذ امد بعيد رفعت بريطانيا جهوزيتها وحسنت من قدراتها لتلك المواجهة
رابعا_ اللحظة الحاسمة
1_ تندلع مواجهة تقليدية بين الصين وبريطانيا غايتها اذلال الصين وتحجيم دورها عالميا
2_في اللحظة الحاسمة تتدخل واشنطن بعد انهاك بريطانيا لصالح الاخيرة في الحرب وتخرج على راس النظام العالمي دون شريك او منازع ويصبح جميع العالم نحت سيطرتها
خامسا_ من الملاحظات المهمة في المشروع الامريكي مايلي
1_ حرصها عدم التورط المباشر في اي مواجهة ودفع وكلائها( دول او اننظمة او تنظيمات) لتنفيذ اهدافها
2_ تنفيذ ذلك باقل كلفه مالية
3_ انقلابها على كثير من أدواتها بعد تنفيذ اهدافها وعلى سبيل المثال وليس حصرا (تركيا وقطر والتننظيمات الارهابية في سوريا وافغانستان) بحيث تعيد صياغة ورسم المشهد وفقا لضرورات كل مرحلة
4_ استثمارها لعامل الوقت واللعب على التناقض والتعامل البراغماتي واستخدام كل وسائل الخداع والنفاق والتضليل والغدر •
5_ هذا المشروع في نهاية المطاف سيرسم حدود وجغرافيا جديدة قد يستمر لفترة وجيزة ثم ينقلب السحر على الساحر وتتم مواجهة الطغيان الامريكي مواجهة شعبوية ومجتمعية عالمية تندثر من خلالها الولايات المتحدة الامريكية ويقضى بعد حين على كل معالم الاستكبار والصهيونية العالمية
5_ خنوع الانظمة والشعوب في المنطقة سيكون له آثار مدمرة ونتائج كارثية ولا افق محدود للجرائم والاطماع الصهيونية واليهودية وستكتشف تلك الامم ذلك بعد فوات الاوان