المحافظات الجنوبية المحتلة.. غليان شعبي لن تطفئه أكاذيب المحتل وقمع أدواته للناس
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
سوق سوداء للثلج.. وانقطاع الكهرباء يضاعف معاناة الناس انعدام الخدمات الضرورية دفع المئات من المواطنين للخروج للشوارع
سخط شعبي متواصل واحتجاجات غاضبة اجتاحت ساحات وشوارع محافظات جنوبية عدة ، تنديدا بسياسة المحتل التركيعية ومحاولته المستمرة لإذلال المواطنين وإخضاعهم التي يسعى من خلالها تحقيق مصالحه الدنيئة ومشاريعه الصغيرة مستغلا بذلك ثروات الوطن وموارده .
قضايا وناس / مصطفى المنتصر
طيلة أيام الأسبوع الماضي عاشت محافظات عدن وأبين ولحج حراكاً شعبياً مكثفاً وموجة شغب توزعت على كل الشوارع والأحياء الرئيسية، حيث قام المحتجون بقطع العديد من الشوارع الرئيسية وحرق الإطارات التالفة احتجاجا على غياب الخدمات الرئيسية وجرعات الغلاء الفاحش التي طالت كل متطلبات الحياة والمعيشة حتى بات المواطن يصطف في طوابير طويلة لمحاولة الحصول على قطعة ثلج يروي بها ظمأ يومه الحار في ظل ارتفاع حرارة الصيف الملتهبة.
ومنذ السبت الفائت تتواصل الاحتجاجات الغاضبة في مناطق عدة بتلك المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا وحكومة المرتزقة ومجلسها الرئاسي المدعوم سعوديا ، تمثلت في احتجاجات شعبية غاضبة وأعمال شغب تنديدا بانقطاع التيار الكهربائي وتردي الخدمات والانفلات الأمني.
وتسبب غياب الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة في عدن ولحج وأبين بزيادة حالة الفوضى والاحتجاجات التي خرجت عن السيطرة وأشعلت نيرانها في مختلف شوارع وأحياء المحافظات المحتلة ما تسبب بحالة من الذعر في أوساط مرتزقة التحالف وقوات الاحتلال التي سارعت إلى سحب قواتها من مراكز رئيسية بمدينة عدن ونقلها إلى خارج المحافظة .
مليشيا الانتقالي كالمعتاد هاجمت المتظاهرين بقوة السلاح واعتدت عليهم بمختلف الأسلحة ( كلاشنكوف ودوشكا) حسب مصادر محلية- ما تسبب بسقوط ضحايا ومصابين من المتظاهرين المدنيين الذين تم إسعافهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج لتلحق بهم مليشيا الانتقالي إلى غرف المستشفيات وتعتقلهم إلى سجونها المظلمة وسيئة السمعة .
ولم تكن معضلة انقطاع الكهرباء هي السبب الوحيد الذي دفع المحتجين للخروج للشارع بل وصل الأمر إلى أن يجد المواطن نفسه وسط طوابير طويلة للحصول على قطعة ثلج فالإقبال على مادة الثلج وسط ارتفاع درجات الحرارة بات ضروريا في فصل الصيف، مما ضاعف من معاناة المواطنين الذين يتزاحمون منذ الصباح الباكر على أماكن بيع الثلج لشراء كميات كافية منه.
وقالت مصادر إعلامية في عدن إن مئات المواطنين مع انقطاع الكهرباء وارتفاع درجة الحرارة يتزاحمون أمام محلات الثلج حيث ارتفع سعره 100 ٪.
وتداول ناشطون صورا لمواطنين وهم يتزاحمون في إحدى محلات بيع مادة الثلج في مدينة كريتر بعدن، في الوقت الذي تنقطع فيه الكهرباء وخروج المحطات عن الخدمة بسبب نفاد مادة الديزل.
أبين.. أزمات متلاحقة
وكما هو الحال في عدن، لم يتغير الوضع في محافظة أبين التي تعيش الضائقة نفسها،
حيث لحقت أبين موجة الاحتجاجات التي اندلعت في عدن وشهدت أعمال شغب تنديدا بانهيار الوضع الخدمي والمعيشي.
وتستمر حالة الغليان الشعبي في المحافظات الجنوبية من عدن ولحج وصولا إلى أبين والمهرة جراء انهيار الوضع الخدمي والمعيشي بفعل فشل أدوات التحالف السعودي الإماراتي.
وبحسب مصادر إعلامية فقد اقدم متظاهرون على قطع طريق جعار باتيس وجعار زنجبار في محافظة أبين فجر الأربعاء الماضي في منطقه المحراق سوق القات القديم احتجاجا على انهيار الوضع الخدمي والمعيشي. وأوضحت المصادر أن محتجين آخرين اغلقوا في نفس الوقت الخط في منطقه المخزن بمخلفات البناء واجبروا شاحنات الاسمنت على التوقف مشيرة إلى أن خدمة الكهرباء توقفت في أبين منذ أيام في حين لا يستطيع المواطنون شراء حاجتهم من الثلج لتبريد مياه الشرب جراء الغلاء والفقر.
و شهدت مديرية زنجبار، عاصمة محافظة أبين، ازدحاما شديداً لمئات المواطنين لشراء قوالب الثلج للحصول على شربة ماء باردة تسد عطشهم بسبب ارتفاع درجة الحرارة الشديدة التي تشهدها المحافظة الساحلية ومع انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثاني على التوالي.
ونشر مواطنون مقاطع فيديو يظهر فيها ازدحام مركبات ودراجات نارية على امتداد الشارع العام ليعتقد من يشاهدها إنها زفة عريس أو موكب لشخص هام لكنها في الحقيقة كانت موكباً لبرادة الثلج التي دخلت المدينة في وقت متأخر من الليل .
وقالت مصادر محلية إن حكومة المرتزقة المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي لا تستطيع توفير الاحتياجات لاستمرار الكهرباء في المحافظات المحتلة، مؤكدة أن أبرز مشكلة تواجه الكهرباء هي عدم توفر الوقود الكافي لتشغيل محطات الكهرباء ولو لساعات حتى يتمكن المواطنون من تبريد المياه في منازلهم وتتمكن مصانع الثلوج من صناعة قوالب ثلج كافية تسد حاجة المواطنين.
لحج ..إغلاق للطرقات وغياب للخدمات
وتوسعت دائرة الغضب الشعبي من عدن مرورا بأبين لتصل شرارتها إلى محافظة لحج التي لم تكن بمعزل عن عبث المحتل ومرتزقته حيث اشتعلت موجة الغليان الشعبي التي تشهدها المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان.
وكان محتجون غاضبون، ليل الأربعاء والخميس، قد اغلقوا الطرقات الرئيسية في محافظة لحج احتجاجا على سياسة المحتل التجويعية وغياب الخدمات وانقطاع الكهرباء بالمحافظة التي تعيش أوضاعاً صعبة وانهياراً امنياً وانتشاراً للجريمة بشكل مخيف .
وأفادت مصادر محلية في لحج، بأن شارع الرباط الذي يعتبر من أهم الشوارع الرئيسية في مديرية تبن تم إغلاقه من قبل المحتجين الذين أحرقوا الإطارات وهتفوا ضد قوى العدوان والاحتلال ومرتزقتهم حيث تداول الناشطون والإعلامون مقطع فيديو لعملية إغلاق شارع الرباط من قبل المحتجين، احتجاجاً على تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء.
وكان مسلحون مجهولون، اغتالوا مساء الأربعاء، في منطقة الوهط بمحافظة لحج، الشيخ عادل عبيد العزيبي، أحد أبرز المشائخ المعارضين لما يسمى “المجلس الانتقالي” المدعوم إماراتيا.
أزمة الثلج لم تقتصر على أبين وعدن بل وصلت تداعيات ازمتها إلى محافظة لحج التي شهدت ارتفاعا قياسيا لسعر الثلج بزيادة وصلت إلى نسبة 200 ٪، بسبب إقبال الناس عليها، نظرا لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة تصل إلى قرابة 20ساعة متتالية.
وأثار غياب الخدمات الضرورية وارتفاع مادة الثلج سخط المواطنين مع استمرار انقطاع الكهرباء، الأمر الذي أخرجهم للشارع تنديداً بتردي الخدمات العامة وفي مقدمتها خدمة الكهرباء وتفاقم الوضع المعيشي دون أن يلمس المواطنون أي حلول أو معالجات لتحسين مستوى الخدمات ووضع حد للغلاء المتصاعد في أسعار المواد الأساسية ومتطلبات العيش الكريم.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: انقطاع الکهرباء محافظة لحج فی عدن
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء: شرعنا في تنفيذ خطط استراتيجية لتنويع مصادر الطاقة
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكد وزير الكهرباء زياد علي فاضل، الأربعاء، أن الوزارة شرعت منذ عامين في تنفيذ خطط استراتيجية لتنويع مصادر الطاقة وعدم رهن منظومة الكهرباء الوطنية بمصدر واحد.
وقالت الوزارة في بيان، اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "وزير الكهرباء زياد علي فاضل، استقبل في مكتبه ببغداد، رئيس مجلس محافظة بابل أسعد المسلماوي وأعضاء لجنة الطاقة في مجلس محافظة واسط رسل حسان, وحسين رزوقي فرهود, في لقاءين منفصلين؛ لمناقشة تداعيات أزمة الطاقة الراهنة".
وأضافت، أن "الوزير قدم خلال اللقاءين عرضاً تفصيلياً عن واقع الطاقة الكهربائية في ظل استمرار انقطاع الغاز المستورد، مستعرضاً الخطط العاجلة التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع وزارة النفط لتأمين الوقود البديل للمحطات المتوقفة".
وقال الوزير، بحسب البيان، إن "الوزارة شرعت منذ عامين في تنفيذ خطط استراتيجية لتنويع مصادر الطاقة وعدم رهن منظومة الكهرباء الوطنية بمصدر واحد، لكن هذه المشاريع الحيوية تحتاج إلى فترة تتراوح بين عامين إلى ثلاثة أعوام لإنجازها بشكل كامل".
وبين الوزير، "تفاصيل هذه الاستراتيجية التي تتضمن تسريع تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في محافظات بابل وكربلاء والمثنى والبصرة، إلى جانب متابعة تقدم العمل في مشروع الربط الخليجي وتعزيز إمدادات الطاقة من تركيا".
وأشار إلى، "حرص الوزارة على التواصل المباشر مع الحكومات المحلية ومجالس المحافظات"، مؤكداً، "أهمية تضافر الجهود لتجاوز التحديات الراهنة وتأمين احتياجات المواطنين من الطاقة الكهربائية".
من جانبهم, ثمّن المسؤولون المحليون حرص الوزارة على، "إيجاد معالجات سريعة لأزمة الطاقة الراهنة"، مؤكدين استعدادهم، لـ "التعاون في تنفيذ الخطط البديلة وتسهيل إجراءات تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في محافظاتهم".