بوابة الوفد:
2025-02-07@08:43:26 GMT

معنى ومواطن وأهمية حسن الظن بالله

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

حسن الظن بالله من صفات المتقين ويُقصد بحسن الظن بالله: توقُّع كلِّ جميل وحَسَن من الله -تعالى-؛ فيظن العبد بربه الرحمة ويرجو ذلك مع الأخذ بكافة الأسباب وسؤال الله -تعالى- ألا يكله إلى تلك الأعمال، وإنما إليه وحده، وهو من أعمال القلوب، وما أُعطي العبد المؤمن خيراً أفضل من حسن الظنِّ بخالقه، فحسن الظنّ بالله -تعالى- من حُسن عبادة العبد.

 

 وثبت عن الرسول الكريم في الحديث القدسيّ: (يقول الله -عزّ وجلّ-: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي وأنا معه حيثُ يذكُرُني إنْ ذكَرني في نفسِه ذكَرْتُه في نفسي وإنْ ذكَرني في مَلَأٍ ذكَرْتُه في مَلَأٍ خيرٍ منهم وإنْ تقرَّب منِّي ذراعًا تقرَّبْتُ منه باعًا وإنْ أتاني يمشي أتَيْتُه هَرولةً).

 

 فكلُّ ما يظنُّه العبد بربّه سيعطيه إياه، إن كان شرّاً فشرّ، وإن كان خيراً فخير، وذلك لأنّ الخير والفضل كله بيد الله، فمن حسن الظن بالله مثلاً الإنفاق على الأهل، والولد، وفي سبيل الله -تعالى-، وعدم خشية الفقر والفاقة، بل يُحسن العبد الظنّ بأن الله يُخلِف ما أنفق ويزيده له.

 

مواطن حسن الظن بالله يجب على العبد المؤمن أن يُحسن ظنّه بخالقه في كلِّ أحواله؛ في اليسر والعسر، وفي الرخاء والشدة، وفي الغنى والفقر، وفي الصحة والمرض، وأكثر ما يتجلى ويظهر حسن الظن بالله -تعالى- فيما يأتي من مواطن:

 

عند الشدة والكرب الكثيرُ من الناس في رخائهم يشكرون الله -تعالى- ويُثنون عليه، ولكن إذا اشتدّ الخَطب، وضاقت عليهم الأرض بما رَحُبت سخطوا وأساؤوا الظنّ بخالقهم، ولكن يجب على العباد أن يًحسن الظن في مواقف الشدّة، فقد أنزل الله رحمته على الثلاثة الذين تخلّفوا في معركة بدر عندما أحسنوا الظن بالله ولجؤوا له وحده. عند الدعاء أحياناً يستجيب الله -تعالى- لدعاء عبده في الحال، أو بعد فترةٍ وجيزةٍ، فيفرح العبد فرحاً شديداً، ولكن إذا تأخرت استجابة الله للدعاء لحكمة منه -عز وجلّ- يقول: دعوت ولم يُستجب لي، وما إلى غير ذلك من الألفاظ الدالة على سوء الظن. عند الموت أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا يموت العبد إلا وهو يُحسن الظنّ بمولاه -جلّ وعلا-، فالله -تعالى- أرحم بعبده من الأمّ بولدها. عند ضيق العيش من ضاقت به سبل الحياة وكسبها، فلا يلجأ للخلق ويطلب منهم العون، ففي هذا ذلٌّ وافتقارٌ لهم، بل عليه أن يلجأ لله -تعالى-، وأن يُحسن الظنّ به؛ فهو خير الرازقين، وخزائنه لا تنفد. عند التوبة الله -تعالى- أمر عبده كلما أذنب بالاستغفار والتوبة، والرجوع إليه، ووعده بالعفو والمغفرة، فمهما عَظُمت الذنوب والخطايا وتكرّرت فباب الله لا يُغلق في وجه من عاد إليه، وعليه ألا يُنصت لوساوس الشيطان، وتقنيطه من رحمة الله، ومغفرته، لينزلق أكثر في وحول المعاصي. عند عِظَم الدَّين الله يقضي الدين عن المَدين بحسن ظنّه به، وتوكله عليه بطرقٍ ليست بحسبانه. أهمية حسن الظن بالله حسن الظن بالله -تعالى- له أهمية كبيرة في حياة الفرد المسلم؛ وسنبيّن هذه الأهمية فيما يأتي:

 

 أوصى النبي الكريم الأمة الإسلامية بحسن الظن بالله -تعالى- لما له من فوائد كثيرة تعود على الفرد بالخير. يرتبط حسن الظن بالله -تعالى- بمسائل أخرى عقدية؛ مثل التوكل والثقة بما عند الله -تعالى-. أثر حسن الظن بالله -تعالى- على حياة المؤمن الدنيوية والأخروية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسن الظن بالله حسن الظن بالله

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: ذكر الله عبادة يطمئن ويصلح بها القلب

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الذِّكرُ هو عبادةُ القلبِ التي يَصلحُ بها ويطمئنُّ بها، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، فإذا اطمأنَّ القلبُ صلحَ، وصلحَ بصلاحِه سائرُ الجسد، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ». 

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الذِّكرُ عِمادُ القلبِ، والقلبُ عِمادُ الجسد، فقلبُ المؤمنِ يَحيا بذِكرِ اللهِ تعالى، وبحياةِ القلبِ يَحيا سائرُ البدن، فقد ورد عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم : «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ، وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».

ويتضح ذلك المعنى عندما نعلمُ أنَّ الصلاةَ التي هي عِمادُ الدينِ ورُكنُه الرَّكينُ إنما شُرعت لأجلِ ذِكرِ اللهِ تعالى، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾. بل عندما يُشرِعُ المسلمُ في صلاته، بقوله (بسم الله الرحمن الرحيم)؛ يُباهِي الله به ملائكته ويقول لهم: "ذكرني عبدي".

فالذِّكرُ هو الإطارُ العامُّ، والبيئةُ الطيِّبةُ التي لا بُدَّ منها حتى تَترعرعَ فيها بقيةُ العبادات، ومن ذلك نلحظ أن الإحرام بالصلاة يبدأ بالتكبير ، وختامها بالتسليم، وكِلاهُما ذِكرٌ لاسمٍ من أسماء الله تعالى ، قال تعالى : ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.

فعلاقةُ الذِّكرِ ببقيةِ العباداتِ كعلاقةِ الشجرِ بالأرض؛ فلا يُمكنُ أن تُزرعَ شجرةٌ دون أن تمتلكَ أرضًا تُزرَعُ فيها.

فالأمرُ بالذِّكرِ هو أمرُ المُحبِّ لمَن يُحبُّ، وإنَّما يَمتثلُ له من صدقَ في الحبِّ، يقول تعالى ﴿فاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾، ويقول تعالى في حديث قدسي فيما يرويه صلى الله عليه وآله وسلم : «وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ».

وإذا أحبَّ المرءُ منَّا حبيبًا، طلب منه أن يَذكُرَه – وللهِ المثلُ الأعلى – فالذِّكرُ أمارةُ الحبِّ، فما من مُحبٍّ وهو لاهٍ عن محبوبِه.

مقالات مشابهة

  • الفرق بين المقامات والأحوال في التصوف
  • متى تتنزل النفحات الإلهية على العبد؟.. تتجلى في أشكال متنوعة
  • المحرمون من المغفرة في ليلة النصف من شعبان
  • عالم أزهري: النفحات الإلهية تتنزل على الشخص فجأة دون استعداد منه
  • أنها الرحلة الأعظم فى الوجود
  • خصوصية جبل الطور حتى يتجلى الله تعالى عليه
  • 5 كلمات حث عليها النبي أمته.. اعمل بهن وعلمهن لغيرك
  • خصوصية جبل الطور وتجلي الله تعالى عليه لسيدنا موسى.. تعرف عليها
  • حكم الدعاء بعبارة "يا غارة الله" وبيان معناها
  • علي جمعة: ذكر الله عبادة يطمئن ويصلح بها القلب