معنى ومواطن وأهمية حسن الظن بالله
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
حسن الظن بالله من صفات المتقين ويُقصد بحسن الظن بالله: توقُّع كلِّ جميل وحَسَن من الله -تعالى-؛ فيظن العبد بربه الرحمة ويرجو ذلك مع الأخذ بكافة الأسباب وسؤال الله -تعالى- ألا يكله إلى تلك الأعمال، وإنما إليه وحده، وهو من أعمال القلوب، وما أُعطي العبد المؤمن خيراً أفضل من حسن الظنِّ بخالقه، فحسن الظنّ بالله -تعالى- من حُسن عبادة العبد.
وثبت عن الرسول الكريم في الحديث القدسيّ: (يقول الله -عزّ وجلّ-: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي وأنا معه حيثُ يذكُرُني إنْ ذكَرني في نفسِه ذكَرْتُه في نفسي وإنْ ذكَرني في مَلَأٍ ذكَرْتُه في مَلَأٍ خيرٍ منهم وإنْ تقرَّب منِّي ذراعًا تقرَّبْتُ منه باعًا وإنْ أتاني يمشي أتَيْتُه هَرولةً).
فكلُّ ما يظنُّه العبد بربّه سيعطيه إياه، إن كان شرّاً فشرّ، وإن كان خيراً فخير، وذلك لأنّ الخير والفضل كله بيد الله، فمن حسن الظن بالله مثلاً الإنفاق على الأهل، والولد، وفي سبيل الله -تعالى-، وعدم خشية الفقر والفاقة، بل يُحسن العبد الظنّ بأن الله يُخلِف ما أنفق ويزيده له.
مواطن حسن الظن بالله يجب على العبد المؤمن أن يُحسن ظنّه بخالقه في كلِّ أحواله؛ في اليسر والعسر، وفي الرخاء والشدة، وفي الغنى والفقر، وفي الصحة والمرض، وأكثر ما يتجلى ويظهر حسن الظن بالله -تعالى- فيما يأتي من مواطن:
عند الشدة والكرب الكثيرُ من الناس في رخائهم يشكرون الله -تعالى- ويُثنون عليه، ولكن إذا اشتدّ الخَطب، وضاقت عليهم الأرض بما رَحُبت سخطوا وأساؤوا الظنّ بخالقهم، ولكن يجب على العباد أن يًحسن الظن في مواقف الشدّة، فقد أنزل الله رحمته على الثلاثة الذين تخلّفوا في معركة بدر عندما أحسنوا الظن بالله ولجؤوا له وحده. عند الدعاء أحياناً يستجيب الله -تعالى- لدعاء عبده في الحال، أو بعد فترةٍ وجيزةٍ، فيفرح العبد فرحاً شديداً، ولكن إذا تأخرت استجابة الله للدعاء لحكمة منه -عز وجلّ- يقول: دعوت ولم يُستجب لي، وما إلى غير ذلك من الألفاظ الدالة على سوء الظن. عند الموت أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا يموت العبد إلا وهو يُحسن الظنّ بمولاه -جلّ وعلا-، فالله -تعالى- أرحم بعبده من الأمّ بولدها. عند ضيق العيش من ضاقت به سبل الحياة وكسبها، فلا يلجأ للخلق ويطلب منهم العون، ففي هذا ذلٌّ وافتقارٌ لهم، بل عليه أن يلجأ لله -تعالى-، وأن يُحسن الظنّ به؛ فهو خير الرازقين، وخزائنه لا تنفد. عند التوبة الله -تعالى- أمر عبده كلما أذنب بالاستغفار والتوبة، والرجوع إليه، ووعده بالعفو والمغفرة، فمهما عَظُمت الذنوب والخطايا وتكرّرت فباب الله لا يُغلق في وجه من عاد إليه، وعليه ألا يُنصت لوساوس الشيطان، وتقنيطه من رحمة الله، ومغفرته، لينزلق أكثر في وحول المعاصي. عند عِظَم الدَّين الله يقضي الدين عن المَدين بحسن ظنّه به، وتوكله عليه بطرقٍ ليست بحسبانه. أهمية حسن الظن بالله حسن الظن بالله -تعالى- له أهمية كبيرة في حياة الفرد المسلم؛ وسنبيّن هذه الأهمية فيما يأتي:
أوصى النبي الكريم الأمة الإسلامية بحسن الظن بالله -تعالى- لما له من فوائد كثيرة تعود على الفرد بالخير. يرتبط حسن الظن بالله -تعالى- بمسائل أخرى عقدية؛ مثل التوكل والثقة بما عند الله -تعالى-. أثر حسن الظن بالله -تعالى- على حياة المؤمن الدنيوية والأخروية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسن الظن بالله حسن الظن بالله
إقرأ أيضاً:
صناعة الأمل: دعوة للثقة بالله لمواجهة التحديات في خطبة الجمعة القادمة
تحت شعار "فما ظنكم برب العالمين"، سيخطب خطباء الجمعة القادمة في المساجد المصرية حول موضوع "صناعة الأمل"، تأتي هذه الخطبة في إطار خطة وزارة الأوقاف لتعزيز قيم الأمل والتفاؤل في نفوس المواطنين، في ظل ما يواجهه المجتمع من تحديات اقتصادية واجتماعية، تُعد هذه الخطبة خطوة مهمة لترسيخ المفاهيم الدينية التي تدعو إلى الثقة بالله وضرورة التمسك بالأمل، وهو ما ينعكس إيجابًا على الفرد والمجتمع.
الأمل في القرآن والسنة: معالم الطريقترتكز الخطبة على مفهوم "حسن الظن بالله"، وهو مفهوم يعكس أهمية الإيمان بالله كسبيل لتجاوز الصعاب. وتستعرض الخطبة العديد من القصص القرآنية والنبوية التي تثبت أن الأمل هو مفتاح الفرج. من بين هذه القصص، يُذكر ما مر به النبي يوسف عليه السلام من أزمات، وكذلك ما تعرض له النبي يونس عليه السلام. كلاهما كانا في لحظات ضعف، لكنهما تمسكا بالأمل في رحمة الله وكرمه، فكانت النتيجة فرجًا كبيرًا.
أهمية الأمل في بناء المجتمعاتالأمل ليس مجرد شعور داخلي، بل هو قوة دافعة يمكن أن تساهم في بناء المجتمعات. الخطبة تؤكد أن الأمل يُسهم في العمل والابتكار، وبالتالي في تحسين الحياة اليومية للفرد والمجتمع. إذا كانت القلوب ممتلئة بالأمل، فسيكون من السهل التفاعل مع التحديات وتحويلها إلى فرص.
من خلال استحضار المواقف التي مرت بها الأمة الإسلامية في أوقات صعبة، مثل فترات الهجرة النبوية والمعركة، يُظهر الخطاب الديني كيف يمكن للأمل أن يتحول إلى قوة تحفز على العمل والإنجاز رغم الظروف القاسية.
التمسك بالأمل في مواجهة التحدياتالخطبة لا تقتصر على الوعظ الروحي فقط، بل تدعو أيضًا إلى التفكير الواقعي في التحديات التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية. الأمل في الله واليقين بأن الفرج قريب يمكن أن يكون هو السبيل لتجاوز الأزمات. فالأمل في الله لا يعني الاستسلام أو الركون إلى الانتظار السلبي، بل هو إيمان بأن الحلول ستظهر، وأن ما يُقدره الله لعباده هو الأفضل لهم في النهاية.
مفهوم الأمل في القرآن الكريميرتكز الخطاب على الآية القرآنية الشهيرة: {إِنَّ مَعَ العسر يُسْرًا}، والتي تكرر مرتين لتؤكد أن الفرج لا يأتي إلا بعد الشدة. هذه الرسالة تحمل معاني عميقة تُرسي قاعدة أن التحديات هي جزء من الحياة، وأن الأمل والتفاؤل هما الطريق للخروج منها.
دور الخطبة في إحداث تغيير إيجابيتسعى وزارة الأوقاف من خلال هذا الموضوع إلى تسليط الضوء على أهمية الأمل في تحسين الوضع الاجتماعي والنفسي للمواطنين. الخطبة ستكون بمثابة تذكير للمؤمنين بأهمية الثقة بالله، وأنه لا يمكن للإنسان أن يواجه التحديات بمفرده دون التوكل على الله والعمل الجاد.
من خلال تناول هذه الرسائل على منابر الجمعة، يأمل المسؤولون أن تعود الأمة إلى قيمها الدينية والاجتماعية العميقة، لتتمكن من مواجهة التحديات المستقبلية بروح قوية مليئة بالأمل.