إنّ الإسلام بمفهومه العام، هو الخضوع والانقياد والامتثال لأمر الآمر ونهيه دون اعتراض أو تردد، والإخلاص في العبادة له وحده لا شريك له، وقد اتسم دين الله الذي بعث به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بهذا الاسم، لأنه أتى عاماً لكل البشرية، وليس خاصاً لقومٍ من الناس.
والإسلام كما ورد عنه -عليه السلام- أنه قال: (الإسلامُ أن تشهد أن لا إله إلا اللهُ، وأن محمدًا رسولُ اللهِ، وتقيم الصلاةَ، وتؤتي الزكاةَ، وتصوم رمضانَ، وتحج البيتَ، إن استطعتَ إليه سبيلًا.
وأركان الإسلام هي كما وردت في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بدءً من الشهادتين وانتهاءً بحج البيت لمن استطاع لذلك سبيًلا، فهذه الأركان هي العلامات الظاهرة على دين الإنسان وهو الإسلام، وهي الأساس التي لا يقوم الدين إلا عليها، وسيحاسب الإنسان على تركها، ويجازى على فعلها وأدائها وفق علمه -سبحانه-.
وإن معنى مسلماً، هي أن يسلم المرء أمره بخضوع واستسلام تام لله تعالى، كما فعل سيدنا آدم -عليه السلام- ومن بعده من الأنبياء والرسل الذين بعثوا إلى أقوامهم كما ذكر رب العباد في كتابه العزيز عن إبراهيم -عليه السلام-: (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).
وجاء في القرآن عن نوح -عليه السلام- حيث قال: (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وقال يوسف -عليه السلام-: (وَتوفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).وعليه فإن أصل الدين واحد، والانقياد والاستسلام كان منذ بدء الخليقة.
الإيمان اسم مأخوذ من المصدر أمن؛ بمعنى أصابه الأمن أو السلامة، وفي الاصطلاح؛ يعني التصديق الجازم الذي لا يشوبه شك.
والإيمان شرعًا يراد به التصديق بالقلب واللسان والعمل بكافة الجوارح والأركان، وهو الإيمان الذي يوافق ظاهره باطنه، في كل ما يستقر بالقلب وتعمل به الجوارح من اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.
وأركان الإيمان ستة هي؛ الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، كما جاء في حديث الرسول الكريم عندما جاءه جبريل وسأله عن الإيمان فقال: (الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ...).
والإيمان يعد المرتبة الثانية من مراتب الدين التي تحتاج إخلاص وصدق عمل وتوكل،ففيه يرتفع الإنسان من كونه مسلمًا بأعماله الظاهرة إلى مصدق جازم ذي يقين من الداخل بكل ما يعمل ويقول، وبكل ما ورد عنه سبحانه، ابتغاء مرضاته وطمعًا بجنانه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: علیه السلام
إقرأ أيضاً:
أركان الإيمان ومعنى التوحيد.. يوضحها علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن أركان الإيمان تمثل الأساس الذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية، وهي ستة أركان: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وقد استنبطت هذه الأركان من حديث جبريل عليه السلام حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره» [رواه البخاري ومسلم].
وأكد جمعة أن الإيمان بالله هو أول أركان الإيمان، ويعني التصديق الجازم بوجود الله سبحانه وتعالى، وبأنه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، وبأنه وحده المستحق لجميع أنواع العبادة.
وأوضح أن الإيمان بالله يتمثل في العقيدة الراسخة بـ "لا إله إلا الله"، التي تعني نفي استحقاق العبادة لأي أحد سوى الله، مضيفًا أن هذه الكلمة تنفي الشرك بجميع صوره وتثبت العبادة للخالق وحده.
الفرق بين الموحد والمشركوأشار جمعة إلى أن الملحد ينكر وجود الإله، والمشرك يخلط بين عبادة الله وعبادة غيره، بينما الموحد المسلم ينفي استحقاق العبادة عن غير الله ويؤمن بأن الله هو الخالق والمعبود بحق.
وأضاف أن كلمة "لا إله إلا الله" تعبر عن الإيمان الحقيقي الذي يجعل المسلم يثق بالله، ويعتمد عليه، ويستعين به، ويقصد وجهه الكريم في كل أموره.
شهادة التوحيد ومكانة النبيوأوضح جمعة أن شهادة "لا إله إلا الله" ترتبط بشهادة "محمد رسول الله"، فهي المدخل إلى الإسلام، مشيرًا إلى أن الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة توضح الطريق إلى عبادة الله بشريعته التي جاء بها النبي الكريم.
وقال إن الإيمان بالله لا يكتمل إلا باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن ذلك هو السبيل الوحيد لعبادة الله العبادة الصحيحة والمقبولة.
وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالدعاء أن يرزقنا الله فهم حقائق التوحيد، وأن يعيننا على تحقيق كمال الإيمان.