ما هو الأكل الحدسي وتأثيره على الجسم؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
الأكل الحدسي مصطلح ظهر خلال السنوات الماضية وبخاصة على السوشيال ميديا كحالة للاستمتاع بالأكل دون زيادة في الوزن، وخاصة للذين يرغبون بتناول الطعام بدون احتساب السعرات الحرارية، ولكن بعد اكتساب الوزن، يقوموا بتحديد قواعد صارمة، وقيود حول النظام الغذائي الذي نتبعه بعد ذلك، قد نشعر أن هذه القواعد قاسية، وأننا ننحرم من الأكل اللذيذ، وفي الكثير من الأوقات هذه القواعد تجعل البعض مقيد لذلك بحث أخصائيو التغذية عن حل لا يوجد فيه احتساب للوحدات الحرارية، ولا حتى الحرمان وهو الأكل الحدسي.
-الأكل الحدسي وعلاقته بخسارة الوزن:
الأكل الحدسي حالة ديناميكية لتكامل العقل والجسد بين الغريزة والعاطفة والتفكير العقلاني، أي طريقة حياة تركز على الاتصال الذاتي، ورغم أن البعض قد يفقد الوزن، إلا أن الآخرين ربما يكتسبون الوزن بسبب تغيير أسلوب الحياة، لذلك لا يمكن اعتبار الأكل الحدسي وسيلة لفقدان الوزن، بل وسيلة للحفاظ على وزن ثابت.
والأسلوب يحترم الصحة من خلال الانتباه إلى ما يخبرك به جسمك من أجل تلبية احتياجاتك الجسدية والعاطفية، فالأكل الحدسي يدور حول فهم أنك الشخص الوحيد الذي يعرف جوعك، وما هو الطعام أو الوجبة التي ترضيك، وفي حال تريدين اتباع هذا الأسلوب الغذائي، ولست بحاجة إلى احتساب السعرات الحرارية أو إجبار نفسك على القيام بالتدريبات الرياضية، بل يجب أن تلتزمي بقواعد الأكل الحدسي وهي 10 قواعد.
-قواعد الأكل الحدسي:
1-رفض جميع الأنظمة والحميات الغذائية
تخلصي من الأفكار التي تروج للوجبات الغذائية وفقدان الوزن بسرعة أو بسهولة وبدلًا من ذلك اعتمدي الأكل الحدسي، وأكدت الدراسات أن التركيز على فقدان الوزن، واتباع أنظمة لفقدان الوزن بشكل مستمر يؤدي إلى الشعور بالفشل، والإرهاق.
2- تكريم الجوع
عليك تناول الطعام فور الشعور بالجوع، وهو عملية بيولوجية طبيعية تشير إلى أن جسمك يحتاج إلى الغذاء، وتؤدي محاولة التغلب على مشاعر الجوع والامتناع عن الأكل إلى فقدان ما يكفي من السعرات الحرارية والكربوهيدرات، وبالمقابل عدم القدرة على السيطرة على الجوع، الأمر الذي يؤدي إلى الشراهة وبالتالي تناول الوجبات بسرعة، وبكميات كبيرة لذلك، ووفقًا للأكل الحدسي، فيجب تناول الطعام فور الشعور بالجوع مما يسمح بالتحكم بالكميات المتناولة ونوعية الطعام.
3-عدم تصنيف الأطعمة
توقفي عن تصنيف الأطعمة على أنها جيدة أو سيئة، فمن الضروري تضمين جميع الأطعمة في نظامك الغذائي، إذ يؤدي تصنيف الأطعمة إلى حرمان النفس من طعام معين، وهذا الحرمان يبني الرغبة الشديدة التي لا يمكن السيطرة عليها، ومن ثم الإفراط في تناول الطعام، فالإفراط في تناول الطعام يؤدي بدوره إلى الشعور بالذنب.
4-التغلب على القيود الغذائية
تخلصي من القيود الغذائية التي حصلت عليها من أنظمة إنقاص الوزن، فالقيود الغذائية هي الأفكار في رأسك التي تحدد تناول سلطة كوجبة غداء أمر جيد وتناول الحلوى والكربوهيدرات والسكر أمر سيء، وهذه القواعد التي يتم إنشاؤها من خلال اتباع نظام غذائي يسبب لك الشعور بالذنب في حال تناولت الحلوى أو الكربوهيدرات لذلك، العمل على تحدي هذه القيود الغذائية خطوة مهمة للتمتع بأسلوب الأكل الحدسي.
5-الاستماع إلى إشارات الجسم
عليك الاستماع إلى إشارات الجسم، وتناول الطعام عند الشعور بالجوع، ولكن التوقف أيضًا عن الأكل عند الشعور بالشبع أمر أساسي في الأكل الحدسي، وتجبرنا الحميات الغذائية إلى تناول الوجبات في أوقات محددة، وعدم تناول أي طعام إلى أن حين موعد الوجبة التالية، هذا الأمر يجعلنا نشعر أن الوقت طويل وبطيء، كما يساعد الأكل الحدسي على تناول الطعام عند الشعور بالجوع، ولكن الأهم هو التوقف عند الشعور بالامتلاء، وهذا الأسلوب يجعلنا لا نكترث بالوقت، بل يعطينا القدرة على التركيز على حاجة جسمنا.
6-الشعور بالرضا
يمكنك تناول الأكل الذي تحبينه وذلك للحصول على الرضا، إذ إن عدم الشعور بالرضا قد يدفعك إلى الاستمرار في الأكل، وبالتالي الإفراط في تناول الطعام سيساعدك أكل الأطعمة التي ترغبين بها في الاستمتاع وبالتالي الشعور بالرضا والسعادة.
7-التعامل مع العواطف بدون اللجوء إلى الأكل
غالبًا ما يستخدم الطعام للتعامل مع المشاعر والعواطف غير السارة، ما يؤدي إلى اكتساب الوزن، وإلى مشاكل نفسية وصحية مثل الاكتئاب، وقلة الثقة بالنفس بسبب السمنة، وأمراض القلب، والسكري، والكوليسترول، وضغط الدم لتجنب ذلك، يدعو الأكل الحدسي إلى التعامل مع عواطفك بدون اللجوء إلى الأكل، مثلًا التنزه في الطبيعة، الجلوس على الشاطئ، اللعب مع الصغار، قضاء وقت على الشاطئ.
8-احترام الجسم
تعلمي أن تحترمي جسمك وتتقبلي نفسك كما أنت وغالبًا ما ننتقد أنفسنا وأجسامنا، خاصة اليوم، مع وسائل التواصل الاجتماعية التي تظهر الآخرين بأجمل شكل، ولا تقارني نفسك بهم، فأنت جميلة كما أنتِ.
9-ممارسة الرياضة للاستمتاع
إذا كنت تمارسين الرياضة فقط كوسيلة لفقدان الوزن، أو لتناول المزيد من الطعام من دون اكتساب الوزن، فلن تستمتعي بذلك، بدلًا من التركيز على التمارين التي تعتقدين أنه يتوجب عليك القيام بها، حولي تركيزك إلى أنواع أخرى من الرياضة التي تحبينها مثل الرقص أو السباحة، وانسي أن الهدف هو حرق السعرات الحرارية وفكري أنك تريدين الاستمتاع.
10-الاهتمام بالصحة
هذه هي الخطوة الأخيرة للأكل الحدسي، وبإمكانك تناول ما ترغبين به، ولكن تذكري أنه من الضروري جدًا الاهتمام بالصحة، لذلك عليك الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب المشاكل الصحية.
-فوائد الأكل الحدسي:
تعزيز الثقة بالنفس.
زيادة الشعور بالسعادة.
الحد من التوتر بسبب الحميات الغذائية.
عدم اللجوء إلى الأكل للتعامل مع العواطف وبالتالي انخفاض نسبة الأكل العاطفي.
الاستمتاع عند تناول الطعام في الخارج دون احتساب السعرات الحرارية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: خسارة الوزن السعرات الحراریة الشعور بالجوع تناول الطعام عند الشعور
إقرأ أيضاً:
نقص الكوادر الأكاديمية وتأثيره على جودة التعليم العالي
تواجه بعض الجامعات مشكلة نقص الكوادر الأكاديمية المتخصصة، وهو تحدٍّ كبير يؤثر على جودة التعليم والمخرجات الأكاديمية.
في ظل هذا النقص، تلجأ إدارات الجامعات غالبًا إلى حلول غير مثالية، منها تكليف أعضاء هيئة التدريس بتدريس مواد خارج نطاق تخصصهم الأصلي. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة، تبدو أحيانًا ضرورة ملحَّة لضمان استمرارية العملية التعليمية، إلا أنها تأتي على حساب جودة التعليم، وتأثيره طويل المدى على الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس.
في مثل هذه الحالات، قد يُطلب من أستاذ متخصص في العلوم الإدارية، أن يُدرّس مواد ذات طابع تقني أو تحليلي، نتيجة لعدم وجود كوادر متخصصة متاحة. هذا التكليف، يضع الأستاذ في موقف صعب، حيث يحتاج إلى استيعاب موضوعات جديدة، وإعداد محاضرات تتطلب خبرة عميقة، وهو ما لا يتوافر غالبًا خارج نطاق تخصصه. والنتيجة تكون في كثير من الأحيان: تقديم محتوى سطحي لا يرقى إلى مستوى توقعات الطلاب أو المتطلبات الأكاديمية.
هذا النهج لا يضر الطلاب فقط، بل يمتد أثره إلى أعضاء هيئة التدريس أنفسهم. عندما يُكلّف أستاذ بتدريس مادة لا يمتلك فيها خلفية متخصصة، فإنه يشعر بالضغط النفسي والإرهاق نتيجة محاولاته المستمرة لسدّ الفجوة بين مؤهلاته ومتطلبات المادة. في الوقت نفسه، يؤدي هذا التكليف إلى إهمال تطوير أستاذ المادة لمجاله التخصصي، ممّا يُضعف من قدرته على البحث والإبداع في مجاله الأصلي.
الحلول لهذه المشكلة ليست مستحيلة، لكنها تتطلب التزامًا إداريًا طويل الأجل. يجب أن تستثمر الجامعات في تعيين خريجين مؤهلين من حملة الماجستير والدكتوراه لتغطية النقص في المواد المتخصصة، مع العمل على بناء قاعدة أكاديمية متكاملة تُغطي جميع الاحتياجات. كما يمكن التفكير في برامج تعاون مع كليات وأقسام أخرى لتوفير كوادر متخصصة بشكل مؤقت.
في نهاية المطاف، فإن التعليم عالي الجودة، يعتمد على أعضاء هيئة تدريس متخصصين قادرين على تقديم محتوى علمي دقيق، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال استثمار حقيقي في الموارد البشرية الأكاديمية.