تقول إحدى الحكم في مسألة الإدارة: «الإدارة اللامعة تماثل دورة دموية نشطة، فيها يتدفق الدم من القلب، ليسري بانتظام عبر الشرايين، دون أن تعوقه الجلطات والخثر»، وفي هذا القول الذي لا أعرف من قائله تشبيه لرشاقة وانسياب العمل الإداري الناجح والفاعل الذي يسري بانتظام في مختلف الدوائر والمؤسسات دون أي عقبات أو عوائق أو مفاجآت ليست في الحسبان.
ونحن في البحرين نحمد العلي القدير ونشكر قيادتنا الحكيمة التي أسست للعمل الإداري مع بدايات تأسيس الدولة البحرينية الشامخة، كما وصفها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، وذلك لما ارسته من نظم ومؤسسات وقوانين وتشريعات لتمثل بكل المعاني الدولة الحضارية التي نالت احترام وتقدير العالم ككل. إن تاريخ البحرين عريق جدا في العمل الإداري، وفي ذلك تروي لنا السرديات والوثائق التاريخية الكثير من الروايات والقصص عن العمل الإداري في الدوائر والمؤسسات الحكومية والخاصة، وقد أخذت القيادة البحرينية على عاتقها منذ البدايات الأولى الاعتماد على الكوادر البحرينية، رجالا ونساء، في العمل الإداري في شتى دوائر الدولة، ومن أجل ذلك وفرت التعليم المجاني، وخصصت الموازنات من أجل التدريب والابتعاث الى الخارج، وكما يعرف الجميع قصص النجاح التي حققها الرعيل الأول من رجالات بابكو والتي لازالت ماثلة في الأذهان. وهناك الكثير من رجال ونساء البحرين المخلصين والذين ذاع صيتهم في التأسيس للعمل الإداري الناجح في مختلف مرافق الدولة، وكانوا يعملون ليل نهار وبكل إخلاص وتفان ونكران للذات، وفي ظل ظروف صعبة وإمكانات محدودة ليس كما هي متوافرة اليوم، ولكنهم نجحوا، وتتلمذ على أياديهم الكثيرون، فلهم كل الشكر والتقدير والامتنان. وعندما أعود بذهني قليلا جدا إلى الوراء، إلى العام الماضي، وخلال قيام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بافتتاح مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، فقد توجه سموه إلى رؤساء تحرير الصحف المحلية في حديث جانبي قائلا: هذا الصرح الجديد الذي ترونه أمامكم اليوم نحن نستكمل به مسيرة الآباء والأجداد، نبني على ما بدأوه، وعلى ما أقاموه من أسس، وما حققوه من مكتسبات وانجازات، ونواصل السير على الدرب. وهذه أهم شيم القائد الواثق الذي يعود بالفضل إلى أصحاب الفضل، ويحمل أمانة الآباء والأجداد بكل جد وإخلاص والسير بها إلى آفاق جديدة رحبة وواسعة، وتستطيع أن ترى وتتلمس ذلك بكل وضوح في قرارات وتحركات ومبادرات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في شتى المجالات، ولكن نحن هنا وبالذات أمام أحد الأمثلة الشاخصة أمامنا ألا وهو برنامج رئيس مجلس الوزراء لتنمية الكوادر الحكومية. هذا البرنامج المعني بتطوير وتنمية المهارات الإدارية والقيادية لدى الكوادر الحكومية، وذلك بهدف الارتقاء بالعمل الإداري بما يتناسب مع الأفكار والمناهج الجديدة والتطورات التكنولوجية المذهلة، وبما يجعل العمل الإداري ينساب ويتدفق بكل سلاسة وإتقان وجودة وهو أساس النجاح والتقدم والإنتاج، وفي ظل الظروف الراهنة في العالم والذي يشهد منافسة شرسة وتطورات تكنولوجية متسارعة، فلا مكان لغير التميز والإبداع كما أكد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي وضع كل الثقة في شباب وشابات الوطن وشكل منهم نواة صلبة في فريق متكامل شعاره «حب التحدي وعشق الإنجاز». إن هذه المبادرة ليست وليدة اليوم، بل مضت عليها اليوم حوالي 8 سنوات، وأمامها الكثير أيضا من الأعوام القادمة، التي تخللتها وستتخللها قصص نجاح وإنجاز وتحديات صعبة، لكننا سنكون على ثقة بأننا من خلال هذا البرنامج سنتمكن من إعداد قيادات وكوادر شابة متمكنة، لا تستطيع فقط تحمل مسؤولياتها، ولكنها ستبدع في عملها أيضا وتحقق الخير والنماء لوطننا العزيز. إنها عملية شاقة، وليس لها نهاية، وكل يوم يحمل لنا الجديد، وهذه المبادرة الخيرة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء هي ضمانتنا نحو المستقبل المشرق، وأن نواكب العصر، وأن نعمل بروح الفريق الواحد بما يضمه هذا الفريق من خبرات وكفاءات شابة، وليبقى اسم البحرين عاليا دائما كبلد الإبداع والتميز والتفوق. إن ثمرات هذا البرنامج لا تخطئها العين، شباب وشابات البحرين تراهم أمامك إلى جانب الخبرات، في مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية، يتحملون بكل اقتدار مسؤوليات كبيرة، يتفاعلون ويبدعون ويتابعون وينتجون وفق أعلى درجات الاتقان والجودة، وهم موضع الفخر والاعتزاز. يقولون إن «القائد مصدر للأمل»، وفعلا هؤلاء هم قادتنا وأملنا نحو المستقبل، نضع ثقتنا وأملنا فيهم، ونشكر لهم جهودهم وسعيهم الحثيث من أجل الارتقاء بالعمل وبروح تمثل نسيج المجتمع البحريني الواحد الذي يتميز بالعطاء المخلص. إنها قصة أخرى من عدة قصص نجاح يكتبها بشغف التحدي والعشق صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وهي قصة مفعمة بالأمل والعمل والعطاء، قصة لها بداية ولكن لن تكون لها نهاية، فلازال هناك الكثير من الفصول التي سيكتبها سموه في حب البحرين وأهلها.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا ولی العهد رئیس مجلس الوزراء العمل الإداری آل خلیفة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره اللبناني
تلقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا هاتفيًا اليوم 18 فبراير 2025، من نواف سلام رئيس الوزراء اللبناني، حيث جدد الدكتور مصطفى مدبولي التهنئة لرئيس الوزراء اللبناني على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، معربًا عن خالص تمنياته للبنان الشقيق بأن ينعم بالأمن والسلام والاستقرار.
وتناول الاتصال آخر التطورات في جنوب لبنان، وجهود تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولي دعم مصر الكامل للدولة اللبنانية، وحقها المشروع في الحفاظ على وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها.
كما أكد رئيس مجلس الوزراء دعم مصر لمؤسسات الدولة اللبنانية، مشددًا على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، والالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، واحترام السيادة اللبنانية.
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يتابع الخطوات التنفيذية لمشروع الإصلاح الهيكلي الشامل للهيئات الاقتصادية
غدا.. رئيس الوزراء يترأس اجتماع الحكومة الأسبوعي ويفتتح معرض أهلا رمضان بالجيزة
مدبولي: زيارة رئيس الوزراء الكرواتي تدشن لمرحلة جديدة من العلاقات بين بلدينا