اعتقال قيادات عسكرية بارزة في الجيش الاوكراني بتهمة الفساد
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
كشف جهاز الأمن الأوكراني (SBU) إنه اعتقل أربعة موظفين آخرين في مكاتب التجنيد العسكري، كجزء من حملة مستمرة على الفساد، حيث ساعد هؤلاء المعتقلين، أشخاصًا على تجنب التجنيد والهروب إلى الخارج، فيما اعلن في وقت سابق عزل مدير جهاز خدمات الطوارئ الحكومي من منصبه فيما تسهل نيوزيلندا اقامة اللاجئين الاوكران الى اراضيها
اعتقال فاسدين في الجيش الاوكراني
وقال وأضاف جهاز الأمن الأوكراني أن المعتقلين موظفون في مكاتب التجنيد العسكرية ورؤساء اللجان الطبية العسكرية "الذين ساعدوا" المتهربين على تجنب التجنيد والهروب إلى الخارج مقابل المال، على أساس وثائق وهمية حول عدم لياقتهم طبيًا للخدمة العسكرية
وتبلغ تكلفة مثل هذه "الخدمات" 10 آلاف دولار للشخص الواحد، كما اعلن عن اعتقال رئيس مكتب التجنيد العسكري بالمنطقة، ورئيس إحدى اللجان الطبية العسكرية "لبيعهما شهادات طبية مزورة تضمنت وجود تشخيصات خطيرة"، حيث ان "المتهربين استخدموا الوثائق المزورة التي تم شراؤها لتجنب التجنيد الإجباري، والسفر خارج أوكرانيا".
كما اعتقل رئيس مكتب التجنيد العسكري في خاركيف بعد حصوله بشكل غير قانوني على أكثر من 300 ألف دولار من المجندين المحتملين. وقال جهاز الأمن الأوكراني، إنه شارك أيضا، ثلاثة مسؤولين من مستشفى محلي في أنشطة غير قانونية.
وفي وقت سابق اعلن عن عزل مدير جهاز خدمات الطوارئ الحكومي سيرهي كروك من منصبه، بعد تفتيش داخلي للجهاز الذي يؤدي دوراً مهماً في محاولة إنقاذ حياة السكان وإزالة الحطام وإخماد الحرائق
نيوزيلندا تسهل اقامة الاوكرانيين
في الاثناء أعلنت نيوزيلندا السبت، أنها ستمنح الإقامة الدائمة للاجئي الحرب الأوكرانيين، الفارين من الحرب بعد حصولهم على تأشيرة دخول مؤقتة خاصة قبل 15 آذار/مارس من العام المقبل
وقال وزير الهجرة أندرو ليتل إن “الكثير من الأشخاص الذين أتوا إلى نيوزيلندا بحثا عن الأمن، ما كانوا ليتصوروا أن يبقوا لفترة طويلة، لكن مع تواصل الحرب لدينا واجب إنساني تجاههم. لقد بسّطنا إلى الحد الأقصى إجراءات الحصول على إقامة”. ومُنحت أكثر من 1500 تأشيرة خاصة لأوكرانيا منذ استحداث هذه الفئة في 2022 في إطار الجهود التي تبذلها حكومة نيوزيلندا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ
إقرأ أيضاً:
عادل الباز يكتب: أمن يا جن
1استوقفني فيديو تم تداوله بكثافة خلال الأيام الماضية، يظهر فيه طالب في قاعة الامتحانات وهو بكامل لباسه العسكري يهتف: “أمن يا جن”. أثار ذلك في ذهني سؤالًا: هل غيرت الحرب، ضمن ما غيرت، نظرة هذا الجيل الجديد إلى الأمن؟
كان جهاز الأمن في أيامنا (يا حليل أيامنا) سواء في الجامعة أو بعدها، وإلى عهد قريب، يُعد بعبعًا سيئ السمعة. كانت النظرة إلى المنتمين إليه مليئة بالريبة والشكوك. ساهمت في تكريس هذه الصورة قوى اليسار واليمين التي سعت لرسم صورة مشوهة لدور جهاز الأمن في حفظ أمن البلاد، وحصرته في أدوار القمع والسجون والإرهاب وبيوت الأشباح.
كانت أغلب الهتافات السياسية في المظاهرات توجه ضد الجهاز، ولا أذكر مظاهرة في الجامعة لم يُردد فيها شعار “جهاز الأمن جهاز فاشستي”، حتى قبل أن نفهم معنى “فاشستي”. لم نكن نعرف عن الجهاز سوى أنه يتربص بمعارضي النظام، يسجنهم، يقمعهم، ويعذبهم.
2
عبر تاريخ جهاز الأمن، ظلت هذه صورته في المخيلة العامة منذ تأسيسه كجهاز أمني تابع لوحدة المخابرات البريطانية (MI6). وقد تحدث عنه “إدرود عطية” في كتابه “An Arab Tells His Story”، حيث عمل ضابطًا في جهاز المخابرات البريطاني. أشار عطية إلى أن مهمة الجهاز الأساسية كانت جمع المعلومات الاستخباراتية ومتابعة التحركات السياسية والاجتماعية، خاصة في ظل تصاعد الحركات الوطنية التي طالبت بإنهاء الحكم الاستعماري في السودان.
تأسس أول جهاز أمن وطني عام 1957 بعد الاستقلال مباشرة تحت مسمى “جهاز الأمن الوطني”، وذلك خلال فترة الحكم الديمقراطي الأولى. أما جهاز الأمن القومي فقد نشأ أواخر عام 1969 في عهد مايو تحت إشراف عضو مجلس ثورة مايو وضابط المخابرات العسكرية الرائد مأمون عوض أبو زيد، وكان يُعرف بمسميين: “الأمن القومي” و”الأمن العام”، قبل دمجهما عام 1978 تحت مسمى “جهاز أمن الدولة”.
بعد سقوط نظام نميري عام 1985، أصرت أحزاب اليسار التي صعدت إلى السلطة على حل الجهاز فورًا، مما أدى إلى خسائر فادحة في أمن البلاد. وقد وثّق العميد أمن “م” حسن بيومي تفاصيل هذه المأساة في كتابه “جهاز أمن الدولة أمام محكمة التاريخ”.
بدأ نظام الإنقاذ بجهازين للامن الداخلى واخر للخارجى قبل دمجمهما تحت مسمى الامن والمخابرات الوطنى في العام 2004 وتاسس هذا الجهاز الجديد على انقاض جهاز امن على أنقاض الجهاز المايوي.
حاولت قوى اليسار تكرار المأساة عقب التغيير في 2019 حيث تم تغيير اسمه إلى جهاز المخابرات العامة ومن ثم تعرض إلى اكبر مذبحة في تاريخه بتسريح اكثر 18 الف جندى من هيئة العمليات وهى القوة الضاربة التي كان من شأنها حفظ الموزانات العسكرية. ومرة اخرى كادت الكارثة أن تقع حين تم الاتفاق على وضع الجهاز تحت إدارة الحكومة المدنية وتحويله إلى مركز دراسات يقتصر دوره على جمع المعلومات وتسليمها للشرطة. بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، استعاد الجيش كامل سلطات الجهاز، وتم تغيير اسمه إلى “المخابرات العامة”.
ظل الجهاز عبر هذه الحقب معزولًا عن شعبه، ولم تُقدر الأدوار التي يقوم بها. كانت المعارضة تنتظر دائمًا فرصة للنيل منه، رغم محاولات عديدة في عهد الإنقاذ لتحسين صورته عبر الانفتاح على المجتمع الأهلي، والمشاركة في أنشطة الرياضة والفنون. لكن الصورة السلبية بقيت في أذهان المعارضين والعامة.
3
الآن، بعد الحرب، بدا واضحًا أن صورة الجهاز تغيرت كليًا. برزت أدوار جديدة للمخابرات العامة، حيث رأى الشعب أن الجهاز لا يقتصر على أدواره التقليدية في جمع المعلومات، مكافحة التجسس، ورقابة التخريب الاقتصادي. بل أصبح أفراده يحملون السلاح ويدافعون عن بلادهم في “معركة الكرامة”. وكانت ابرز ادروه هو الاختاق ات التي اضطلع الجهاز بدور رئيسى فيها.
اليوم، لا أحد يشكو من قمع الجهاز، ولا يوجد معتقل واحد من المعارضين، حتى من يدعمون الجنجويد سياسيًا. بل أصبح أفراد الجهاز أبطالًا يُستقبلون بالزغاريد والأحضان. وعندما يصلون إلى منطقة حرروها، يرتفع الهتاف: “أمن يا جن”.
هذا الحب الذي يلقاه الجهاز الآن من الشعب لم يحدث في تاريخه الطويل منذ ما قبل الاستقلال. جيل جديد أدرك الآن معنى أن يكون الوطن آمنًا، ترعاه مؤسسات قادرة ماديًا ومعنويًا وتحافظ على مقدراته ووجوده.
صمتت أبواق المعارضة الآن، ولم تعد هناك هتافات ضد الجهاز، ولا حتى نقد داخلي أو خارجي.
المحافظة على هذه الصورة المشرقة للجهاز، التي تحققت بعد معركة الكرامة، ضرورة قصوى.يجب أن تظل صورة الجهاز ومهامه الجسيمة واضحة أمام الشعب، حتى لا تتشوه بالأكاذيب والاتهامات كما حدث في السابق. صورة الجهاز كمقاتل من أجل الوطن، وحافظ لأمن الشعب وفق القانون، وحامٍ ضد اختراقات الأعداء، يجب أن تظل حاضرة لترسخ أفعاله في وجدان الشعب.
وقبل الختام لابد ازجاء تحايا خاصة لشهداء الجهاز وعضويتة التي لاتزال تمسك على بالزناد في المتحركات المتعددة والتحية لقيادة الجهاز لماقامت به من عمل داخلى وخارجى مشهود، والى قيادة الدولة التي حمت الجهاز من تغول المتربصين به واعادت له دوره الطبيعى والطليعى في صيانة امن الوطن ولابد انها الان سعيدة بالهتاف ” امن ياجن”.
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتساب