بقرارهم طرد السفير الفرنسي من النيجر، يكون الانقلابيون الذين استولوا على السلطة، منذ شهر، بصدد الإعلان عن موقفهم الرافض لأي حلول تفاوضية، بينما لا تزال مجموعة "إيكواس" تلوح بالتدخل العسكري.

وطالب المجلس العسكري في النيجر، الذي يحتجز الرئيس المنتخب، محمد بازوم منذ 26 يوليو الماضي، الجمعة، سفير فرنسا في نيامي، بمغادرة البلاد في مدة أقصاها 48 ساعة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، فرانس برس.

الخارجية الأميركية تنفي صحة رسائل تزعم طلب النيجر مغادرة دبلوماسيين أميركيين نفى متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ "الحرة"، الجمعة، صحة الرسائل التي تم تداولها بشأن طلب قدمته النيجر لمغادرة بعض الدبلوماسيين الأميركيين البلاد. 

وبعد الإطاحة بالرئيس الذي انتخب، في عام 2021، أعلنت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، في 10 أغسطس، عزمها على نشر قوة "لإعادة النظام الدستوري في النيجر" من دون أن تعرف تفاصيل عملية كهذه وموعدها.

هذا الوضع قد يؤشر على الوصول إلى طريق مسدود، وفق رئيس المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي، فرانسوا جيري، الذي أكد أن الانقلاب في النيجر ستكون له عواقب وخيمة، إذا استمر المشهد كما هو عليه الآن.

وفي اتصال مع موقع الحرة، شدد جيري على أن الدول التي لوحت بالتدخل العسكري، والذي ساندته فرنسا، "فعلت كذلك عندما رأت أن الانقلابيين لا يريدون سماع صوت العقل".

جيري لفت إلى أنه خلال نفس اليوم الذي أعلنت فيه "القيادة الجديدة" في النيجر رغبتها في مغادرة سفير فرنسا لديها، سمحت لمالي وبوركينافاسو، بالتدخل عسكريا في ترابها إذا لزم الأمر ، قائلا "هذه علامة صريحة على أنهم لا يريدون التفاوض".

وتعارض مالي وبوركينافاسو بشدة أي تدخل عسكري في النيجر.

لكن بيان وزارة خارجية النيجر، الذي أعلن عن دعوتها السفير للمغادرة، برر قراره بكون باريس "رفضت الاستجابة لدعوتها إلى إجراء مقابلة".

ورفضت باريس طلب الوزارة النييجرية معتبرة أن "الانقلابيين ليست لهم أهلية" لتقديم مثل هذا الطلب.

"حرب مفتوحة"

يرى المحلل المختص في الشؤون الأفريقية، محمد تورشي، أن الدعوة التي وجهتها السلطات العسكرية في النيجر لفرنسا "تدخل في إطار الضغط الذي تمارسه على باريس في ضوء قراراتها توقيف كل العقود معها بداية من الشهر القادم.

وفي مقابلة مع موقع الحرة، شدد تورشين على أن محاولة الانقلابيين الضغط على باريس، جاء بالدرجة الأولى لأن الأخيرة من أشد الداعمين للتخدل العسكري لمجموعة دول غرب أفريقيا بقيادة نيجيريا.

لكن جيري، يؤكد من جانبه، أن باريس ليست من دعت إلى التدخل العسكري، مشيرا إلى أنها دعمت فقط "القرار الحر لإيكواس" على اعتبار أن ذلك سيكون حلا أخيرا لإعادة الشرعية.

تورشين يعود للقول إن هذا الوضع سيفتح الباب على مصراعيه لعدة سيناريوهات لعل أهمها "حرب مفتوحة بين الطرفين" وفق وصفه.  

وأضاف "في حال نجح المجلس العسكري في تثبيت حكمه وتحجيم دور فرنسا فستحاول الأخيرة قدر استطاعتها منع ذلك" وهو ما يحيل إلى سيناريوهات متعددة لكنها تصب جميعها في المواجهة العسكرية.

والجمعة، توجهت مولي في، كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا إلى غرب القارة في محاولة دبلوماسية جديدة لحل الأزمة المستمرة منذ شهر في النيجر.

وستزور مولي،  كلا من نيجيريا وغانا وتشاد.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أمس، إن في ستتطرق خلال جولتها "للأهداف المشتركة المتمثلة في الحفاظ على الديمقراطية التي اكتسبتها النيجر بشق الأنفس وتحقيق الإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته وأعضاء حكومته المحتجزين ظلماً". 

وأضافت أنها ستجري أيضا مشاورات مع كبار المسؤولين في بنين وساحل العاج والسنغال وتوغو، وكلها أعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).

"برميل بارود"

فرانسوا جيري، يقول في الصدد، إن بلاده لم تهدد يوما نيامي بتدخل عسكري، بل حاولت التقرب من الانقلابيين لبحث أرضية وفاق، لكنهم رفضوا كل المساعي الدبلوماسية، وفقه، مرجحا هو الآخر، أن يسوء الوضع أكثر إذا استمروا على موقفهم هذا.

وقال "كلما تراجعت الدبلوماسية، زادت فرص اندلاع الحروب".

ثم تابع "فرنسا لم تقل يوما إنها تريد الحرب ضد الانقلابيين، لكن طرد السفير سيعقد الوضع ويقوي الخيار العسكري".

ثم مضى "على حكومة النيجر تحمل مسؤوليتها، لا أقصد هنا الحرب بالضرورة، لكن تبعات هذا الوضع المتأزم على اختلافها".

وأضاف "أقصد أن التكاتف بين النيجر وبوركينافاسو ومالي، يعني تعاضد مجموعة من الانقلابيين، هذا سيجعل من المنطقة برميل بارود".

تورشين من جانبه، يرى أن الوضع في المنطقة ككل وصل لنقطة اللاعودة، وهذا يؤشر على مستقبل مبهم يسير للعنف أكثر قائلا "سيزداد التعقيد، والمناكفات ستستمر لفترات طويلة" مشيرا إلى أن فرنسا ستوظف الحلول العسكرية لتلافي ذلك "وهو ما سيشكل بؤرة نزاع جديدة" العالم في غنى عنها.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی النیجر

إقرأ أيضاً:

الجزائر ترفض إنذارات فرنسا وتتوعد بالرد بالمثل على إجراءات باريس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت وزارة الخارجية الجزائرية رفضها الإنذارات الصادرة عن فرنسا، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات مماثلة ردًا على أي خطوات تصعيدية من باريس.

وجاء بيان الخارجية الجزائرية ردًا على تهديدات رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو بإلغاء جميع الاتفاقات الثنائية بشأن قضايا الهجرة في غضون شهر أو 6 أسابيع.

وأكدت الخارجية في بيانها إن الجزائر ترفض رفضا قاطعا مخاطبتها بالمهل والإنذارات والتهديدات، مثلما ستسهر على تطبيق المعاملة بالمثل بشكل صارم وفوري على جميع القيود التي تفرض على التنقل بين الجزائر وفرنسا، وذلك دون استبعاد أيّ تدابير أخرى قد تقتضي المصالح الوطنية إقراراها.

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، إن باريس ستطلب من الحكومة الجزائرية مراجعة جميع الاتفاقيات الموقعة وطريقة تنفيذها، مؤكدا أنه سيمهل الجزائر "شهرا إلى ستة أسابيع" لذلك.

وأضاف بايرو: إن فرنسا ستُقدم للحكومة الجزائرية قائمة عاجلة للأشخاص الذين يجب أن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم، وسيجرى تدقيق وزاري بشأن سياسة إصدار التأشيرات من قبل فرنسا، مؤكدا أن باريس لا ترغب في "تصعيد" مع الجزائر.

مقالات مشابهة

  • الجزائر ترفض إنذارات فرنسا وتتوعد بالرد بالمثل على إجراءات باريس
  • باريس سان جيرمان يبلغ نصف نهائي كأس فرنسا
  • باريس: لا نريد التصعيد الدبلوماسي مع الجزائر ونطالب بمراجعة شاملة للاتفاقيات
  • رداً على باريس..مجلس الأمة في الجزائر يجمد العلاقات مع مجلس الشيوخ في فرنسا
  • رئيس وزراء فرنسا يعلن عن نية باريس لإعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية مع الجزائر
  • البؤساء.. كيف صور فيكتور هوغو معاناة المجتمع الفرنسي؟
  • وزير النقل يناقش مع ممثلين عن المجلس السوري الفرنسي الوضع الراهن للنقل في سوريا
  • السفير الفرنسي يكرم لينا صوفيا ضمن مبادرة إحكي
  • وزير الإقتصاد استقبل السفير الفرنسيّ
  • باريس تضغط على الجزائر بعد ارتكاب مهاجر غير شرعي جزائري هجوما جهاديا في فرنسا