الإمارات تحتفل بيوم «الإماراتية» غداً
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
إعداد: جيهان شعيب
تحتفل دولة الإمارات، غداً الاثنين ب«يوم المرأة الإماراتية»، المقر سنوياً في 28 أغسطس/ آب، والذي يأتي هذا العام بشعار «نتشارك للغد»؛ لتكريم مواطنات هذه الأرض الطيبة، اللاتي أثبتن ويثبتن يوماً بعد آخر، مدى قوة وجودهن المعطاء، وثراء إنجازاتهن في جميع المجالات، مستندات في ذلك على أياديهن الممتدة دوماً وأبداً بعطاءات متميزة، في مختلف الجهات المهنية، والوظيفية، اللاتي طرقنها، ويشغلنها بجدارة مشهودة، وكفاءة لا غبار عليها، وتصميم وإرادة لا تقارن، في ظل تسلحهن بالعلم والمعرفة، ومحافظتهن على العادات والتقاليد الأصيلة.
يعود لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، (أم الإمارات)، اختيار شعار «نتشارك للغد»، للاحتفاء العام الجاري بيوم الإماراتيات، لتأكيد كونهن شريكات استراتيجيات في بناء جسور الاستدامة من خلال أدوارهن التنموية، تماشياً مع شعار الدولة «اليوم للغد» الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار 2023 عاماً للاستدامة، لإبراز جهود وإسهامات الدولة محلياً وعالمياً في معالجة تحدياتها.
الصورةأقوال داعمة
وفي الاحتفاء السنوي بنون النسوة الإماراتية، بنات زايد الخير، نعاود تذكر دورهن الفاعل في التنمية، والبناء، ودفع عجلة التقدم، والتطور، والعلو، فضلاً عن رصد الإنجازات، والمكاسب المتحققة لهن في ظل القيادة الرشيدة لبلدهن المتحضر، والتي يأتي على رأسها الدور الكبير الذي قدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه؛ حيث كان يعمل دائماً على إبراز مكانة المرأة، والارتقاء بها، وإعلاء شأنها، وفي ذلك كان يقول: «أنا نصير المرأة.. أقولها دائماً للتأكيد على حقها في العمل والمشاركة الكاملة في بناء وطنها».
ومن أقواله أيضاً عن المرأة «إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية؛ بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة»، فيما كان أعلن في بداية الألفية الجديدة عن تأييده الكامل لمشاركة المرأة في العمل السياسي، كونه يعد حقاً كفله لها الدستور، وفي ذلك قال حينها: «إنني أشجع المرأة على المشاركة الكاملة في خدمة وطنها، والعمل السياسي جزء من هذه المشاركة، ومن حق المرأة أن تدخل هذا المجال، وأن تقدم أفكارها، وتؤكد مشاركتها بالجهد والفكر».
وأيضاً كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حريصاً على مواصلة مسيرة الأب المؤسس زايد في تمكين المرأة، وتعزيز خطواتها، وتكريس دورها، وإيلائها جل الاهتمام، ومن قوله في ذلك: «لقد جعلنا تمكين المرأة أولوية وطنية مُلحة، وبفضل هذا التخطيط السليم، أصبح لدولتنا سجل متميز في مجال حقوق المرأة، فهي تتمتع بكامل الحقوق، وتمارس الأنشطة جميعها من دون تمييز، والأبواب جميعاً مفتوحة أمامها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور».
الصورةمنهج ثابت
وفي جميع المناسبات، تأتي كلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مشيدة بمكانة المرأة، وداعمة، ومشجعه لها؛ لمواصلة المسيرة إلى جانب شقيقها الرجل، وفي ذلك قول سموّه: «إن تقدير المرأة منهج ثابت نسير عليه في دولة الإمارات، وعلى عاتق المرأة مسؤولية كبيرة في تربية الأبناء، والتنشئة الصحيحة، خاصة أن دولتنا تهتم بالنوعية التي تصنع الفارق بين الدول، بإعداد أجيال المستقبل التي تحمل الراية، وتتحمّل المسؤولية، وتشارك في البناء، والعمل، من أجل استدامة المكتسبات وتعزيزها».
وعن سيدات إمارات الخير، تأتي كلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والتي جاءت عبر حساب سموّه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عام 2016 حين الاحتفاء بيوم الإماراتيات، بقوله: «المرأة الإماراتية، شريكة التنمية، وصانعة الأجيال، وأم الشهداء، وفخر الإمارات، وعديلة الروح، وأقول لهن.. أنتن الأجمل، والأفضل، والأقوى، ودولتنا ستبقى الأجمل، والأفضل، والأقوى أيضاً، بعملكنّ واجتهادكنّ، حفظكنّ الله، وحفظ أم الإمارات لنا، ولكنّ».
الصورةعودة تاريخية
وبالعودة تاريخياً إلى فكرة اختيار يوم سنوي للاحتفاء بمواطنات الدولة، نجد أن الفضل في ذلك يعود لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رائدة الحركة النسائية في دولة الإمارات؛ حيث إن سموّها أعلنت تأسيس الاتحاد النسائي العام، في 28 أغسطس/ آب عام 1975، واستمر دعم سموّها للمرأة بالإعلان في عام 2014 عن تخصيص يوم للاحتفاء بالإماراتيات في 28 أغسطس، تزامناً مع ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام في مثل ذلك اليوم، فيما اعتمدت سموّ الشيخة فاطمة نهجاً متوازناً في مجال العمل النسائي، يجمع بين السعي إلى الانفتاح على روح العصر، والمحافظة على الأصالة العربية، والتقاليد الإسلامية.
ومن كلمات سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك عن المرأة الإماراتية قولها: «إنني فخورة بما حققته المرأة الإماراتية اليوم في كل مجالات العمل، وما وصلت إليه من مكانة بارزة؛ بفضل دعم القيادة الرشيدة، كما إنني على يقين بأن مشاركة المرأة في الإعداد والتنفيذ في كل مراحل العمل للخمسين، ستكون مؤثرة في تحقيق الأهداف، بفضل ما تتمتع به المرأة الإماراتية من كفاءة وإخلاص، وإن استشراف المستقبل والإعداد للخمسين سنة المقبلة، سيتطلب من المرأة الإماراتية جهوداً مستمرة، ليس فقط في مجال العمل، والتطوير المهني، ولكن أيضاً في إعداد أجيال المستقبل، الذين سيحملون الراية لتصل الإمارات إلى المكانة التي تنشدها القيادة الرشيدة».
ومن عبارات سموّها الراقية عن المكانة المتميزة التي كانت للمرأة في فكر الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد قولها: «لقد كان زايد نعم الابن لخير أم، كانت بحزمها وحنانها الكبير، وبشخصيتها، وحكمتها، مثلاً أعلى في حياته، ولهذا فإن ثقته بالمرأة بلا حدود، وهو يراها نصف المجتمع، ويراها شريكة، ورفيقة جنباً إلى جنب مع الرجل، ولولا هذه القناعة ما تحقق للمرأة في بلادنا ما تحقق من إنجازات».
تمكين وحماية
وحين الحديث عن تمكين المرأة، نرى اعتماد استراتيجية التوازن بين الجنسين في دولة الإمارات 2022 - 2026، التي تستند إلى رؤية مستقبلية واضحة، تتمثل في أن تكون الإمارات نموذجاً عالمياً للتوازن بين الجنسين، فيما تتضمن الاستراتيجية 4 ركائز رئيسية؛ وهي: المشاركة الاقتصادية وريادة الأعمال والشمول المالي، والرفاه وجودة الحياة، والحماية، والقيادة والشراكات العالمية؛ بهدف الانتقال من مرحلة سد الفجوات والاطلاع على أفضل الممارسات إلى مرحلة وضع الدولة كمُصّدِر لأفضل ممارسات التوازن بين الجنسين، والتركيز على مرحلة ما بعد التنافسية العالمية.
وتحتل الإمارات المرتبة ال18 عالمياً، والأولى عربياً وشرق أوسطياً في مؤشر التوازن بين الجنسين، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020، فيما تتطلع اليوم إلى دخول قائمة العشرة الكبار عالمياً، وأيضاً حققت الإمارات المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي؛ وذلك بعد ارتقاء أدائها 4 مراتب عالمية دفعة واحدة، وتقدمها إلى المركز ال68 بهذا التقرير، إضافة إلى تعد الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في حماية حقوق المرأة؛ للبيئة التشريعية الداعمة لها المتمثلة بالدستور، وسلسلة القوانين الاتحادية؛ حيث صدرت حزمة من التشريعات الجديدة، والتعديلات التشريعية لأكثر من 20 مادة قانونية؛ شملت مجالات العمل، والحماية، والمشاركة السياسية، والأحوال الشخصية، والسلك القضائي، والأجور والمعاملات المصرفية، وحرية التنقل، والزواج وريادة الأعمال والممتلكات، والمعاش التقاعدي، علاوة على القرارات الوزارية والمحلية، التي كفلت تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، وكذا الآليات الوطنية، إضافة إلى الاتحاد النسائي العام ومجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، اللذين كان لهما الدور الأكبر في تذليل الصعوبات أمام نهوض وتمكين المرأة، بإطلاقهما البرامج والمبادرات التي أسهمت في بناء قدرات المرأة في شتى المجالات.
مناصب مهمة
وبالنظر في المواقع ذات الخصوصية التي تشغلها المرأة، نجد أن نسبة تمثيلها في الحكومة الإماراتية تتعدى 27.5% من إجمالي أعضاء مجلس الوزراء، بكونها تشغل 9 مقاعد وزارية، كما تشغل الإماراتيات 75% من إجمالي الوظائف في قطاعي التعليم والرعاية الصحية، وتدير 23 ألف رائدة أعمال إماراتية، مشاريع تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم، ويشغلن 15% من مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة، أما في السلك الدبلوماسي، فتشغل المرأة الإماراتية نحو 34% من مناصب تمثيل الدولة على الساحة الدبلوماسية، بما في ذلك وجود سفيرات في الأمم المتحدة، فضلاً عن تعدي نصيب المرأة العاملة في الوظائف القيادية والإشرافية 46%، وغير ذلك.
وبنسبة 20% بلغت مساهمة الإماراتيات في إنجاح البرنامج النووي السلمي، و10% نسبة العاملات في موقع محطات براكة، و34% تبلغ نسبة مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع «مسبار الأمل»، و80% نسبة وجودها ضمن الفريق العلمي الخاص بالمسبار، أما في «إكسبو دبي 2020» فقد شاركت الإماراتية بنسبة 60% من إجمالي القوى العاملة المواطنة، فيما تبلغ نسبة الإماراتيات العاملات في مؤسسات وشركات القطاع الخاص المسجلة لدى وزارة الموارد البشرية والتوطين نحو 57.3% من إجمالي الكوادر الوطنية العاملة في هذا القطاع، بينما تحجز سيدات الأعمال الإماراتيات سنوياً مواقع متميزة من بين أقوى 100 امرأة في عالم الاقتصاد في الوطن العربي، وفقاً لمجلة «فوربس» عام 2021.
الصورةيوم وطني للمرأة
قالت المستشارة د. أمل عبد الله الهدابي عضو مجلس سيدات أعمال الإمارات: «يتميز احتفال دولة الإمارات هذا العام ب«يوم المرأة الإماراتية» بأهمية خاصة، بالنظر لاعتبارات ثلاثة، الأول مرور عشر سنوات على الاحتفال بهذه المناسبة منذ إعلان سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، في 30 نوفمبر 2014 عن تخصيص 28 أغسطس من كل عام ليكون يوماً وطنياً للاحتفاء بالمرأة الإماراتية، والاحتفال بإنجازاتها، فيما تم اختيار هذا التاريخ، لأنه اليوم الذي باشر فيه المجلس الأعلى للاتحاد النسائي العام عمله في رسم خريطة عمل موحدة لجهود تمكين المرأة الإماراتية.
والثاني، هو توافق الاحتفال هذا العام مع احتفاء الدولة ب«عام الاستدامة»، الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار (اليوم للغد)؛ لذلك جاء إعلان سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، باختيار شعار «نتشارك للغد» للاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام، بما يتماشى مع شعار الدولة لعام 2023، والاعتبار الثالث هو استعداد الدولة لاستضافة مؤتمر كوب 28، وهو حدث يراهن العالم كله فيه على دولة الإمارات لإنجاحه من أجل حماية المجتمع البشري كله».
ولا شك أن دولة الإمارات تقدم نموذجاً رائداً إقليمياً وعالمياً في مجال تمكين المرأة، وتعزيز دورها في الحياة العامة، وهذا النموذج يستند إلى سلسلة لا تتوقف من المبادرات، والقوانين الداعمة للمرأة، والمشجعة لها على الانخراط في الحياة العامة، وتهيئة كل الظروف المناسبة لها لأداء الأدوار المنوطة بها بكفاءة واقتدار، ورفع أية أعباء، أو تحديات يمكن أن تقف أمامها أو تعوق مسيرة تمكينها، كما يستند هذا النموذج أيضاً إلى سلسلة من النجاحات التي تحققها ابنة الإمارات، والتي تظهر واضحة جلية في العديد من التقارير والمؤشرات الدولية المعنية بتمكين المرأة، ومن بينها على سبيل المثال تقرير «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2022» الصادر عن البنك الدولي والذي احتلت فيه الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المرأة الإماراتية يوم المرأة الإماراتية الشیخة فاطمة بنت مبارک الاتحاد النسائی العام المرأة الإماراتیة بن زاید آل نهیان دولة الإمارات الشیخ محمد بن تمکین المرأة بین الجنسین رئیس الدولة صاحب السمو من إجمالی هذا العام فی مجال فی ذلک
إقرأ أيضاً:
نجاح جديد للدبلوماسية الإماراتية.. الوساطة الـ12 لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
نجاح جديد لدبلوماسية دولة الإمارات في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة بين روسيا وأوكرانيا شملت 150 أسيراً من الجانب الأوكراني و150 أسيراً من الجانب الروسي بمجموع 300 أسير، وهو نجاح أشاد به خبراء سياسيون أكدوا أن دولة الإمارات أحرزت بعملية التبادل هذه تقدماً دبلوماسياً كبيراً، رغم التوترات السياسية والتصعيد العسكري المستمر، ليتجاوز العدد الإجمالي للأسرى المتبادلين بين الجانبين بوساطة إماراتية ألفي أسير.
وثمنت وزارة الخارجية الإماراتية تعاون كل من روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا في إنجاح جهود وساطة الإمارات وإتمام عملية تبادل الأسرى، وهو ما يعكس تقديرهما لدور الدولة كوسيط موثوق به.
ونوهت الوزارة إلى أنه بنجاح الوساطة الجديدة، بلغ عدد الوساطات الإماراتية التي تم إكمالها 12 وساطة منذ بداية عام 2024، وهو ما يدل على الاحترام والعلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين.
وأشادت كل من روسيا وأوكرانيا بالجهود الإماراتية في إنجاز الاتفاق، حيث قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي: «اليوم، يعود 150 من جنودنا إلى ديارهم من الأسر الروسي.. كانوا في الأسر لأكثر من عامين».
وأشاد تيمور دويدار، المحلل السياسي الروسي، بالدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز السلام العالمي، خاصة جهودها من أجل التوصل إلى حل سلمي بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد دويدار أن الإمارات تقود العديد من المبادرات التي تدعم الحلول السلمية للنزاعات الدولية، مشيراً إلى أن دورها الإنساني يحظى بتقدير واسع، خاصة بين عائلات الأسرى الذين استفادوا من جهود الوساطة الإماراتية. وأضاف أن النجاحات التي تحققها الإمارات في هذا الملف تعكس نهجها الدبلوماسي القائم على الحوار والتفاهم، معرباً عن أمله في أن تستمر الدولة في لعب دور محوري لدفع الجهود نحو تسوية سلمية دائمة بين موسكو وكييف.
وقال دويدار إن الإمارات قوة دبلوماسية فاعلة تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، مستفيدةً من علاقاتها الجيدة مع مختلف الدول. ولفت إلى أن هذا الدور يعكس مكانة الإمارات المتقدمة على الساحة الدولية كدولة داعمة للاستقرار وحل النزاعات بالحوار.
كما نوّه إلى أن الجهود الإماراتية لا تقتصر على الجانب السياسي فقط، بل تمتد إلى الجانب الإنساني من خلال تقديم المساعدات والدعم للمتضررين من الحروب والأزمات، ما يعزز سمعتها كدولة تسعى لنشر السلام وتحقيق التوازن في القضايا الدولية الحساسة.
ومن جانبه، أكد الباحث السياسي الدكتور آصف ملحم، أن الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في الوساطات الدولية يلقى قبولاً واسعاً وآذاناً صاغية من مختلف دول العالم نظراً لنهجها المتوازن وسياستها القائمة على دعم السلام والاستقرار.
وأشار ملحم إلى أن الإمارات تعمل بشكل دائم على تحقيق السلام وإيجاد حلول سلمية للنزاعات. ومن بين جهودها البارزة رعايتها للعديد من صفقات تبادل الأسرى بين الأطراف المتصارعة بما في ذلك النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وكشف ملحم أن عدد الأسرى الذين تم الإفراج عنهم بين موسكو وكييف بوساطة إماراتية، بلغ 2883 أسيراً منذ بداية عام 2024 مما يعكس الجهود الدؤوبة التي تبذلها الإمارات في التقريب بين الطرفين وتخفيف معاناة المتأثرين بالنزاع. وأضاف أن الإمارات تواصل جهودها لحل الأزمة الروسية الأوكرانية بشكل سلمي، وتسعى إلى تقليل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية، بما يضمن تحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم. وأوضح ملحم أن الدور الإماراتي في القضايا الدولية لا يقتصر على التوسط في النزاعات السياسية فحسب، بل يشمل أيضاً دعم المبادرات الإنسانية والإغاثية، حيث لعبت الإمارات دوراً محورياً في تقديم المساعدات للمناطق المتضررة من النزاعات، مما يعكس التزامها بالقيم الإنسانية العالمية.
كما أكد أن نهج الإمارات في الدبلوماسية يقوم على مبدأ «القوة الناعمة»، حيث تعتمد على الحوار والتفاهم بدلاً من التصعيد، ما جعلها طرفاً مؤثراً وموثوقاً به في مختلف القضايا الدولية، وساهم في تعزيز دورها كوسيط سلام يحظى بثقة المجتمع الدولي.
وأكد إيفاس إس، المحلل السياسي الأوكراني، أن عودة الأسرى إلى أوطانهم تُعدّ إحدى أهم القضايا المرتبطة بالحرب، حيث تسعى كل دولة تحترم حياة مواطنيها إلى بذل أقصى الجهود لضمان عودة أسراها إلى ديارهم.
وأشار إلى أن وجود وسيط موثوق به بين الأطراف المتنازعة يعد عنصراً أساسياً في تحقيق هذه العودة، وهو ما يجعل أوكرانيا ممتنة لكل مَن يعمل من أجل إعادة مواطنيها المحتجزين. وفي هذا السياق، أعرب عن شكر بلاده لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي ساهمت بشكل كبير في إنجاز عمليات تبادل الأسرى، كما أكد الرئيس الأوكراني في مناسبات عدة. وأوضح أن الإمارات اطلعت بدور محوري في تسهيل أحدث عمليات تبادل الأسرى، والتي جرت في 5 فبراير 2025، وأسفرت عن عودة 150 أسيراً أوكرانياً لدى روسيا. وشملت هذه المجموعة جنوداً من القوات البحرية والقوات الجوية وقوات الإنزال والهجوم البري، إضافة إلى أفراد من الحرس الوطني، وحرس الحدود، والدفاع الإقليمي، وكذلك ضباط شرطة. وأضاف «إس» أن مثل هذه المبادرات تعكس الدور المتزايد للإمارات في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي، حيث أثبتت أنها وسيط محايد وموثوق به يحظى بثقة جميع الأطراف. واعتبر أن استمرار هذه الجهود يعزز الأمل في مزيد من عمليات التبادل مستقبلاً، بما يخفف من معاناة الأسرى وعائلاتهم. كما أشار إلى أن هذا النجاح الدبلوماسي يعكس التزام الإمارات بالعمل الإنساني والمساهمة في حل النزاعات بطرق سلمية، مؤكداً أن مثل هذه الجهود لا تسهم فقط في إنهاء معاناة الأسرى، بل تعزز أيضاً فرص السلام على المدى الطويل بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد عمرو الديب، المحلل السياسي، أن النجاح الأخير لدولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة خارجيتها في التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى يعكس مكانتها المتميزة على الساحة الدولية. ولفت إلى أن هذا التبادل شمل 150 أسيراً أوكرانياً مقابل 150 أسيراً روسياً، ليصل إجمالي عدد الأسرى الذين أفرج عنهم بوساطة إماراتية حتى الآن إلى 2883 أسيراً، وهو رقم ضخم يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها الإمارات لدى صناع القرار في كل من روسيا وأوكرانيا.
وأشار الديب إلى أن الدور الإماراتي في هذا الملف لا يقتصر فقط على كونه مبادرة إنسانية، بل يعكس مكانة الإمارات الرفيعة في العلاقات الثنائية مع كل من موسكو وكييف، إلى جانب تأثيرها الواسع على المستوى الدولي. وأضاف أن الدول الأخرى لم تتمكن من تحقيق نجاحات مماثلة في عمليات تبادل الأسرى، مما يبرز الدور الفريد الذي تلعبه الإمارات في تقريب وجهات النظر وإقناع الطرفين بالتوصل إلى تفاهمات إنسانية.
وأوضح أن الإمارات تُعد وسيطاً نزيهاً يحظى بثقة كبيرة من كلا الطرفين، وهو ما مكّنها من تحقيق هذه الإنجازات في ملف الأسرى، خاصة في ظل التحديات السياسية والعسكرية التي تحيط بالنزاع بين روسيا وأوكرانيا. ولفت إلى أن استمرار هذه النجاحات يعزز احتمالية اضطلاع الإمارات بدور أكبر في التوصل إلى اتفاق نهائي أو دفع الطرفين نحو مفاوضات جادة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.
وأضاف الديب أن هذا النجاح يؤكد أن الإمارات أصبحت لاعباً رئيسياً في الجهود الدبلوماسية العالمية، وهو ما يعزز مكانتَها كدولة قادرة على قيادة الوساطات الدولية وحل النزاعات بطرق سلمية، سواء على مستوى الأزمات الإقليمية أو القضايا الدولية الكبرى.