%100 جاهزية المدارس لانطلاق العام الدراسي الجديد
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
إبراهيم سليم (أبوظبي)
تستقبل المدارس الطلبة غداً الاثنين، مع أول أيام العام الدراسي الجديد، 2023/ 2024، حيث يتوجه إلى مقاعد الدراسة أكثر من 290 ألف طالب وطالبة بالمدارس الحكومية على مستوى الدولة، موزعين على 523 مدرسة، وأكثر من 23 ألف معلم ومعلمة وإداري، بمختلف إمارات الدولة، مع جاهزية 100% بالمدارس الحكومية، كما تم افتتاح 14 مدرسة جديدة في مختلف إمارات الدولة، وذلك ضمن خطة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، الهادفة إلى مواكبة التوسع السكاني في الدولة، وتلبية الطلب المتزايد على خدمات التعليم الحكومي.
قالت حصة أحمد رشيد، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التطوير المدرسي في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي: نستقبل العام الدراسي الجديد بواقع أكثر من 23 ألف قيادي ومعلم اختصاصيين، أنهوا أسبوع التدريب التخصصي الذي انطلق من 22 الجاري، وانتهى يوم 25 الجاري، علماً بأن التدريب التخصصي سيستمر خلال الفصول الأول والثاني والثالث إلى نهاية العام الدراسي، وتم التركيز على جودة التدريس، والتعليم المستدام وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي التوليدي في المواد وفي آليات التدريس.
وأضافت: فعالياتنا مستمرة على مدار السنة ولدينا برامج مخصصة لجميع الفئات منها على سبيل المثال «حوار القيادات» للقيادات المدرسية، وتم التركيز فيه على التميز المؤسسي، ومنتدى الأفكار الملهمة والمعني بتطبيق أفضل الممارسات التعليمية على مستوى المدارس الحكومية، كما هناك فعاليات مستمرة لمواكبة الأحداث على مستوى المدارس الحكومية على مستوى الدولة، إذ أن هناك برامج متخصصة في ما يتعلق بـCOP28 سيتم الإعلان عنها لاحقاً.
ومن جانبه، أكد الدكتور عمر الظاهري، مدير العمليات التشغيلية للمدارس بالإنابة، أن مدارس أجيال أصبحت تستقطب عدداً كبيراً من الطلبة، ومع الإعلان عن إضافة 8 مدارس، وصل عدد مدارس أجيال إلى 18 مدرسة، وارتفع عدد الطلاب المقيدين من 5 آلاف و900 طالب إلى 13 ألف طالب، وهذا مؤشر على زيادة الطلب على الالتحاق وقيد الطلاب في هذه المدارس.
وأكد أن «التجهيزات للعام الدراسي لا تنتهي في قطاع التعليم، والعمل مستمر، والتوظيف عملية ديناميكية في قطاع التعليم، مستمرة على طوال العام ولذا يتم وضع خطط استباقية، لحصر احتياجات الميدان التربوي بصفة مستمرة، وهذا بشكل عام». وقال إن هناك معايير موضوعة عند اختيار الكادر التربوي، وتنسيقاً مع شركائنا المحليين في الجامعات لرفد الميدان التربوي بكوادر مواطنة تتماشى مع احتياجاتنا وفق الخطط الموضوعة، وزيادة عدد المواطنين العاملين في المجال التربوي والارتقاء بالكفاءات المواطنة بما يخدم العملية التربوية، وفق رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المدارس العام الدراسي الجديد الإمارات المدارس الحکومیة العام الدراسی على مستوى
إقرأ أيضاً:
حرب السَّفاهة والسُّفَهاء
الحربُ، حين تُدارُ بأطرافٍ عسكريّةٍ محليّة، وتُخلِّف وراءها الفوضى والخراب، تُشكِّل بلا شكٍّ لحظةً من لحظاتِ الانحطاطِ الكبرى في تجاربِ الشعوب. لكنّ حربنا هذه – كما تثبت الأيام يومًا بعد يوم – ليست مجرّد حربِ انحطاط، بل هي أيضًا حربُ سفاهة، يقودها سُفَهاء، أبت الحركة الإسلامويّة بشقّيها إلّا أن تُقدِّمها لنا كعرضٍ صارخٍ لتدنّي خِدماتها الأخلاقيّة والثقافيّة.
لقد كشفت هذه الحرب، وعبر وسائط التواصل الاجتماعي، عن خروقاتٍ أخلاقيّةٍ غير مسبوقة. فمن تنامي ظاهرة من يُطلَق عليهنّ "القونات"، وما يُقابلها من رجالٍ يَتباهَون بالتماهي مع أنماط سلوكيّة مخنّثة وسوقيّة، إلى مشاهد للسكر والعري، تُبثّ بلا رقابة ولا وازع، وصولًا إلى القمّة: رأس المؤسسة العسكريّة، الذي ظهر على العلن يَكيل السبابَ والشتائم لقادة "الحرية والتغيير"، وغيرهم، بعباراتٍ نابيةٍ، لم تقتصر على اللغة المنطوقة، بل شملت أيضًا لغةَ الجسد، في انحدار غير مسبوق لهيبة القيادة العسكريّة.
بالأمس القريب، تجاوزنا عتبةً أخرى في هذا التدهور، عندما رأينا القائد العام للجيش، في مدينة الدندر، يُعانق أحد رموز الصفاقة والسفاهة الإعلاميّة – شخصًا اشتهر بعباراته المنحطّة وأسلوبه المستفز – ويقول له ضاحكًا: *"أنا أوّل ما وصلت، قلت ليهم شوفوا لي حماد ده!"*
لم يسأل القائد " الهمام " عن مقابر جنوده المدفونين هناك او عن اسرهم لتعزية افرادها المكلومين، بل عن اشهر سفيه في المنطقة لكى يسمعه ما وراء الكاميرات عباراته البذيئة.
لقد كان من الطبيعي، بل من الواجب القانوني والأخلاقي، أن يأمر سيادة القائد العام باعتقال حماد عبد الله – هكذا اسمه- لما صدر عنه من سبّ علني وإساءة للذوق العام، حتى لو كانت موجّهة لخصوم سياسيين وعسكريين كالـ"دعم السريع". فالقانون لا يُفصَّل على مقاس الولاءات، بل يُطبَّق على الجميع دون تمييز. لكن ما حدث كان العكس تمامًا: احتفاء، وربما تكريم، وإكراميّات تُقدَّم في الخفاء.
إنّ ما تفعله هذه القيادات ليس فقط تجاوزًا للقيم، بل تدميرٌ صريح لصورة القيادة نفسها. أولئك الذين سلّطتهم علينا الحركة الإسلامويّة، ما كان لهم أن يتجاهلوا حقوق هذا الشعب، وأهمّها: الأمن، والسلام، والكرامة. لكنّهم، عوضًا عن صون هذه الواجبات، تجاوزوها إلى ما هو أسوأ: نشرُ الفُجور، والترويجُ للرزيلة، وتطبيعُ السفاهة، دون أدنى حياء، أو خجل، أو إحساس بالمسؤولية عن التأثير العميق على الأجيال الناشئة.
هذه – بلا شك – ليست حربًا عسكريّة فقط، بل حربُ انهيارٍ أخلاقيّ، حربُ غياب القدوة، وضياع الحكماء، وتقدّم الفُجّار على المنابر، يُشكّلون الذوق العام، ويصوغون سلوك المجتمع بأسوأ النماذج. وهي، في غيّها هذا، لا تهدّد الحاضر فحسب، بل تنذرُ بخطرٍ عظيم على المستقبل: خطر الفساد الخُلقيّ الذي يهدّ أركان البلاد من الداخل، ويجعلها مستباحة لكلّ رياح الفوضى والانهيار.
ما يجب أن يكون عليه القادة:
في الأوقات العصيبة، تتعلّق أعين الشعوب بقادتها، لا لتسمع خطبهم فحسب، بل لترى فيهم القدوة. القائد السياسي أو العسكري ليس مجرّد مُنفِّذ للقرارات أو متحدِّث باسم الدولة، بل هو رمزٌ للقيم العليا: الانضباط، الترفّع، النزاهة، السموّ في اللفظ والسلوك. عليه أن يُمثّل كرامة الدولة لا أن يهدمها، أن يُربّي الأجيال لا أن يُفسدهم، أن يكون حارسًا للوعي، لا تاجرًا في سوق الابتذال.
القيادة مسؤولية أخلاقيّة قبل أن تكون منصبًا. وحين يفقد القائد اتزانه الأخلاقي، ينفرط عقد المجتمع، وتُكسر هيبة الدولة، ويُفتَح الباب واسعًا أمام كل من هبّ ودبّ ليعتلي المشهد ، فيَسُبَّ ويَلعَنَ كما يَشاء.
wagdik@yahoo.com