العمراني: المدرسة العليا للدراسات الاقتصادية والتجارية والهندسية توفر لطلبتها مسارا جامعيا متميزا وسبل اندماج ناجح في عالم الشغل
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
في حوار خاص لـ"أخبارنا المغربية" مع الدكتور مولاي أحمد العمراني رئيس المدرسة العليا للدراسات الاقتصادية والتجارية والهندسية بمراكش HEEC، حاول هذا الأخير إعطاء لمحة عن هاته المؤسسة الرائدة، والتي يمتد مسارها إلى أزيد من 26 سنة، وعن برامجها وتخصصاتها المتنوعة والمبتكرة، وعن علاقاتها الأكاديمية الدولية مع مدارس عليا وجامعات بفرنسا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وعن السر في نجاحها بدمج خريجيها بسوق الشغل والأعمال بنسب مرتفعة جدا إلى جانب مواضيع أخرى سنتطرق لها من خلال أسئلتتا التي يجيب عليها مولاي أحمد العمراني بتجربته الممتدة لعقود أيضا كأستاذ جامعي متمرس.
سؤال : هل يمكنكم أن تعطونا لمحة عامة عن البرامج والتخصصات المختلفة التي تقدمها المدرسة العليا للدراسات الاقتصادية والتجارية والهندسية بمراكش، وكيف تم تصميمها لتلبية احتياجات سوق الشغل والصناعات الحديثة؟
تم إنشاء المدرسة العليا للدراسات الاقتصادية والتجارية والهندسية عام 1997 ، وقد تم الاعتراف بها من قبل الدولة سنة 2015. هدفنا منذ البداية كان تعزيز التعليم والتكوين والرفع من مستواه ، والذي يسعى لتوفير اندماج مهني أساسي، إلى جانب تكوين القادة الحقيقيين ومبدعي قطاعات المال والأعمال..
يتميز عرضها التكويني والأكاديمي بما يتماشى واحتياجات سوق العمل، من خلال قطبين اثنين :
قطب الإدارة والاعمال
- الدكتوراه المهنية بشراكة مع جامعة مونبلييه بفرنسا
- الماستر بعدة تخصصات : * التدقيق والرقابة الإدارية ، * المحاسبة والرقابة والتدقيق * الإدارة والتسويق الرقمي * الإدارة والهندسة المالية * التكنولوجيا المالية والابتكار المالي * إدارة الموارد البشرية - الاجازة في إدارة الأعمال
قطب تكنولوجيا المعلوماتية
- اقسام تحضيرية في العلوم المعلوماتية
- سلك الهندسة : دبلوم مهندس الدولة في الذكاء الاصطناعي بتخصصين أساسيين :
Cloud و Big Data
- الماستر: تخصص تطبيق المعلوميات في إدارة الاعمال
- الإجازة : تخصص المعلوميات وإدارة الاعمال
سؤال: كيف يتم التعاون مع الجامعات الدولية ، وكيف يفيد ذلك طلاب مؤسستكم؟
مكنت العديد من الشراكات والاتفاقيات الدولية مؤسستنا من إقامة علاقات أكاديمية من خلال نقل الدبلومات وتبادل الخبرات والأساتذة ( جامعة مونتبوليي، جامعة لورين وغيرهما) . كما تم توقيع اتفاقيات اضافية مع مؤسسات دولية أخرى تمكن من تبادل الطلاب (الجامعة الوطنية لكوريا الجنويبة، المدرسة العليا للتجارة في لاغوشيل بفرنسا، جامعة فور وأين بالولايات المتحدة).
سؤال : ما هي اهتماماتكم بالبحت العلمي والابتكار والى أي حد نجحتم في هذا الميدان؟
كما سبق وأشرنا تعتبر مدرسة الدرسات العليا من المؤسسات القليلة التي تم الاعتراف بشهاداتها من طرف الدولة ومعادلتها بدبلومات الجامعة المغربية، وطبعا البحث العلمي هو أحد الشروط الرئيسية لهذا الاعتراف.
فهناك مختبران للبحث العلمي في إدارة الاعمال وعلوم المعلوماتية يقومان بتنظيم مؤتمرات وندوات دولية بشراكة مع شركائنا الوطنيين مثل المدارس الوطنية للتجارة والتدبير بمراكش والجديدة وسطات وكذلك كليات الحقوق بمراكش وعين الشق والمحمدية وكلميم وشركاء آخرين،
كما بقوم المختبران المذكوران بالبحت في مجالات مختلفة حول قضايا الساعة.
هذا ويتم نشر الانتاجات البحثية لاساتذتنا في مجلات علمية متخصصة. أما تلك الخاصة بمراكز البحث فتعمل المؤسسة على نشرها بشكل يستفيد منه الباحثون والطلبة.
سؤال : كيف تدعم المدرسة طلابها الراغبين في ولوج عالم المقاولة؟ هل هناك برامج أو حاضنات متخصصة في هذا المجال؟
مقررات التكوين موجهة نحو العمل المقاولاتي من خلال وحدات عملية لإنشاء المقاولات في السنتين الثالثة والرابعة، كما يتابع الطلاب تكوينات عملية على منهجية إنشاء هذه المقاولات مع خطة استثمار في نهاية هذا التكوين. وقد تمكن العديد من الخريجين من إنشاء مشاريع خاصة (7٪ من المتخرجين) كما تخطط المؤسسة مستقبلا لفتح حاضنة لتشجيع ريادة الأعمال في منطقة مراكش آسفي.
سؤال : إلى أي حد يتم دمج المسؤولية الأخلاقية و الاجتماعية في المنظومتين التعليمية والثقافية لمؤسستكم ؟
لابد من التأكيد أن عقيدة مدرسة الدراسات العليا تركز بشكل خاص على روح المواطنة وتكوين الأجيال الصاعدة، وتنعكس هذه الفلسفة بوضوح في عقيدتها، بشكل يظهر التزامها الأخلاقي، وكذلك سعيها لتحمل مسؤولياتها وواجباتها بالكامل تجاه محيطها الخاص والعام. كما نشجع طلبتنا على تطوير ذواتهم من خلال تكوين متميز يخدم تنمية وطننا. فالصرامة والنزاهة والأخلاق والأداء العالي هي محاور هذا التوجه نحو روح المواطنة.
سؤال : كيف تتكيف مؤسستكم مع التغيرات السريعة التي يشهدها عالم التكنولوجيا وكيف تعمل على إعداد طلبتها لعالم أكثر رقمية مستقبلا؟
تمتلك مدرسة الدراسات العليا نظاما معلوماتيا يتيح تدبيرا شموليا وتواصلا آنيا مع طلابها من خلال تطبيق الهاتف الذكي. وبدءًا من العام الجامعي المقبل 24/23، ستمر جميع الإجراءات والمعلومات الإدارية والتربوية عبر هذا التطبيق (التسجيل ، طلب وثائق إدارية ، النتائج ، المعلومات ، الجداول الزمنية، التواصل بين مكونات المؤسسة .. )
سؤال : هي رؤية المؤسسة للسنوات المقبلة؟ وما هي الأهداف والتحديات الرئيسية التي ستواجهها؟
رؤيتنا تنبني على تطوير تعليم عالي الجودة في انسجام تام مع عالم الشغل والتغيرات الدائمة لعالمنا الذي يتعولم باستمرار. كما نعتزم اعتماد معايير أكاديمية عالمية لضمان هذه الجودة من خلال مواصلة توظيف أساتذة أكفاء ومهنيين ذوو خبرة واسعة. إن شعب التخصصات الإدارية المبتكرة (التسويق الرقمي ، التكنولوجيا المالية ، الهندسة المالية) ، والتخصصات في ميدان الذكاء الاصطناعي، والتدريب العملي المصحوب بزيارات الشركات ، والرحلات الدراسية مع شركائنا الأجانب كلها آليات تساعدنا على تجاوز تحدي الجودة الذي رفعناه.
سؤال : ما هو الدعم الذي تقدمه مؤسستكم لطلبتها لإيجاد فرص الشغل بعد التخرج؟ هل يمكنكم مشاركتنا بعض المعطيات أو الإحصائيات او نماذج نجاحات خريجين سابقين؟
هناك متابعة لمتخريجينا مباشرة بعد حصولهم على شهاداتهم. ويتم نشر دليل الخريجين بانتظام على رأس كل أربع سنوات. وهذا هو رابط الإصدار الأخير الذي يسمح بالحصول على صورة واضحة لمسارات الخريجين
: https://www.calameo.com/read/000572383812e2e837bf2
في الواقع ، تمكن أزيد من 2500 خريجة وخريج من الحصول على شواهد الاجازة والماستر وتمكنوا بنجاح من ولوج سوق العمل وفي آجال زمنية جد محدودة. بالنسبة لمجالات العمل نسجل أن: 27٪ يعملون بقطاع الأبناك، 18٪ في مجالات التسويق، 12٪ بقطاع البناء، 9٪ تأسيس مقاولات، 9٪ السياحة، 6٪ الاتصالات، 5٪ استشارات والدراسات، 5٪ صناعة و9٪ قطاعات أخرى.. أما بالنسبة للمناصب والمهام التي شغلها هؤلاء فتوزعت بين : 27٪ تدبير الادارات ، 27٪ ادارة مبيعات ، 19٪ إدارة مشاريع ، 13٪ التدبير العام ، 8٪ قادة الأعمال و 6٪ مهام اخرى.
سؤال : بالنسبة للطالب وفي سياق بحثه بين معاهد ومدارس الدراسات العليا، ماذا يميز مؤسستكم و لماذا عليه أن يختار تكوينكم ؟
العديد من المميزات تجعل من المدرسة العليا للدراسات الاقتصادية والتجارية والهندسية بمراكش مؤسسة توفر لطلبتها مسارا جامعيا متميزا وتفتح امامهم سبل الاندماج الناجح في عالم الشغل. من بين هذه المميزات:
1) تم تأسيسها من قبل أساتذة جامعيين بخبرة طويلة (+26 عامًا)، على بقعة أرض مساحتها 11000 متر مربع في وسط مدينة مراكش، ويقودها متخصصون في التعليم العالي.
2) هي من ضمن المدارس العليا القليلة المعترف بها من طرف الدولة، ما يضمن جودة تعليمها، فجميع شعبنا معتمدة ومعترف بها من طرف الوكالة الوطنية لمراقبة جودة التعليم العالي.
3) التوفر على بنية تحتية حديثة بشروط ومعايير مؤسسات التعليم العالي (مدرجات، مختبرات، مكتبة واقعية بعدد جد مهم من الكتب ومكتبة رقمية دولية، ملاعب رياضية، مقصف وإقامة للطلبة القادمين من مدن أخرى..
4) التنوع الكبير في الشعب والمسالك ، وبالتالي توفير مجال كبير من الاختيارات للطلبة.
5) المسارات المهنية الناجحة والمتميزة للخريجين (انظر أعلاه).
6) الشراكات الدولية لتبادل الأساتذة والطلاب وكذا شراكات وطنية لتطوير البحث والابتكار.
7) الاتفاقيات التي تهم مجالات اهتمامات الطلاب والعلاقات الوثيقة مع عالم الشغل: اتفاقيات التمرين مع النسيج الاقتصادي وخصوصا مع غرف التجارة والصناعة والخدمات وكذلك الكنفدرالية العامة للمقاولات المغربية. .
8) التنشيط المتميز لحرم المؤسسة وفق نظام مصمم خصيصاً من قبل الطلاب ومن أجلهم عبر العديد من نوادي التنشيط وجمعيات العمل التطوعي والمبادرات الإنسانية والتي تسمح للطالب بالتأقلم مع محيطه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي..
حاوره: محمد اسليم
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
مدبولي: مشروعات "مستقبل مصر" توفر منتجات زراعية عالية الجودة بأسعار مناسبة للمواطنين
بدأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم الإثنين، جولة ميدانية موسعة لتفقد مشروعات جهاز "مستقبل مصر للتنمية المستدامة" بمنطقة الدلتا الجديدة، الواقعة على محور "تحيا مصر"، لمتابعة سير العمل بمشروعات التنمية الزراعية الكبرى التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز قدرات الدولة المصرية.
قيادات حكومية ترافق رئيس الوزراء خلال جولتهرافق رئيس مجلس الوزراء خلال جولته عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، شملت الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، وعلاء الدين فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، إلى جانب اللواء أحمد العزازي، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وعدد من مسؤولي الوزارات والجهات المعنية والشركات المنفذة للمشروعات.
الوزراء: نعمل على تجنب تخفيف الأحمال لعدم الإثقال على المواطنين خلال فصل الصيف عاجل - رئيس الوزراء يتفقد مشروعات جهاز "مستقبل مصر للتنمية المستدامة" بالدلتا الجديدة استقبال رسمي وكلمة تقدير من رئيس الوزراءاستقبل الدكتور بهاء الدين الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق له، حيث رحب بهم وعرض نبذة عن المشروعات القائمة.
وسجل رئيس الوزراء كلمة في سجل الزوار الخاص بالجهاز، عبر خلالها عن بالغ سعادته بزيارة هذه المشروعات الوطنية الكبرى، معربًا عن فخره بالجهود المبذولة، وتمنياته بالتوفيق والسداد لجميع العاملين بالجهاز في سبيل إنجاز المهام الوطنية الموكلة إليهم لخدمة مصر.
صرح الدكتور مصطفى مدبولي بأن هذه الزيارة تأتي في إطار متابعة الدور الحيوي الذي يقوم به جهاز "مستقبل مصر للتنمية المستدامة"، في تنفيذ مشروعات تستهدف توفير منتجات زراعية عالية الجودة بأسعار مناسبة للمواطنين المصريين، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتصدير الفائض لدعم الاقتصاد القومي.
وأكد مدبولي أن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع عن كثب وبصفة دورية كل مراحل تنفيذ المشروعات ويصدر توجيهاته المباشرة لتوفير الدعم اللازم لتحقيق الأهداف المرجوة.
أوضح رئيس الوزراء أن الحكومة تضع تنفيذ توجيهات القيادة السياسية نصب أعينها، من خلال حزمة من الإجراءات والآليات الرامية لدعم المشروعات الزراعية الكبرى.
وأشار إلى أن أهم هذه الآليات تشمل تعزيز كفاءة منظومة الري، من خلال استخدام تقنيات حديثة لترشيد استهلاك المياه، إلى جانب إنشاء صوامع متطورة لتخزين الغلال والحبوب، لضمان جودة التخزين وتقليل الفاقد، مع تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في أعمال استصلاح الأراضي، وتحديث أنظمة الميكنة الزراعية بما يتماشى مع المعايير العالمية.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن توفير الدعم اللازم لمشروعات "مستقبل مصر" يأتي ضمن خطة الدولة المصرية الطموحة للتوسع في رقعة الأراضي الزراعية المستصلحة، وزيادة معدلات الإنتاج الزراعي المحلي، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية، وتأمين احتياجات السوق المحلي بشكل مستدام.
وشدد على أن هذه الخطة تتكامل مع جهود الحكومة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة التي ترتكز على تعزيز الإنتاج وتحفيز الاستثمار في القطاعات الحيوية.
أكد رئيس مجلس الوزراء أن هناك تنسيقًا وثيقًا بين مختلف الوزارات المعنية وجهاز "مستقبل مصر للتنمية المستدامة" لضمان تأمين المخزون الاستراتيجي من السلع والمواد الغذائية الحيوية.
وأوضح أن هذا التعاون يهدف إلى بناء أرصدة آمنة من السلع الاستراتيجية، ومواصلة العمل على زيادة حجم الاحتياطيات، بما يسهم في حماية الأمن الغذائي المصري، وتخفيف أي ضغوط قد تنشأ بسبب الأزمات العالمية في سلاسل الإمداد.
اختتم الدكتور مصطفى مدبولي تصريحاته بالتأكيد على أن الحكومة ماضية في خططها لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة السلع الزراعية، من خلال تطوير البنية التحتية للمشروعات الزراعية، وتحسين قدرات التخزين والنقل والتصدير، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، بما يدعم رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات.