العدو الأول لواشنطن.. من هو فيكتور بوت المرشح لقيادة فاجنر؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
منذ اغتيال قائد مجموعة فاجنر يفيجني بريجوزين، تزايدت التكهنات حول الشخصية التي ستخلفه في قيادة المجموعة شبه العسكرية التي تعتبر ذات أهمية إستراتيجية وعسكرية لروسيا في نواح عدة من العالم.
تتكهن الشائعات، بحسب العديد من التقارير غير المؤكدة رسميا، باحتمال تولي تاجر الأسلحة الدولي فيكتور بوت قيادة فاجنر، وذلك للعديد من الأسباب التي سنحاول جمعها في هذا الملف الشخصي عن تاجر الموت، الذي إعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية هو العدو الأول لها بعد زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
استمر فيكتور بوت على مدى عقدين من الزمن، رمزا لتهريب الأسلحة الدولية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث ألهمت قصته هوليوود قبل أن تقبض عليه الولايات المتحدة وتسجن، لإنتاج فيلم سنمائي عن حياته بعنوان "سيد الحرب" للنجم الأمريكي نيكولاس كيدج.
يتحدث 6 لغات على الأقل، وفقا لما نشره عنه الصحافي الأمريكي دوغلاس فرح الذي أصدر مع ستيفن براون كتاب عن بوت عام 2008، بعنوان "تاجر الموت.. المال والبنادق والطائرات والرجل الذي يُسهل الحرب".
ذكر الكتاب بأنه كان ضابط سوفيتي، استغل ثلاث عوامل عقب انهيار الاتحاد وهي: الطائرات المتروكة على المدارج بين موسكو وكييف، ومخزونات هائلة من الأسلحة بحراسة جنود لم يكن أحد يدفع لهم أجورهم، وفورة الطلب على الأسلحة.
بعد مفاوضات مطولة، وافقت واشنطن على تسليم روسيا الرجل البالغ 55 عاما الذي اعتقل عام 2008 خلال عملية أمريكية في تايلاند، مقابل أفراج موسكو عن نجمة كرة السلة بريتني غراينر الموقوفة في روسيا لحيازتها آلة تدخين إلكترونية تحمل كمية صغيرة من زيت الماريجوانا.
ولد فيكتور بوت عام 1967، لكن مسقط رأسه لا يمكن تحديده بشكل قاطع، فقد قيل إنه ولد في طاجيكستان، فيما صرح هو نفسه بأنه ولد في تركمانستان، ويشير تقرير صادر عن المخابرات في جنوب أفريقيا إلى أنه ولد في أوكرانيا.
ولد فيكتور بوت بحسب تقرير للأمم المتحدة في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، الجمهورية السوفيتية السابقة. درس في المعهد العسكري للغات الأجنبية في موسكو قبل الانضمام إلى سلاح الجو.
أفاد تقرير لموقع ميديابارت أن تضارب الأنباء بشأن مسقط رأسه يرجع إلى التلاعب بجوازات السفر والأسماء المستعارة التي استخدمها.
نقل تقرير الموقع عن عضو سابق في مجلس الأمن القومي في واشنطن، كان يتتبع فيكتور بوت منذ نهاية التسعينيات، قوله لمؤلفي كتاب "تاجر الموت" إن بوت "كانت لديه أفضل شبكة لوجيستية في العالم"، ليتحول من مهرب صغير إلى تاجر يملك نحو 50 طائرة وشركة تعمل علي مقايضة السلاح بالماس وغيره من المعادن الثمينة.
أبرز التقرير أن بوت كان يوفر السلاح لزبائنه من السودان إلى كولومبيا، مرورًا بسيراليون، وكان بإمكانه كسر العقوبات الدولية في غمضة عين، وتوفير بنادق الكلاشينكوف وقاذفات الصواريخ والمركبات العسكرية المدرعة والصواريخ والمروحيات القتالية إلى مناطق التوتر.
كان من بين عملاء بوت الذين يزودهم بالسلاح بعض الأنظمة الدكتاتورية الرسمية وبعض حركات التمرد في كل من أميريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا، وفق تقرير ميديابارت.
بوت، لاعب كرة طائرة باع أسلحة لأفغانستان، وباع أسلحة صغيرة للمتمردين الذين أصبحوا فيما بعد تحالف الشمال، وهي الجماعات التي اتحدت لصد حركة طالبان. في مقابلة مع مجلة نيويوركر، قال إنه يستطيع "قراءة خمسة عشر أو ستة عشر لغة، والذهاب إلى السوق بتسع أو عشر لغات، والتحدث بطلاقة بخمس أو ست لغات".
ازدهرت أعماله في أفريقيا، حيث أنشأ بعض الشركات الخارجية؛ مثل شركة طيران في جمهورية أفريقيا الوسطى وساعد الحكومة الفرنسية التي تعاقدت معه لنقل القوات إلى البلاد خلال الإبادة الجماعية التي شهدتها عام 1994. ويقال إنه عمل أيضاً مع بعض أكبر منتهكي حقوق الإنسان في ذلك العقد، حيث باع سلاح لميليشيات التوتسي في حرب الكونجو الثانية، والرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور.
عام 2004، اكتشفت واشنطن من خلال معلومات سربتها الصحافة البريطانية، أنها كانت تتعامل مع فيكتور بوت الذي تلاحقه أجهزتها السرية، بشكل مباشر أو من خلال مقاولين وسطاء في إطار صفقة موقعة معه قيمتها 60 مليون دولار، حين كانت تعيد بناء العراق بعد حرب الخليج الثانية عام 2003.
كانت الفضيحة ضخمة، بحيث أصبح فيكتور بوت هو العدو الأول الذي تطارده الولايات المتحدة، بعد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
تمكنت الولايات المتحدة من القبض عليه عام 2008 من خلال فخ نصبه له عملاء أميركيون من إدارة مكافحة المخدرات، قدموا له أنفسهم بصفتهم مقاتلين كولومبيين مشاركين في حرب العصابات في بلدهم. وتمكنوا من القبض عليه ونقله للولايات المتحدة، حيث مثل أمام القضاء وحكم عليه بالسجن 25 سنة عام 2011.
قال محقق في مجال الأسلحة في هيومن رايتس ووتش لصحيفة نيويورك تايمز في عام 2003: "لقد أصبح فيكتور بوت بمثابة ماكدونالدز لتهريب الأسلحة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا فاجنر فيكتور بوت تاجر الموت الولایات المتحدة ولد فی
إقرأ أيضاً:
منظمة أمريكية تدعو واشنطن لوقف تواطؤها في فظائع جيش الاحتلال بغزة
الجديد برس|
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الولايات المتحدة تواصل تواطؤها في الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة في غزة طالما استمرت في توفير الأسلحة وغيرها من المساعدات العسكرية.
وأشارت المنظمة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال هجماته على غزة جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وأفعال الإبادة الجماعية.
ووفق المنظمة قدمت الولايات المتحدة مساعدات أمنية إلى “إسرائيل” وباعتها أسلحة بشكل غير مسبوق منذ 7 أكتوبر2023، تاريخ انطلاق طوفان الأقصى.
وأضافت أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن استمرت في نقل الأسلحة رغم استخدام القوات الإسرائيلية المتكرر للأسلحة الأميركية لارتكاب جرائم حرب في غزة، “مما يجعل الولايات المتحدة متواطئة في استخدام هذه الأسلحة بشكل غير قانوني”.
ولفتت المنظمة إلى أنه “إذا أراد الرئيس ترامب أن يقطع علاقته بتواطؤ إدارة بايدن في الفظائع التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في غزة، فعليه أن يعلّق فورا نقل الأسلحة إلى إسرائيل”.