منذ اغتيال قائد مجموعة فاجنر يفيجني بريجوزين، تزايدت التكهنات حول الشخصية التي ستخلفه في قيادة المجموعة شبه العسكرية التي تعتبر ذات أهمية إستراتيجية وعسكرية لروسيا في نواح عدة من العالم. 

 

تتكهن الشائعات، بحسب العديد من التقارير غير المؤكدة رسميا، باحتمال تولي تاجر الأسلحة الدولي فيكتور بوت قيادة فاجنر، وذلك للعديد من الأسباب التي سنحاول جمعها في هذا الملف الشخصي عن تاجر الموت، الذي إعتبرته الولايات المتحدة الأمريكية هو العدو الأول لها بعد زعيم القاعدة أسامة بن لادن.

 

 

استمر فيكتور بوت على مدى عقدين من الزمن، رمزا لتهريب الأسلحة الدولية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث ألهمت قصته هوليوود قبل أن تقبض عليه الولايات المتحدة وتسجن، لإنتاج فيلم سنمائي عن حياته بعنوان "سيد الحرب" للنجم الأمريكي نيكولاس كيدج. 

 

يتحدث 6 لغات على الأقل، وفقا لما نشره عنه الصحافي الأمريكي دوغلاس فرح الذي أصدر مع ستيفن براون كتاب عن بوت عام 2008، بعنوان "تاجر الموت.. المال والبنادق والطائرات والرجل الذي يُسهل الحرب". 

 

ذكر الكتاب بأنه كان ضابط سوفيتي، استغل ثلاث عوامل عقب انهيار الاتحاد وهي: الطائرات المتروكة على المدارج بين موسكو وكييف، ومخزونات هائلة من الأسلحة بحراسة جنود لم يكن أحد يدفع لهم أجورهم، وفورة الطلب على الأسلحة.

 

بعد مفاوضات مطولة، وافقت واشنطن على تسليم روسيا الرجل البالغ 55 عاما الذي اعتقل عام 2008 خلال عملية أمريكية في تايلاند، مقابل أفراج موسكو عن نجمة كرة السلة بريتني غراينر الموقوفة في روسيا لحيازتها آلة تدخين إلكترونية تحمل كمية صغيرة من زيت الماريجوانا.

 

ولد فيكتور بوت عام 1967، لكن مسقط رأسه لا يمكن تحديده بشكل قاطع، فقد قيل إنه ولد في طاجيكستان، فيما صرح هو نفسه بأنه ولد في تركمانستان، ويشير تقرير صادر عن المخابرات في جنوب أفريقيا إلى أنه ولد في أوكرانيا.

 

ولد فيكتور بوت بحسب تقرير للأمم المتحدة في دوشانبي عاصمة طاجيكستان، الجمهورية السوفيتية السابقة. درس في المعهد العسكري للغات الأجنبية في موسكو قبل الانضمام إلى سلاح الجو.

 

أفاد تقرير لموقع ميديابارت أن تضارب الأنباء بشأن مسقط رأسه يرجع إلى التلاعب بجوازات السفر والأسماء المستعارة التي استخدمها. 

 

نقل تقرير الموقع عن عضو سابق في مجلس الأمن القومي في واشنطن، كان يتتبع فيكتور بوت منذ نهاية التسعينيات، قوله لمؤلفي كتاب "تاجر الموت" إن بوت "كانت لديه أفضل شبكة لوجيستية في العالم"، ليتحول من مهرب صغير إلى تاجر يملك نحو 50 طائرة وشركة تعمل علي مقايضة السلاح بالماس وغيره من المعادن الثمينة.

 

أبرز التقرير أن بوت كان يوفر السلاح لزبائنه من السودان إلى كولومبيا، مرورًا بسيراليون، وكان بإمكانه كسر العقوبات الدولية في غمضة عين، وتوفير بنادق الكلاشينكوف وقاذفات الصواريخ والمركبات العسكرية المدرعة والصواريخ والمروحيات القتالية إلى مناطق التوتر.

 

كان من بين عملاء بوت الذين يزودهم بالسلاح بعض الأنظمة الدكتاتورية الرسمية وبعض حركات التمرد في كل من أميريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا، وفق تقرير ميديابارت.

 

بوت، لاعب كرة طائرة باع أسلحة لأفغانستان، وباع أسلحة صغيرة للمتمردين الذين أصبحوا فيما بعد تحالف الشمال، وهي الجماعات التي اتحدت لصد حركة طالبان. في مقابلة مع مجلة نيويوركر، قال إنه يستطيع "قراءة خمسة عشر أو ستة عشر لغة، والذهاب إلى السوق بتسع أو عشر لغات، والتحدث بطلاقة بخمس أو ست لغات".

 

ازدهرت أعماله في أفريقيا، حيث أنشأ بعض الشركات الخارجية؛ مثل شركة طيران في جمهورية أفريقيا الوسطى وساعد الحكومة الفرنسية التي تعاقدت معه لنقل القوات إلى البلاد خلال الإبادة الجماعية التي شهدتها عام 1994. ويقال إنه عمل أيضاً مع بعض أكبر منتهكي حقوق الإنسان في ذلك العقد، حيث باع سلاح لميليشيات التوتسي في حرب الكونجو الثانية، والرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور.

 

عام 2004، اكتشفت واشنطن من خلال معلومات سربتها الصحافة البريطانية، أنها كانت تتعامل مع فيكتور بوت الذي تلاحقه أجهزتها السرية، بشكل مباشر أو من خلال مقاولين وسطاء في إطار صفقة موقعة معه قيمتها 60 مليون دولار، حين كانت تعيد بناء العراق بعد حرب الخليج الثانية عام 2003.

 

كانت الفضيحة ضخمة، بحيث أصبح فيكتور بوت هو العدو الأول الذي تطارده الولايات المتحدة، بعد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

 

تمكنت الولايات المتحدة من القبض عليه عام 2008 من خلال فخ نصبه له عملاء أميركيون من إدارة مكافحة المخدرات، قدموا له أنفسهم بصفتهم مقاتلين كولومبيين مشاركين في حرب العصابات في بلدهم. وتمكنوا من القبض عليه ونقله للولايات المتحدة، حيث مثل أمام القضاء وحكم عليه بالسجن 25 سنة عام 2011.

 

قال محقق في مجال الأسلحة في هيومن رايتس ووتش لصحيفة نيويورك تايمز في عام 2003: "لقد أصبح فيكتور بوت بمثابة ماكدونالدز لتهريب الأسلحة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روسيا فاجنر فيكتور بوت تاجر الموت الولایات المتحدة ولد فی

إقرأ أيضاً:

مع دخول الحرب عامها الثالث غوتيريش يندد بتدفق الأسلحة للسودان

ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باستمرار "تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان" في ظل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وفي مساء دخول الحرب بالسودان عامها الثالث، قال غوتيريش أمس الاثنين في بيان "أشعر بقلق عميق إزاء استمرار وصول الأسلحة والمقاتلين إلى السودان، مما يسمح للنزاع بالاستمرار والانتشار إلى سائر أنحاء البلاد".

وجدد الأمين العام نداءه لوقف الحرب في السودان، قائلا "يجب وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة. يجب على أولئك الذين لديهم النفوذ الأكبر على الأطراف أن يستخدموه لتحسين حياة الشعب السوداني، لا لإدامة الكارثة".

ولم يذكر الأمين العام في بيانه أي دولة بالاسم، مشددا على أن "الطريقة الوحيدة لضمان حماية المدنيين هي وضع حد لهذا النزاع العبثي".

"بعد مرور عامين من الحرب المدمرة، لا يزال #السودان في أزمة ذات أبعاد مذهلة يدفع فيها المدنيون أعلى ثمن.

السبيل الوحيد لضمان حماية المدنيين هو إنهاء الصراع العبثي.

أشعر بقلق بالغ إزاء استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان".

-أمين عام الأمم المتحدةhttps://t.co/vhpQi4z9fg

— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) April 15, 2025

إعلان

وأشار غوتيريش في بيانه إلى استهداف العاملين في المجال الإنساني، إذ فقد 90 شخصا منهم حياتهم منذ اندلاع الحرب بالسودان في 15 أبريل/نيسان 2023.

وتطرق الأمين العام إلى تدمير الخدمات الأساسية وحرمان ملايين الأطفال في التعليم، وعدم قدرة سوى أقل من ربع المنشآت الصحية على مواصلة العمل في أكثر المناطق تضررا.

وكانت الأمم المتحدة قالت أمس إن مصادر موثوقة تؤكد أن قوات الدعم السريع قتلت 400 شخص في الهجمات الأخيرة في دارفور.

وأوضحت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني أن فريق المكتب في السودان تأكد حتى الآن من قتل الدعم السريع 148 شخصا، وأن الرقم مرشح للارتفاع.

تقارير تفيد بتضاعف عدد الأطفال المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان (مواقع التواصل)

كما قال خبراء في الأمم المتحدة إن السودان يواجه كارثة إنسانية متفاقمة مع تصاعد المجاعة والصراع، واستمرار الهجمات جراء الحرب.

ورأى تقرير، أعده خبراء المنظمة الدولية، أن السودان يشهد أزمة جوع، قد تؤدي إلى قتل الآلاف، وأن الأطفال محاصرون في مرمى نيران القصف المتواصل من "أطراف النزاع التي عرقلت أو نهبت المساعدات الإنسانية".

وكان غوتيريش أدان أول أمس مقتل عشرات المدنيين في هجمات على مدينة الفاشر، ومخيمي زمزم وأبو شوك وغيرهما من المواقع القريبة التي يأوي إليها النازحون، في ولاية شمال دارفور.

طفولة ونزوح

وقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس الاثنين أنه خلال الحرب المستمرة في السودان منذ عامين ارتفع عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال بنسبة 1000%، مناشدة العالم عدم التخلي عن ملايين الأطفال المنكوبين.

وقالت المديرة التنفيذية للوكالة الأممية كاثرين راسل في بيان إن "عامين من الحرب والنزوح حطّما حياة ملايين الأطفال في سائر أنحاء السودان".

إعلان

وسلطت اليونيسيف في بيانها الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما في ذلك تعرّض أطفال "للقتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي".

وبحسب أرقام حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية من اليونيسيف، ويعتقد أنها أقل من الواقع، فإن عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح في السودان ارتفع من 150 حالة مؤكدة في عام 2022 إلى حوالي 2776 حالة في عامي 2023 و2024.

كذلك ارتفع عدد الهجمات على المدارس والمستشفيات من 33 حالة تم التحقق منها في 2022 إلى 181 حالة في العامين الماضيين.

تنسيقيات محلية تؤكد نزوح مئات المدنيين من مواقع القتال بالفاشر (مواقع التواصل)

بالمقابل، تضاعف خلال عامين عدد الأطفال المحتاجين إلى مساعدات إنسانية، إذ ارتفع من 7.8 ملايين في بداية 2023 إلى أكثر من 15 مليون طفل اليوم، وفقا لليونيسيف.

وقالت راسل إن "السودان يعاني اليوم من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لكنها لا تحظى باهتمام العالم، ولا يمكننا أن نتخلى عن أطفال السودان".

وناشدت المسؤولة الأممية المجتمع الدولي العمل لإنهاء الحرب في السودان، مشيرة إلى أن 462 ألف طفل في هذا البلد معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في الفترة ما بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول.

من جانبها، أكدت المنظمة الدولية للهجرة -في تقرير لها- أن نحو 400 ألف شخص فروا من مخيم زمزم،  وأن 8 ملايين و600 ألف شخص نزحوا منذ بدء الصراع، واضطر ما يقرب من 4 ملايين إلى الفرار عبر الحدود.

ولا تزال غالبية الأسر نازحة داخل الفاشر، بينما نزح آخرون إلى مواقع في بلدتي طويلة ودار السلام بولاية شمال دارفور، حسب البيان نفسه.

والأحد، اندلعت اشتباكات في أطراف وداخل مخيم زمزم، لليوم الثالث تواليا، بين الجيش والقوات المساندة له من حركات دارفور المسلحة في مواجهة قوات الدعم السريع.

إعلان

وأعلنت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر" الأحد، مقتل وإصابة أكثر من 320 شخصا، ونزوح آلاف جراء هجمات الدعم السريع على الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك.

كما أعلنت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان، في بيان، "فرار أكثر من 187 ألف مدني ونازح من مواقع القتال بالفاشر والمخيمات من حولها في الفترة بين 3 و14 أبريل/نيسان الجاري إلى مدينة طَويلة".

وأكدت أن مدينة طَويلة تعيش "أوضاعا إنسانية مأساوية على خلفية تدفق آلاف الفارين إليها، داعية الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية للتوجه فورا إلى مواقع النازحين وتقديم الاحتياجات العاجلة لهم".

ومنذ العاشر من مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور اشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

مقالات مشابهة

  • إعلام العدو: مؤسسة هند رجب تقدم طلبا لاعتقال ساعر الذي يزور بريطانيا
  • الدب الأمريكي الذي قد يقتل صاحبه!
  • حارس جوانجو: أتطلع إلى مواجهة الهلال الذي يمتلك نجومًا كبارًا
  • ليبيا ترأس اجتماع «المندوبين الدائمين العرب».. تقييم متكامل للأوضاع في سوريا
  • ويتكوف: ما يهمنا فى محادثات إيران هو برنامج تخصيب اليورانيوم
  • استعدادًا لقصف إيران.. إعلام عبري: جسر جوي أمريكي لنقل الأسلحة إلى إسرائيل
  • كوريا الشمالية تصنع أكبر سفينة حربية بقدرات خارقة
  • الأمين العام للأمم المتحدة يندد بتدفق السلاح والمقاتلين إلى السودان
  • مزودة بقدرات خطيرة.. كوريا الشمالية تصنع أكبر سفينة حربية
  • مع دخول الحرب عامها الثالث غوتيريش يندد بتدفق الأسلحة للسودان