حكومة المرتزقة تتجه لبيع الكهرباء والاتصالات لشركات خارجية
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
يمانيون – متابعات
يتواصل الانهيار الاقتصادي، ومعه تردي الأوضاع المعيشية والخدمية، يوما بعد آخر، في مناطق سيطرة حكومة المرتزقة، وتقر هذه الحكومة بعجزها، متحججة بشح الإيرادات، عقب توقف صادرات النفط، رغم أن هذا الانهيار والتردي، كانا حالة مستمرة، حتى خلال خمس سنوات من تصدير النفط والاستئثار بعائداته التي كانت تودع في حساب خاص لدى البنك الأهلي السعودي ويتم صرفها على نفقات ورواتب ومخصصات مسئولي الحكومة.
وتكتفي الحكومة الموالية برفع شماعة توقف عائدات النفط، كمبرر لعجزها وفشلها في احتواء الوضع المتردي على كافة المستويات في مناطق سيطرتها، وفي الوقت ذاته تمضي في صفقات بيع وشراء في مؤسسات الدولة وقطاعاتها الاقتصادية والحيوية، كان آخرها ما ألمح إليه محافظ البنك المركزي بعدن، أحمد غالب المعبقي، من أن خصخصة قطاع الكهرباء أمر وارد، وهو ما اعتبره مراقبون، تمهيدا لبيع قطاع الكهرباء لشركات خارجية، كما حصل مع صفقة بيع قطاع الاتصالات، التي احتال رئيس الحكومة معين عبدالملك، ومعه عدد من أعضاء الحكومة الأسبوع الماضي لإقرارها ورفعها إلى مجلس العليمي للمصادقة عليها.
وقال المعبقي في المقابلة الصحفية التي أجرتها معه صحيفة “الأيام”، الخميس الماضي، إن خصخصة قطاع الكهرباء واردة، وأن القطاع الخاص أكثر كفاءة في تحصيل الموارد، وأيضاً في وصول التيار بدون فاقد، مؤكداً أن الدولة فشلت بشكل كبير جداً في تحصيل قيمة فواتير الكهرباء.
وانتقد إجراءات الحكومة وتركيزها عن مضاعفة الإنفاق على توليد الطاقة بالديزل عالي الكلفة، قائلاً: “أنت عذبت المواطن وزادت معاناته وجعلته في دوامة وجعلت البلد كلها في دوامة، وما عملت شيئاً سوى أنك خدمت مجموعة من المستفيدين من بائعي الطاقة ومؤجري الطاقة وموردي الوقود، لكنك لم تخدم المواطن ولم تخدم التنمية ولم تحافظ على ممتلكات وموارد الدولة”.
ناشطون ومحللون، تساءلوا إذا ما كان هناك توجه حكومي لبيع قطاع الكهرباء، هو ما دفع محافظ البنك المركزي في عدن إلى إطلاق هذا التصريح، محذرين من أن تكون هناك صفقة جديدة تنوي الحكومة إبرامها مع جهات وشركات خارجية، كما حصل في قطاع الاتصالات، بالاتفاق مع شركة إماراتية بحصة ٧٠ بالمئة للشركة و٣٠ بالمئة للدولة، وهو ما أثير حوله جدل واسع وردود أفعال معارضة داخل الحكومة نفسها، ومن قبل أعضاء في البرلمان.
ومن قبل قطاع الاتصالات، كانت قد وجهت إلى حكومة المرتزقة، ببيع قطاعات نفطية وتأجير موانئ بعقود مجحفة، في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة لكل من السعودية والإمارات، وهو ما لم تنفيه أو تثبت خلافه حكومة المرتزقة ومجلس العليمي حتى الآن.
وجاء حديث المعبقي عن إمكانية خصخصة قطاع الكهرباء، بعد يومين قضية تسليم قطاع الاتصالات لشركة XN الإماراتية، عبر اتفاقية وقعها وزيرا الاتصالات والشئون القانونية في اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي، ورفعها رئيس الحكومة إلى مجلس العليمي للمصادقة عليها، بعد جلسة عاصفة سادها التلاسن والمشادات الكلامية وتبادل التهم، على اعتبار أن قطاع الاتصالات من القطاعات الاقتصادية الهامة للبلد، فضلا عن أنه من القطاعات السيادية التي ينطوي تسليمها لجهات خارجية على تفريط في السيادة الوطنية.
وبالنظر إلى مضي حكومة المرتزقة، في محاولات بيع القطاعات الحكومية الخدمية والاقتصادية لشركات وجهات خارجية، وصمت مجلس القيادة الذي يمكن اعتباره ضوء أخضر للمضي في هذه السياسة، التي ترمي إلى تسليم مقدرات البلاد وقطاعاتها السيادية للخارج، فإن ما بات واضحا، هو أن مهام ومسئؤليات الحكومة غدت مقتصرة الآن على هذه السياسات والخطوات التدميرية للبلاد، وفقا لأجندات ومخططات دول العدوان، دون الالتفات إلى أي من مسئولياتها تجاه المواطن ومعاناته المعيشية المتفاقمة جراء فشل وتخاذل هذه الحكومة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حکومة المرتزقة قطاع الاتصالات قطاع الکهرباء
إقرأ أيضاً:
38 يوما من الإبادة.. "حكومة غزة": إسرائيل تقتل 2000 فلسطيني بالشمال
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء الثلاثاء، قتل إسرائيل لأكثر من 2000 مدني فلسطيني في محافظة الشمال خلال 38 يوما من الإبادة والتطهير العرقي المتواصل.
وقال مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة، في تصريح للأناضول: "العدوان (الإسرائيلي) المتواصل منذ 38 يوما على شمال قطاع غزة أدى إلى استشهاد أكثر من 2000 مدني، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن".
وجدد الثوابتة دعوته للمجتمع المدني إلى ضرورة "تدخله الفوري من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية التي تمارس بحق الفلسطينيين في القطاع وخاصة الشمال".
كما حمل مسؤولية ما يجري في قطاع غزة للولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية الذين قال إنهم شركاء في سياسة "التجويع والإبادة الجماعية".
**مناطق آمنة
وفي السياق، اتهم الثوابتة إسرائيل بتضليل العالم والمجتمع الدولي بـ"خرائط كاذبة" حول توسيع المناطق الإنسانية التي يدعي أنها "آمنة" للفلسطينيين.
وحول ذلك قال الثوابتة: "جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل إصدار بيانات كاذبة تدعي تقديم مساعدات وإنشاء مستشفيات ميدانية وتوسيع المناطق الإنسانية".
وأضاف إن الجيش "يوزع خرائط تشير إلى مناطق ملونة باللون الأصفر ويصفها بأنها إنسانية وآمنة، ثم يستهدفها بالقنابل والصواريخ، مما يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال وكبار سن".
وذكر الثوابتة عدة مناطق استهدفت بشكل مباشر وكانت ضمن المناطق الصفراء، مثل "منطقة المواصي غرب خان يونس ودير البلح التي شهدت مجازر بحق المدنيين رغم زعم الاحتلال أنها آمنة".
والاثنين، ادعى منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان على منصة "إكس"، أن "الجيش وسع المنطقة الإنسانية (المواصي جنوبي قطاع غزة) والتي تشمل مستشفيات ميدانية"، وتتعرض بشكل دائم لاستهداف الجيش، حيث كان آخر استهداف مساء الاثنين حينما قصف استراحة قرب خيام نازحين بمواصي خان يونس ما أسفر عن مقتل 11 فلسطينيا.
وأرفق المنسق منشوره بخريطة لون فيها المنطقة التي زعم أنها إنسانية باللون الأصفر.
**مساعدات إنسانية
وحول وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، أكد الثوابتة أن إسرائيل تواصل سياسة منع دخولها.
وتابع: "الاحتلال يواصل منع إدخال المواد الغذائية والأدوية إلى قطاع غزة".
وأوضح أن إغلاق معبر رفح الذي كان ممرا أساسيا للمساعدات منذ نحو 190 يوما تسبب بـ"نقص حاد في المواد الأساسية وارتفاع عدد الوفيات نتيجة الجوع خاصة في شما القطاع".
وفي السياق، ذكر الثوابتة أن نحو 600 ألف طن من المساعدات والمواد الغذائية عالقة على الجانب الآخر من معبر رفح جنوب القطاع، وما زالت إسرائيل ترفض إدخالها.
واستكمل قائلا، إن استمرار إسرائيل القيود الإسرائيلية "تؤجج الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل غير مسبوق".
ومؤخرا، حذرت منظمات دولية وأممية من إعلان المجاعة رسميا بمحافظة الشمال جراء الإبادة المتواصلة منذ 5 أكتوبر الماضي والمتزامنة مع حصار عسكري مطبق أدى إلى منع دخول إمدادات الغذاء والمياه والأدوية إليها.
وفي الأسابيع الماضية، بدأت أزمة حقيقة تلوح في وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية.
وسبق وعاني سكان غزة والشمال من "مجاعة" حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المحافظتين منذ بدء عمليتها البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.