دبي: محمد إبراهيم

كشفت نتائج النسخة الأولى للمؤشر العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي (GAIJI) 2023، الذي أعدته مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف «AIJRF»، عن أن الإمارات ضمن قائمة الأوائل عربياً، في احتضان مواهب الصحفيين والمراسلين القادرين على استخدام تقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي، إذ اشتملت القائمة على دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر والأردن وغيرها من الدول.

وحدد المؤشر العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المؤسسات الإعلامية العربية، حيث تصدّرت تطبيقات تحليل البيانات بنسبة 90.7%، يليها «خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي» في المرتبة الثانية بنسبة 89%، ثم محركات البحث لتحليل المحتوى بنسبة 88.3%، وتقنية كتابة الأخبار والتصحيح الإملائي بنسبة 86%، وتكنولوجيا الواقع المعزز بنسبة 85%، وروبوتات التسويق الرقمي بنسبة 84.7%، وروبوتات الأخبار بنسبة 72.3%، وأخيراً مساحات الأخبار والإعلام داخل الميتافيرس 12%.

الصورة

الإعلام العربي

وفي ما يتعلق بالإعلام العربي، جاءت قناة العربية كأول تجربة عربية استخدمت العديد من الأدوات والتطبيقات الخاصة بالذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، تلتها مؤسسة الجزيرة القطرية، ثم الشرق بلومبرغ، ثم سكاي نيوز عربية، ومؤسسة «Blinx»، ومؤسسة أبوظبي للإعلام، ثم مؤسسة دبي للإعلام، وتفوقت مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف «AIJRF» في محور إعلام الميتافيرس، وصناعة المحتوى الإعلامي في عالم الميتافيرس.

وكشفت نتائج المؤشر، عن أن معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في صناعة الأخبار يتم تطويرها في منطقتي الأميركيتين بنسبة (43.01%) وأوروبا بنسبة (39.78%)، وجاءت نتائج المؤشر مماثلة للدراسات السابقة حول التطورات التكنولوجية الأخرى في النظام البيئي لوسائل الإعلام الإخبارية. على سبيل المثال، تم تطوير استخدام تحليل البيانات الضخمة في الصحافة لأول مرة في الولايات المتحدة ودول أوروبا مثل المملكة المتحدة ودول الشمال.

خطة ممنهجة

وفي مداخلة له مع «الخليج» كشف الدكتور محمد عبدالظاهر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «AIJRF»، رئيس المؤشر العالمي (GAIJI)، عن أنه سيتم البدء في إعداد النسخة الثانية للمؤشر في ديسمبر المقبل والإعلان عن النتائج الأولية، مؤكداً أن هناك خطة ممنهجة لزيادة عدد الدول المشاركة في المؤشر، فضلاً عن التنوع في المؤسسات الإعلامية وتلك التي تعمل في صناعة المحتوى بمختلف أشكاله، استناداً إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأفاد بأن المؤشر، في نسخته الأولى، استغرق عامين كاملين من العمل، إذ تمت دراسة أكثر من 60 مؤسسة إعلامية دولية وعربية، بطرائق متعددة منها الاستبيان العام والمقابلات الشخصية والهاتفية، للتأكد من صحة المعلومات، والتطبيقات المعمول بها داخل المؤسسات الإعلامية عينة الدراسة.

الصورة

مراكز أبحاث

وأضاف أنه تم التواصل مع أكثر من 120 مؤسسة في مختلف الدول العربية، وجاءت النتائج معبرة عن 60 مؤسسة إعلامية مختلفة، منها مؤسسات إخبارية وأخرى ترفيهية، ومراكز أبحاث تعمل على تطوير أدوات وتقنيات مختلفة في مجال صحافة الذكاء الاصطناعي.

وقال إن النتائج الحالية تعتمد على عدد العينات التي شاركت بالفعل في الاستطلاع من داخل تلك المؤسسات، والتي وصلت إلى 60 عينة وضمت صحفيين، وصناع محتوى، مطورين، رواد وسائل تواصل وغيرهم، مضيفاً أن هناك بعض المؤسسات التي لديها تجارب مميزة في استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لكن عزوف تلك المؤسسات عن المشاركة في المؤشر حال دون نشر أي معلومات أو بيانات خاصة بما لديهم في هذا المجال، كما شارك بعض الصحفيين المنتسبين إلى أقسام معينة داخل المؤسسات الصحفية، وهناك أقسام أخرى لديها تجارب جديدة لكنها لم تشارك.

تصميم المؤشر

وأوضح أنه تم تصميم المؤشر العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي لقياس وتتبع أداء مؤسسات الإعلام التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج وإدارة المحتوى ونشره والترويج له، حيث تعرض النتائج العامة للمؤشر أفضل أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يتم الاعتماد عليها من قبل وسائل الإعلام عينة الدراسة، سواء كان ذلك لجمع المحتوى أو التدقيق اللغوي».

وأكد أن تطبيقات صحافة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أسهمت بشكل مؤثر في تحسين جودة التواصل مع الجمهور، وزيادة التفاعل بنسبة 70% مقارنة بالطرق التقليدية، فضلاً عن التعرف إلى المحتوى وتحسين جودته، وتقديم كل ما يهم الجمهور المستهدف، ويحقق أقصى استفادة ممكنة لهم.

عدة طرق

يعتمد المؤشر العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي على عدة طرق وأدوات لجمع البيانات، منها رصد وتحليل البيانات والمعلومات، وتصميم استطلاعات الرأي المفتوحة، ومقابلات شخصية مع خبراء، ومقابلات شخصية مع الصحفيين في الشركات الإعلامية المستهدفة، وقد سبق إعلان بعض المؤشرات الأولية في المنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي في مايو 2023.

وعرض المؤشر العديد من التجارب العالمية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى وتصنيف المؤسسات الإعلامية في هذا الشأن، إذ تم الإعلان عن انطلاق المؤشر في ديسمبر 2020، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، حيث يرصد ويحلل مدى استخدام وسائل الإعلام العالمية لتقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي في إنتاج ونشر وتسويق المحتوى الإعلامي، ويركّز المؤشر من خلال عمله على الوصول إلى مجموعة من النتائج العامة التي تُحدد ترتيب كل وسيلة إعلامية دولياً من حيث اعتمادها على تقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة في صناعة الإعلام.

6 محاور أساسية

يستند المؤشر العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي (GAIJI)، إلى 6 محاور أساسية، أبرزها «المواهب البشرية» لقياس مهارات مستخدمي تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملهم اليومي من الصحفيين والمدربين، و«المحتوى المنتج» حيث يقيس جودة عدد المحتوى المُقدّم (أخبار، تقارير، فيديوهات) سنوياً، اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وكانت «تقنيات الذكاء الاصطناعي قيد الاستخدام»، إحدى ركائز المؤشر الذي يقيس عدد تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد عليها المؤسسات الإعلامية في إنتاج ونشر المحتوى أو التسويق وغيرها.

ويعد «الابتكار» أحد مستهدفات المؤشر، إذ يقيس دور وسائل الإعلام في إدخال أي نوع من التطور والتحديث على تقنيات صحافة الذكاء الاصطناعي، بعد إدماجها في منظومة العمل الإعلامي و«نقل الخبرات والمعرفة»، حيث يقيس المؤشر دور وسائل الإعلام في نقل المعرفة وخبراتها في مجال صحافة الذكاء الاصطناعي لمؤسسات إعلامية أخرى أو لصحفيين وعاملين خارج المؤسسة، ويقيس المؤشر أيضاً «الاستثمارات الكلية» التي تُخصصها المؤسسات الإعلامية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل منظومة العمل الإعلامي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات تقنیات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی المؤسسات الإعلامیة صناعة المحتوى وسائل الإعلام فی صناعة

إقرأ أيضاً:

كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟

اعتاد الصحفي بن بلاك نشر قصة كاذبة في الأول من أبريل/نيسان من كل عام على موقعه الإخباري المحلي "كومبران لايف" (Cwmbran Life)، ولكنه صُدم عندما اكتشف أن الذكاء الاصطناعي الخاص بغوغل يعتبر الأكاذيب التي كتبها حقيقة ويظهرها في مقدمة نتائج البحث، وفقا لتقرير نشره موقع "بي بي سي".

وبحسب التقرير فإن بلاك البالغ من العمر 48 عاما بدأ بنشر قصصه الزائفة منذ عام 2018، وفي عام 2020 نشر قصة تزعم أن بلدة كومبران في ويلز سُجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لامتلاكها أكبر عدد من الدوارات المرورية لكل كيلومتر مربع.

ورغم أنه عدل صياغة المقال في نفس اليوم ولكن عندما بحث عنه في الأول من أبريل/نيسان، صُدم وشعر بالقلق عندما رأى أن معلوماته الكاذبة تستخدمها أداة الذكاء الاصطناعي من غوغل وتقدمها للمستخدمين على أنها حقيقة.

يُذكر أن بلاك قرر كتابة قصص كاذبة في يوم 1 أبريل/نيسان من كل عام بهدف المرح والتسلية، وقال إن زوجته كانت تساعده في إيجاد الأفكار، وفي عام 2020 استلهم فكرة قصته من كون كومبران بلدة جديدة حيث يكون ربط المنازل بالدوارات من أسهل طرق البناء والتنظيم.

وقال بلاك: "اختلقت عددا من الدوارات لكل كيلومتر مربع، ثم أضفت اقتباسا مزيفا من أحد السكان وبعدها ضغطت على زر نشر، ولقد لاقت القصة استحسانا كبيرا وضحك الناس عليها".

إعلان

وبعد ظهر ذلك اليوم أوضح بلاك أن القصة كانت عبارة عن "كذبة نيسان" وليست خبرا حقيقيا، ولكن في اليوم التالي شعر بالانزعاج عندما اكتشف أن موقعا إخباريا وطنيا نشر قصته دون إذنه، ورغم محاولاته في إزالة القصة فإنها لا تزال منشورة على الإنترنت.

وقال بلاك: "لقد نسيت أمر هذه القصة التي مر عليها 5 سنوات، ولكن عندما كنت أبحث عن القصص السابقة في يوم كذبة نيسان من هذا العام، تفاجأت بأن أداة غوغل للذكاء الاصطناعي وموقعا إلكترونيا لتعلم القيادة يستخدمان قصتي المزيفة ويظهران أن كومبران لديها أكبر عدد للدوارات المرورية في العالم".

وأضاف "إنه لمن المخيف حقا أن يقوم شخص ما في أسكتلندا بالبحث عن الطرق في ويلز باستخدام غوغل ويجد قصة غير حقيقية" (..) "إنها ليست قصة خطيرة ولكن الخطير حقا هو كيف يمكن للأخبار الكاذبة أن تنتشر بسهولة حتى لو كانت من مصدر إخباري موثوق، ورغم أنني غيرتها في نفس اليوم فإنها لا تزال تظهر على الإنترنت -فالإنترنت يفعل ما يحلو له- إنه أمر جنوني".

ويرى بلاك أن الذكاء الاصطناعي أصبح يشكل تهديدا للناشرين المستقلين، حيث تستخدم العديد من الأدوات محتواهم الأصلي دون إذن وتعيد تقديمه بأشكال مختلفة ليستفيد منها المستخدمون، وهذا قد يؤثر سلبا على زيارات مواقعهم.

وأشار إلى أن المواقع الإخبارية الكبرى أبرمت صفقات وتعاونت مع شركات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر غير متاح له كناشر مستقل.

ورغم أن بلاك لم ينشر قصة كاذبة هذا العام بسبب انشغاله، فإن هذه التجربة أثرت عليه وجعلته يقرر عدم نشر أي قصص كاذبة مرة أخرى.

مقالات مشابهة

  • تقنيات الذكاء الإصطناعي ستجتاح بإعصارها مؤسسات الإعلام والأجهزة الإستخبارية
  • اتحاد الجولف يفتح أبواب العالمية أمام المواهب الإماراتية
  • تراجع حاد ببورصات الخليج
  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • تراجع حاد ببورصات الخليج وسط تصاعد المخاوف من الركود التجاري العالمي
  • البورصة تخسر 73 مليار جنيه وتراجع حاد في المؤشر الرئيسي
  • بيل غيتس يكشف عن 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق في إعداد جداول المستشفيات
  • كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟
  • تراجع بورصتي الإمارات بعد رسوم صينية مضادة على السلع الأمريكية