شفق نيوز/ أثار الاتفاق الثنائي بين طهران وواشنطن بالافراج عن الأموال الإيرانية المحتجزة في بغداد، تساؤلات عن انعكاس هذا الاتفاق على واقع الكهرباء في العراق، بانتهاء أزمة توريد الغاز المشغل لمحطات الطاقة الكهربائية وضمان عدم تكرار قطعه بسبب الديون المجمدة.

وأعلن المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيرانية، علي باقري كني، أنه "في التفاهم الذي عقدناه مع الجانب الأميركي حول أموال إيران المحتجزة في كوريا الجنوبية، أثيرت أيضاً مسألة أموال إيران في العراق، وبدأ الافراج عنها".

وتابع باقري كني في مقابلة مع وكالة "مهر" شبه الرسمية الإيرانية، أمس الجمعة، إنه "منذ الأسابيع الثلاثة الماضية، تمكنا من الافراج ما يقارب 7 أضعاف مجموع الأموال التي استخدمناها في العراق العام الماضي".

وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية النيابية، النائب علي شداد، إن "العراق يعتمد على طريقين في زيادة إنتاج الغاز، الأول الجهد الوطني وما تقوم به شركة غاز الجنوب من استثمارات، والثاني استثمار الشركات، منها ما تقوم به شركة غاز البصرة في استثمار وإيقاف حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط".

ويضيف شداد لوكالة شفق نيوز، "مع دخول عقد توتال والجولة السادسة المختصة باستثمار الغاز حيز التنفيذ، خاصة في الحقول المكتشفة، فإنها سوف تصب في مصلحة العراق لاستثمار مادة الغاز والطاقة الكهربائية".

وينبّه، "مع ذلك، لا يمكن الاستغناء عن استيراد الغاز لمدة ربما تصل إلى 5 سنوات، وهذا يعود إلى الاحتياج المتزايد للغاز في ظل السعي لإنشاء مشاريع سكنية في عموم البلاد، ما يستلزم توفير طاقة كهربائية إليها".

ويتفق الخبير في مجال الطاقة والكهرباء، بلال خليفة، مع ما ذهب إليه علي شداد، حول الاحتياج الكبير للطاقة، قائلاً: "لا يزال حجم التوليد يعاني من نقص بحدود 13 ألف ميكاواط، في وقت تمدّ إيران العراق بما مقداره 5 آلاف ميكاواط فقط".

واستبعد خليفة في حديث لوكالة شفق نيوز، "تحسّن الكهرباء نتيجة نقص التوليد مع عدم الاهتمام بقطاعي النقل والتوزيع وما يعانيه من ضياعات كبيرة للطاقة الكهربائية، وكذلك في ظل الهدر الكبير للطاقة لعدم وجود الجباية".

بدوره قال الباحث والأكاديمي في جامعة البصرة، الدكتور أحمد صدام، إن "حل مشكلة الكهرباء بالكامل بعد دفع المستحقات الإيرانية مستبعد لكن ذلك سوف يحد منها، لسبب بسيط، وهو تكرار قصور تجهيز الغاز الإيراني الى العراق في فصل الشتاء بسبب زيادة استهلاك الغاز في الداخل الإيراني".

ويؤكد صدام لوكالة شفق نيوز، أن "الحل النهائي يبقى مرهون بمستوى التزام الجانب الإيراني بتجهيز الحصة المطلوبة للعراق بحدود 40 مليون متر مكعب يومياً، كما يرتبط حل مشكلة التجهيز ومن ثم استقرار الكهرباء نسبياً في العراق بمستوى التفاهمات الأخيرة والتنسيق ما بين الجانبين العراقي والإيراني حول ذلك".

ويشير إلى أن "الحلّ الأمثل والمطلوب هو استثمار الغاز المصاحب محلياً - بدلاً من حرقه - واستغلاله لتجهيز محطات الطاقة الكهربائية بالشكل الذي يخفف من استيرادات الغاز الإيراني تدريجياً وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي حسب خطة وزارة النفط".

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أعلن في تموز الماضي الاتفاق مع إيران على مقايضة النفط الخام العراقي بالغاز الإيراني.

وأوضح السوداني أنه "بسبب عدم موافقة أميركا على تحويل المبالغ لإيران تم إيقاف إمدادات الغاز في وقت سابق وانحسرت بنسبة تتجاوز الـ 50%".

وكان السوداني قد أكد، أن العقوبات الأميركية وعدم الالتزام بآلية دفع مستحقات الغاز المتفق عليها عام 2018، تسببتا بخفض التجهيز من الغاز الإيراني إلى أكثر من النصف، ما انعكس سلباً على منظومة الإنتاج الوطنية.

من جهتها، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، مطلع تموز الماضي، أن البلاد ستواجه نقصاً في الكهرباء، بعد قطع إمدادات الغاز من إيران بسبب عدم سداد المبالغ المستحقة.

وتعد واردات الغاز ضرورية للعراق لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، خلال أشهر الصيف، الذي يشهد درجات حرارة مرتفعة جداً في البلاد، لا سيما في المحافظات الجنوبية.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات خانقين البطاقة الوطنية مطالبات اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان عاشوراء شهر تموز مندلي العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكهرباء في العراق الغاز الإیرانی فی العراق شفق نیوز

إقرأ أيضاً:

في بكين.. قمة ثلاثية لبحث الملف النووي الإيراني

أفاد التليفزيون الصيني الرسمي بأن دبلوماسيين بارزين من إيران وروسيا والصين بدأوا، اليوم الجمعة، اجتماعات في العاصمة الصينية بكين لمناقشة القضايا النووية الإيرانية، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، ورفض إيران الدخول في مفاوضات تحت الضغط الأمريكي.

يأتي هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ما وصفه بـ"الأوامر الأمريكية" لاستئناف الحوار حول برنامج بلاده النووي، مؤكدًا أن إيران لن تخضع للضغوط الأمريكية ولن تدخل في مفاوضات قسرية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي أنه وجه رسالة إلى القيادة الإيرانية يقترح فيها إجراء محادثات، وسط مخاوف غربية من أن إيران تقترب بسرعة من امتلاك قدرات تمكنها من صنع أسلحة نووية.

 المفاوضات غير المباشرة

في هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن طهران لا تستبعد إمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، ولكنها ترفض الدخول في أي حوار في ظل سياسة "الضغط الأقصى" التي تمارسها واشنطن.

وأوضح عراقجي، في مقابلة مع صحيفة "إيران" الحكومية، أن المفاوضات يجب أن تتم في ظروف متكافئة لضمان تحقيق نتائج فعالة، مضيفًا: "إذا دخلنا في مفاوضات بينما الطرف الآخر يمارس الضغط الأقصى، فإننا سنتفاوض من موقع ضعف ولن نحقق أي مكاسب. هذه ليست مسألة عناد أو تشبث بالمبادئ، بل مسألة فنية بحتة".

إيران: لن ندخل بمفاوضات مباشرة مع أمريكا إلا من موقع متكافئبسبب الاتفاق النووي.. أمريكا تدعو مجلس الأمن لإدانة سلوك إيرانبريطانيا تلوح بإعادة فرض عقوبات أممية على إيرانإيران: أي محاولة لإجبارنا على التوصل لاتفاق جائر مصيرها الفشلرسالة من ترامب إلى إيران يسلمها مسئول عربيحقيقة منع دخول الكويتيين إلى طهران.. بيان مهم من سفارة إيران

وأشار إلى أن إيران تعمل على تعزيز دعم الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، مؤكدًا أن المشاورات بين طهران وروسيا والصين والترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) تشهد تكثيفًا لضمان موقف أقوى في مواجهة الضغوط الأمريكية.

خطة جديدة  

من ناحية أخرى، كشف عراقجي عن مقترح جديد لحل المشاكل العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددًا على ضرورة تبني استراتيجية تفاوضية تتسم بالمرونة والعدالة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على بلاده.

وأضاف أن إيران وضعت خطة تفاوضية محكمة، وأن أي مفاوضات مع واشنطن تتم بشكل غير مباشر عبر قناة تضم ثلاث دول أوروبية، وهو ما يعكس إصرار طهران على الحفاظ على موقفها التفاوضي المستقل.

العودة إلى الاتفاق النووي 

يذكر أن إيران كانت قد توصلت إلى اتفاق نووي عام 2015 مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، حيث وافقت على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية. لكن في عام 2018، انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق خلال ولايته الأولى، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، وإعادة فرض عقوبات صارمة على الاقتصاد الإيراني.

مقالات مشابهة

  • العراق يتحرر من أغلال إيران.. السوداني في البصرة لمتابعة مشروع استيراد الغاز الخليجي
  • العراق يتحرر من أغلال إيران.. السوداني في البصرة لمتابعة مشروع استيراد الغاز الخليجي- عاجل
  • متحدث الحكومة الإيرانية ترد على عقوبات الغرب ضدها
  • إيران تؤكد استمرار تصدير الكهرباء الى العراق
  • إيران تؤكد استمرار تصدير الكهرباء الى العراق.. وبغداد تعجل بدفع الديون
  • العراق يباشر بمشروع مد انبوب الغاز في البصرة المغذي لمحطات الكهرباء
  • في بكين.. قمة ثلاثية لبحث الملف النووي الإيراني
  • منظمة بدر الإيرانية: واشنطن تفرض قيودًا تمنع العراق من استيراد الغاز الإيراني” المقدس”
  • الصين تدعو إلى حل "دبلوماسي" لمسألة النووي الإيراني
  • رغم الضغط الأمريكي: إيران تعرض مقايضة الكهرباء بالاستثمارات في العراق