تجلَّت الطبيعة الخلابة في المناطق البرية والجبلية في محافظة الطائف؛ بطيف متنوع من الينابيع وبرك المياه العذبة، التي جعلت منها مبعثاً للحياة ومقصدًا سياحياً لمعظم زائري المحافظة من مختلف الجنسيات؛ للاستمتاع باللوحة التشكيلية الفنية التي زينت ورسمت بالمطر، لتصبح محطة جذب للهواة من محبي المغامرات الجبلية؛ لما تزخر به من مناظر متنوعة، وأماكن للهدوء والراحة والاستجمام؛ بعد هطول الأمطار وجريان الأودية والشعاب.

ارتدت محافظةُ الطائف وأوديتها وشعابُها الجبلية حلَّة ساحرة مع الحالة المطرية الصيفية التي تشهدها المحافظة، حيث تعيش هذه الأيام أجواءً معتدلة عليلة مفعمة بالحيوية والجمال مع موسم هطول الأمطار الذي بدأ منذ منتصف شهر أغسطس،إذْ تكتسي جبالها الشاهقة وأوديتها جمالًا ورونقاً مختلفاً، وتتدفق منها شلالات المياه من بين الجبال لترسم مناظر طبيعية بديعة تشهد بين ثناياها تفتح الأزهار، ونمو الأعشاب، والشجيرات، والنباتات الطبيعية العطرية، التي تأتي ببوادر الخير من حيث الزراعة والإقبال السياحي، لتزخر بمفردات طبيعية غنية وثرية متنوعة، وتشكيلات تضاريسية مختلفة في جبالها العتيق، التي تتزيَّن بأشجار العرعر، والنباتات والشجيرات الرائعة التي تبهج النفس وتضفي صوراً من الجمال، مشكلةً تناغماً في إبداع الطبيعة وتجلياتها الزاهية.

ورصدت عدسة واس، المناظرَ الخلابةَ والأجواءَ البديعةَ بمحافظة الطائف، ونسائم الصيف وحبات المطر التي أخرجت لوحات فنية بين المزارع والركبان والأودية، واستقرار المياه المتزين على ضفاف الجبل والوادي والشعب والجلة ليكتمل بها جمال الطبيعة، وتمنح محافظة الطائف جاذبية خاصة؛لما تمتلكه من تنوع كبير في الحياة الجبلية فوق القمم التي تلتقي بعضها البعض، وتميز تضاريسها المتعددة التي أسهمت في خلق تنوع بيئي شكَّل انعكاساً واضحاً على طبيعة الجبال الشاهقة التي تعانق السحاب وتحتضن الضباب، إذ تعد الطائف هذه الأيام منتجعاً للسياحة بجمال الطقس المعتدل العليل.

المصدر: صحيفة عاجل

إقرأ أيضاً:

مدير عام صون الطبيعة لـ"الرؤية": محمية أشجار الغاف تعزز جهود الحفاظ على التنوع الأحيائي وخلف فرص عمل للمواطنين

 

◄ إعادة تأهيل الموائل الطبيعية في البيئات البرية الصحراوية

◄ تعزيز جهود حماية تجمعات الأشجار والحيوانات البرية والزواحف

◄ العمل على إعادة توطين بعض الحيوانات التي تناقصات أعدادها

◄ قرار إنشاء المحمية يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي والأحيائي

◄ إنشاء مشاتل لإنتاج شتلات الغاف والنباتات المحلية الأخرى

◄ إطلاق برامج سياحية لجذب محبي الطبيعة والتخييم المستدام

◄ إشراك أفراد المجتمع في تقديم الخدمات السياحية مثل الإرشاد وبيع المنتجات التقليدية

الرؤية-ريم الحامدية

أكد المهندس سليمان الأخزمي مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، أن الهدف من إنشاء موقع محمي مؤقت في محافظة جنوب الشرقية باسم "محمية أشجار الغاف" على أن تكون مدة حماية المحمية 30 عامًا، هو حماية تجمعات أشجار الغاف في البيئات البرية والصحراوية، وحماية الأشجار والنباتات الأخرى مثل السدر والسمر والارطى وبعض النباتات الحولية والموسمية.

وأضاف- في تصريحات لـ"الرؤية"- أن قرار هيئة البيئة بإنشاء هذا الموقع يعزز من جهود حماية الحيوانات المنتشرة بالمحمية مثل الثعلب الأحمر والأرنب والقط البري والقنفذ والنمس، ومجموعة من الزواحف مثل الضب والرول، وأيضا بعض الطيور المهمة مثل الحجل العربي والرخمة المصرية وعقاب السهول وغيرها من الطيور، إلى جانب حماية الموائل الطبيعية المتعلقة بتلك البيئات البرية الصحراوية وإعادة تأهيل الموائل ومكافحة التصحر، بالإضافة إلى إعادة توطين بعض الأنواع التي تناقصت أعدادها مثل الغزال العربي.

وحول إسهام هذا القرار في تعزيز التنوع البيولوجي وحماية البيئة في المنطقة، أوضح مدير عام صون الطبيعة أن أحد اهداف إنشاء المحمية هو الحفاظ على القيم الطبيعية الرئيسية بالمحمية وهي أشجار الغاف، والتي تأتي على رأس الهرم الغذائي للأنواع الاحيائية، كما أنها الحاضن الرئيسي لعدد من الطيور والزواحف والثديات الصغيرة، مبينا: "خلال فترة الحماية سوف يتم البدء في عمليات استزراع أشجار ونباتات متنوعة وسيتم إعادة توطين أنواع أحيائية، ما يعزز من دور المحمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

وأكد الأخزمي أن هناك معايير رئيسية تم الاستناد إليها في مسألة تحديد الموقعين بالمحمية، وأهمها هو الجانب الطبيعي وتوفر الموائل، إذ تم الأخذ في الاعتبار المناطق التي تعرضت للتصحر بحيث سوف يتم التركيز على اعادة تأهيلها، كما تمت مراعاة التوسع الحضري والتخطيط للمستقبل، حتى لا يتعارض الموقعان مع الخطط الاستراتيجية للتوسع الحضري.

وبيّن مدير عام صون الطبيعة أن اشجار الغاف تعتبر من الأشجار السائدة في مناطق المحمية أو بمثابة "أيقونة المحمية"، كما أنها ذات طبيعة اقتصادية باعتبارها عنصرا رئيسيا للرعي في المنطقة، ولها دور في امتصاص وتخزين الكربون، مضيفا: "فيما يخص خطط الهيئة لتوسيع حماية أشجار الغاف في مناطق أخرى في السلطنة، فبموجب قانون المحميات الطبيعية وصون الأحياء الفطرية فإن حماية أشجار الغاف تعتبر أساسية في المحميات وخارجها، وأغلب المحميات بها أشجار الغاف وهي من العناصر الرئيسية في تلك المحميات".

وأكد مدير عام صون الطبيعة أن المجتمع بكافة شرائحه عنصر أساسي في إدارة المحميات الطبيعية وتحقيق أهدافها، ولذلك من الضروري إشراكه في عمليات الحماية وتوعيته حول الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وحماية مكونتاتها الطبيعية، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ برامج رئيسية لإدارة المحمية مثل برنامج الصون وبرنامج الرقابة وبرنامج السياحة البيئية وبرنامج إعادة التأهيل، إلى جانب تدشين المبادريات والمشاريع التي تتطلب كادرا بشريا مؤهلا لتنفيذها.

وعن التحديات المتوقعة في حماية المحمية على المدى الطويل، بين الأخزمي أن هناك مجموعة من التحديات أبرزها التوسع العمراني والذي يتمثل في ازدياد النشاط السكاني والحضري، وهو ما قد يشكل ضغطا على حدود المحمية، وكذلك الرعي الجائر خاصة أن أشجار الغاف تُستخدم كعنصر رئيسي للرعي، وكذلك الأنشطة الاقتصادية غير المستدامة مثل الزراعة المكثفة والتي قد تؤدي إلى تدهور الموائل، وكذلك التغير المناخي الذي قد يؤثر على نمو الأشجار والنباتات الطبيعية، بالإضافة إلى التحديات الإدارية والمالية، لأن الحفاظ على المحمية يتطلب موارد مالية مستدامة.

وفي هذا الإطار، قال مدير عام صون الطبيعة: "إن التعامل مع الأنشطة البشرية أو الاقتصادية التي قد تؤثر على المحمية سيتم عبر عدة محاور، تشمل التوعية المجتمعية لتعريف السكان بأهمية المحمية وضرورة الحفاظ عليها، وفرض قوانين صارمة للحد من الأنشطة غير القانونية مثل الرعي الجائر وقطع الأشجار، كما سيتم إنشاء مناطق تقسيم لحماية المناطق الحساسة داخل المحمية ووضع مناطق عازلة تحيط بها لحمايتها من التأثيرات البشرية المباشرة، بالإضافة إلى إطلاق برامج بديلة تعزز دور السكان في تبني أنشطة اقتصادية مستدامة".

وأوضح أن الهيئة ستعمل على تنفيذ برامج تهدف إلى زيادة عدد أشجار الغاف وتعزيز نموها في المنطقة من خلال استزراع الأشجار لزيادة التغطية النباتية وإنشاء مشاتل متخصصة لإنتاج شتلات الغاف والنباتات المحلية الأخرى، كما سيتم التعاون مع أفراد المجتمع لتشجيع زراعة أشجار الغاف في المزارع والمناطق المحيطة، وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة عبر زراعة أشجار الغاف والنباتات المساندة.

ولفت إلى أنه بعد انتهاء مدة الـ30 عامًا ستقوم الهيئة بإجراء تقييم شامل لتحديد نجاح أهداف المحمية، وإذا أظهرت النتائج أن البيئة والأنواع لاتزال بحاجة إلى الحماية، ستستمر الحماية مع العمل على تحويل المحمية إلى نموذج دائم يدمج في خطط التنمية المستدامة بالتعاون مع الشركاء لضمان تمويل طويل المدى ودعم إضافي للمحمية.

وعن تأثير إنشاء المحمية على الأنشطة الاقتصادية في المحافظة مثل الزراعة أو الرعي، أوضح: "سيؤثر ذلك بشكل إيجابي عبر تطوير فرص السياحة البيئية وتحسين الموارد الطبيعية مما يعزز الزراعة والرعي المستدامين، إلى جانب توفير فرص عمل للسكان، إذ سيتم تنظيم أنشطة الرعي والزراعة داخل حدود المحمية وتقليل الأنشطة الاقتصادية غير المستدامة".

وبشأن السياحة البيئية، قال إن المحمية ستتيح فرصًا سياحية مهمة حيث سيتم إنشاء مسارات مخصصة للزوار تتيح مشاهدة الطبيعة دون الإضرار بها، كما سيتم إطلاق برامج سياحية تعرف الزوار بأهمية المحمية مثل الجولات التعليمية وتنظيم فعاليات تشمل رحلات مراقبة الطيور والتخييم المستدام، وسيتم إشراك المجتمع في تقديم خدمات سياحية تشمل الإرشاد وتوفير المنتجات التقليدية، مما يعزز التنمية المستدامة في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الطائف.. تجهيز 3.9 ملايين متر مربع من الحدائق لاستقبال الزوار
  • 7878 فرصة عمل جديدة في 101 شركة خاصة تنتظر شباب 12 محافظة.. رواتب مجزية
  • تونج إيلي التركية.. وجهة عشاق التسلق والرياضات الجبلية في قلب الطبيعة
  • حميه: جهزنا كل ما يلزم لابقاء الطرقات الجبلية مفتوحة
  • 7878 فرصة عمل جديدة في 101 شركة خاصة تنتظر شباب 12 محافظة.. والتقديم ديسمبر 2024
  • اكتشاف 230 نوعاً جديداً من الحيوانات والنباتات
  • إنشاء منتجع في الأحساء يجمع ما بين الطبيعة والتراث الثقافي
  •  تسليم كشوف النقاط هذا الخميس..وهذه العلامات التي تحصل عليها التلاميذ
  • مدير عام صون الطبيعة لـ"الرؤية": محمية أشجار الغاف تعزز جهود الحفاظ على التنوع الأحيائي وخلق فرص عمل للمواطنين
  • مدير عام صون الطبيعة لـ"الرؤية": محمية أشجار الغاف تعزز جهود الحفاظ على التنوع الأحيائي وخلف فرص عمل للمواطنين