60 % من سكان المنطقة يعانون بشدة الإجهاد المائي 20 مليون شخص يمكن أن يشردوا بسبب تغير المناخ
 

أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي المصرية، أهمية مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية «COP28» الذي تستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر المقبل، كونه الأهم والرئيسي على مستوى العالم لمناقشة قضية التغيرات المناخية وآثارها السلبية في الدول والشعوب.


وقالت رانيا المشاط، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»: «إن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لمؤتمر المناخ COP28، عقب استضافة مصر للنسخة الماضية COP27، تأتي تعزيزاً للجهود الدولية للعمل المناخي في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ودفعاً للتركيز الدولي للعمل المناخي في المنطقة، لاسيما أن التقارير الدولية تشير إلى أن بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ، إذ يعيش 60% من السكان في مناطق تعاني بشدة الإجهاد المائي، و20 مليون شخص يمكن أن يشرّدوا بسبب تغير المناخ».
وأضافت أنه من المقرر أن يشهد مؤتمر المناخ COP28، عرضاً لأهم النتائج والعمل المشترك الذي تم على مدار عام في إطار المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي» وكذلك دليل شرم الشيخ للتمويل العادل.
وقالت: «مؤخراً شاركت في عدد من الفعاليات التحضيرية التي نظمتها دولة الإمارات، في إطار الاستعدادات لانعقاد مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية COP28، والذي حضره فريق الخبراء المستقل رفيع المستوى «IHLEG» المعني بالتمويل المناخي، حول تقييم التقدم المحقق والوسائل المبتكرة للتمويل، منذ مؤتمر المناخ بغلاسجو COP26، ودور القطاع الخاص، وكذا تحديد هياكل أدوات تمويل المناخ والتمويلات التنموية الميسرة، إضافة إلى تحديد الثغرات والتحديات التي تحتاج إلى إجراءات عاجلة لتعزيز العمل المناخي، فضلاً عن مناقشة خريطة الطريق من مؤتمر المناخ COP27 إلى مؤتمر المناخ COP28»، وأوضحت أنه من المقرر أن تسهم هذه الاجتماعات التحضيرية في وضع خريطة طريق واضحة، لتعزيز العمل المناخي في المنطقة خلال مؤتمر المناخ COP28.
كما أضافت رانيا المشاط، أن مؤتمر المناخ COP27 وما توصل إليه من نتائج مهمة على مستوى العمل المناخي ومن أهمها اتفاق حول صندوق الخسائر والأضرار، ثم النسخة المقبلة في الإمارات، سيعززان اكتمال الجهود الدولية بشأن دعم الدول النامية والاقتصادات الناشئة لتعزيز التحول الأخضر.
وأكدت أن التغيرات المناخية أضحت من أكثر المخاطر التي تحيط بالتقدم والتنمية في بلدان العالم كافة، وهو ما نراه جلياً في الارتفاع الكبير لدرجة حرارة الأرض وارتفاع حدة الكوارث الطبيعية، داعية إلى التحرك العاجل للمجتمع الدولي في سبيل مواجهة هذه التغيرات.
وقالت إن التقدم العالمي نحو الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، يتطلب إجراءات سريعة ومتتالية على المدى الطويل وفي كافة الجوانب، سواء الطاقة أو الصناعات أو استدامة المباني والمدن من أجل خفض الانبعاثات الضارة بنسبة 45% في عام 2030 مقارنة بمعدلات عام 2010، وصولاً إلى «صفر انبعاثات»، بحلول عام 2050.
وأشارت إلى أنه من أجل ذلك، فإن العقد المتبقي حتى عام 2030، أضحى فاصلاً من العمل الجاد، لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وفي القلب منها الهدف الـ13 المعني بالعمل المناخي، مشددة على ضرورة أن ينتبه العالم والأطراف ذات الصلة إليه، من أجل اتخاذ السياسات اللازمة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر والشامل والعادل والمستدام، استناداً إلى الاتفاقيات الدولية والعهود التي قطعها العالم على نفسه، مثل الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية، واتفاق باريس للمناخ، وغيرهما من المواثيق والاتفاقيات التي تلتزم بها كافة دول العالم.
وأضافت وزيرة التعاون الدولي المصرية أنه خلال مؤتمر المناخ COP27، أطلقت مصر العديد من المبادرات في ضوء رئاستها للمؤتمر، وقد كانت استضافة مصر لهذا الحدث الدولي المهم بمثابة تأكيد على الجهود المبذولة لتحفيز التحول الأخضر، وقد أطلقت وزارة التعاون الدولي العديد من المبادرات والشراكات مع شركاء التنمية خلال المؤتمر، على رأسها الإعلان عن اتفاقيات الشراكة وخطابات النوايا، الموقعة مع شركاء التنمية ضمن برنامج «نُوَفِّي»، من أجل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، حيث شهد الحدث اصطفاف المجتمع الدولي لدعم البرنامج، باعتباره نموذجاً وطنياً ومنهجاً متكاملاً يمكن تكراره في الدول النامية والاقتصادات الناشئة.
ويعد «برنامج نُوَفِّي» الآلية التي تعمل وزارة التعاون الدولي المصرية من خلالها للترويج لقائمة مشروعات التنمية الخضراء في قطاعات المياه والغذاء والطاقة، والتي تأتي في طليعة خطوات الدولة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وحشد جهود المجتمع الدولي لدعم التحول الأخضر في مصر، ويستهدف البرنامج جذب استثمارات بقيمة 14.7 مليار دولار، لتنفيذ 9 مشاريع مدرجة ضمن الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 في مجالات المياه والغذاء والطاقة، من خلال حشد التمويلات التنموية الميسرة والتمويل المختلط لتحفيز القطاع الخاص ومبادلة الديون والدعم الفني.
وإلى جانب ذلك، أصدرت وزارة التعاون الدولي المصرية، دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، الذي يضع توصيات لتحفيز التمويل المناخي العادل، كما تم إصدار تقرير المناخ والتنمية القطري بالتعاون مع مجموعة البنك الدولي، فضلاً عن إعلان الشركات الناشئة الفائزة ضمن المسابقة الدولية Climatech Run.
(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات التغير المناخي الإمارات الاستدامة كوب 28 التعاون الدولی المصریة للتغیرات المناخیة مؤتمر المناخ COP28 العمل المناخی من أجل

إقرأ أيضاً:

عمر العلماء: مؤتمر «AI@70» يعزز مكانة دبي مركزاً للذكاء الاصطناعي

دبي: «الخليج»

أكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن توجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، باستضافة دبي لمؤتمر «AI@70.. نحو إنسانية عالمية» في «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2026» يعزز مكانة الإمارة والدولة عاصمةً عالميةً للمستقبل، ومختبراً دولياً لأحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وتستضيف دبي هذا الحدث العالمي بالتعاون مع كلية دارتموث الأمريكية العريقة التي انطلق منها مفهوم الذكاء الاصطناعي عام 1956، وبمشاركة أبرز مفكري وخبراء الذكاء الاصطناعي في العالم لوضع خريطة طريق شاملة للسبعين عاماً المقبلة بهدف تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية جمعاء، ويقوم بتنظيم المؤتمر مركز دبي المالي العالمي بالتعاون مع شركة آبكو العالمية.
وقال عمر العلماء: «سيقدم هذا المؤتمر الجديد فرصة للإجابة عن النقاشات الفلسفية الأكثر إلحاحاً التي أطلقت ثورة الذكاء الاصطناعي شرارتها»، وأضاف: «مع إحداث الذكاء الاصطناعي تحولات جوهرية في المجتمعات حول العالم، من الضروري أن تتكاتف البشرية لتحديد التوجه الفلسفي لهذه التقنية، حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين حياة كل إنسان على هذا الكوكب، ولكن لتحقيق هذا الهدف، يجب علينا الإجابة عن أسئلة لم تُطرح من قبل. ومن خلال احتضان دبي لأبرز القادة في جميع التخصصات الفكرية، يُمكننا مواجهة هذه الأسئلة المهمة وضمان أن نترك وراءنا عالماً مزدهراً لأبنائنا والأجيال القادمة».
من جهته، قال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: «يلتزم مركز دبي المالي العالمي بتحويل الأفكار الجريئة إلى واقع بتأثير ملموس ودائم. ويجسّد مؤتمر (AI@70) طموحنا الرامي إلى دمج وجمع التمويل، والتكنولوجيا، والفن، والفلسفة في مكان واحد، ورسم مسار للوصول إلى إنسانية عالمية حقيقية. ومن خلال استقبال أبرز المفكرين على مستوى العالم في دبي، لن نحتفل بمرور سبعة عقود من التقدّم المحقّق في مجال الذكاء الاصطناعي فحسب، بل سنطلق أيضاً شرارة الموجة التالية من الإنجازات التي ترتقي بمستوى المجتمعات، وتحدث تغييرات في الصناعات والقطاعات، وتوسّع الفرص في كل زاوية من زوايا العالم».
بدوره، قال توبياس ريس، الفيلسوف المُتخصّص في الذكاء الاصطناعي ومؤسّس Limn.AI ورئيس لجنة AI@70 التوجيهية: إنّ الحدث سيشكل مناسبة غير مسبوقة في العالم.
وأضاف: «يقود الذكاء الاصطناعي البشرية جمعاء إلى عالم لم يبلغه أحد من قبل ولم تعد فيه الفوارق التي كانت واضحة في السابق بين البشر والتكنولوجيا، وبين الكائن الحي والآلة، سارية وتنطبق عليه. نحن نقف على أعتاب لحظة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، ويمثّل مؤتمر (AI@70) فرصة مثلى لتوحيد البشرية عبر جمع نخبة من أفضل المفكرين والفلاسفة من الشرق والغرب والشمال والجنوب. ونتطلّع خلال الحدث لأن نستكشف الأسئلة الصعبة التي ستمكننا من توضيح المفهوم الحديث وغير المسبوق للذكاء الاصطناعي، واعتماد أسس هذه التكنولوجيا والاستفادة من كامل إمكاناتها، ودعم تطوير أطر عمل جديدة من أجل إنسانية عالمية واحدة».
من جانبه، قال مأمون صبيح، رئيس آبكو العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «يمثل AI@70 لحظة محورية في مستقبل البشرية، حيث نقف حالياً على أعتاب عصر تكنولوجي جديد، حيث يشكّل الذكاء الاصطناعي أعظم مجموعة من الفرص للبشرية منذ قرون، ولكي نضمن أن خدمنا جميعاً، علينا أن نتحد ونعمل معاً».
وأضاف: «يتيح AI@70 الفرصة لتحديد ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتثبيت البشرية على مسار إيجابي تجتمع في ظلّه مفاهيم الفلسفة والفن والعلم والتكنولوجيا والأعمال من أجل بناء عالم أكثر ازدهاراً لنا جميعاً. ومن خلال جمع أبرز العقول العالمية للإجابة عن أهم الأسئلة ومعالجة أهم القضايا، يمكننا أن نترك إرثاً إيجابياً لصالح الأجيال القادمة».

مقالات مشابهة

  • دراسة: المغاربة من بين أكثر الشعوب تدينا على مستوى العالم
  • عمر العلماء: مؤتمر «AI@70» يعزز مكانة دبي مركزاً للذكاء الاصطناعي
  • تغير المناخ يعصف بأولويات الأمن العالمي.. تحذيرات من تداعيات بيئية تهدد جاهزية الجيوش حول العالم.. وخبراء يدعون إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع تحديات البيئة
  • نسيمة سهيم… نموذج المرأة المناضلة التي وضعت الإنسانية فوق كل اعتبار
  • رئيس جامعة الأقصر تفتتح فعاليات المؤتمر الدولي لكلية الألسن.. صور
  • زاهي حواس: قناع توت عنخ آمون هو القطعة الأثرية الأهم في العالم
  • الأمم المتحدة: زعماء العالم يحشدون لعمل مناخي "بأقصى سرعة" قبل مؤتمر كوب 30 بالبرازيل
  • التخطيط تُشارك في فعالية رئيسية لصندوق النقد الدولي حول تحفيز الاستثمارات المناخية
  • أخنوش في مؤتمر المناخ بورزازات: الطاقات المتجددة رهان المغرب لمواجهة تحديات الماء والمناخ
  • تزامناً مع عودة محطة نور 3 إلى الخدمة.. أخنوش يفتتح مؤتمر المناخ بورزازات وفرنسا ضيفة الشرف