قال صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن عملية تحديث القاهرة التي يقف ورائها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تأتي بتكلفة ثقافية باهظة.

وأشارت الصحيفة إلى أن عملية التحديث المتواصلة دون هوادة للمدينة العتيقة تتضمن هدم وردم بعض المقابر التاريخية والمراكز الثقافية وورش العمل الحرفية، التي حكت لعقود تاريخ مصر العريق، بينما اختفى عدد متزايد من الأحياء القديمة، وتم نقل العائلات التي تسكنها على مدار أجيال متعاقبة إلى أطراف العاصمة.

ولفت الصحيفة إلى أن عملية التحديث والتنمية التي قال السيسي إنها لن تترك مكانا في مصر، تتضمن أيضا إنشاء طرق جانبية وجسور جديدة

وذكرت ان هذه العملية تتم بسرعة كبيرة، حيث لم يتمكن سائقو سيارات الأجرة وحتى خرائط غوغل من مواكبة ذلك

تدمير بدون تفسير

وقبل بضعة أسابيع، وصلت جهود التحديث إلى الفسطاط، أقدم منطقة في المدينة، والتي تأسست كعاصمة لمصر قبل قرون من ظهور القاهرة.

وأوضحت أن أحد المسؤولين طلب إخلاء "درب 1718" المركز الثقافي الشعبي الذي أسسه الفنان معتز نصر الدين أسسه في الحي قبل 16 عاما.

وقال نصر الدين (62 عاما) إن الحكومة ستقوم بتوسيع الطريق خلفه لبناء طريق سريع مرتفع.

صاحب هذه الحركة، انتقادات واسعة بسبب ظهور الحفارات والجرافات الحكومية قرب الممتلكات الخاصة دون أي إشعار تقريبًا.

وقال نصر الدين وأصحاب ورش الفخار إن المسؤولين المحليين لم يقدموا أمر هدم مكتوبا أو أي أوراق أخرى.

اقرأ أيضاً

السيسي يبرر هدم مساجد شمال مصر: أقيمت على ملك الدولة (فيديو)

من جانبه، قال محمد عابدين (48 عاما) صاحب إحدى الورش المقرر تدميرها "كل يوم تستيقظ ولا تعرف ماذا سيحدث" مشيرا إلى إن عائلته كانت تصنع الفخار في المنطقة منذ عشرينيات القرن الماضي.

يقول ممدوح صقر، المهندس المعماري المتخصص في التخطيط الحضري: "إذا تعرضت للغزو، فكل ما يهمك هو آثارك وأشجارك وتاريخك وثقافتك".

ثم تابع "الآن يتم تدمير كل شيء، ودون سبب، بل دون أي تفسير".

وفي أغلب الأحيان، يخضع المصريون لقرارات الحكومة دون مقاومة، لكن نصر الدين، رفع دعوى لوقف التدمير وأثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت البلدية إنها تعيد النظر في الخطط، لكنها لم تذكر متى سيتم اتخاذ القرار النهائي أو من سيتخذه.

ذوق لواءات

عادة ما يشرف الجيش المصري القوي على بناء الطرق والجسور والمشاريع الكبرى مثل العاصمة الجديدة، ويقول سكان القاهرة، إن المسؤولين يميلون إلى تجاهل نصائح الخبراء ومخاوف المواطنين.

أدى انتشار المشاريع التي تقودها المؤسسة العسكرية إلى ظهور عبارة في مصر هي "ذوق لواءات"، وهي تعبير ضمني ساخر لما يجري.

في غضون ذلك، اختفت العديد من الحدائق والأشجار التي حرصت السلطات في مصر على الحفاظ عليها سابقا، ما أدى إلى تقليص المساحات الخضراء الضئيلة التي كانت تتمتع بها القاهرة في السابق.

حلت محل تلك الحدائق، أكشاك الوجبات السريعة والمقاهي، والطرق الجديدة ومحطات الوقود المملوكة للجيش، التي تصطف على جانبي ضفاف النيل التي كانت ذات يوم خضراء خصوصا في الزمالك وهليوبوليس.

لكن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قال مؤخرا إنه سيتم بناء حدائق ومتنزهات جديدة حيث تمت تسوية مساحات كبيرة من المقابر القديمة المعروفة باسم مدينة الموتى.

وستضم "حديقة الخالدين" الجديدة رفات بعض الشخصيات التاريخية التي دمرت مقابرها الأصلية "بسبب احتياجات تنموية عاجلة"، على حد تعبير صحيفة الأهرام المملوكة للدولة.

اقرأ أيضاً

تنفيذا لتوجيهات السيسي.. هدم مسجد أبو الإخلاص بالأسكندرية

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تحديث القاهرة نصر الدین

إقرأ أيضاً:

المملكة وفرنسا تترأسان مؤتمرًا دوليًا في نيويورك لحل القضية الفلسطينية

الرياض

أفادت تقارير صحفية بأن المملكة وجمهورية فرنسا ستترأسان المؤتمر الدولي المزمع عقده لتسوية القضية الفلسطينية،المقرر إقامته في شهر يونيو المقبل.

وقد دعت المملكة في وقت سابق دول العالم إلى المشاركة الفاعلة في هذا المؤتمر، الذي يهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية، ودعم تنفيذ حل الدولتين، ومن المقرر أن يعقد المؤتمر في مدينة نيويورك الأمريكية.

وجاء هذا الإعلان بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة الأسبوع الماضي، حيث أصدر البلدان بياناً مشتركاً أكد على اتفاقهما لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لدعم جهود إقامة الدولة الفلسطينية، وفقاً للمرجعيات الدولية والأممية.

واتفق الجانبان على أن تتم الرئاسة المشتركة للمؤتمر من قبل السعودية وفرنسا، مما يعكس التزامهما بدفع عملية السلام في المنطقة.

ويأتي هذا المؤتمر في إطار الجهود الدولية المستمرة لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مع التركيز على أهمية الحل السلمي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

اقرأ أيضا:

اجتماع السداسية العربية بالقاهرة يُرحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة

مقالات مشابهة

  • جامعة المنيا تُطلق قوافلً ثقافية لزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • مدبولي يناقش التصورات المقترحة لحزمة الحماية الاجتماعية التي كلف بها الرئيس السيسي
  • بتكلفة 10 مليون جنيه.. محافظ القاهرة يفتتح وحدة الماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي بمستشفى الشروق المركزي
  • نيويورك تايمز: 5 أسئلة تشرح رسوم ترامب على كندا والمكسيك والصين
  • عماد الدين حسين: الاتصال بين السيسي وترامب يسهم في بلورة آلية لحل الصراع بالمنطقة
  • المملكة وفرنسا تترأسان مؤتمرًا دوليًا في نيويورك لحل القضية الفلسطينية
  • عاجل| نيويورك تايمز: إدارة ترامب تخطط لمراجعة دقيقة لعملاء في إف بي آي تمهيدا لفصلهم
  • نيويورك تايمز: إدارة ترامب تبحث إرسال 24 ألف بندقية هجومية لإسرائيل
  • طارق الطاهر: معرض القاهرة الدولي للكتاب ساحة ثقافية سياسية اقتصادية
  • أطفال حدائق أكتوبر في جولة ثقافية وتوعوية بمعرض الكتاب ضمن برنامج المناطق الجديدة الآمنة