في اجتماع جدة الدولي.. هل ظهر زعيم لحركة عدم الانحياز الثانية؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أتاح اجتماع جدة الدولي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، في 5 و6 أغسطس/ آب الجاري، "فرصة غير مسبوقة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوضع نفسه كزعيم لما يمكن أن تُسمى حركة عدم الانحياز الثانية".
ذلك ما خلص إليه دانيال برومبرج، في تحليل بـ"المركز العربي واشنطن دي سي" للدراسات (ACW) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أن اجتماع المملكة شارك فيه أكثر من 40 دولة ومنظمة، بينها الصين فيما غابت عنه روسيا، واتفقوا على إجراء مزيد من المشاورات قبل عقد اجتماع جديد "في أحد بلدان الجنوب العالمي" دون إعلان تاريخ.
وأضاف أن الاجتماع يشير إلى أن "الرياض تخلت إلى حد كبير عن نهج عدم التدخل في الصراع لصالح سياسة تسعى، على حد تعبير وكالة الأنباء السعودية، إلى "المساهمة في التوصل إلى حل سيؤدي إلى السلام الدائم".
و"تأكيدا لهذه الرسالة، نشرت الوكالة صورة ملفتة للنظر، في الوسط يجلس مستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان، وعلى يساره مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، والممثل الخاص الصيني للشؤون الأوراسية لي هوي"، بحسب برومبرج.
وأردف: "يبدو أن السعودية تسعى الآن إلى أن تكون في مقعد السائق، وهدفها ليس مجرد العمل كصانع للسلام في أوكرانيا، كما أنها توفر جسرا دبلوماسيا بين الصين (المتهمة بدعم موسكو) والولايات المتحدة (التي تقود الدعم الغربي لكييف)".
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا على أوكرانيا تبررها بأن خطط جارتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تهدد الأمن القومي الروسي.
اقرأ أيضاً
لعبة القوى تتغير.. اجتماع جدة شاهد على صعود الجنوب العالمي
نظام متعدد
و"كما كان متوقعا، لم يسفر اجتماع جدة عن أي اختراقات. ومع ذلك، فقد أتاح فرصة غير مسبوقة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود لوضع نفسه كزعيم لما يمكن أن تُسمى حركة عدم الانحياز الثانية"، كما أضاف برومبرج.
وإبان الحرب الباردة (1947-1991)، ظهرت حركة عدم الانحياز وهي تجمع دولي يضم 120 عضوا من الدول النامية، وقامت على أساس عدم الانحياز لأي من المعسكرين الغربي، بزعامة الولايات المتحدة، والشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي (سابقا)، وتهدف حاليا إلى إنشاء تيار محايد وغير منحاز مع السياسة الدولية للقوى العظمى في العالم.
وقال برومبرج إن "النفوذ المتزايد لهذه الحركة يعود إلى الغزو الروسي لأوكرانيا. ففي حين كان لهجوم موسكو تأثير غير مقصود يتمثل في تنشيط وتوسيع الناتو، فإنه خلق أيضا فرصة للعديد من الدول للاستفادة من نظام دولي متعدد الأقطاب بطرق أدت إلى الحد من قوة واشنطن العالمية ونفوذها في الشرق الأوسط".
وزاد بأنه "من ناحية أخرى فإن جهود الموازنة هذه تأتي بتكلفة باهظة، إذ يهدد ارتفاع أسعار الحبوب (جراء الحرب) استقرار العديد من الدول التي رفضت حتى الآن إدانة الغزو الروسي، ناهيك عن دعم أوكرانيا".
برومبرج قال إنه "بالنسبة لهذه الدول، فإن الوضع الراهن أصبح خطيرا على نحو متزايد، ومن هنا جاء المنطق الأوسع المتمثل في دعوة الصين والولايات المتحدة للجلوس بالقرب من مضيفهما السعودي في اجتماع لم تتم دعوة روسيا إليه".
وتابع: "من السابق لأوانه أن نجزم بما إذا كانت القمة أعادت خلط الأوراق على النحو الذي قد يؤدي في النهاية إلى دفع عجلة التوصل إلى حل تفاوضي للصراع الأوكراني الروسي".
واعتبر أن "الوضع يعتمد على أمرين هما: مسار الحرب نفسها، واستعداد الصين (تنفي دعمها لروسيا في الحرب) للنأي بنفسها عن موسكو. وقد وفّر اجتماع جدة فرصة منخفضة التكلفة لاختبار بكين، بينما أعطى محمد بن سلمان دفعة كبيرة. لكن الصورة العامة تظل غامضة".
اقرأ أيضاً
خبراء: قمة السلام الأوكرانية بجدة شكلية وتخدم فقط أجندة بن سلمان والسعودية
إعادة تأهيل
واجتماع جدة يشير إلى أن "ولي العهد السعودي قد يكون في طريقه إلى إعادة تأهيل سمعته الدولية"، وفقا لبرومبرج.
وتابع: "وعلى نطاق أوسع، كما أشار أحد الصحفيين السعوديين البارزين، سلط الاجتماع الضوء على نفوذ السعودية المتزايد كوسيط "محايد" في مجموعة متنوعة من الدول التي تشكل نوعا من حركة عدم الانحياز الثانية، والتي يعتزم أعضاؤها بشكل واضح الاستفادة من الولايات المتحدة".
و"هكذا، وبينما انتهى الاجتماع دون أي بيان ختامي، فقد اكتفى المسؤولون السعوديون باستضافة اجتماع عالمي ساهم في "بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام". أما الصين فقد أبدت استعدادها لحضور اجتماع المتابعة"، كما أردف برومبرج.
اقرأ أيضاً
تفوق على كوبنهاجن.. انتقاد روسي وإشادة أوكرانية باجتماع جدة
المصدر | دانيال برومبرج/ المركز العربي واشنطن دي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية اجتماع جدة أوكرانيا روسيا عدم الانحياز محمد بن سلمان اجتماع جدة بن سلمان من الدول إلى أن
إقرأ أيضاً:
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه يعتزم السعي للتواصل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون مرة أخرى، وذلك بعد أن كونا علاقة عمل خلال فترة ولاية ترامب الأولى. وقال ترامب في مقابلة لفوكس نيوز بثت الخميس: سأتواصل معه مرة أخرى. وخلال ولايته الأولى، التقى
سرايا - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه يعتزم السعي للتواصل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون مرة أخرى، وذلك بعد أن كونا علاقة عمل خلال فترة ولاية ترامب الأولى.
وقال ترامب في مقابلة لفوكس نيوز بثت الخميس: "سأتواصل معه مرة أخرى".
وخلال ولايته الأولى، التقى ترامب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية.
ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.
بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترامب في سنغافورة في حزيران 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والزعيم الكوري الشمالي وقعا "في الحب".
وكشف كتاب صدر في العام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترامب مستخدما تعبير "سُموّك" في الرسائل التي تبادلها معه.
لكنّ قمتهما الثانية في العام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.
رويترز + أ ف ب
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 919
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 24-01-2025 09:07 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...