◄ تحديث التشريعات الضامنة للعمل الصحفي يرتقي بمكانة عُمان دوليًا

◄ الزدجالية: التعاون مع الصحافة والإعلام لا يتصدر أولويات المسؤول

◄ ضرورة بناء علاقة تكاملية بين المسؤولين والصحافة لتحقيق أهداف "عُمان 2040"

◄ الرجيبية: الصحفي حائر بين المسؤول والمتحدث الرسمي!

الرؤية- ريم الحامدية

في الوقت الذي تشهد وسائل الإعلام بمختلف أشكالها تطورًا ملحوظًا؛ سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وبينما تسعى حكومتنا إلى تطوير العمل داخل المؤسسات والهيئات، تظل العلاقة بين المؤسسات الصحفية وبعض الدوائر الإعلامية في المؤسسات- الحكومية وغير الحكومية- غير متكاملة، على الرغم من أهمية دور الإعلام في التوعية المجتمعية وتسليط الضوء على المُنجزات في القطاعات المختلفة، ومناقشة قضايا المجتمع والمواطن؛ بما يساهم في تحسين الأوضاع ودفع مسيرة التنمية إلى الأمام.

ومن أكبر التحديات التي تواجه الصحفيين في الوقت الحالي، رفض الكثير من المسؤولين الرد على الأسئلة والاستفسارات فيما يخص صميم مسؤولياتهم، أو إحالة هذه الاستفسارات إلى الدائرة الإعلامية التابعة للمؤسسة، والتي بدورها قد ترفض الرد أو تؤخّره أو ترسل ردودا وإجابات مقتضبة "لا تُسمن ولا تغني من جوع".

وبحسب عدد من المختصين بالمجال الإعلامي، فإنَّ هذه العلاقة "غير التكاملية" بين المؤسسات الصحفية وبعض الدوائر الإعلامية، سببها غياب الوعي الكافي لدى المسؤول أو الدائرة الإعلامية بما تقوم به المؤسسات الإعلامية من دور توعوي- ونقدي في بعض الأحيان- يساهم في التنمية الوطنية، إلى جانب انشغال الكثير من الدوائر الإعلامية بمهام أخرى داخلية، ما يجعلها تُرجئ مهامها الأساسية في التواصل مع المجتمع والمؤسسات الإعلامية، في كثير من الأحيان لأجل غير مسمى!

ومن الملاحظ، أنَّ بعض الدوائر الإعلامية والمسؤولين يتجاوبون مع المؤسسات الإعلامية الخارجية أو وكالات الأنباء الأجنبية، وهو الأمر الذي يُثير العديد من التساؤلات حول مدى إيمان المسؤولين ودوائرهم الإعلامية بالصحافة المحلية والمؤسسات الإعلامية العُمانية، ومدى قناعتهم بأهمية ما يقومون به في سبيل هذا الوطن جنبًا إلى جنب مع باقي مؤسسات الدولة.

وتقول الصحفية زينب الزدجالية عضوة مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية رئيسة لجنة شؤون الصحفيات بالجمعية: "يعد موضوع عدم تجاوب المسؤول مع الصحفي مشكلة مستمرة، ولقد حاولت عدد من الحكومات حل هذه الأزمة بطريقة مختلفة، لكن الحلول تكون مؤقتة، ومن ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه سابقًا، ويبقى الصحفي والمسؤول في صراع غير ظاهر حتى يتدخل مسؤول أعلى أو اللجوء للرأي العام للحصول على معلومة لا يُريد المسؤول الإفصاح عنها".


 

وتضيف: "للأسف هذا الأمر يُعيق أداء الرسالة الصحفية بالطريقة المهنية الصحيحة، لأنه من واجب الصحفي نقل الحقيقة كاملة دون نقصان، ورفض المسؤول للإجابة عن استفسارات الصحفيين قد يكون سببًا في نشر المعلومة ناقصة؛ الأمر الذي قد يثير بلبلة". وتوضح أنها من خلال تجربتها الإعلامية التي تصل إلى حوالي 17 عامًا، عاصرت الكثير من المسؤولين، قائلة: "لكننا لم نتوقف عن السعي للحصول على المعلومة بأسلوب احترافي ومهني، وعلى الرغم من ذلك كانت مُعظم المعلومات تظل حبيسة لدى المسؤول".

وتتابع الزدجالية: "من المفترض أن يكون التعاون الإعلامي من أولويات المسؤول، لأننا نعمل في منظومة متكاملة نسعى من خلالها جميعاً إلى بناء شراكة تنموية من أجل الوطن والمواطن، خاصة من أجل تحقيق متطلبات رؤية عمان 2040، وعدم تصريح المسؤول ببعض الحقائق وانخفاض درجة التجاوب لأدنى مستوى، ينطوي على سلبيات عدة، ولا ننسى أن نشير إلى أنَّ الحكومة الرشيدة استحدثت مركز التواصل الحكومي قبل سنوات بعد دراسة إعلامية شاملة حتى تكون المصدر الأساسي للمعلومات والأخبار، كما تم مؤخرًا استحداث المتحدث الإعلامي ليكون همزة الوصل بين المؤسسة والصحفيين لمدهم بالمعلومات المصرح بها، لكن ما زال الصحفيون يعانون من شح المعلومات، والمسؤول الذي يجد صعوبة في بناء علاقة مهنية بينه وبين الصحفي، وامتناعه عن الإدلاء بالتصريحات فيما يبدو أنه رغبة منه في تجنب المزيد من الأسئلة والاستفسارات".

وتؤكد الممارسات الصحفية المهنية في الكثير من دول العالم، أن الصحفي بحاجة إلى تجاوب من المسؤول، وأنه على المسؤول إدراك الدور الوظيفي للصحفي والإعلامي، والتي تتمثل في نشر المعلومة الصحيحة دون تأخير، من منطلق الشراكة في خدمة الوطن والمجتمع. وبينما تعمل مؤسسات الدولة المعنية على وضع اسم عُمان في الصدارة، فإن للإعلام دور رائد في تعزيز هذه الجهود من خلال صحافة تُواكب كافة المستجدات، وعلى رأسها مُستهدفات رؤية "عمان 2024".


 

ومن شأن إصدار تشريع قانوني يضمن حرية تداول المعلومات، وكذلك تحديث قانون المطبوعات والنشر لضمان مواكبته للمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والمعرفية، تحقيق العديد من الأهداف الوطنية المُستقبلية.

من جهتها، تشير الصحفية ليلى بنت خلفان الرجيبية، إلى وجود أزمة فعلية في كيفية الحصول على المعلومة الصحيحة، وأنه على الرغم من التحديات التي تجاوزها الصحفي خلال العقود الماضية وتنوع وتطور سائل الإعلام، إلا أنَّ هذه المشكلة لا تزال مستمرة. وقالت: "بعد التوسع في النشر على منصات التواصل الاجتماعي واعتماد المؤسسات الحكومية على النشر على مواقع مثل إكس (تويتر سابقًا) وفيسبوك وغيرهما، بات على الصحفي بذل المزيد من الجهود للحصول على معلومات إضافية تعزز من المعلومات التي نشرتها المؤسسة على صفحاتها الرسمية، وذلك من خلال المسؤول أو الدائرة الإعلامية التابعة للمؤسسة".


 

وتذكر الرجيبية: "في الأشهر الماضية جاء القرار الوزاري الذي جعل من مهمة الصحفي أكثر مرونة وسهولة، عبر الإعلان عن وجود متحدث إعلامي لكل مؤسسة حكومية وخاصة، وبالرغم من أننا استبشرنا خيرًا بهذا القرار، لكننا نشعر أن مُهمتنا زادت صعوبة في الحصول على التصريح أو المعلومة من المسؤول، إذ بات الصحفي حائرًا بين المسؤول والمتحدث الرسمي، والجميع يعتذر عن الحديث مع الصحفي؛ الأمر الذي يتسبب في زيادة الفجوة بين الصحفيين والمسؤولين، ونحن الصحفيين نعالج المعلومات بمهنية ووفق معايير احترافية، ولا نتناقل ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي دون تأكد وتثبُّت من المعلومات".

ومضت الرجيبية قائلة: "الآن يقف الصحفي غير قادر على القيام بكامل عمله المهني أو تلبية شغف الجمهور في معرفة المعلومة الصحيحة عبر المؤسسات الصحفية والإعلامية، لا سيما وأن الصحفي لن يتمكن من إعداد تقريره أو كتابة موضوعه دون معلومات مؤكدة من المسؤولين أو تصريحات من ذوي الاختصاص، ونتمنى أن يدرك المسؤول الدور الذي نقوم به".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المؤسسات الإعلامیة من المسؤولین من المسؤول الکثیر من من خلال

إقرأ أيضاً:

ضفائر الأسيرات الإسرائيليات تثير فضول السوشيال ميديا.. والسر ينكشف بمفاجأة (فيديو)

“ضفائر متناسقة بدقة” مشهد يتكرر كل مرة مع إفراج كتائب “القسام” وفصائل المقاومة الفلسطينية عن الأسيرات الإسرائيليات من قطاع غزة ضمن صفقة التبادل واتفاقية الهدنة.

لكن الفضول زاد في شبكات التواصل الاجتماعي بحسب قناة “المشهد”، حيث بدأ الجميع يتسائل عن من يقف وراء هذه الضفائر وإخراج تلك المشاهد. 

بعد تسلم الأسيرات.. وجهة سيارات الصليب الأحمر غير معروفة إلى الآن (شاهد) الصليب الأحمر يتسلم الأسيرات الإسرائيليات من حماس بالزى العسكرى

لكن الإجابة كانت مفاجئة، إذ تعود إلى آغام برجر، المجندة الإسرائيلية التي كانت أسيرة لدى حماس، حيث قررت أن تترك بصمتها من خلال تصفيف شعر زميلاتها وعمل ضفائر لهن قبل خروجهن، وكأنها رسالة خفية أو وداع صامت.

وباتت برجر حديث الساعة بعد أن تم الإفراج عنها ضمن صفقة تبادل، حيث سلمتها وحدة الظل للصليب الأحمر، ومع ذلك، لم يكن هناك فيديو للأسيرات.

تعليقات رواد مواقع التواصل تنوعت حيث نشر كيفن صورة لها وكتب: "المجندة الإسرائيلية أجم برجر، وعلى يديها علم فلسطين"، وذلك قبل أن تُفرج عنها كتائب القسام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما نشر سعيد الذي قال: "لن تتحرروا أسيراً واحداً إلا بصفقة".

سلمت فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم الخميس الأسيرة المجندة الإسرائيلية آغام بيرغر من بين ركام مخيم جباليا (شمالي قطاع غزة)، والأسيرين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس و5 محتجزين تايلنديين من أمام ركام منزل الشهيد يحيى السنوار بخان يونس (جنوبا)، في إطار الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى حسب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفرجت كتائب القسام عن الأسيرة المجندة بيرغر من ساحة الرزان في مخيم جباليا التي شهدت عمليات قصف وتدمير إسرائيلية كبيرة ضمن العملية العسكرية الدامية التي شنها جيش الاحتلال وقُتل خلالها وأصيب عدد كبير من الجنود الإسرائيليين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تسلم المجندة آغام بيرغر بعد وقت قصير من إطلاق سراحها، قائلا إنها وصلت إلى نقطة الاستقبال الأولية في غلاف غزة والتقت أفراد عائلتها، كما أكد استعداده لاستقبال باقي المحتجزين.

وفي خان يونس، أكد مراسل قناة فضائية أن الصليب الأحمر تسلّم الأسيرين الإسرائيليين يهود وموزيس اللذين أفرجت عنهما سرايا القدس أمام ركام منزل السنوار وسط حشد جماهيري كبير.

وأفاد المراسل بأن سرايا القدس أطلقت أيضا سراح 5 محتجزين من العمال التايلنديين، في حين أكد الجيش الإسرائيلي تسلم الصليب الأحمر 7 أسرى هم يهود وموزيس و5 عمال أجانب.

وكان مقاتلو سرايا القدس انتشروا في خان يونس (جنوبي قطاع غزة) صباح اليوم استعدادا لإطلاق سراح المحتجزين الذي تم في مكانين.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي وصول جميع الأسرى المفرج عنهم من غزة اليوم إلى إسرائيل، بمن فيهم المحتجزين التايلنديين.

مقالات مشابهة

  • نقيب الإعلاميين: كتاب "الأسس العلمية لإدارة المؤسسات الإعلامية والصحفية" مرجع لكل من يعمل في مجال الإعلام
  • إيران تكشف "مدينة الصواريخ" الثالثة خلال شهر
  • الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
  • صانعو المحتوى ينضمون إلى الصحافة في البيت الأبيض
  • نقابة الصحفيين تُنظم ورشة عمل لتعزيز السلامة النفسية للصحفيات
  • إيران تراقب إدارة ترامب عن كثب
  • زاخاروفا: 90% من وسائل الإعلام الأوكرانية تعيش على المنح الأمريكية
  • عباس شومان: الفتوى صناعة صعبة وخطرة.. وليس كل من تخرج في الأزهر قادر على الإفتاء
  • برلماني: الهجوم الإسرائيلي على مصر يؤكد صدق موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • ضفائر الأسيرات الإسرائيليات تثير فضول السوشيال ميديا.. والسر ينكشف بمفاجأة (فيديو)