أنقرة ستغدق المياه على العراق وتسمح بمرور نفطه مقابل شرط واحد.. ماعلاقة مجاهدي خلق؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد كريم، اليوم السبت (26 آب 2023)، طرح وزير الخارجية التركي لمجموعة شروط خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد وأربيل، مقابل تزويد حصة العراق المائية واستئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان، وعلى رأسها معاملة عناصر حزب العمال الكردستاني كما تعامل العراق مع المعارضة الإيرانية منظمة "مجاهدي خلق".
وقال كريم في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "تركيا اشترطت تسمية حزب العمال الكردستاني "بالمنظمة الإرهابية" والتعامل معها كم تم التعامل مع مجاهدي خلق، وهي الحركة الإيرانية المعارضة للنظام الإيراني التي كانت مدعومة من نظام صدام حسين".
وأضاف أن "تركيا طالبت بطرد حزب العمال الكردستاني والتعامل معه كحركة إرهابية، وأيضا تنفيذ سريع لاتفاقية سنجار الموقعة بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان عام 2020".
وأشار إلى أن "تركيا طالبت أيضا بإلغاء مبلغ التعويض المالي المفروض عليها من قبل محكمة التحكيم الدولية في باريس والمقدر بمليار و400 مليون دولار، كشروط لإعادة استئناف تصدير النفط ورفع حصة العراق المائية".
وبين أن "تركيا طالبت بحسن نية من العراق، وهي سترفع حصة العراق المائية بشكل مؤقت، لترى مدى تطبيق شروطها على أرض الواقع، وسيتم توقيع اتفاق كامل خلال زيارة الرئيس التركي المقررة في الفترة المقبلة إلى العراق".
وفي وقت سابق، كشفت تقارير صحفية عن عدم توصل العراق وتركيا لاتفاقيات نهائية خلال زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان العراق، فيما اشارت الى ان زيارة اردوغان الى العراق متوقفة على رد العراق الذي مازالت تنتظره تركيا.
وبحسب التقارير التي نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية، فأن تركيا تُطالب العراق بتصنيف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، والعمل على منع استخدام الأراضي العراقية، لتنفيذ اعتداءات مسلحة داخل الأراضي التركية، حيث قدم وزير الخارجية التركي وثائق وصوراً جوية للمسؤولين العراقيين تظهر كيفية انتقال مسلحي الكردستاني من داخل العراق إلى تركيا وتنفيذهم اعتداءات، وأنشطتهم المسلحة في قنديل ومخمور وسيدكان والزاب ومناطق في السليمانية، التي قال إنهم يحظون فيها برعاية من أطراف سياسية كردية، في إشارة منه إلى الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني.
ووفقاً للمسؤول ذاته، فإنّ "تركيا تعتبر نفسها طرفاً غير معني بالخلاف النفطي بين بغداد وأربيل والذي على أثره جرى رفع دعوى في باريس من قبل الحكومة العراقية السابقة، على اعتبار أن نفط إقليم كردستان يجري تصديره عبر الأراضي التركية الى ميناء جيهان للتصدير".
وطالب فيدان بعدم تحميل تركيا أي تبعات مالية في هذا الملف لقاء الموافقة على استئناف تصدير النفط، مشيراً إلى أن تركيا أبدت مرونة في مسألة مساعدة العراق تجاوز أزمة شح المياه بزيادة ضخ المياه عبر نهر دجلة.
وأوضح المسؤول العراقي أنّ تركيا تنتظر "رداً عراقياً على ما جرى عرضه من طلبات خلال الفترة المقبلة، وتحديداً ملف حزب العمال الكردستاني واستئناف تصدير النفط، لقاء المضي بزيارة أردوغان التي يفترض أنها تكون لتوقيع اتفاقيات نهائية حول تلك الملفات".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی تصدیر النفط
إقرأ أيضاً:
واشنطن تضغط على بغداد.. إما السماح باستئناف تصدير نفط كردستان أو العقوبات
تضغط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بغداد للسماح باستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق أو مواجهة عقوبات إلى جانب إيران.
واستئناف صادرات إقليم كردستان العراق شبه المستقل قد يساعد في تعويض الانخفاض المحتمل في صادرات النفط الإيرانية التي تعهدت واشنطن بخفضها إلى الصفر في إطار سياسة "أقصى الضغوط" التي تنتهجها مع طهران.
وقالت ثمانية مصادر مطلعة لرويترز إن الضغوط المتزايدة من الإدارة الأمريكية الجديدة كانت السبب الرئيسي وراء إعلان العراق يوم الاثنين استئناف تصدير النفط من الإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي.
وأفادت أربعة مصادر من الثمانية أن العراق تسرع في الإعلان عن استئناف التصدير دون تفاصيل حول كيفية معالجة الأمور الفنية العالقة.
كانت الحكومة الأمريكية قد قالت إنها تريد عزل إيران عن الاقتصاد العالمي والقضاء على إيراداتها من صادرات النفط لإبطاء خطتها لتطوير سلاح نووي.
وأعلن وزير النفط العراقي بشكل مفاجئ الاثنين استئناف الصادرات من كردستان الأسبوع المقبل في خطوة من شأنها أن تنهي نزاعا دام قرابة عامين أدى إلى انقطاع إمدادات بأكثر من 300 ألف برميل يوميا تدخل الأسواق العالمية عبر تركيا.
وتنظر طهران إلى جارها وحليفها العراق كعنصر رئيسي في الحفاظ على اقتصادها في ظل العقوبات. لكن المصادر قالت إن بغداد، شريكة الولايات المتحدة أيضا، تخشى من الوقوع في مرمى نيران سياسات ترامب الهادفة للضغط على إيران.
ويرغب ترامب في أن يقطع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع إيران. وذكرت رويترز الأسبوع الماضي أن البنك المركزي العراقي منع خمسة بنوك خاصة إضافية من الحصول على الدولار بعد طلب من وزارة الخزانة الأمريكية.
ولدى إيران نفوذ عسكري وسياسي واقتصادي كبير في العراق تمارسه عبر جماعات مسلحة شيعية وأحزاب سياسية مدعومة منها. لكن الضغوط الأمريكية المتزايدة تأتي في وقت تراجعت فيه قوة إيران بسبب هجمات "إسرائيل" على الجماعات المسلحة المدعومة منها أو المتحالفة معها في المنطقة.
وازداد تهريب النفط من إقليم كردستان العراق إلى إيران في شاحنات بعد إغلاق خط الأنابيب الذي كان ينقل الخام إلى ميناء جيهان التركي في 2023. وقال ستة من المصادر إن الولايات المتحدة تحث بغداد على الحد من ذلك التهريب.
وأفادت رويترز في تموز/ يوليو بأن شاحنات تتولى تهريب ما يقدر بنحو 200 ألف برميل يوميا من الخام منخفض السعر من كردستان العراق إلى إيران، وبدرجة أقل إلى تركيا. وقالت المصادر إن الصادرات ظلت عند ذلك المستوى تقريبا.
وقال مسؤول عراقي في قطاع النفط ومطلع على شحنات الخام التي تعبر إلى إيران "تضغط واشنطن على بغداد لضمان تصدير الخام الكردي إلى الأسواق العالمية عبر تركيا بدلا من بيعه بثمن منخفض إلى إيران".
وبخلاف زيادة التهريب عبر إيران بعد إغلاق خط الأنابيب، أشارت رويترز في العام الماضي إلى ازدهار شبكة أكبر يقدر بعض الخبراء أنها تجمع مليار دولار سنويا على الأقل لإيران والجماعات المتحالفة معها في العراق منذ تولى السوداني منصبه في 2022.
وأكد مسؤولان في الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة العراقية استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان. وقال أحدهما إن الخطوة ستساعد في تخفيف الضغوط التي تؤدي إلى زيادة أسعار النفط.
وردا على سؤال عن ضغوط الإدارة على العراق قال مسؤول في البيت الأبيض "ليس من المهم للأمن الإقليمي فقط أن يُسمح لشركائنا الأكراد بتصدير نفطهم، بل وأيضا للمساعدة في الحفاظ على انخفاض سعر الوقود".
وكان هناك تعاون عسكري وطيد بين السلطات في إقليم كردستان والولايات المتحدة خلال الحرب على تنظيم الدولة.
واستأنف ترامب حملة "أقصى الضغوط" على إيران بعد أيام من عودته للبيت الأبيض في يناير كانون الثاني. وإضافة إلى الجهود الرامية إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، أمر ترامب وزير الخزانة الأمريكي بضمان عدم قدرة إيران على استخدام النظام المالي العراقي.
ووعد ترامب مع عودته إلى البيت الأبيض بخفض تكاليف الطاقة للأمريكيين. ومن الممكن أن يؤدي الانخفاض الحاد في صادرات النفط من إيران إلى ارتفاع أسعار الخام، مما سيؤدي إلى زيادة أسعار البنزين في جميع أنحاء العالم.
واستئناف الصادرات من كردستان سيساعد في تعويض بعض الخسارة التي قد تلحق بالإمدادات العالمية بسبب انخفاض الصادرات الإيرانية، لكنه لن يعوض سوى حصة ضئيلة من أكثر من مليوني برميل يوميا من النفط الخام والوقود الذي تشحنه إيران.