أنتم حثالة وعملاء بلا شرف والشعب جميعه يعلم حقيقتكم
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
قرأت تعليق القحاتي محمد حسن التعايشي يتحدث فيه بغيظ شديد وكراهية شديدة عن الجيش السوداني، يتوعد ويهدد ولكن آماله ورغباته المُلحة بادية وظاهرة ولم يستطيع منعها، فالرجل كان يُمني النفس بانتصار الدعم السريع، وهو منزعج جدا لفشل المخطط. التعايشي رجل بلا انتماء ولا هوية ولا حزب ولا فكر ولا وطنية، هو نموذج لتربية أركان نقاش في الجامعات، ونموذج لشتات مهاجر بلا قدرات، فصار يأكل عيشه بالعمالة والارتزاق، وأصبح مخبر محلي وعبد للمشروع الغربي.
نقول لمثل هذا الشخص هناك ثوابت وطنية موضوعية لن تتفكك ولو قضيت كل عمرك عميلا يأتي للبلاد أوقات التدخل الخارجي، نقول له هي ثوابت بسيطة: فالجيش السوداني هو القوات المسلحة السودانية وستظل وتبقى، ثم مستقبل السودان وحقوق شعبه وأهله ستتحقق بالسيادة الوطنية فهي خط أحمر، وثالثا لا مكان لكم في البلاد مرة أخرى، ولا مكان لمشروعكم في الوطن مرة أخرى. ونحن نعلم عيوب العملية السياسية النهائية التي قادت البلاد للحرب، وأهم هذه العيوب هي تمكينها لفئة من العملاء وشخصيات المجتمع المدني الأممي من شؤون البلاد مثلك ومثل نصر الدين عبدالباري العميل الآخر.
إن فشل المخطط هو سبب انزعاج هذا العميل وهو سبب استعجاله المتوتر المضطرب ليتحدث عن هزيمة الجيش. فالجيش أفشل مخططم تماما وصارت دولة توغو هناك في ركن أفريقيا الغربية ناحية المحيط ملجأ اجتماعاتكم مع المليشيا وبتمويلها. أنتم حثالة وعملاء بلا شرف والشعب جميعه يعلم حقيقتكم.
هناك عبارة شهيرة في رواية مزرعة الحيوان تقول: كل الحيوانات متساوية إلا أن بعض الحيوانات أكثر مساواة من غيرها.
All animals are equal, but some are more equal than others
وهي مقولة تهكمية تكشف مفارقة فساد شلة الخنازير في رواية (مزرعة الحيوان) للكاتب الانجليزي الروائي جورج أورويل. هذه العبارة مناسبة لفهم طبيعة القحاتة، فهم سيئون جميعهم لكن بعضهم أكثر سوء من الآخرين، وحكمهم مشابه لحكم خنازير جورج أورويل للمزرعة.
كيف ذلك؟ ولماذا؟ ومن هو النموذج الأكثر سوء؟
إذا كان حزب المؤتمر السوداني أكثرهم اتصالا بالمشروع الغربي، والتجمع الاتحادي أكثرهم غباء وشعبوية فارغة، وحزب الأمة مختطف وتائه وضائع، فإن أكثر أنوع القحاتة سوء هو ذلك الذي لا ينتمي لحزب بل ينتمي لمنظمات المجتمع المدني العابرة للحدود. والتعايشي نموذج لهذا النوع، فالرجل يعمل مع منظمة pilpg منذ مدة، والرجل متعاون عميق مع البريطانيين وجهاز مخابراتهم MI6. أما منظمة pilpg فهي قد كتبت دستور تسييرية المحامين الذي مهد للإطاري ومنح المليشيا ما تريده، وهي منظمة رعت حركات مسلحة من أجل الانفصال وابتزاز الدولة منذ فترة طويلة ولا زالت تعمل ولا زال راتب التعايشي وحتى تاريخ كتابة هذا البوست يأخذ راتبه منها. وبالطبع فالرجل دواخله مشوهة ورأسه مليء بهراء المظلومية والتهميش يبرر به عمالته ويتخذه شعورا تعويضيا يكبح به أي لحظة ليقظة وطنية، وقد مات القلب تماما وغرقت النفس في العمالة وللدولار قوته كما تعلمون، فما بالك لو أتى من الخواجات ومن المليشيا.
أعصابك يا عميل ما تزعل.
هشام عثمان الشواني
الشواني
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نحو رؤية وطنية سودانية (١) إين نحن الان
د. عمرو محمد عباس محجوب
لايمكن حل اي مشكلة مالم تعرفها بشكل دقيق. وأول ماعرفناه ان عند الانتصار يتجمع الوفود وهو ماحدث عند تكوين الحكومة حيث تجمع كل اصحاب الطموحات ومن يظهرون عند جمع الغنائم. عندما جاءت جحافل الجنجويد إلى وسط السودان وتموضعت في أماكن استراتيجية وهجومه في منتصف أبريل. كان الوطن جريحا ومثخناً بالصدمات، هنا هرب كل المنافقون والباحثون عن الكراسي ووقف مع الوطن والدولة الذين عفوا دائما عند المغانم وصار الوطن فسطاطين تمايزا تماماً.
اتفق اغلب السودانيون ان هناك عدو أساسي واحد هو الجنجويد لكن يضم في احشائه دول تسانده وتموله وتسلحه وتنعقد عليه فيها مؤتمرات التأييد. يوجد مجموعة سودانية من ضمنها احزاب ومنظمات ومجموعات وتجمعات شبابية وحركات مسلحة ومجموعات عرقية في تحالف وثيق مع الجنجويد ويتم تمويلها منه - حسب التسريبات من الجنجويد انفسهم- كما تنال هذه المجموعات المنتظمة جميعا في "تقدم" دعماً من لوبيات ومنظومات دولية واجهزة استخبارات وغيرها.
هناك مجموعة ثالثة من الحزب الشيوعي والمتأثرين حوله من شباب التغيير الجذري ضمن تحالفاتها التقليدية تقف في مكان يدين فيه الطرفين (وهنا يقترب من تقدم) ويسميه حيادا او سكوتاً او موقفاً ضد الطرفين. وبشكل عام يتفق مع الكوزوفوبيا التي بنى عليها تقدم سرديته. وهناك تبادل علاقات بين الطرفين وان كانت اغلبها لاتوضح الكثير.
اذن هناك تجادل كبير في وسط القوى المدنية، اي انها اليوم ابعد ماتكون اختلافاً من اي وقت مضى في خلال ثلاثون الإنقاذ. وعندما كتبت كتابيي الرؤية كان اغلب الشعب السوداني متفقاً حول إسقاط النظام اما ثورة او هبوطا ناعماً. وحتى سؤال أين نريد الذهاب لم يكن غائبا، فقد تم تنظيم ورشة عمل لبرنامج بديل من قوى الهبوط الناعم، وطلبت الإجماع الوطني وتجمع ألمهنيين تطوير مذكرة حراك لبرنامج إسعافي تبنته قحت لاحقاً وقدمته لحمدوك كبرنامج للانتقالية وأنكره حطب. وكانت العلاقات والاتفاقات والتحاور بين كل الأطراف سالكاً وفاعلاً. هذا الخلاف الكبير في وسط النخبة السياسية والاجتماعية سوف يطرح اسئلة اكثر وأكبر حول سؤال الرؤية الثاني.
اغلب الأحزاب التقليدية التاريخية والحديثة والمنظمات مثل الجمهوريين والعديد من نخبة ما سمي بالمجتمع المدني وأغلبها مرتبطة بالتمويل الخارجي الأمريكي غالبا والاتحاد الأوربي احياناً كلها الآن تنتظم في تقدم. وهو مفهوم في السياق السوداني من سيطرة العسكر لأغلب تاريخ السودان وإغراء استعادة الديمقراطية على يد الجنجويد كما توهموا.
اغلب السودانيون سوف يعودون لمواطنهم وهم يحملون الكثير جدا من ذكريات مريرة ضد الجنجويد ومن يؤيدونهم ولديهم حماس واستجابة فعالة للدفاع عن دولتهم ومؤسساتهم وثرواتهم ومستقبل أبنائهم. غالبية أبناء الوطن يرفضون تحالفات تقدم واليسار المنظم ويتراوح تقديرهم من سوء الاختيار إلى الخيانة. اغلب أبناء الوطن لديهم موقف موحد وصلب من موقف دولة الامارات بدعم الجنجويد وتقدم وغيرهم وايضاً من الدول المجاورة التي تساهم في اي أنواع الدعم للجنجويد او لقاءات تقدم او المنشقين منها.
رؤيوياً فان انتصارات الدولة السودانية وهزائم الجنجويد والتراجعات في الدول المجاورة عن تقديم الدعم العلني والوقح وفرحة أبناء الوطن بعودتهم إلى مدنهم وقراهم المحررة وبداية تكون مجتمعات وانتهاء تكوينات قديمة، مثل الإدارات الأهليّة التي دعمت الجنجويد وغيرها. سوف تظهر نخب جديدة وتذوب القديمة ويظهر مؤثرون اجتماعيون اكتسبوا موقعهم من حمل السلاح او المشاركة في لجان الطواريء وغيرها.
سوف يعاد نقاش الميثاق لان محتواها طوي نسبيا وظهرت حوارات و افكار جديدة ونبتات تعبر عن قوى جديدة دخلت الساحة ولها خبرات وتجارب جديدة جزء منها من الموجودين في الوطن في اللجان المختلفة وجزء منها من الشباب حاملي السلاح في الدفاع عن وطنهم وجزء اخير من خبرات الذين لجئوا إلى بلاد مختلفة وخاضوا تجارب مختلفة. سوف تنهي التحضيرات لمواصلة اعادة النظر في الميثاق الاستقطابات ومحاولات السواقة بالخلا وهندسة ممثلي التنسيقيات وفرض اجندات الذي ترك اثرأً ضاراً في مرحلة صياغة الميثاق.
سوف أتناول كيفية نبدأ في استمرار الثورة في المقال الثاني حول إلى أين نريد الذهاب.
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842