لندن- العُمانية

أعلن المتحف البريطاني أنَّ نحو ألفي قطعة أثرية من بينها مجوهرات ذهبية وأحجار كريمة، سُرقت من المتحف على مدى فترة طويلة من الزمن، لكن الجهود جارية بالفعل لاستردادها.

وقال جورج أوزبورن رئيس المتحف في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية: "إنَّ مقتنيات المتحف ليست مدرجة بالكامل في قوائم أو مسجلة بالشكل المناسب، وهو وضع ليس غريبًا على المؤسسات الكبيرة التي جمعت مقتنياتها على مدى مئات السنين".

وأضاف: "إنَّ العناصر المعنية تعود إلى الفترة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وتم الاحتفاظ بها في المقام الأول للأغراض الأكاديمية والبحثية، وأنَّ هناك تحقيقًا جنائيًّا جاريًا لمعرفة ما سُرق، وأعتقد أنَّ الأمر يتعلق بنحو ألفي قطع، لكن يجب أن أقول إن هذا رقم مبدئي للغاية وما زلنا نبحث بنشاط".

وتابع أوزبورن: "بدأنا بالفعل في استعادة بعض المسروقات، دون ذكر أي تفاصيل حول ما تم استرداده أو كيفية الاسترداد".

وكان المتحف البريطاني أعلن الأسبوع الماضي، عن أنَّ أحد الموظفين تمَّ فصله بعد اكتشاف سرقة قطع من المخزن تعود إلى فترة تمتد من القرن الـ 15 قبل الميلاد إلى القرن الـ 19 الميلادي.

يشار إلى أنَّ المتحف البريطاني تأسس عام 1753، وقد جمع مجموعة تضم حوالي ثمانية ملايين قطعة، ولكن اعتبارًا من عام 2019، لم يكن هناك سوى حوالي 80 ألف قطعة معروضة للجمهور، مع الاحتفاظ بالباقي في المخزن.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: المتحف البریطانی

إقرأ أيضاً:

ربع القرن اللبناني: زلازل الاستتباع وفجر موعود

كتب نبيل بو منصف في" النهار": لعل أسوأ ما صاحب احتفال العالم بالانتقال الى فجر الألفية الثانية ، قبل ربع قرن ، ان لبنان اسر في مطالع القرن الحالي بتمدد ارث الوصاية الأسدية السورية عليه متزاوجة ومتحالفة مع تمدد نفوذ الثورة الإسلامية الإيرانية فكان فجر القرن الإنذار المتأخر الى ان خط الزلازل الاستتباعية والوصاياتية لن يبارح لبنان حتى يقوم اللبنانيون بما يبدل مصيرهم القاتم . المحطات الكبرى المفصلية لربع القرن الأول الحالي بدأت بلا منازع مع انتفاضة ثورية قادها البطريرك الاستقلالي الأيقوني الماروني مار نصرالله بطرس صفير عبر "البيان الثوري" الأول لثورة ستأتي لاحقا وتبدل وجه مسار الصراع مع الوصاية الأسدية ، حين صدر بيان المطارنة الموارنة الشهير عام 2000 الذي نادى بجلاء الوصاية السورية عن لبنان بعد اشهر من انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان ووفاة حافظ الأسد . مع ذلك اشتد أوار الصراع بعدما استشعر نظام الأسد الابن تسخين الأرض تحت أقدامه ولكن رياح التغيير الكبير التاريخيّ في مسار الصراع السيادي اللبناني مع دمشق المحتلة الوصية جاء بعصف احداث 11أيلول الأميركية حين التفتت الولايات المتحدة بقوة نحو بؤر الإرهاب والأنظمة الحاضنة والمصدرة له فكانت شراكة تاريخيّة بين جورج دبليو بوش وجاك شيراك عبر القرار الدولي 1559 . في تلك الحقبة عام 2004  اشتعل المسار الأشد التهابا في الصراع اللبناني السيادي مع نظام البعث الاسدي الوصي ولا سيما حين ارتكب بشار الأسد ما شكل "افضل" ارتكاباته واخطائه الاستراتيجية بالتمديد قسرا للدمية الرئاسية أميل لحود وهو الخطأ الذي قاده الى جنون إجرامي مطلق لاحقا بتفجير حرب الاغتيالات ضد رجالات ونخب قوى الثورة السيادية بدءا برفيق الحريري . ولم يكن الانسحاب السوري المذل من لبنان سوى علامة متقدمة على مفارقة تاريخيّة بات يمكن إثباتها الان وهي ان الخروج المذل للقوات السورية واستخبارات النظام الطاغية من لبنان تحول الى عد عكسي لاشتعال الثورة السورية بعد سنوات ضد النظام الاسدي داخل سوريا .

تداعيات جلاء الوصاية السورية عن لبنان زجت به في الأسوأ آنذاك حين انبرى الحليف الأقوى للنظام البعثي السوري والذراع الأول والاقوى لإيران في لبنان والمنطقة "حزب الله" الى رفع راية الوراثة قولا وفعلا وممارسات وارتكابات وانقلابات وترهيب في كل مناحي السياسة اللبنانية والسيطرة بقوة فائض القوة على المؤسسات الدستورية والواقع الرسمي والسلطوي . لم تقو قوى تحالف 14 اذار على تحالف 8 اذار من حيث جعل توازن القوى السياسي يغلب الاختلال المخيف في ميزان الاستقواء المسلح فغدا "حزب الله" في العقود الثلاثة الماضية ، لا يقاس بميليشيا كما هو واقعه كقوة مسلحة غير شرعية ، بل صار اقوى من جيوش إقليمية يقيم على ترسانة صاروخية قلما يمتلكها جيوش . تحت هذا الواقع الذي شهد ذوبان لبنان ، بل تذويبه كبلد "محترم" بعدما صار في نظرة العالم العاصمة الرابعة المستتبعة لطهران ، تلقى النظام الدستوري اللبناني ضربات قاصمة متعاقبة من خلال ممارسات انقلابية تسببت بظاهرة الفراغ الرئاسي التي تكررت ، وفرض ظاهرة تشريع السلاح لـ"حزب الله" عبر الحكومات المتعاقبة تحت مسمى "المقاومة" لإسرائيل ، علما ان تورط الحزب في الإرهاب والترهيب والاتهامات بالاغتيالات بلغ ذروته في اجتياح بيروت الغربية "السنية" وإراقة الدماء وفرض "الثلث المعطل" في الحكومات بفعل ترهيب السلاح.
 
بعد سقوط الدولة والسلطة سقوطا دراماتيكيا كان الأول من نوعه وطبيعته في عصر الطائف ، بفعل انفجار الازمة التاريخية في عهد ميشال عون وانهيار الوضع المالي والمصرفي وانفجار ثورة 2019 الاجتماعية ، بدأ لبنان يتجه نحو مسار اشد فوضوية وتفككا خصوصا ان يد الاستتباع الإيرانية حولته الى مزيج خطير من بلد مفلس منهار وموئلا لاحد اقوى متاريسها وترساناتها "وجيوشها" عبر "حزب الله". بدا الوضع مهرولا بقوة هائلة نحو كارثة داخلية عندما تجددت عملية انقلابية على الدستور بتعطيل الانتخابات الرئاسية بعد نهاية عهد ميشال عون . لكن الكارثة لم تمكن هناك فقط ولم تنتظر ابدا الانفجار السياسي الداخلي ، بل جاءت عبر ربط حربي غزة ولبنان عقب عملية "طوفان الأقصى" . جاءت مغامرة ايران بحزبها في لبنان في اخر الحروب التي خاضها "حزب الله" كارثية على الحزب وايران وكذلك على النظام السوري وامتدادا الى كل المحور المسمى محور الممانعة . سواء بسواء انبلج فجر لبناني بقوة واقع غير محسوب ، فجر واعد بما يفترض ان يشكل ثورة تصويب تاريخيّة لما لحق بلبنان منذ ربع قرن وقبله أيضا . يحط لبنان رحاله عند نهاية السنة 2024 على وعد وأمل غير مسبوقين في تاريخه ، وليس فقط في ربع القرن الأول من احداثه ، بقيام دولة حقة ومجتمع سياسي متحرر ومستقل وحديث .مع ذلك ، لا نجرؤ على الغلو بعيدا  لئلا نحبط احباطا قاتلا !       
 

مقالات مشابهة

  • ربع القرن اللبناني: زلازل الاستتباع وفجر موعود
  • شبح النظام الأبوي يلاحق النساء إلى "أروقة العدالة".. لبناني يقتل زوجته داخل أسوار المحكمة وينتحر
  • هيئة الآثار: إعادة 10 آلاف قطعة أثرية خلال عهد الحكومة الحالية
  • السوداني يلاحق مقدمة برامج قضائياً بسبب رأيها
  • اكتشافات أثرية تكشف تاريخ حصن الحصين بضنك
  • «ديوا» تحصد 6 جوائز مرموقة من مجلس السلامة البريطاني
  • حادث جديد يؤكد تورط المخزن في التجارة العالمية للمخدرات
  • حزب المحافظين البريطاني يحذر من عودة أسماء الأسد
  • مصر.. إحباط تهريب 448 قطعة أثرية نادرة
  • الجيش البريطاني يعترف بأن خمس قواته لا يصلحون للقتال