قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الغلو والتفسير الناقص للنصوص‏ هو ‏ سبب غالب ما ابتلي به العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة من فتن كقطع الليل المظلم‏ .

إذا كانت لك حاجة عند أحد من الناس.. علي جمعة: ردد هذا الدعاء ذكر يفتح الأبواب المغلقة.. الإفتاء: احرص عليه ولن يكون طريقك مسدودا أبدا سبب الفتن  

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن بعض الناس استسهلوا قذف المسلمين بالبدعة والكفر والشرك والجهل في أمور خلافية قال بها أئمة المسلمين وعلماؤهم‏، ولم يعلم هؤلاء أن سر خلود الإسلام هو الاختلاف المحمود الذي دعا إليه الإسلام وتحلى به علماء الأمة منذ نشأة الحضارة الإسلامية.

وأضاف أن الداء الأكبر الذي غذي به أصحاب هذه الفتن هو غياب آداب الحوار والاختلاف وضوابطهما التي تعصم من تصدر في دين الله من الغلو والقدح في الآخرين إن كان الحق هو المطلوب من خلافه وليس الانتصار لتعصب أعمى أو هوى بغيض ،  قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ) [القصص:50].

وأشار إلى أنه يقول ابن القيم: إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم تنكر على من عمل بها مجتهدا أو مقلدا ،  [إعلام الموقعين 3/288]، منوهًا بأنه قد كانت سنة الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الإسلام في الحوار بينهم استعمال العبارات اللطيفة والكلمات العذبة ،  لمعرفتهم أن ذلك يلين القلوب القاسية ويقرب الخصم المعاند .

الداء الأكبر

واستشهد بما يقول سبحانه: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34] ،  كما أمر بالقول الحسن بل الأحسن الذي يسد مداخل الشيطان الذي يغري بالعداوة والبغضاء والجفوة عن طريق الكلمة الخشنة والرد السيئ، فقال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء:53].

وتابع:  وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن سبابا ولا فاحشا ولا لعانا، واتبع علماء الأمة هذا الهدي النبوي في خلافهم فنرى الإمام الذهبي يثني ثناء عطرا على تقي الدين السبكي مع أنه شيخ الأشاعرة الذي كان بينه وبين شيخه الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الخلاف ما هو معروف.

وأفاد بأنه لم يتبع علماء الأمة الظنون والأوهام في تخطئة الناس أو رميهم بالجهل والخيانة ،  بل نصوا على أن الأصل في عموم المسلمين الصدق والعدالة وحسن الظن بهم، وأن المسلم إذا قال شيئا فإنما يحمل على أحسن محاملة إن وجد إلى ذلك سبيل هذا في عموم الناس ،  فما بال علمائهم وعقلائهم إن قالوا شيئا ،  فالاحتياط في الاتهام هنا أولى ،  والتمهل للفهم أجدى.

واستطرد: لأن هؤلاء إنما يتكلمون بمستند شرعي حتى ولو لم ينصوا عليه في كتبهم ،  وهذا هو الأصل وما عليه العمل في كتب الفقهاء عندما يذكرون المسائل الفقهية خالية من النصوص الدالة عليها.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة

إقرأ أيضاً:

علماء صينيون يكشفون أسرار الحياة في أعمق نظام إيكولوجي بحري

كشف فريق من العلماء الصينيين، الستار عن آليات بقاء الحياة الغامضة في خندق ماريانا، أعمق نقطة على الأرض، في دراسة نشرت نتائجها في مجلة "سيل".

وأظهرت ثلاث أوراق بحثية نشرت يوم الجمعة، استراتيجيات تكيف جديدة وإمكانات الموارد للكائنات الحية الدقيقة والقشريات وأنواع الأسماك في البيئة القاسية، وذلك باستخدام العينات التي جمعتها الغواصة الصينية المأهولة في أعماق البحار "فندوتشه" (سترايفر).

ويقع خندق ماريانا على عمق 11 ألف متر تقريبا، وهو عبارة عن هاوية مظلمة دائمة البرودة يبلغ ضغطها 1100 ضغط جوي، وكان يُعتقد سابقا أنه "منطقة خالية من الحياة". وفي 10 نوفمبر 2020، وصلت "فندوتشه" إلى الخندق وكشفت عن نظام إيكولوجي غني.

وحدد الباحثون أكثر من 7500 جينوم تمثيلي لكائنات دقيقة بدائية النواة على مستوى الأنواع، يُعتقد أن حوالي 90% منها كائنات جديدة لم يتم توثيقها من قبل، مع تنوع يضاهي إجمالي التنوع الميكروبي البحري المعروف على مستوى العالم.

كما وجد الباحثون أن جينوم البرمائيات، وهي لافقاريات تشبه الجمبري، أكبر من الجينوم البشري بأكثر من أربعة أضعاف.
وكشفت التحليلات الجينية التي أجريت على 11 نوعا من أسماك أعماق البحار أن تراكم نوع من الأحماض الدهنية يمكن أن يساعد تلك الأسماك على التأقلم مع البيئات عالية الضغط.

أخبار ذات صلة الصين تهيمن على قطاع الطاقة المتجددة في العالم الصين: تغيير وضع غزة بالقوة لن يجلب السلام المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • مشعل: الفلسطيني هو وحده من سيحكم أرضه ولن يفرض عليه أي نظام سياسي
  • أحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة
  • علماء صينيون يكشفون أسرار الحياة في أعمق نظام إيكولوجي بحري
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية السادسة للسيد القائد 1446هـ
  • دعاء يجلب الرزق ويمنع الفقر .. واظب عليه في قيام الليل
  • تظاهرات حاشدة في واشنطن احتجاجا على تسريح علماء ووقف أبحاثهم
  • «حكماء المسلمين»: الأزهر الشريف منارة الوسطية والتسامح
  • «الضويني»: الأزهر منحة ربانية منّ الله بها على الأمة لتعبر عن روح الإسلام
  • "حرمة التبذير".. انعقاد ملتقى الفكر الإسلامي للواعظات بمحافظات الجمهورية