سواليف:
2024-10-03@05:11:28 GMT

لا غالب ولا مغلوب.. مصطلح معدوم في حرب أوكرانيا

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

لا #غالب ولا #مغلوب.. مصطلح معدوم في #حرب #أوكرانيا.. وخياران أمام #روسيا

#فؤاد_البطاينة

بات من المرئي أمامنا أن ما يجري في اوكرانيا حرباً حقيقية وطويلة بين المعسكر الاطلسي مجتمعاً بقدراته الاقتصادية والعسكرية بقيادة أمريكا من جهة، وروسيا الاتحادية وحدها من جهة أخرى، يستخدم فيها هذا المعسكر اسم اوكرانيا ودماء ابنائها.

وإن افترضنا براءة أمريكا من التمهيد لهذه الحرب، فإنها بالتأكيد بنت على وقوع هذه الحرب أطماعا استراتيجية لها تتجاوز اوكرانيا .  تجاوبت روسيا مع الاستفزازات بسرعة الحشد وقرار الحرب دون قراءة كافية للمشهد أو استشراف ما قد يترتب على هذه الحرب من احتمالات تتعلق بأهداف أمريكية، متشجعة بنجاحها السابق في القرم وببرودة ردة فعل أمريكا على حشودها. وقامت بالحرب باسم عملية عسكرية دون منحها خصائص العملية. وبهذه الطريقة التي موهت بها أمريكا لروسيا والعالم بأنها حرب بين دولتين فإنها قد فرضت الطبيعة الكلاسيكية على روسيا بميزان مختل جداً . وبناء على هذا الطرح، تكون روسيا قد بدأت الحرب بفشل وقصور سياسي اقترن بفشل عسكري، وبدون أهداف واضحة بخطة مراحلية وبدائل جاهزة، حيث النتائج دلّت على ذلك. اما اذا كان هدفها مقتصراً كما أعلنته على وأد مسببات خطيرة على أمنها بعملية عسكرية، فإنها فشلت حين لم تَحسم عمليتها بثقل عسكري كمي ونوعي في أيامها الأولى كدولة عظمى بموجب خطة تؤمن بها تغيير النظام الأكراني أو استسلامه لعلاقة جوار أمنة ً وسلامة خروجها من الحرب في ظل احتمالات ممكنة كي لا تطول وتجد نفسها في مستنقع أكراني استنزافي يغذيه ويديره حلف الناتو.  روسيا تواجه الآن حلف الأطلسي وحدها بحرب كلاسيكية غير متكافئة أدت بعد مرور أكثر من عام إلى تحويلها من، عملية روسية، الى حرب سجالية يصر الطرفان على خوضها لأهداف لهما. حيث وصلت المسيرات الأكرانية الى عمق روسيا وإلى الكرملبن، وأصبحنا نسمع بأن اوكرانيا تخوض حرب تحرير، مما جعل روسيا في حرب دفاعية في بعض الأحيان، وهذا ما يُستشف مما نراه في اشتداد ضرباتها كردة فعل حين تشتد الضربات الأكرانية. وهنا أقول، بمعزل عن العقيدة القتالية للجيش الروسي في هذه الحرب على وجه التخصيص، فإن روسيا لا تفتقد القدرة على سحق اوكرانيا وإفشال داعميها ومخططاتهم إن غيرت لعبتها أو انقلبت على أسباب فشلها في القرارين السياسي والعسكري .

ad

ألا تدرك القيادة البوتينية بأنها تخوض حربا طويلة على نسق واحد لا يحسم حرباً تستنزفها وتضعها على منحنى متراجع ينعكس على وضعها الداخلي وتماسكه ؟، ألا تدرك أن عدم سعي أمريكا إلى تسوية سياسية، وسعيها بدلا من ذلك لإطالة الحرب وتعظيمها فيه إعلان صريح بأن الحرب حربها في تحالف أطلسي، وأن الأهداف أهدافها وليست أهدافاً أكرانية، وبالتالي أن المطلوب أمريكياً هو رأس البوتينية، أو إخضاع الإتحاد الروسي للتفكيك كما جرى في الاتحاد السوفيتي ولو بسيناريو مختلف؟  ماذا تنتظر روسيا صاحبة ثاني أكبر جيش في العالم وربما الأولى في قدراتها النووية الردعية ؟ وما هي فائدة هذه القدرات لها أذا لم تُستغل بصورة من الصور في ردع عدوان أطلسي متفوق وخطير . بل وماذا لو أقحمتها أمريكا في حرب جديدة مع دولة أخرى من دول الجوار؟ فاستمرار منحنى التراجع العسكري الروسي سيشجع أمريكا على تعظيمه، وسيؤدي الى مزيد من التداعيات التي تنال من هيبة روسيا الدولية ومن صمود الجبهة الداخلية، أو الى وصول قيادة انقلابية تخضع لشروط أمريكية على طاولة مفاوضات . وفي سياق متصل، فإن القيادتين السوفييتية سابقاً، والبوتينية بعدها، تشكلان ثورة أيدولوجية على الإمبريالية الأمريكية وزعامتها للعالم على أرضية رخوة. فمن وحي الجغرافيا والديمغرافيا والتاريخ لم يكن هناك من فرق كبير في التطلعات الاستراتيجية والفوقية والقومية بين روسيا ودول أوروبا وأمريكا ولا اختلاف في هوى وثقافات شعوبها. وربما أن موقف الصين الحذر من الارتقاء بعلاقتها مع الاتحاد السوفيتي سابقاً ومع روسيا لاحقاً الى مستوى التحالف العسكري يُعزى إلى أنها لا تضع روسيا في قلب الصراع بين الغرب والشرق. وهنا يجدر بالقيادة البوتينية أن تُخضع هذا لحوار داخلي، فالشعوب هي الباروميتر للواقع. وأن تتنبه لاستغلال أمريكا لهذا الأمر. فأمريكا تنظر لروسيا وكل دول أوروبا بشرقها وغربها بمنظور واحد مقابل للشرقي، وبمنظور الشمال مقابل الجنوب، ولا يحجمها إللا القوة وميزان الربح والخسارة . وفي محصلة الكلام، البوتينية الروسية اليوم في ورطة وإن لم تخرج منها سالمة ومنتصرة فإن نتائجها ستكون وبالاً على روسيا ودول الشرق والجنوب والعرب . لكني لا أرى الطريق مسدوداً أمامها . ومن الخيارات التي تّطرح نفسها إثنان يدفعان أمريكا نحو طاولة المفاوضات التي تحقق فيها روسيا مطالبها المشروعة وسلامة وضعها .فإما أن تلبس مقولة الغرب بأنها في حرب مع اوكرانيا لا مع الأطلسي وتعمل عسكرياً وفق هذا كدولة عظمى دون قيود أو محظورات وصولاً للنظام الأكراني . وإما أن تعلن للعالم في صيغة بيان بأنها تتعرض لعدوان في حرب كلاسيكية غير متكافئة من قبل تحالف الأطلسي بأيد ومسمى أكرانيين، يعرضها لخطر وجودي، وأنها ستضطر في حالة عدم توقفه أن لا تخضع للإبتزاز ولا لصمت العالم بل ستغير اللعبة وأسلحتها. كاتب وباحث عربي اردني

مقالات ذات صلة منك المهر ولك الجنة وزيادة 2023/08/25

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: غالب حرب أوكرانيا روسيا هذه الحرب فی حرب

إقرأ أيضاً:

قتلى الحرب الأوكرانية.. جمهوريات روسيا الإسلامية تدفع ثمنا باهظا

كشفت حصيلة، وصفت بالمؤكدة، نشرها قسم اللغتين التترية/الباشكيرية في إذاعة أوروبا الحرة، أن عدد أفراد الجيش الروسي من جمهوريتي تاتارستان وباشكورستان، كان الأعلى ضمن من لقوا حتفهم خلال الحرب الدائرة على أوكرانيا. 

وتتمتع الجمهوريتان، الواقعتان وسط روسيا، بحكم ذاتي ووتبع للفيدرالية الروسية وبهما أغلبية مسلمة. 

وبلغ عدد قتلى الجيش الروسي من المنحدرين من جمهورية باشكورستان، التي يكاد عدد سكانها يتجاوز 4 ملايين نسمة، ما لا يقل عن 3026 جنديا حتى 26 سبتمبر الحالي، بينما سقط من جمهورية تاتارستان 2740 قتيلا، حسب الحصيلة ذاتها.  

وتؤكد هذه الحصيلة، المرشحة للارتفاع بوتيرة أكثر حدة خلال الأسابيع المقبلة، بحسب المصدر ذاته، أن عبء الحرب يقع أكثر، وبشكل غير متساو، على الأقاليم القاصية، بعيدا عن سكان المناطق التي تتركز فيها الثروة، مثل موسكو وسانت بترسبورغ. 

وتجاوز عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش الروسي خلال الأشهر الـ30 الماضية، حسب تقديرات غربية، نصف مليون شخص، وهو ما يفوق عدد من سقطوا خلال عشر سنوات كاملة إبان الاجتياح السوفيتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. 

وحسب ذات المصدر، فقد دفعت المناطق التي تتمركز فيها مجموعات عرقية غير روسية الثمن الأغلى في هده الحرب، وبينها جمهوريتا تاتارستان وباشكورستان، رغم أن كليهما لا تعتبران من الأقاليم الفقيرة التي قد يضطر سكانها للتطوع بسبب قلة الموارد، أو ضعف الدخل. 

وفي تصريح للإذاعة، يقول ديميتري تريشكانين، رئيس تحرير موقع "ميديازونا"، الذي ينشر باللغة الروسية، إن هناك "الكثير من الضغوط الإدارية لدفع الناس للتطوع قسرا".  

ومنذ انطلاق الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في فبراير 2022، تلتزم سلطات موسكو تكتما شديدا على خسائرها في هذه الحرب، وتعود آخر حصيلة معلنة لشهر سبتمبر من نفس العام، وكان حينها عدد القتلى في صفوف الجيش الروسي قد بلغ رسميا 5937 جنديا، وهو رقم شككت سلطات كييف في دقته واعتبرت أن الرقم الحقيقي يفوقه بعشرة أضعاف.

مقالات مشابهة

  • أستاذة قانون دولي: أمريكا والغرب يهاجمان روسيا بسبب أوكرانيا.. ويغضان الطرف عن جرائم إسرائيل
  • مندوب أمريكا بمجلس الأمن: سنواصل دعم إسرائيل ونسعى لوقف الحرب
  • روسيا تعلن السيطرة على بلدة جديدة في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا
  • حماس: المجازر الصهيونية التي تدعمها أمريكا لن تضعف عزيمة وصمود ‏شعبنا
  • الأمم المتحدة: شهر يوليو كان الأكثر دموية للمدنيين في أوكرانيا منذ عام 2022
  • ما السر وراء ازدهار اقتصاد الحرب في روسيا؟
  • في الـ75 من عمره.. أمريكي يعترف بالقتال لصالح أوكرانيا ويواجه السجن في روسيا
  • قتلى الحرب الأوكرانية.. جمهوريات روسيا الإسلامية تدفع ثمنا باهظا
  • روسيا تستهدف 11 موقعا أوكرانيا بالطائرات المسيرة.. وتسجل أعلى عدد من الهجمات في شهر واحد
  • بوتين يؤكد عزم روسيا على تحقيق أهدافها في أوكرانيا ويصف ضم المناطق الأربع بـ"الحدث المصيري"