لا غالب ولا مغلوب.. مصطلح معدوم في حرب أوكرانيا
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
لا #غالب ولا #مغلوب.. مصطلح معدوم في #حرب #أوكرانيا.. وخياران أمام #روسيا
#فؤاد_البطاينة
بات من المرئي أمامنا أن ما يجري في اوكرانيا حرباً حقيقية وطويلة بين المعسكر الاطلسي مجتمعاً بقدراته الاقتصادية والعسكرية بقيادة أمريكا من جهة، وروسيا الاتحادية وحدها من جهة أخرى، يستخدم فيها هذا المعسكر اسم اوكرانيا ودماء ابنائها.وإن افترضنا براءة أمريكا من التمهيد لهذه الحرب، فإنها بالتأكيد بنت على وقوع هذه الحرب أطماعا استراتيجية لها تتجاوز اوكرانيا . تجاوبت روسيا مع الاستفزازات بسرعة الحشد وقرار الحرب دون قراءة كافية للمشهد أو استشراف ما قد يترتب على هذه الحرب من احتمالات تتعلق بأهداف أمريكية، متشجعة بنجاحها السابق في القرم وببرودة ردة فعل أمريكا على حشودها. وقامت بالحرب باسم عملية عسكرية دون منحها خصائص العملية. وبهذه الطريقة التي موهت بها أمريكا لروسيا والعالم بأنها حرب بين دولتين فإنها قد فرضت الطبيعة الكلاسيكية على روسيا بميزان مختل جداً . وبناء على هذا الطرح، تكون روسيا قد بدأت الحرب بفشل وقصور سياسي اقترن بفشل عسكري، وبدون أهداف واضحة بخطة مراحلية وبدائل جاهزة، حيث النتائج دلّت على ذلك. اما اذا كان هدفها مقتصراً كما أعلنته على وأد مسببات خطيرة على أمنها بعملية عسكرية، فإنها فشلت حين لم تَحسم عمليتها بثقل عسكري كمي ونوعي في أيامها الأولى كدولة عظمى بموجب خطة تؤمن بها تغيير النظام الأكراني أو استسلامه لعلاقة جوار أمنة ً وسلامة خروجها من الحرب في ظل احتمالات ممكنة كي لا تطول وتجد نفسها في مستنقع أكراني استنزافي يغذيه ويديره حلف الناتو. روسيا تواجه الآن حلف الأطلسي وحدها بحرب كلاسيكية غير متكافئة أدت بعد مرور أكثر من عام إلى تحويلها من، عملية روسية، الى حرب سجالية يصر الطرفان على خوضها لأهداف لهما. حيث وصلت المسيرات الأكرانية الى عمق روسيا وإلى الكرملبن، وأصبحنا نسمع بأن اوكرانيا تخوض حرب تحرير، مما جعل روسيا في حرب دفاعية في بعض الأحيان، وهذا ما يُستشف مما نراه في اشتداد ضرباتها كردة فعل حين تشتد الضربات الأكرانية. وهنا أقول، بمعزل عن العقيدة القتالية للجيش الروسي في هذه الحرب على وجه التخصيص، فإن روسيا لا تفتقد القدرة على سحق اوكرانيا وإفشال داعميها ومخططاتهم إن غيرت لعبتها أو انقلبت على أسباب فشلها في القرارين السياسي والعسكري .
ad
ألا تدرك القيادة البوتينية بأنها تخوض حربا طويلة على نسق واحد لا يحسم حرباً تستنزفها وتضعها على منحنى متراجع ينعكس على وضعها الداخلي وتماسكه ؟، ألا تدرك أن عدم سعي أمريكا إلى تسوية سياسية، وسعيها بدلا من ذلك لإطالة الحرب وتعظيمها فيه إعلان صريح بأن الحرب حربها في تحالف أطلسي، وأن الأهداف أهدافها وليست أهدافاً أكرانية، وبالتالي أن المطلوب أمريكياً هو رأس البوتينية، أو إخضاع الإتحاد الروسي للتفكيك كما جرى في الاتحاد السوفيتي ولو بسيناريو مختلف؟ ماذا تنتظر روسيا صاحبة ثاني أكبر جيش في العالم وربما الأولى في قدراتها النووية الردعية ؟ وما هي فائدة هذه القدرات لها أذا لم تُستغل بصورة من الصور في ردع عدوان أطلسي متفوق وخطير . بل وماذا لو أقحمتها أمريكا في حرب جديدة مع دولة أخرى من دول الجوار؟ فاستمرار منحنى التراجع العسكري الروسي سيشجع أمريكا على تعظيمه، وسيؤدي الى مزيد من التداعيات التي تنال من هيبة روسيا الدولية ومن صمود الجبهة الداخلية، أو الى وصول قيادة انقلابية تخضع لشروط أمريكية على طاولة مفاوضات . وفي سياق متصل، فإن القيادتين السوفييتية سابقاً، والبوتينية بعدها، تشكلان ثورة أيدولوجية على الإمبريالية الأمريكية وزعامتها للعالم على أرضية رخوة. فمن وحي الجغرافيا والديمغرافيا والتاريخ لم يكن هناك من فرق كبير في التطلعات الاستراتيجية والفوقية والقومية بين روسيا ودول أوروبا وأمريكا ولا اختلاف في هوى وثقافات شعوبها. وربما أن موقف الصين الحذر من الارتقاء بعلاقتها مع الاتحاد السوفيتي سابقاً ومع روسيا لاحقاً الى مستوى التحالف العسكري يُعزى إلى أنها لا تضع روسيا في قلب الصراع بين الغرب والشرق. وهنا يجدر بالقيادة البوتينية أن تُخضع هذا لحوار داخلي، فالشعوب هي الباروميتر للواقع. وأن تتنبه لاستغلال أمريكا لهذا الأمر. فأمريكا تنظر لروسيا وكل دول أوروبا بشرقها وغربها بمنظور واحد مقابل للشرقي، وبمنظور الشمال مقابل الجنوب، ولا يحجمها إللا القوة وميزان الربح والخسارة . وفي محصلة الكلام، البوتينية الروسية اليوم في ورطة وإن لم تخرج منها سالمة ومنتصرة فإن نتائجها ستكون وبالاً على روسيا ودول الشرق والجنوب والعرب . لكني لا أرى الطريق مسدوداً أمامها . ومن الخيارات التي تّطرح نفسها إثنان يدفعان أمريكا نحو طاولة المفاوضات التي تحقق فيها روسيا مطالبها المشروعة وسلامة وضعها .فإما أن تلبس مقولة الغرب بأنها في حرب مع اوكرانيا لا مع الأطلسي وتعمل عسكرياً وفق هذا كدولة عظمى دون قيود أو محظورات وصولاً للنظام الأكراني . وإما أن تعلن للعالم في صيغة بيان بأنها تتعرض لعدوان في حرب كلاسيكية غير متكافئة من قبل تحالف الأطلسي بأيد ومسمى أكرانيين، يعرضها لخطر وجودي، وأنها ستضطر في حالة عدم توقفه أن لا تخضع للإبتزاز ولا لصمت العالم بل ستغير اللعبة وأسلحتها. كاتب وباحث عربي اردني مقالات ذات صلةالمصدر: سواليف
كلمات دلالية: غالب حرب أوكرانيا روسيا هذه الحرب فی حرب
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: روسيا لم تبد أي استعجال لإنهاء حرب أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن روسيا أبدت ارتياحها لاقتراح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستبعاد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي كوسيلة لإنهاء الحرب، لكنها لم تُبد أي استعجال في التوصل إلى اتفاق.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير إخباري - إن الإدارة الأمريكية عرضت الفكرة ضمن حزمة مقترحات على مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين الأسبوع الماضي حيث تنتظر الولايات المتحدة رد كييف، المتوقع خلال اجتماع مع مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين في لندن في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفي حال توافقت المواقف الأمريكية والأوروبية والأوكرانية، فقد تُعرض المقترحات على موسكو.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله للصحفيين أمس: "سمعنا من واشنطن على مستويات مختلفة أن عضوية أوكرانيا في الناتو غير واردة، هذا أمر يُرضينا ويتوافق مع موقفنا" ومع ذلك، رفض بيسكوف التعليق على احتمالات التوصل إلى اتفاق لحل النزاع، وخاصةً بشأن الإطار الزمني بينما أعرب ترامب عن أمله في أن تتوصل أوكرانيا وروسيا إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وسلطت الصحيفة الضوء على تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال فيه إن موسكو لديها "موقف إيجابي" تجاه أي مبادرات سلام، لكن على كييف إظهار استعداد مماثل، مضيفا أن القتال استؤنف بعد وقف إطلاق النار الذي أعلنه في عيد الفصح، والذي لم يؤد فعليًا إلى توقف إطلاق النار.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن دعوة بوتين لوقف إطلاق النار كانت على الأرجح مناورة تستهدف ترامب، الذي هدد بوقف محادثات السلام.
بدوره، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبل اجتماع هذا الأسبوع في لندن حيث أكد استعداد بلاده للتحرك بشكل بناء نحو إنهاء النزاع.
وقال زيلينسكي، في منشور على منصة (إكس)،: "يجب أن يكون وقف إطلاق النار غير المشروط الخطوة الأولى نحو السلام، وقد أوضح عيد الفصح هذا أن تصرفات روسيا هي التي تُطيل أمد الحرب".
ونوهت الصحيفة إلى أن محاولات إدارة ترامب لم تفلح للتفاوض على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية حتى الآن، ورغم أن الولايات المتحدة عقدت جولات متعددة من المحادثات، بما في ذلك أول حوار مباشر بين واشنطن وموسكو منذ العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، إلا أن هذه الجهود لم تُوقف القتال حيث تؤجل موسكو محادثات السلام، مُعتبرةً أن مكاسبها الميدانية تمنحها نفوذًا أكبر لتقديم أقصى قدر من التنازلات في المناقشات.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة ستنتقل إلى أولويات دبلوماسية أخرى إذا رأت أن التوصل إلى اتفاق غير ممكن في الأسابيع القليلة المقبلة.
وفي وقت لاحق، قال ترامب إن الولايات المتحدة "ستتجاهل" أي محاولة من موسكو أو كييف لعرقلة التقدم في اتفاق سلام.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا لطالما زعمت أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أمرا غير مقبول، معتبرة إياه تهديدًا مباشرًا لأمنها وتعديا على ما تعتبره مجال نفوذها حيث قال بيسكوف: "لا ينبغي أن تكون أوكرانيا عضوًا في حلف الناتو، ولا ينبغي أن يكون لديها أي احتمال للاندماج معه، سيُشكل هذا تهديدا للمصالح الوطنية للاتحاد الروسي، وهذا أحد الأسباب الجذرية للصراع".
ورد مسؤولون غربيون بأن الناتو تحالف دفاعي لا يُهدد موسكو، وأن لأوكرانيا، كدولة مستقلة، الحق في اختيار ترتيباتها وتحالفاتها الأمنية الخاصة.
وأوضحت الصحيفة أنه إلى جانب استبعاد أوكرانيا من حلف الناتو، تتضمن مقترحات إدارة ترامب اعترافا أمريكيا محتملا بضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، وتدعو فكرة أمريكية أخرى إلى اعتبار المنطقة المحيطة بالمفاعل النووي في زابوريجيا منطقة محايدة يمكن أن تكون تحت السيطرة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن هذه الأفكار وضعت في وثيقة سرية قدمها كبار مسؤولي إدارة ترامب إلى نظرائهم الأوكرانيين في باريس يوم الخميس الماضي، كما تم تبادلها مع كبار المسؤولين الأوروبيين.. مشيرة إلى رفض بيسكوف يوم الاثنين التعليق على مقترحات السلام الأمريكية، باستثناء المقترح المتعلق بعضوية أوكرانيا في حلف الناتو، قائلًا إن جهود حل النزاع لا ينبغي أن تُعقد علنًا.