لجريدة عمان:
2024-07-03@02:08:17 GMT

هل تقبل الزواج من جامعية ؟

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

عام ١٩٨٩م.. يوم الأربعاء.. التوقيت.. لا يتضح كم كانت الساعة حينها غير أن ضوء النهار بدأ ينسحب من «ليوان» البيت ببطء شديد ودفقات الهواء تدفع بـ«الدرايش» يمنة ويسرة بحركة سريعة ومزعجة تشي بليلة شديدة البرودة وهبوب رياحٍ جافة.

بدت الفكرة الآن غاية في الجِدية بعد زمن طويل من الأخذ والرد والتداول مع الإخوة والأصدقاء خاصة الذين يمتلكون رؤى مستنيرة حول كيفية التعامل مع المستقبل.

. إن فكرة الزواج بفتاة درست في جامعة مختلطة وتحتكم على شهادة علمية هو خروج عن المألوف والسائد ويعني بكل بساطة أنها ستكون «مشاكسة» مستقلة فكريًا وصاحبة رأي قد لا يأتي بخير.. يعني ذلك أيضًا أنها مؤهلة للتعيين في وظيفة جيدة والوظيفة بطبيعة الحال ستجلب المال والمادة؛ ستجلب القوة والسيطرة.. أُسقط في يد الرجل الذي لم يجد حلًا ملائمًا يُخرجه من هذا المأزق خاصة أنه يحب هذه الفتاة ويرغب في الزواج منها.

«زوجة موظفة» حصلت على درجة البكالوريوس قادرة على أن تُحاور وتناقش وتردُ بالحجة والمنطق.. لها دخلها الخاص وحسابها البنكي ورؤيتها ربما المختلفة في تدبير الحياة إداريًا وماليًا يا لها من فكرة غبية سيرفضها كل من وُهب ذرة من عقل فمن يقبل و«الرجال قوامون على النساء» أن يصبح تعليم زوجته العالي مصدر إضعاف لشخصيته وسيطرة لا يمكن التحكم فيها على مفاصل حياته الزوجية.

صُفق الباب فجأة فاستيقظ الرجل كدِرًا من قيلولته.. كانت الساعة تشير إلى السادسة وسبع دقائق واليوم هو السبت الخامس من أغسطس من عام ٢٠٢٣ م. أجال النظر في أركان الغرفة.. ازدرد زجاجة الماء التي تدحرجت بجانبه وشربها على دفعة واحدة.. استوعب ساعتئذ أنه عاد إلى الواقع.

تأكد الرجل من حقيقة أنه فعلا في عام ٢٠٢٣م عبر النظر في «شاشة» هاتفه النقال ومن خلال صخب الحياة الذي ينبثق بخِفة إلى مسمعه.. قال بنبرة من تساوت معه الأحوال: «رغم ذلك لا يبدو الزمن جميلا الآن فلكل مرحلة حياتية جمالها وطبيعة مشاكلها».

اليوم تزدحم الحياة بمشاكل من نوع مختلف لا تشبه ما كانت عليه في الثمانينيات والسنوات التي جاءت بعدها. كانت سِمة تلك الفترة الزمنية بساطة الحياة وقدرة الدُخول الشخصية المتواضعة ممثلة في قدرة الرواتب على الإيفاء بكافة المتطلبات مع انخفاض الأسعار.. لا خدمات اتصال هي الآن ضرورية كاتصالات الهاتف المحمول أو التي ترتبط بالإنترنت.. لا خدمات ترفيهية كالسفر والشراء الإلكتروني.. لا مواد استهلاكية كالتي تزخر بها اليوم «المولات» الكبيرة وتتسبب في حدوث نكبات مالية.

مَن هذا الإنسان المُتزن الذي يرفض في عام ٢٠٢٣ م الزواج من فتاة جامعية أو موظفة أو من هي في طريقها للتوظيف؟ من يُقبل منه حتى مجرد التفكير في ذلك والحياة تأخذ منحنى يزداد صعوبة يومًا بعد يوم؟ من هو العاقل الذي تتوفر له فرصة الاقتران بامرأة على درجة عالية من الوعي والتعليم تعينه على اجتياز كثير من المتاعب التي قد تحرمه من تحقيق سُبل الراحة والرفاهية والعيش الكريم ويرفض راضيا مقتنعا؟

ولأن الزمن لم يعد هو الزمن بات من الحماقة طرح الكثير من الأسئلة التي كانت فيما مضى «وجودية» إلا من باب التندر أو التذكر أو المقارنة من بينها سؤال: هل تقبل الزواج من جامعية؟

آخر نقطة..

تحت مسميات كثيرة يُسمِمُ الحقد حياتنا ويُحيلها إلى معارك خاسرة وتحت مُسمى واحد فقط هو «الحُب» يتحول العطاء اللامحدود إلى قيمة رفيعة لا يعرف كنهها إلا النبلاء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الزواج من

إقرأ أيضاً:

وثيقة سرية عمرها 428 عامًا تكشف شبكة جواسيس الملكة إليزابيث الأولى

سلط مؤرخ بريطاني الضوء على وثيقة عمرها أكثر من 4 قرون، تكشف عن أول "جهاز مخابرات منظم" في إنكلترا، تمكن من التجسس على العديد من ملوك أوروبا لصالح الملكة إليزابيث الأولى، وفقا لصحيفة "غارديان" البريطانية.

ولأكثر من قرن من الزمان، ظلت مستندات غير مكتشفة داخل الأرشيف الوطني البريطاني، تتضمّن ورقة واحدة بعنوان "أسماء الجواسيس"، تحمل بين طيَّاتها سرًا لإحدى شبكات التجسس الإليزابيثية السرية.

وتم مؤخرا جمع وتحليل ذلك الملف السري الذي يعود تاريخه إلى 428 عامًا، والخاص بروبرت سيسيل، الجاسوس الرئيسي للملكة إليزابيث الأولى.

وكشف الملف كيف قام سيسيل بإنشاء واستخدام شبكة سرية للتجسس على الملوك الأوروبيين لصالح العرش الإنكليزي.

صحيفة: "جواسيس الصين ظهروا فجأة" في جميع أنحاء أوروبا قالت صحيفة أميركية إن موجة الاعتقالات في دول أوروبية لعدد من الجواسيس الصينيين تظهر أن القارة فقدت صبرها مع بكين وأنشطة التجسس التي ترعاها حتى في دول تحاول إقامة علاقات جيدة معها.

وكانت الشبكة واسعة النطاق لدرجة أن المؤرخ ستيفن ألفورد، الذي يحاول منذ نحو 15 عامًا البحث عن جواسيس إليزابيثيين وإعادة بناء ملفات سيسيل السرية حول كل "جاسوس" منذ أن وجد القائمة في الأرشيف، يعتقد أنها كانت "أول جهاز مخابرات منظم بشكل صحيح في إنكلترا".

وأوضح ألفورد، الذي يشغل منصب أستاذ التاريخ البريطاني في جامعة ليدز: "كانت هناك العديد من الأسماء مدرجة – بعض الأسماء كنت أعرفها، وهي لشخصيات داخل أو قريبة من المجلس الخاص للملكة إليزابيث الأولى، والكثير منها لم أكن أعرفه".

وزاد: "في نهاية المطاف، أدركت أن الأرقام المجاورة لأسمائهم كانت أرقام صفحات، وأن هذه كانت حقًا صفحة فهرس. كان ذلك بمثابة لحظة إلهام".

والوثيقة التي كانت مهملة سابقًا، والتي يعتقد ألفورد أن سيسيل بدأ في كتابتها عام 1596، كانت قد وُضعت في مجلد "متنوع" من قبل الأرشيفيين الفيكتوريين.

مخرج بولندي يتحدث عن محاولة "جواسيس روس" التدخل بـ"فيلم بوتين" كشف مخرج بولندي أن ضابط مخابرات روس قد تواصلوا معه عبر طرق ملتوية للحصول على نسخة من فيلمه الذي تناول فيه سيرة الرئيس، فلاديمير بوتين، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقا لما ذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية.

وفي هذا الصدد، قال ألفورد: "أعتقد أنني كنت أول عالم (تاريخ) يهتم به"، مضيفا: "كان للفيكتوريين عادة، عندما يصادفون أوراقًا لم تكن مفهومة بالنسبة لهم، يضعوها جانبًا". 

وتجسّد قصة سيسيل وزملائه الجواسيس مزيجًا من الدهاء السياسي والإثارة التي تنافس أعظم روايات الجاسوسية، إذ أنهم كانوا يعتمدون على الحبر السري، والرسائل المشفَّرة، وخطط التخفي المعقدة لجمع معلومات بشأن تحرّكات البلاط الأوروبي وأسراره، وفق الصحيفة.

ويُعتبر اكتشاف ألفورد بمثابة إعادة تشكيل لفترة حرجة في تاريخ التجسس البريطاني،  حيث يوضح كيف أن شبكة التجسس، التي أنشأها سيسيل، استمرت لعقود في لعب دور حيوي بحماية العرش الإنكليزي وضمان استقراره ضد التهديدات الداخلية والخارجية.

مقالات مشابهة

  • وجوه مستعارة
  • أخصائية: كورونا كانت فترة ذهبية لتيسير تكاليف الزواج على الطرفين
  • صفوت دسوقي يكتب " شيرين وقعت في فخ أحمد زكي"
  • مخاوف من تأثير تغير المناخ على إنتاج الزيتون في إسبانيا
  • "الزراعة": ثورة 30 يونيو بمثابة قبلة الحياة للقطاع الزراعي
  • نحن السودانيين اعداء انفسنا بتدخلنا في ما لايعنينا (2)
  • خيبات !!
  • هذا ليس تخويناً لقيادة الجيش لكنه سيبقي التفسير الأقرب للمنطق
  • وثيقة سرية عمرها 428 عاماً تكشف شبكة جواسيس الملكة إليزابيث الأولى
  • وثيقة سرية عمرها 428 عامًا تكشف شبكة جواسيس الملكة إليزابيث الأولى