عام ١٩٨٩م.. يوم الأربعاء.. التوقيت.. لا يتضح كم كانت الساعة حينها غير أن ضوء النهار بدأ ينسحب من «ليوان» البيت ببطء شديد ودفقات الهواء تدفع بـ«الدرايش» يمنة ويسرة بحركة سريعة ومزعجة تشي بليلة شديدة البرودة وهبوب رياحٍ جافة.
بدت الفكرة الآن غاية في الجِدية بعد زمن طويل من الأخذ والرد والتداول مع الإخوة والأصدقاء خاصة الذين يمتلكون رؤى مستنيرة حول كيفية التعامل مع المستقبل.
«زوجة موظفة» حصلت على درجة البكالوريوس قادرة على أن تُحاور وتناقش وتردُ بالحجة والمنطق.. لها دخلها الخاص وحسابها البنكي ورؤيتها ربما المختلفة في تدبير الحياة إداريًا وماليًا يا لها من فكرة غبية سيرفضها كل من وُهب ذرة من عقل فمن يقبل و«الرجال قوامون على النساء» أن يصبح تعليم زوجته العالي مصدر إضعاف لشخصيته وسيطرة لا يمكن التحكم فيها على مفاصل حياته الزوجية.
صُفق الباب فجأة فاستيقظ الرجل كدِرًا من قيلولته.. كانت الساعة تشير إلى السادسة وسبع دقائق واليوم هو السبت الخامس من أغسطس من عام ٢٠٢٣ م. أجال النظر في أركان الغرفة.. ازدرد زجاجة الماء التي تدحرجت بجانبه وشربها على دفعة واحدة.. استوعب ساعتئذ أنه عاد إلى الواقع.
تأكد الرجل من حقيقة أنه فعلا في عام ٢٠٢٣م عبر النظر في «شاشة» هاتفه النقال ومن خلال صخب الحياة الذي ينبثق بخِفة إلى مسمعه.. قال بنبرة من تساوت معه الأحوال: «رغم ذلك لا يبدو الزمن جميلا الآن فلكل مرحلة حياتية جمالها وطبيعة مشاكلها».
اليوم تزدحم الحياة بمشاكل من نوع مختلف لا تشبه ما كانت عليه في الثمانينيات والسنوات التي جاءت بعدها. كانت سِمة تلك الفترة الزمنية بساطة الحياة وقدرة الدُخول الشخصية المتواضعة ممثلة في قدرة الرواتب على الإيفاء بكافة المتطلبات مع انخفاض الأسعار.. لا خدمات اتصال هي الآن ضرورية كاتصالات الهاتف المحمول أو التي ترتبط بالإنترنت.. لا خدمات ترفيهية كالسفر والشراء الإلكتروني.. لا مواد استهلاكية كالتي تزخر بها اليوم «المولات» الكبيرة وتتسبب في حدوث نكبات مالية.
مَن هذا الإنسان المُتزن الذي يرفض في عام ٢٠٢٣ م الزواج من فتاة جامعية أو موظفة أو من هي في طريقها للتوظيف؟ من يُقبل منه حتى مجرد التفكير في ذلك والحياة تأخذ منحنى يزداد صعوبة يومًا بعد يوم؟ من هو العاقل الذي تتوفر له فرصة الاقتران بامرأة على درجة عالية من الوعي والتعليم تعينه على اجتياز كثير من المتاعب التي قد تحرمه من تحقيق سُبل الراحة والرفاهية والعيش الكريم ويرفض راضيا مقتنعا؟
ولأن الزمن لم يعد هو الزمن بات من الحماقة طرح الكثير من الأسئلة التي كانت فيما مضى «وجودية» إلا من باب التندر أو التذكر أو المقارنة من بينها سؤال: هل تقبل الزواج من جامعية؟
آخر نقطة..
تحت مسميات كثيرة يُسمِمُ الحقد حياتنا ويُحيلها إلى معارك خاسرة وتحت مُسمى واحد فقط هو «الحُب» يتحول العطاء اللامحدود إلى قيمة رفيعة لا يعرف كنهها إلا النبلاء.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الزواج من
إقرأ أيضاً:
الحكومة تقبل استثمارات جديدة بـ3.17 مليار دولار خلال الأسبوع الجاري
رفعت وزارة المالية،طلبات الحصول على التمويل من المؤسسات المالية والمصرفية خلال الأسبوع الجاري، بقيمة تقدر بنحو 9.5 مليار جنيه بما يساوي 189.32 مليون دولار مقارنة بما تم طرحه في الأسبوع الماضي.
وتعد طلبات التمويل التي تخطط لها الحكومة، أحد الاستثمارات غير المباشرة في أدوات الدين المحلية، ضمن الاجراءات التي تستهدفها للسيطرة علي الفجوة التمويلية.
تيسيرات جديدة.. ننشر تفاصيل ومخططات وزارة المالية لتحفيز الممولينوزير المالية: توسيع القاعدة الضريبية بضم ممولين جددوقال تقرير حكومي صادر عن وزارة المالية، إن الخزانة العامة تخطط لاستقطاب المؤسسات المالية والبنوك خلال الأسبوع الجاري للحصول علي التمويل .
وفقا لتقرير صادر عن وحدة إدارة الدين المحلي التابعة لوزارة المالية؛ فإن الحكومة تعتزم الحصول علي التمويل للوفاء بتعهداتها للخزانة العامة هذا الأسبوع.
وتستهدف الوزارة حسب التقرير؛ الحصول علي تمويلات بقيمة تقدر بنحو 159 مليار جنيه بما يساوي 3.17 مليار دولار، مقارنة بما تم طرحه في الأسبوع الماضي حيث بلغ 149.5 مليار جنيه بما يعادل 2.97 مليارات دولار .
وكشفت التقارير عن مستهدفات الحكومة لتدبير تلك التمويلات من خلال الاقتراض عبر أدوت الدين المحلية الممثلة في أذون وسندات الخزانة المصرية عبر 3 عطاءات دورية هذا الأسبوع.
التنسيق مع البنك المركزيونسقت وزارة المالية بصفتها الجهة الطالبة للتمويل، مع البنك المركزي المصري للقيام بمهمة ترتيبات الحصول علي المبالغ المالية المتفق عليها والمستهدفة من المؤسسات والكيانات المالية المحلية والدولية وكذا المستثمرين.
تضمنت المخططات طرح أذون خزانة بقيمة إجمالية تقدر بنحو 145 مليار جنيه ، بخلاف و سندات الخزانة المصرية بقيمة 14 مليار جنيه.
قال التقرير إنه من المخطط طرح أدوات الدين المحلية من سندات وأذون الخزانة خلال أيام الأحد والإثنين والخميس من الأسبوع الحالي.
جاءت توزيعات طرح أذون الخزانة خلال يومي الأحد و الخميس، وتشمل طرح أجلي 91 و273 يوما غدا الأحد بقيمة 65 مليار جنيه وأجلي 182 و364 يوما بقيمة 80 مليارا خلال الخميس المقبل.
وبلغت عمليات طرح استحقاقات الخزانة ذات العائد الثابت والمتغير بقيمة14 مليار جنيه خلال الإثنين المقبل، وتشمل طرح استحقاق خزانة لأجل 3 سنوات ذي عائد ثابت بقيمة 8 مليارات جنيه واستحقاق خزانة لعامين بقيمة 2.5 مليار جنيه واستحقاق 3 سنوات ذات العائد المتغير بقيمة ملياري جنيه و استحقاق 5 سنوات ذات العائد المتغيير بقيمة 1.5 مليار جنيه.