لجريدة عمان:
2025-03-04@09:33:59 GMT

طلال سلمان.. موت «السفير»

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

صحيح أنه توفي يوم الجمعة بشكل رسمي، لكن يمكننا الزعم أن وفاة طلال سلمان -الصحفي العربي الكبير- الفعلية كانت في الحقيقة في الحادي والثلاثين من ديسمبر 2016م، تاريخ صدور العدد الأخير من صحيفة «السفير» اللبنانية، تلك الجريدة التي حرّكت الراكد الصحفي والسياسي العربي على مدار اثنين وأربعين عامًا، منذ صدور عددها الأول في 26 مارس 1974م.

في ذلك العدد الأخير اختارت الصحيفة عنوانا لافتتاحيتها: «الوطن بلا السفير» وذكّرتْنا بأن الصحافة كانت ولا تزال «مرآة المجتمع، ولهذا تحديدا كانت متألقة وصارت تعاني، فالمجتمع ليس بخير، والاقتصاد ليس بخير، والسياسة ليست بخير، وهذا كله لا يمكن إلا أن ينعكس على الصحافة ويُنهِكها».

كان عمر طلال سلمان حينئذ ثمانية وسبعين عاما، وباءت محاولاته للبحث عن أكسجين مادي يبقي صحيفته على قيد التنفس، بالفشل، فاختار أن يترجّل من مهنة المتاعب، ويقضي ما بقي له من سنوات في استكمال كتابة مذكراته التي نشر جزءا منها قبل عدة سنوات في كتاب حمل عنوان «كتابة على جدار الصحافة»، سرد فيه حكايته مع الصحافة بدءًا من عمله مصححا ومدققا لغويا في جريدة «الشرق» عام 1956م، ثم مصححا ومحررا لصفحة «بريد القراء» في صحيفة «الحوادث» عام 1957م، ومرورا بترؤسه تحرير مجلة «دنيا العروبة» في الكويت عام 62، وإدارته تحرير مجلة «الصياد» عام 63، وتنقله خلال الفترة بين عامي 63 و73 بين مجلات «الصياد» و«الأحد» و«الحرية» و«الأنوار»، وصولا إلى عمله الصحفيّ الأهم وهو تأسيسه ورئاسته تحرير صحيفة «السفير» التي اختار لها منذ البداية شعار «جريدة لبنان في الوطن العربي، وجريدة الوطن العربي في لبنان».

وعندما أقول إن تأسيس «السفير» هو عمله الصحفي الأهم فهذا ليس من قبيل المبالغة، وعلينا أن نتذكّر أنه منذ صدورها الأول ملأت هذه الصحيفة الدنيا وشغلتْ الناس، فأقيمت ضدها في اليوم التالي لصدورها أول دعوى قضائية من «جمعية أصحاب المصارف في لبنان»، ولم يمضِ العام الأول حتى بلغت الدعاوى عليها سبع عشرة دعوى، كما علينا أن نتذكّر أنها الصحيفة اللبنانية الوحيدة التي استمرت في الصدور دون توقف خلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982م، وأنها الصحيفة التي تسببت في تعديل قانون المطبوعات في لبنان بعد الأزمة التي مرت بها عام 1993 بقرار الحكومة اللبنانية إيقافها إثر نشرها وثيقة عن المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية، حيث منع القانون بعد تعديله إيقاف أي صحيفة دون حكم محكمة، ومنع توقيف الصحفيين احتياطيًّا.

وقفت «السفير» بصرامة في وجه الهيمنة الغربية والاستعمار، وضد الحرب الأهلية اللبنانية وصراعات الأحزاب والطوائف، وقبل هذا وذاك كانت عروبية الهوى، منحازة للقضايا الإنسانية العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين، وكان رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي أحد علاماتها الفارقة، وقد دفعت جراء مواقفها هذه أثمانا باهظة، ففُجِّرتْ مطبعتها في الأول من نوفمبر عام 1980م، واستُهدِف مبناها بصواريخ وعبوات ناسفة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وتعرض طلال سلمان نفسه لمحاولة اغتيال أمام منزله في منطقة الحمراء في بيروت في 14 يوليو 1984م، وأصيب بجروح متعددة في جسمه.

لم يبق اسم مؤثر في السياسة العربية خلال ستين عاما إلا وقابله طلال سلمان أو حاوره لصحيفته، بدءًا من جمال عبدالناصر (الذي تزين صورته معه مدخل مكتبه، كما يخبرنا عاصم الشيدي في مقدمة حواره معه لجريدة عُمان في مايو من عام 2017م، أي بعد عدة أشهر من توقف «السفير») ومرورا بصدام حسين وياسر عرفات وحافظ الأسد وهواري بو مدين والقذافي وليس انتهاءً بعبدالله السلال والشاذلي بن جديد وجورج حبش وآية الله الخميني. ولذا فإن إعلانه توقف «السفير» بعد هذا التاريخ الصحفي الكبير كان أشبه بإعلان السمكة خروجها من البحر. ولَكأنَّ دوره في الحياة انتهى بانتهاء هذه الصحيفة التي كانت شاهدة على عصر عربي كامل، ولا فرق بعدها أن يأتي الموت الفعليّ في شتاء 2016 أو خريف 2023م.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: طلال سلمان

إقرأ أيضاً:

السلطات اللبنانية تفرج عن ريهام سعيد بعد احتجازها 3 أيام

بعد احتجازها لمدة 3 أيام في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، أعلنت الإعلامية المصرية ريهام سعيد عن إطلاق سراحها وعودتها إلى مصر، مؤكدة أنها بخير، رغم الأزمة التي تعرضت لها.

وكتبت ريهام سعيد عبر حسابها الرسمي على "فيس بوك" منشوراً طمأنت فيه متابعيها قائلة: "أنا الحمد لله وصلت مصر حالًا.. تم الإفراج عني بعد حبسي لمدة 3 أيام في بيروت، شكراً لكل من كان قلقاً، أنا آسفة لا أقدر على الرد على المكالمات الآن، إن شاء الله أصبح أفضل، وأرد على الجميع".




وكانت ريهام سعيد قد أثارت الجدل مؤخراً بعدما كشفت عن توقيفها في مطار رفيق الحريري أثناء توجهها لحضور جلسة قضائية ضد طبيب التجميل نادر صعب، متهمة إياه باستخدام نفوذه لمنعها من السفر.
وفي منشور عبر فيس بوك، وجهت نداءً عاجلًا للسفارة المصرية مطالبةً بالتدخل، حيث كتبت: "من فضلكم، شخص ما يتصل بالسفارة المصرية، لقد استخدم نادر صعب نفوذه، وتم توقيفي في المطار وأنا في طريقي لحضور الجلسة".

وأضافت موجهة حديثها للطبيب: "أنا لا أخاف يا نادر، ويا رب تأتي لتحضر المحاكمات في مصر مثلما أحضر أنا إلى لبنان. مهما فعلت، أنت طبيب شوهتني وأخطأت طبياً، هل أنت بحاجة إلى المال؟".

بداية الخلاف بين ريهام سعيد ونادر صعب

تعود الأزمة إلى يناير (كانون الثاني) 2024، حين خرجت ريهام سعيد عبر "إنستغرام" تتهم طبيب التجميل نادر صعب بتشويه وجهها خلال عملية تجميلية أجراها لها، متهمةً إياه بالإهمال الطبي، وتقديم معلومات مضللة عن حالتها الصحية.
وكتبت ريهام سعيد في منشور حينها: "وصل بك الإجرام أنك تشوهني وتموت سيدتين قبلي، وتنشر صورة لسيدة مختلفة، وتدعي أنها أنا؟ أنا كنت مثل القمر قبل ما أقدم على المجيء إليك".
وأضافت ريهام سعيد آنذاك، أنها تخطط لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الطبيب، قائلة: "سأرفع عليك قضية، لأنك تؤذي ناس كثيرة جداً، أنت تبعد تماماً عن كونك طبيب، وقد وقعت في خطأ كبير".

رد نادر صعب على الاتهامات

في المقابل، لم يلتزم نادر صعب الصمت، بل خرج في تصريحات إعلامية ليكشف تفاصيل العملية التي أجراها لريهام سعيد، مؤكداً أنها كانت تعاني من مشاكل في وجهها نتيجة عمليات سابقة، وأنه قام بإجراء عملية شد للوجه تكللت بالنجاح، على حد تعبيره.
وقال صعب: "لجأت لي من 10 أشهر لإجراء عملية شد الوجه والتخلص من مشاكل كانت تعاني منها بسبب عمليات سابقة، وأجريت العملية وأنا راضٍ عن نتائجها بعدما رأيتها في مقابلات تلفزيونية لاحقة، هذه واحدة من أفضل نتائج عمليات شد الوجه، ولا أعلم من أين جاءت بادعاءات التشوهات!".
كما أشار إلى أن الإعلامية المصرية لم تدفع كامل تكاليف العملية، فيما شددت ريهام سعيد على أنها لن تترك حقها.

مقالات مشابهة

  • فيديو يوثق لحظة مقتل مواطن أمس عن طريق الخطأ خلال مُطاردة مطلوب في البداوي
  • هل هناك علاقة بين العمل الصحفي والعلوم الاجتماعية؟
  • وزير الشؤون الإسلامية يعتمد أسماء الفائزين بالمسابقة المحلية على “جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم” في دورتها الـ 26
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • الرئيس عون من الرياض: فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • بمشاركة مروان الصحفي بيرشخوت يفوز على ميشيلن
  • “طلال الخيرية” تُمول حملة لتعزيز الوعي المجتمعي بالأبعاد غير النظامية للتسول
  • طلال آل الشيخ: احتجاج النصر ضد العروبة سيُرفض.. فيديو
  • السلطات اللبنانية تفرج عن ريهام سعيد بعد احتجازها 3 أيام