لحظات من الحزن عاشها محمود الحديوى من محافظة سوهاج، بعد وفاة والده قبل 5 أعوام، إثر صراع مع السرطان، ليدخل الرجل فى نوبة حزن شديدة لفقدان أبيه الذى لم يتمكن من مواجهة المرض، ورحل وتركه دون ونيس، وعلى الرغم من قسوة الأيام بعد فراق والده، فإنه قرر الخروج سريعاً من تلك الحالة النفسية الصعبة التى ألمت به، من خلال مبادرة تدخل السرور على المرضى وتساعدهم على تجاوز محنة المرض.

فكر «الحديوى» كثيراً فى كيفية دعم المرضى، ووجد أن الإنشاد الدينى ومدح النبى من بين أكثر الأمور التى يمكن من خلالها تعليم الأطفال، وإدخال السعادة على قلوبهم الصغيرة، إلى أن استقر هو وصديقه على تدشين مبادرة سمياها «ارسم بسمة بمديح سيدنا النبى».

انطلقت المبادرة من مستشفى الأقصر للأورام ولاقت ترحيباً كبيراً، ورغم أنها لم يمر عليها سوى 4 سنوات، فإن أثرها الطيب أدى إلى سرعة انتشارها على نطاق واسع: «بعدها نزلنا معهد أورام قنا، وأصبحنا نواظب على فعالياتنا كل أسبوع، والمقصود من المدح تحديداً هم الأطفال، لأنهم بيكونوا معزولين عن العالم الخارجى، ولما بنروح لهم وننشد معاهم، ده بيخليهم يحسوا إنهم لسه فى بيوتهم، خصوصاً إننا بنذكرهم بالنبى، بس بطريقة مبهجة بتخليهم يتفاعلوا معانا ويرددوا ورانا فى حالة من البهجة والسعادة».

منذ ما يزيد على 25 عاماً، سلك «محمود» درب مدح النبى عندما شجعه شقيقه الأكبر «أيمن» لما وجد فيه من عذوبة صوت تجعله متمكناً من النطق بكلمات إنشاد تقشعر لها الأبدان: «موت والدى كان سبباً أساسياً فى زيارتى المستمرة للمستشفيات، لأنى بشوف فى كل مريض صورة أبويا اللى رحل عننا بسبب المرض اللعين».

تفاعل الأطفال مع كلمات الإنشاد والمدح، شجع «محمود» كثيراً على الاستمرار فى زيارة المستشفيات، ومع كل زيارة يزداد حماسه بشكل كبير، وهنا قرر أن تكون كلمات المدح بسيطة حتى يفهمها الأطفال، مقتبسة من التراث الشعبى الذى كثيراً ما نسمع كلماته فى الراديو والتليفزيون خلال شهر رمضان.

سنوات المبادرة تلك جعلت «محمود» يتعلم كيف يؤثر بشكل إيجابى على وجدان الأطفال، وبعد محاولات متعددة وجد أن دمج أسماء المرضى مع كلمات مدح وإنشاد دينى من شأنه أن يشعر الصغار بأن لهم دوراً مهماً فى المجتمع: «كل مريض بغنّى له أغنية باسمه، وده بيفرحهم أوى وكمان بنشجعهم بالكلام الحلو، وبنخفف عليهم بضحكة وكلمة حلوة».

تكرار زيارة مستشفيات السرطان فى مختلف محافظات الجمهورية لم يكن سببه الأوحد الدعم المعنوى للمرضى، بل لأخذ العظة من المرض فى الوقت نفسه: «المدح همّا محتاجينه، علشان كده بقدم لهم نوع اسمه (مدح روائى)، من خلاله بنعرفهم بصفات النبى بس بأسلوب سهل ومفهوم، وإحنا بقى محتاجين نحمد ربنا على نعمة الصحة، علشان كده حريص على الاستمرار فى الزيارة».

المصدر: الوطن

إقرأ أيضاً:

بحث تقديم أفضل الخدمات الصحية لأطفال مرضى السرطان في سوريا ‏خلال اجتماع بوزارة الصحة ‏

دمشق-سانا‏

بحث القائم بأعمال وزارة الصحة الدكتور ماهر الشرع مع إدارة جمعية بسمة ‏لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان، سبل تعزيز التعاون لتقديم أفضل ‏الخدمات الصحية لأطفال مرضى السرطان في سوريا.‏

وبين الدكتور الشرع خلال اجتماع عقد اليوم في الوزارة أهمية عمل ‏الجمعيات التي تدعم القطاع الصحي، وخاصة في ظل الظروف الحالية ‏والوضع الصحي السيئ الذي سببه الفساد خلال الفترة السابقة، مشيراً إلى ‏ضرورة أن يكون العمل ضمن إطار مهني وقانوني يضمن وصول الخدمات ‏الطبية للأشخاص المستحقين. ‏

وأكد الدكتور الشرع أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بمرضى السرطان ‏بشكل عام وسرطان الأطفال بشكل خاص، منوهاً بالجهود التي تبذلها الجمعية ‏بما يخص التشخيص والمتابعة والعلاج وتخفيف الأعباء المادية عن مرضى ‏السرطان.‏

بدورها رئيسة مجلس إدارة الجمعية سهير بولاذ، أعربت عن رغبة الجمعية ‏في تعزيز الشراكة مع وزارة الصحة، والتنسيق المستمر والتعاون، من خلال ‏توقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات، بهدف استمرار العمل وتقديم الخدمات ‏الطبية لأطفال مرضى السرطان.‏

حضر الاجتماع معاون القائم بأعمال وزارة الصحة الدكتور حسين الخطيب‏، وعدد من المديرين والمعنيين من الجانبين.‏

 

مقالات مشابهة

  • محمود جهاد: البطولات كلها للزمالك ونكون رقم واحد
  • معاناة كبيرة تواجه مرضى السرطان في محافظة درعا
  • بحث تقديم أفضل الخدمات الصحية لأطفال مرضى السرطان في سوريا ‏خلال اجتماع بوزارة الصحة ‏
  • كلمات مؤثرة عن مرض السرطان
  • شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون "ريكويب": هوس جنسي وإدمان على القمار وقتل للحيوانات
  • فحوصات السرطان المبكرة في الإمارات تدعم مواجهة المرض
  • عقب انقطاع 9 أشهر.. المستشفيات المصرية تستقبل المرضى والمصابين الفلسطينيين
  • شفاء الأورمان تنظم قافلة طبية مجانية لعلاج الرمد للأطفال مرضى السرطان
  • شبيه النبي الذي رآه ليلة الإسراء والمعراج وأوصاه بـ 5 كلمات
  • لماذا قال سيدنا النبي عن شعبان شهر يغفل فيه الناس ؟