فريق «بلياتشو».. الألوان ترسم البسمة وتنشر الفرحة على وجوه مرضى السرطان
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
منذ سنوات عديدة بدأت رحلة عبدالرحمن الروبيجى، من محافظة القاهرة، مع مساعدة مرضى السرطان بطريقته الخاصة، من خلال الاستعانة بالألوان التى تدخل على قلوب الجميع السعادة والبهجة، لأنه يعتبر أن تسلية الأطفال المرضى بالطرق التقليدية لا تؤتى ثمارها، ومن هنا جاءت فكرة «البلياتشو» الذى تزينه مجموعة متنوعة من الألوان تخطف العيون والقلوب فور رؤيتها، تلك الشخصية القادرة على تغيير الحالة المزاجية للكبار قبل الصغار.
يرى «عبدالرحمن» أن مكوث المرضى لفترات طويلة داخل غرف المستشفى يشعرهم بأنهم مختلفون كثيراً عن غيرهم، ما يكون سبباً فى تدهور حالتهم النفسية، الأمر الذى يزيد من صعوبة عملية الشفاء، وذلك لأن العامل النفسى يلعب دوراً مهماً فى العلاج.
وانطلاقاً من تلك القاعدة التى يؤمن بها الشاب العشرينى، قرر دعم مرضى السرطان من خلال اصطحابهم إلى خارج أسوار المستشفى، الذى كثيراً ما حلم هؤلاء الأطفال بمغادرته دون عودة، أو ربما يكون الحلم أقل بكثير من مغادرة المستشفى دون رجوع مثلما حدث مع الطفل يوسف «مريض سرطان»، الذى كثيراً ما كان يحلم بالتجول فى ربوع القاهرة التاريخية، ولكن لم يمهله القدر أن يحقق حلمه هذا، وتوفى بعد صراع مرير مع المرض الذى تمكن منه.
قبل أن يغادر «يوسف» الحياة، كان قد تعلق قلبه بـ«عبدالرحمن» مثلما تعلق قلبه بالأماكن التاريخية فى القاهرة، وذلك لتكرار زيارة الأخير المستشفى الذى جعله يصادف الطفل «يوسف» أكثر من مرة، وكان قد دخل حينها فى مرحلة حرجة من المرض منعته من الخروج لتحقيق حلم حياته.
يقول «عبدالرحمن»: «خلال هذه الفترة اتعرفت على الطفل يوسف اللى كان بيحلم يخرج يزور معالم القاهرة لأنه كان من السويس، ومن هنا قررت أفرّح كل الأطفال بشخصية البلياتشو، وأخرّجهم لزيارة كل مكان فى القاهرة».
وعن مبادرة فريق الأبطال، يقول «عبدالرحمن» إنه لم يخطر بباله يوماً أن يقدم شخصية «البلياتشو» ولكن بعد وفاة «يوسف» وجد أنه لا بد من مساعدة هؤلاء الأطفال والعمل على تحسين حالتهم النفسية، من خلال محاولة إدخال السعادة عليهم ومساعدتهم فى الخروج والتنزه والاستمتاع بالمناطق التاريخية فى نطاق القاهرة والجيزة.
وبحسب الشاب العشرينى: «فريق الأبطال كان هدفه فى الأول مساعدة أطفال الكانسر اللى زى يوسف، واللى نفسهم يخرجوا من جو المستشفى والكيماوى والدكاترة، وعملت لهم حفلات أعياد ميلادهم خارج المستشفى، وضميت لفريقى أطفال وناس من مختلف الفئات، ومنهم أطفال هزموا السرطان علشان نشجع غيرهم من المرضى ونديهم أمل فى الشفاء».
لم يقتصر نشاط «عبدالرحمن» على الحفلات، ولكنه حاول دمج أطفال السرطان مع غيرهم فى محاولة منه لدعمهم معنوياً وتشجيعهم على مواجهة المرض: «جمعت فى الفريق أبطال جمهورية فى مختلف الرياضات، خاصة ألعاب القوى، وعملنا ندوات تثقيفية فيها علماء من الأزهر الشريف، لتعويض مرضى السرطان عن حضن العائلة، وتحفيزهم على مواجهة المرض اللعين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مرضى السرطان
إقرأ أيضاً:
عرافة هافانا مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل
صدرت حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب المجموعة القصصية "عرافة هافانا" للكاتبة والصحفية الأردنية غدير أبو سنينة، التي تضم بين دفتيها عوالم إنسانية متشابكة، وشخصيات تواجه مصائرها ببسالة تارة، واستسلام تارة أخرى.
تتنقل أبو سنينة ببراعة بين أمكنة مختلفة، من هافانا الكوبية برائحة قهوتها وعمارتها الاستعمارية العتيقة، إلى نيكاراغوا وهمومها الاجتماعية والسياسية، وصولا إلى فلسطين المحفورة في الذاكرة والوجدان. تستكشف الكاتبة في قصصها قضايا الهوية، والانتماء، والذاكرة، والحب، والفقد، والتوق للحرية، وذلك بلغة أدبية خفيفة وآسرة، وأسلوب سردي يجمع بين الواقعية والتجريد.
تتميز المجموعة بتنوعها الموضوعي والأسلوبي، حيث تتراوح القصص بين الواقعية الاجتماعية التي ترصد معاناة المهمشين والفقراء، وبين القصص التأملية التي تغوص في أعماق النفس البشرية مع نكهة لاتينية مميزة كما في قصة "عرافة هافانا" التي عنونت بها المؤلفة المجموعة.
في قصة "من فعل بك هذا يا خواكين؟"، تتناول الكاتبة قضية العنف والجريمة في كوبا، حيث تدور الأحداث حول رجل يفقد ساقيه في حادث مأساوي، وتتكشف خيوط المؤامرة تدريجيا، لتكشف عن عالم من الفساد والظلم الاجتماعي. تقول أبو سنينة عن هذه القصة: "أردت أن أستكشف كيف يمكن للمجتمع أن يتواطأ على الجريمة، وكيف يمكن للضحية أن تتحول إلى جلاد في لحظة ما".
إعلانأما في قصة "حذاء"، فتتعمق الكاتبة في عالم الوحدة والعزلة، من خلال شخصية رجل يعيش في شقة صغيرة، ويقضي وقته في محاورة نفسه ومخاطبة حذائه القديم. "أردت أن أعبر عن فكرة أن الوحدة ليست بالضرورة شيئا سلبيا، بل يمكن أن تكون فرصة للتأمل والتصالح مع الذات"، تقول أبو سنينة عن هذه القصة.
وفي "نهاية العالم وثلوج بولندا"، تقدم أبو سنينة قصة حب فريدة من نوعها، تجمع بين شاب بولندي وفتاة مكسيكية، في زمن مضطرب مليء بالحروب والكوارث. تستكشف الكاتبة في هذه القصة فكرة أن الحب يمكن أن يكون خلاصا من قسوة العالم، وملاذا آمنا من تقلبات الزمن.
لا تتردد أبو سنينة في قصصها في طرح أسئلة وجودية عميقة، وتناقش قضايا معقدة، ولكنها تفعل ذلك بأسلوب رشيق ومباشر، يجعل القارئ يتفاعل مع شخصياتها ويتعاطف مع معاناتهم.