منذ سنوات عديدة بدأت رحلة عبدالرحمن الروبيجى، من محافظة القاهرة، مع مساعدة مرضى السرطان بطريقته الخاصة، من خلال الاستعانة بالألوان التى تدخل على قلوب الجميع السعادة والبهجة، لأنه يعتبر أن تسلية الأطفال المرضى بالطرق التقليدية لا تؤتى ثمارها، ومن هنا جاءت فكرة «البلياتشو» الذى تزينه مجموعة متنوعة من الألوان تخطف العيون والقلوب فور رؤيتها، تلك الشخصية القادرة على تغيير الحالة المزاجية للكبار قبل الصغار.

يرى «عبدالرحمن» أن مكوث المرضى لفترات طويلة داخل غرف المستشفى يشعرهم بأنهم مختلفون كثيراً عن غيرهم، ما يكون سبباً فى تدهور حالتهم النفسية، الأمر الذى يزيد من صعوبة عملية الشفاء، وذلك لأن العامل النفسى يلعب دوراً مهماً فى العلاج.

وانطلاقاً من تلك القاعدة التى يؤمن بها الشاب العشرينى، قرر دعم مرضى السرطان من خلال اصطحابهم إلى خارج أسوار المستشفى، الذى كثيراً ما حلم هؤلاء الأطفال بمغادرته دون عودة، أو ربما يكون الحلم أقل بكثير من مغادرة المستشفى دون رجوع مثلما حدث مع الطفل يوسف «مريض سرطان»، الذى كثيراً ما كان يحلم بالتجول فى ربوع القاهرة التاريخية، ولكن لم يمهله القدر أن يحقق حلمه هذا، وتوفى بعد صراع مرير مع المرض الذى تمكن منه.

قبل أن يغادر «يوسف» الحياة، كان قد تعلق قلبه بـ«عبدالرحمن» مثلما تعلق قلبه بالأماكن التاريخية فى القاهرة، وذلك لتكرار زيارة الأخير المستشفى الذى جعله يصادف الطفل «يوسف» أكثر من مرة، وكان قد دخل حينها فى مرحلة حرجة من المرض منعته من الخروج لتحقيق حلم حياته.

يقول «عبدالرحمن»: «خلال هذه الفترة اتعرفت على الطفل يوسف اللى كان بيحلم يخرج يزور معالم القاهرة لأنه كان من السويس، ومن هنا قررت أفرّح كل الأطفال بشخصية البلياتشو، وأخرّجهم لزيارة كل مكان فى القاهرة».

وعن مبادرة فريق الأبطال، يقول «عبدالرحمن» إنه لم يخطر بباله يوماً أن يقدم شخصية «البلياتشو» ولكن بعد وفاة «يوسف» وجد أنه لا بد من مساعدة هؤلاء الأطفال والعمل على تحسين حالتهم النفسية، من خلال محاولة إدخال السعادة عليهم ومساعدتهم فى الخروج والتنزه والاستمتاع بالمناطق التاريخية فى نطاق القاهرة والجيزة.

وبحسب الشاب العشرينى: «فريق الأبطال كان هدفه فى الأول مساعدة أطفال الكانسر اللى زى يوسف، واللى نفسهم يخرجوا من جو المستشفى والكيماوى والدكاترة، وعملت لهم حفلات أعياد ميلادهم خارج المستشفى، وضميت لفريقى أطفال وناس من مختلف الفئات، ومنهم أطفال هزموا السرطان علشان نشجع غيرهم من المرضى ونديهم أمل فى الشفاء».

لم يقتصر نشاط «عبدالرحمن» على الحفلات، ولكنه حاول دمج أطفال السرطان مع غيرهم فى محاولة منه لدعمهم معنوياً وتشجيعهم على مواجهة المرض: «جمعت فى الفريق أبطال جمهورية فى مختلف الرياضات، خاصة ألعاب القوى، وعملنا ندوات تثقيفية فيها علماء من الأزهر الشريف، لتعويض مرضى السرطان عن حضن العائلة، وتحفيزهم على مواجهة المرض اللعين».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مرضى السرطان

إقرأ أيضاً:

مذكرة تفاهم بين جامعة القاهرة وجامعة أكسفورد وشركاء دوليين لتعزيز أبحاث السرطان

شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة القاهرة و"مختبر خلايا سرطان المبيض" بجامعة أكسفورد، وشركة جيرمفري، ومؤسسة كيرنج كروس الصحية.

وقع الاتفاقية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور أحمد أحمد، ممثل جامعة أكسفورد، والسيد كيفن كايل، الرئيس التنفيذي لشركة جيرمفري، والسيد بورو دروبليك، المدير التنفيذي لمؤسسة كيرنج كروس، بحضور الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون البحث العلمي، والدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد عبد المعطي مدير المعهد القومي للأورام، والدكتورة داليا قدرى مدير عام المستشفيات بالمعهد.

في كلمته، أكد الدكتور عاشور أهمية هذا الاتفاق في دعم منظومة المستشفيات الجامعية، خاصة في مجال علاج الأورام، مشيرًا إلى الجهود التي بذلتها الوزارة خلال الفترة الماضية لتحسين جودة الخدمات المقدمة لمرضى الأورام، وذلك عبر عقد شراكات مع مؤسسات عالمية مرموقة، وتوسيع البنية التحتية للمستشفيات الجامعية، وتحديدًا المتخصصة في علاج الأورام.

كما ثمّن الوزير الدعم الذي تقدمه القيادة السياسية لتطوير المستشفيات الجامعية، مشيرًا إلى اهتمام الدولة بمجال علاج الأورام من خلال تشجيع الأبحاث العلمية، ورفع كفاءة الكوادر الطبية، وتطوير البنية التحتية للمستشفيات، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لعلاج الأورام في المنطقة، مضيفًا أهمية هذا التوجه في دعم تقديم خدمات طبية متميزة وأملاً بالشفاء للمواطنين المصابين بهذا المرض الخطير، والمرضى الوافدين للعلاج من الخارج، خاصة في ظل الزيادة العالمية في معدلات الإصابة بالأورام.

وأشاد الوزير بدور جامعة القاهرة بما تمتلكه من قدرات بشرية ومستشفيات متميزة، وكونها رائدة في علاج الأورام، كما أشار إلى مشروع مستشفى 500500 لعلاج الأورام، الذي يحظى بدعم كبير من الدولة، ليصبح أكبر مستشفى لعلاج السرطان في المنطقة، مقدمًا الشكر لرئيس جامعة القاهرة لجهودها في تعزيز شراكاتها الدولية في هذا المجال، والمجلس الأعلى للجامعات لرعايته لهذا الاتفاق معربًا عن تطلعه أن يعزز من قدرات المستشفيات الجامعية بجامعة القاهرة في مجال علاج الأورام، مثمنًا المكانة المتميزة لجامعة أكسفورد والمؤسسات المشاركة فى التعاون في مجال الرعاية الصحية.

من جانبه، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالحضور، مؤكدًا أن هذا الاتفاق يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانة مصر في مجال علاج الأورام وتطوير العلاجات المتقدمة، بما يحقق نقلة نوعية في الخدمات الصحية والبحثية، وأكد حرص جامعة القاهرة على دعم ريادتها فى مجال علاج الأورام في المنطقة، وفتح آفاق تعاون مع المؤسسات الدولية المتميزة في هذا المجال سواء في العلاج والبحث العلمي، بما يعود بالنفع على الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين.

وإوضح رئيس جامعة القاهرة أن مذكرة التفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون بين الأطراف الموقعة في تسريع الأبحاث والتطوير السريري، وتصميم وبناء مرافق تصنيع واعتماد علاجات مبتكرة مثل خلايا CAR-T وغيرها من علاجات الخلايا المتقدمة.

وتتضمن مذكرة التفاهم قيام جامعة القاهرة بتجهيز مرافق تصنيع خلايا CAR-T، وإنشاء مرفق لتصنيع الفيروسات الناقلة، إلى جانب تدريب وتوظيف الكوادر العلمية اللازمة، وإجراء التجارب السريرية، وتطوير الأبحاث بالتعاون مع مؤسسة كيرنج كروس.

كما يشمل دور جامعة أكسفورد، تقديم الدعم الرقابي والإشرافي على الأنشطة التعاونية، وتعزيز التعاون البحثي بين جامعة القاهرة ومؤسسة كيرنج كروس لتطوير علاجات جديدة للأورام الصلبة.

وتشمل مذكرة التفاهم أيضًا مبادرات مؤسسة كيرنج كروس التي تهدف إلى نقل تكنولوجيا تصنيع خلايا CAR-T والفيروسات الناقلة إلى جامعة القاهرة، وتوفير المنتجات الخلوية والفيروسية الجاهزة، بالإضافة إلى تدريب الفرق العلمية بجامعة القاهرة عبر الإنترنت وفي الميدان، وتقديم الدعم الفني والجودة لضمان التوحيد القياسي، فضلًا عن التعاون مع جامعة أكسفورد لدعم التجارب السريرية وتطوير علاجات جديدة.

أما شركة جيرمفري، فتتولى تصميم وبناء مرافق تصنيع معيارية (GMP) لمرافق جامعة القاهرة، وتوفير المعدات اللازمة لإنتاج خلايا CAR-T والفيروسات الناقلة، ودعم المنصات الرقمية المتقدمة لضمان الامتثال للمعايير العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن مختبر خلايا السرطان بالمبيض (OCC) بجامعة أكسفورد يركز على تطوير إستراتيجيات جديدة للعلاج المناعي لعلاج الأورام الصلبة، كما يتمتع بخبرة واسعة في علم جينوم السرطان ونمذجة نشوء الأورام ومقاومة العلاج. أما مؤسسة كيرنج كروس فهي منظمة غير ربحية أمريكية متخصصة في تطوير وتنفيذ علاجات الخلايا المتقدمة (ATMPs)، مع خبرة واسعة في هذا المجال. وتعد شركة جيرمفري الأمريكية من المؤسسات الرائدة في تصميم مرافق تصنيع متطورة وصديقة للبيئة لعلاجات الخلايا المتقدمة، حيث تقدم تصاميم معيارية مرنة تناسب مختلف الاحتياجات.

مقالات مشابهة

  • تكريم محاربي السرطان بمجمع الشفاء الطبي ببورسعيد
  • العلاج فى مستشفيات الحكومة.. رحلة عذاب
  • تفاصيل مرض الفنان نبيل الحلفاوي: قصة صراع قصير مع السرطان
  • وفد حقوق الإنسان بوزارة الداخلية يدعم الأطفال مرضى السرطان بالأقصر
  • وفد حقوق الإنسان بوزارة الداخلية يدعم الأطفال مرضى السرطان في شفاء الأورمان بالأقصر
  • يالصور.. وفد حقوق الإنسان بوزارة الداخلية يدعم الأطفال مرضى السرطان بالأقصر
  • مذكرة تفاهم بين جامعة القاهرة ومختبر خلايا السرطان بـ أكسفورد
  • وزير التعليم العالي يشهد توقيع مذكرة بين جامعة القاهرة ومختبر خلايا السرطان
  • مذكرة تفاهم بين جامعة القاهرة وجامعة أكسفورد وشركاء دوليين لتعزيز أبحاث السرطان
  • معمودية 10 أطفال جدد في بوليڤيا على يد نيافة الأنبا يوسف