أخبارنا:
2024-10-05@06:42:06 GMT

تكفير المسلمين باب شر عظيم

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

تكفير المسلمين باب شر عظيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

فإن أدلة الشرع قد دلت على أن العبد يدخل الإسلام بنطقه بالشهادتين، ويحرم بذلك دمه وماله وعرضه في الدنيا، والدار الآخرة هي دار الكرامة للمؤمنين، ينجو فيها المؤمن بإيمانه، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي وجه الله".

وإذا كان المسلم عاصيا وقد استحق النار بعصيانه فإنه لا يخلد فيها أبدا، بل ينتفع بهذه الكلمة الطيبة – كلمة التوحيد – فيخلص بها من النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن ذرة من خير".

والعلماء يقولون: من ثبت له عقد الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين.

وحديثنا في هذا المقال ليس عن الكافر الأصلي، بل عن تكفير من ثبت إسلامه، والتحذير من هذه الفتنة العظيمة والوقوع في تكفير المسلم بغير بينة أوضح من الشمس في رابعة النهار؛ لما يترتب على الحكم بالردة من أحكام كثيرة مؤثرة في الأفراد والمجتمعات. يقول الغزالي رحمه الله: "ينبغي التحرز عن التكفير ما وجد إليه سبيلا؛ فإن استباحة دماء المصلين المقرين بالتوحيد خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلم واحد".

وقد حذر الشرع المطهر أشد التحذير من إطلاق الحكم بالكفر على المسلم بغير بينة واضحة لا إشكال فيها. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (النساء: 94). قال الطبري رحمه الله: " فتبينوا "، يقول: فتأنَّوا في قتل من أشكل عليكم أمره، فلم تعلموا حقيقة إسلامه ولا كفره، ولا تعجلوا فتقتلوا من التبس عليكم أمره، ولا تتقدموا على قتل أحد إلا على قتل من علمتموه يقينًا حرْبًا لكم ولله ولرسوله.

كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أيضا فقال: "إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما".

ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك".

(قال ابن عبد البر: فقد باء القائل بذنب كبير وإثم عظيم، واحتمله بقوله ذلك، وهذا غاية في التحذير من هذا القول والنهي عن أن يقال لأحد من أهل القبلة: يا كافر.

ويقول ابن دقيق العيد: وهذا وعيد عظيم لمن أكفر أحداً من المسلمين وليس كذلك، وهي ورطة عظيمة وقع فيها خلق كثير من المتكلمين، ومن المنسوبين إلى السنة وأهل الحديث لما اختلفوا في العقائد، فغلظوا على مخالفيهم، وحكموا بكفرهم.

وفي بيان معنى الحديث قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والتحقيق أن الحديث سيق لزجر المسلم من أن يقول ذلك لأخيه المسلم … وقيل: معناه رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره … فمعنى الحديث: فقد رجع عليه تكفيره، فالراجع التكفير لا الكفر، فكأنه كفَّر نفسه لكونه كفَّر من هو مثله …

وقال القرطبي: .. والحاصل أن المقول له إن كان كافراً كفراً شرعياً، فقد صدق القائل، وذهب بها المقول له، وإن لم يكن رجعت للقائل معرَّة ذلك القول وإثمه). (التكفير وضوابطه – منقذ السقار).

ولقد شَبَّه النبي صلى الله عليه وسلم تكفير المسلم بكبيرة من أعظم الكبائر وهي القتل العمد، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله".

قال الشوكاني (رحمه الله): "إن الحُكم على الرجل بخروجه من دين الإسلام ودخوله في الكفر، لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُقدِمَ عليه إلا ببرهان أوضحَ من شمس النهار؛ فإنه قد ثبَت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة: أنَّ ((مَن قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما))، هكذا في الصحيح، وفي لفظ آخرَ في الصحيحين وغيرهما: ((مَن دعا رجلًا بالكفر أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه))؛أي: رجع، وفي لفظ في الصحيح: ((فقد كفر أحدهما))، ففي هذه الأحاديثِ وما ورد موردها أعظمُ زاجرًا وأكبر واعظًا عن السِّراع في التكفير، وقد قال عز وجل: {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} (النحل: 106)، فلا بد من شرح الصدر بالكفر، وطمأنينة القلب به، وسكون النفس إليه، فلا اعتبار بما يقع من طوارقِ عقائد الشرك، لا سيما مع الجهل بمخالفتها لطريقةِ الإسلام، ولا اعتبار بصدور فعلٍ كفري لم يُرِدْ به فاعلُه الخروج عن الإسلام إلى ملة الكفر، ولا اعتبار بلفظ يلفظ به المسلم يدل على الكفر وهو لا يعتقد معناه".

الحكم بالتكفير حكم شرعي لا مجال للهوى فيه:

مما ينبغي الانتباه له أن الحكم على مسلم بالردة هو حكم شرعي ينبغي أن يستند على الأدلة الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مع الرجوع إلى العلماء الراسخين الذين عرفوا بالديانة والورع، فلا مجال هنا للأهواء ولا لنزعات النفوس.

لهذا السبب رأينا كيف احتاط الصحابة لدينهم في هذا الباب، روى ابن عبد البر عن أبي سفيان قال: "قلت لجابر: أكنتم تقولون لأحد من أهل القبلة: كافر؟ قال: لا. قلت: فمشرك؟ قال: معاذ الله. وفزع".

وذكر القرطبي في تفسيره أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سئل عن أهل الجمل وصفين: أمشركون هم؟ قال: "لا، من الشرك فروا. فقيل: أمنافقون؟ قال: لا؛ لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً. قيل له: فما حالهم؟ قال: إخواننا بغوا علينا".

وقد بَيَّن العلماء هذه المسألة وأكدوا عليها تأكيدا، يقول ابن تيمية رحمه الله: " الكفر حكم شرعي متلقى عن صاحب الشريعة، والعقل قد يُعلم به صواب القول وخطؤه، وليس كل ما كان خطأً في العقل، يكون كفراً في الشرع، كما أنه ليس كل ما كان صواباً في العقل، تجب في الشرع معرفته".

ويقول: "إذا تبين ذلك، فاعلم أن مسائل التكفير والتفسيق هي من مسائل الأسماء والأحكام التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة، وتتعلق بها الموالاة والمعاداة والقتل والعصمة وغير ذلك في الدار الدنيا، فإن الله سبحانه أوجب الجنة للمؤمنين، وحرم الجنة على الكافرين، وهذا من الأحكام الكلية في كل وقت ومكان".

وقال ابن الوزير: " إن التكفير سمعي محض لا مدخل للعقل فيه"، ويقول: "إن الدليل على الكفر والفسق لا يكون إلا سمعياً قطعياً".

ومما سبق يتبين أن الحكم عل مسلم بالردة أو الكفر حكم شرعي لا يصار إليه بالأهواء ولا الشهوات والظنون لما يترتب عليه من أحكام.

من أقوال العلماء في التحذير من التكفير:

لقد حذر علماؤنا قديما وحديثا من الوقوع في هذا الأمر الخطير – تكفير المسلمين – وسنذكر هنا شيئا من أقوالهم في ذلك:

- قال ابن عبد البر: "ومن جهة النظر الصحيح الذي لا مدفع له، أن كل من ثبت له عقد الإسلام في وقت بإجماع من المسلمين، ثم أذنب ذنباً أو تأول تأويلاً، فاختلفوا بعد في خروجه من الإسلام لم يكن لاختلافهم بعد إجماعهم معنىً يوجب حجة، ولا يخرج من الإسلام المتفق عليه إلا باتفاق آخر أو سنة ثابتة لا معارض لها، وقد اتفق أهل السنة والجماعة، وهم أهل الفقه والأثر على أن أحداً لا يخرجه ذنبه - وإن عظم - من الإسلام، وخالفهم أهل البدع، فالواجب في النظر أن لا يكفَّر إلا من اتفق الجميع على تكفيره، أو قام على تكفيره دليل لا مدفع له من كتاب أو سنة".

- قال الطحاوي - رحمه الله - عند حديثه عن أهل القبلة وتقريره لعقيدة السلف الصالح: "لا نشهَد عليهم بالكفر ولا بشِرك ولا بنفاق، ما لم يظهر شيءٌ من ذلك، ونذَر سرائرهم إلى الله تعالى".

وقال: " ما تيقن أنه ردة يحكم بها، وما يشك أنه ردة لا يحكم بها، إذ الإسلام الثابت لا يزول بشك، مع أن الإسلام يعلو، وينبغي للعالم إذا رفع إليه هذا أن لا يبادر بتكفير أهل الإسلام".

- قال ابن تيمية - رحمه الله -: "ليس لأحد أن يكفِّرَ أحدًا من المسلمين، وإن أخطأ وغلِط، حتى تقام عليه الحجة وتُبيَّنَ له المحجة، ومَن ثبت إسلامه بيقين لم يزُلْ ذلك عنه بالشكِّ، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة".

وقال رحمه الله أيضًا: "ومَن جالسني يعلم ذلك مني: أني مِن أعظم الناس نهيًا عن أن يُنسَبَ معيَّنٌ إلى تكفيرٍ وتفسيقٍ ومعصيةٍ، إلا إذا عُلم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية، التي من خالفها كان كافرًا تارةً، وفاسقًا أخرى، وعاصيًا أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعمُّ الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية".

بل إن العلماء ينصحون بالتريث والتماس الأعذار للمسلمين قبل المسارعة في تكفيرهم، فإن الخطا في العفو خير من الخطأ في العقوبة، كما يسلم بذلك العبد من الوقوع في المحنة، قال الشوكاني رحمه الله: "فحينئذ تنجو من معرَّة الخطر، وتسلم من الوقوع في المحنة، فإن الإقدام على ما فيه بعض البأس لا يفعله من يشح على دينه، ولا يسمح به فيما لا فائدة فيه ولا عائدة، فكيف إذا كان يخشى على نفسه إذا أخطأ أن يكون في عداد من سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كافراً، فهذا يقود إليه العقل فضلاً عن الشرع ..

فحتم على كل مسلم أن لا يطلق كلمة الكفر إلا على من شرح بالكفر صدراً، ويقصر ما ورد مما تقدم على موارده، وهذا الحق ليس به خفاء، فدعني من بُنيات الطريق

يأبى الفتى إلا اتباع الهوى … ومنهج الحق له واضح".

ويقول عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: "وبالجملة فيجب على من نصح نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله، وليحذر من إخراج رجل من الإسلام بمجرد فهمه، واستحسان عقله، فإن إخراج رجل من الإسلام، أو إدخاله فيه من أعظم أمور الدين".

إن تكفير المسلم يؤدي ولا شك إلى استباحة الدماء والأموال فينبغي التريث فيه وكف اللسان عمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله غير مناقض لها؛ فإن التكفير فيه الخطر، والسكوت لا خطر فيه.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا البصيرة في الدين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.

عن اسلام.ويب

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الله تعالى من الإسلام رحمه الله رسول الله من النار قال ابن

إقرأ أيضاً:

ما فقه المقاومة في الإسلام ودور المرأة والشباب في نصرة الأمة؟

وخلال برنامج "حكم وحكمة"، قال عبد الكافي إن الغرب الذي يدعم الاحتلال الإسرائيلي اليوم هو نفسه الذي قاوم من احتلوا أراضيه من أمثال نابليون بونابارت واعتبروا فعلهم نضالا ثم لما حاول المسلمون مقاومة محتليهم وصفوهم بـ"الإرهابيين".

(الجزيرة)

وعن تغيير المنكر بالطرق التي حددها الشرع (اليد واللسان والقلب)، قال الداعية الإسلامي إن الناس تتعاطى مع هذا الأمر بطريقة غير إيجابية لأنهم يلجؤون للخطب والأحاديث الإعلامية والتحريض والتحشيد واصفا الأمر بأنه "مقاومة تافهة".

وأشار إلى أن بعض الناس "يحاولون تغيير المنكر بمنكر لأن تغيير الإدارات الفاسدة يقوم بالأساس على إيجاد إدارة يمكنها النهوض بالأمر فعلا لا قولا"، مضيفا أن كثيرا من المعارضين فشلوا في إدارة شؤون الناس عندما وصلوا إلى الحكم "كما رأينا في كثير من الدول".

ويرى عبد الكافي أن مقاطعة الفاسد قد تكون سلاحا أمضى من الحديث والضجيج، وقال إن الغرب حاليا أصبح يعبد اليورو والدولار ومن ثم فإن المقاطعة في وقت كالذي نعيش فيه قد تكون من أشد أوجه المقاومة السلمية.

أما المقاومة المسلحة فإنها تكون عندما لا تفلح الطرق السلمية في استعادة الحق ودحر المحتل الذي جاء لسرقة الأرض، كما يقول عبد الكافي، مشيرا إلى أن على الإنسان أن "يضرب في كل غنيمة بسهم" أي أن على كل إنسان أن يقاوم بما يجيده.

وأشار إلى أن الصحابة أنفسهم كانوا يتباينون في قدراتهم الشخصية وكان منهم من يمكنه فعل ما لا يستطيع غيره فعله، فكانوا جميعا يعملون كل فيما يجيده، فضلا عن أن الله سبحانه وتعالى قد أمر بوضوح في قوله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، وهو أمر يؤكد على ضرورة العمل الجماعي من جهة وعلى الإعداد في حدود المستطاع وليس البحث عن قوة توازي قوة العدو.

وقال عبد الكافي إن التاريخ أثبت في كثير من الحوادث أن النصر لم يكن أبدا على قدر القوة وإنما على قدر الإيمان والصبر بدليل أن المسلمين انتصروا في بدر وهم قلة وهزموا في حنين وهم كثرة وبينهم النبي صلى الله عليه وسلم لما قالوا "لن نغلب اليوم من قلة".

وعن الثقة في الله سبحانه وتعالى بعد إعداد ما في المستطاع، أشار عبد الكافي إلى أن القائد السلجوقي ألب أرسلان لمّا أبيد جيشه ولم يتبق منه إلا القليل دخل خيمته فارتدى كفنه وخرج لجنوده ليخبرهم بأنه سيقاتل فلبسوا جميعا أكفانهم وقاتلوا معه حتى انتصروا.

وبالمثل فعل سيدنا يوشع بن نون الذي سأل الله أن يحبس الشمس عن الغروب حتى ينهي معركته فاستجاب الله لأنه دعاه وهو على يقين بالإجابة، كما يقول عبد الكافي، مؤكدا أن اليقين بالله والتوكل عليه بعد الأخذ بالأسباب الممكنة أمر يختلف تماما عن التحجج بالأسباب والحديث عن قوة العدو وغيرها من الأمور التي لا تجلب نصرا.

الأمة بحاجة للأمهات

وعن دور المرأة في المقاومة، قال عبد الكافي إن المرأة هي أكبر مصنع في التاريخ لأنها تصنع الرجال على مدار التاريخ، لافتا إلى أن خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه خاض 100 معركة؛ وهذا يعني أن زوجته هي التي قامت على تربية أولاده وصنعهم.

وأكد أن الأمة بحاجة لأمهات يصنعن الرجال ويزرعن الثقة والطموح في نفوس أولادهن لا أن يغرسن فيهم بذور الإحباط وعدم الثقة بالنفس والتقليل من قدرته على فعل شيء في هذه الحياة.

وضرب عبد الكافي مثالا بأم محمد الفاتح التي أخذته طفلا إلى حدود القسطنطينية وذكرته بأنه هو من سيفتح هذه البلاد لتزرع فيه بذرة هذا الحلم لكي يكبر بداخله.

كما روي أن هند بنت عتبة التي كانت تسير وإلى جوارها ابنها معاوية وهو في السادسة من عمره فرآه الوليد بن المغيرة فقال: "يا ويح هذا الصبي إن كبر فسيصبح سيد قومه"، فأجابته: "عدمته إن لم يحكم الدنيا كلها"، وهذا يعكس كيف كانت تغرس فيه الثقة منذ طفولته.

ولفت أيضا إلى أهمية تربية الأولاد على سير الأبطال المسلمين وتعريفهم بما صنعوه من أجل الدين والبلاد على مدار التاريخ، قائلا إن المرأة في الغرب تفتح لابنها الكتاب وهو طفل لا يعرف القراءة لكنها تريد زرع حب القراءة بداخله مما يؤكد أهمية تربية الرجال على بعض الأمور منذ طفولتهم.

وعن دور الشباب تجاه القضية الفلسطينية، قال عبد الكافي إن الشباب هم من سيجلبون النصر وإن دورهم ليس المقاطعة فقط وإنما التعامل مع القضية على أنها قضيتهم والدفاع عن فلسطين على أنها أرضهم.

وأكد أهمية دور الشباب في الدفاع عن القضية عبر الإنترنت ومن خلال وسائل الاتصال الحديثة التي أثبتت قدرتها على تغيير الرأي العام العالمي خلال الحرب الحالية على قطاع غزة حتى بدأ أبناء أثرياء الغرب يدافعون عن فلسطين.

فقه المقاومة

وخلال الحلقة نفسها، قال الدكتور ونيس المبروك رئيس أكاديمية الإمام مالك للدراسات الإسلامية إن الأصل في الإسلام هو السلم في التعامل مع الآخر وليس الحرب، حتى لو كان كافرا. لكنه أشار إلى أن لكل قاعدة استثناء، ومن هنا فقد سن الله للناس سنة التدافع وأذن للذين ظلموا بالقتال.

وأشار المبروك إلى أن الله سبحانه وتعالى حدد موجبات القتال ومنها الدفاع عن المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين تسيطر عليهم جماعة وتجبرهم على عيش بعينه، وكذلك دفع الفتنة التي قال البعض إنها "الشرك بالله" وقال آخرون إنها "الظلم".

وقال المبروك إن الله سبحانه وتعالى خاطب الناس كبشر يعرف أن لديهم نزعة التسلط والجبروت ومن ثم شرع القتال والمقاومة بالقوة وفق شروط محددة بينما جعل السلم هو الأصل في المعاملات.

وختم بأن المقاومة ليست ثورة أو غضبة وإنما هي فقه كبير ومتكامل له أصول وأسباب يجب توافرها وموانع يجب الالتزام بها حتى لا يقع الناس في مفسدة، مشيرا إلى أن الالتزام بالدولة القُطرية هو جزء من التعامل مع الواقع الذي حضَّ عليه الإسلام لكنه في الوقت نفسه لا يعني أن يقول المسلم في بلد أنه لا شأن له بمسلم آخر مثل ما يحدث في فلسطين وغزة أو غيرها من الدول التي يتعرض فيها المسلمون للبغي والعدوان.

وأكد أن وقوع البغي على مسلم في بلد يجعل على المسلمين حق نصرته بالقوة فإن لم يكن -بسبب موانع الدولة الحديثة- فليبحث عن طريقة لنصرته بالمال أو القول أو أي فعل من أفعال التعاضد الحقيقية إن لم يتمكن من نصرته بنفسه.

4/10/2024من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • كيف أبلغ النبي الصحابة بصيغة الصلاة عليه؟.. الشعراوي يوضح «فيديو»
  • هل يجب قراءة سورة الكهف كل جمعة أم يكفي سماعها ؟
  • أهم أحداث ربيع الآخر.. الصلاة الرباعية وغزوة بحران
  • ما فقه المقاومة في الإسلام ودور المرأة والشباب في نصرة الأمة؟
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • السيد القائد: استهداف شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه مصاب للأمة الإسلامية جمعاء
  • تأملات قرآنية
  • كيف نظر الإسلام لبِرِّ الأبوين في كِبرهما؟
  • نصر الله.. حتى الاستشهاد