جمعيات دعم «محاربي السرطان» تحتضن حكايات الأمل والألم
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
آهات مكتومة وعيون منكسرة، هى النظرة الأولى التى ترصدها عيناك عندما تتابع الأطفال مرضى سرطان الأطفال وذويهم المغتربين فى رحلتهم للعلاج من هذا المرض اللعين، فبدلاً من أن يلعب هؤلاء الصغار مع رفقائهم يجدون أنفسهم يخوضون حرباً شرسة مع مرض خبيث. ويزداد الأمر سوءاً على بعض المرضى الذين تحول ظروف المادية دون تحمل نفقات علاجهم؛ فرغم تكفل الدولة بعلاج هؤلاء الأطفال مجاناً عن طريق مستشفيات العلاج المختلفة، إلا أن الظروف المادية لا تساعد الأسر، خاصة الموجودين فى القرى البعيدة بالمحافظات الحدودية والصعيد، الذين يضطرون للسفر إلى المستشفى لعلاج أطفالهم.
وتقدم العديد من الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدنى مبادرات عدة لدعم هؤلاء المرضى، وعلى رأسها توفير إقامة للمرضى القادمين إلى العاصمة من المحافظات المختلفة، إلا أنها قد لا تكون كافية لمواصلة الرحلة المرهقة جسدياً ونفسياً للأطفال المرضى وأهاليهم الكادحين لتدبير مصروفاتها.
مدير «الحبيب المصطفى»: نستقبل 36 طفلا رفقة ذويهم شهريا«الوطن» أجرت جولة داخل دار «الحبيب المصطفى» لاستضافة مرضى السرطان، إحدى الجمعيات المتخصصة فى دعم محاربى السرطان، للتعرف على ما تقدمه للأطفال، بالإضافة إلى رحلة علاجهم ومشوارهم مع المرض. خديجة هريدى، مديرة الدار، قالت لـ«الوطن» إنها تستقبل الحالات وفقاً لخطابات يرسلها مستشفى 57357، مشيرة إلى أن الطاقة الاستيعابية للدار 47 سريراً، وتستقبل نحو 36 طفلاً شهرياً رفقة ذويهم حيث يسمح بمرافق واحد، وأكثر من مرافق فى الحالات الاستثنائية.
أوضحت «هريدى» أن هناك عدداً من الشروط حددها المستشفى حتى تكون الدار مهيأة لاستقبال المرضى، وهى النظافة والتهوية الجيدة وعدم وضع الأسرّة فوق بعضها، مشيرة إلى أن الدار توفر الطعام والشراب والإقامة للأطفال، ولا تتدخل طبياً لأن مريض السرطان ليس مريضاً عادياً، وعندما يتعرض أى طفل لأزمة صحية خلال وجوده بالدار، ينقل مباشرة إلى المستشفى. وأشارت إلى أن الدار توفر سيارات لنقل الأطفال إلى المستشفى لتلقى العلاج، وعندما يكون العدد كبيراً يتم الدفع بأوتوبيس، مؤكدة أن أكثر الحالات التى تستقبلها الدار من مصر محافظات الصعيد، ومن الخارج المغرب والعراق وفلسطين والسودان واليمن وغيرها من الدول.
وعن حدوث حالات وفاة فى الدار، كشفت «خديجة» عن وقوع حالة واحدة وكانت لفتاة رفضت أسرتها أن تصطحبها إلى البيت بسبب الحالة المادية وسوء حالة المريضة، وظلت فى الدار برفقة شقيقتها حتى فارقت الحياة. وأوضحت أنه تم التعامل مع الحالة فى هدوء تام، ولم يشعر الأطفال المقيمون بالدار آنذاك بشىء حتى لا يؤثر ذلك على حالتهم النفسية.
فكرة إنشاء الدارفترة انتشار كورونا كانت صعبة على المرضى بسبب الإجراءات الاحترازية، إلا أن «خديجة» أكدت أن الدار استمرت فى فتح أبوابها مع تخفيض معدل استقبال المرضى إلى النصف، موضحة أن الشقة الواحدة تستوعب 6 حالات، ولكن كان يتم الاكتفاء بـ3، مع الالتزام بالتعقيم المستمر.
وعن فكرة إنشاء الدار، قالت: «أنشأنا جمعية صغيرة فى بادئ الأمر نساعد من خلالها فى زواج يتيمات وسداد ديون الغارمات، حتى سمعنا عن دار تستضيف مرضى السرطان فى الهرم؛ وهو الأمر الذى مسّ قلوبنا، خصوصاً إذا كان هناك طفل مريض ويتيم فى الوقت نفسه، وتسلمنا شقة عاينها المستشفى وبدأنا نستقبل المرضى، وتطوعت إحدى الجمعيات الخيرية الكبرى بمنحنا 10 شقق، ومن هنا توسع نشاطنا، وبدأنا نستقبل مرضى من معهد الأورام ومستشفى بهية».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
محافظ بورسعيد يزور جمعية رمسيس الإيوائية ويؤكد على أهمية رعاية الأيتام
تفقد اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بوسعيد، اليوم الأربعاء، جمعية رمسيس الإيوائية، و ذلك للاطمئنان على مستوي الرعاية والخدمات المقدمة للأطفال الأيتام بالدار، والتي تضم الأطفال من سن 6 أعوام حتى 18 عامًا.
رافق محافظ بورسعيد خلال الجولة الدكتورة انجي حسن مدير مديرية التضامن الاجتماعي، محمد فواز رئيس حي المناخ، ورئيس مجلس إدارة الجمعية رجب عبد القادر.
استمع المحافظ إلى احتياجات الأطفال و متطلباتهم، وحرص على سؤالهم حول جودة الخدمات المقدمة بالدار، كما تفقد المحافظ، وحدات الدار بما تشمله من غرف المعيشة، و دورات المياه، و الغرف الرياضية والتعليمية، و المطبخ و جودة الأطعمة و توافرها بكميات تلبي احتياجات نزلاء الدار.
وأكد محافظ بورسعيد أن توفير حياة كريمة ولائقة لأولادنا نزلاء الدار هو واجب على الجميع، مؤكدا على تقديم كامل الدعم لأولادنا بما يحقق لهم أفضل مستوى معيشي، موجها بضرورة ظهور الدور في أبهى صورة لها طوال الوقت وتلبية كافة مطالب النزلاء، وكذلك تشجيع جميع الأطفال علي ممارسة الأنشطة الرياضية و التثقيفية والتعليمية المختلفة، والعمل على تحسين معيشتهم، و بناء شخصياتهم وتنمية قدراتهم، مشيدًا بجهود القائمين على رعايتهم والداعمين لهم، ومستوى الخدمات والرعاية المقدمة للأطفال بالدار.