السناوي لـمصراوي: طلال سلمان قامة كبيرة وصاحب موقف سياسي وكفاءة مهنية
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
كتب- إسلام لطفي:
قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الله السناوي، إن الكاتب الصحفي الراحل طلال سلمان، مؤسس جريدة "السفير" اللبنانية، أحد قامتَين كبيرتَين في العقود الأخيرة، وهو القامة الأولى، والثانية غسان تويني في جريدة "النهار".
وأضاف السناوي، في تصريح خاص أدلى به إلى "مصراوي"، اليوم السبت: إذا نظرنا إلى الصحافة اللبنانية وتأثيرها الكبير جدًّا على المشرق العربي ومصر والخليج، فإن جريدة "السفير" تُعبِّر عن التيار القومي العربي في لبنان، وحسب شعارها فهي صوت لبنان في العالم العربي وصوت العالم العربي في لبنان، وبالتالي انحيازاتها واضحة جدًّا للقضية الفلسطينية والمقاومة والمشروع القومي العربي، ويعتبر هذا انحيازًا واضحًا لطلال سلمان.
وتابع الكاتب الصحفي: سلمان له شعبية كبيرة في العالم العربي، وإذا تابعنا وسائل التواصل الاجتماعي ومَن قدَّموا العزاء في مصر والجزائر وفلسطين وسوريا ومن جنسيات كثيرة، يشعرون بالفقد والخسارة تعبيرًا عن رحلة حياته، وجريدة "السفير" تجربة مهنية رائدة، وإذا حصرنا أسماء الصحفيين الكِبار الذين تولوا إصدارات الصحف في منطقة الخليج في فترة الثمانينيات والتسعينيات والفترة التي تلتها، وفي دول أخرى والتي تصدر في لندن والدول العربية، أغلبهم لبنانيون ومن مدرسة "السفير"، ومعظم الكتاب والمحللين الذين أصبح لهم وزن وخبراء في مجالهم كانوا من "السفير"؛ لأنها مدرسة كبرى.
واستطرد السناوي: وإذا نظرنا أكثر في تفاصيل الصورة، نجد أن طلال سلمان ربطته صداقات عميقة جدًّا مع أجيال مختلفة من الصحفيين المصريين؛ أولهم محمد حسنين هيكل، وكان صديقًا مقربًا ويحاوره دائمًا، وكلما جاء إلى القاهرة التقاه، وإذا لم يكن موجودًا في القاهرة كان يزوره في الساحل الشمالي، فعلاقته عميقة بهيكل، وعلاقته بدرجة مماثلة مع أحمد بهاء الدين.
وأشار السناوي إلى أنه أقرب إلى أساتذة مدرسة "روزاليوسف" بشكل أو بآخر، وأولهم إحسان عبد القدوس وكل رسامي الكاريكاتير في "صباح الخير" و"روزاليوسف"؛ مثل محيي الدين اللباد وأحمد إبراهيم حجازي، إذ كانوا يرسمون في "السفير"، علاوة على نجم نجوم السفير، الرسام الفلسطيني الأكبر ماجد علي، فكانت نافذة ثقافية وفكرية وسياسية ملتزمة بالقضية الفلسطينية؛ لكنها واسعة الأفق ومنفتحة على حركة الثقافة في العالم العربي.
ونوه الكاتب الصحفي بأن طلال كان يُدير تلك التعقيدات؛ فهو من حيث المهنة يُعتبر واحدًا من أكفأ الصحفيين وكان يُشتهر بعناوينه ذات الكلمة أو الاثنتين أو الثلاث أحيانًا، ففي يوم اجتياح بيروت كتب "مانشيت" مهمًّا.
وأكد السناوي أن طلال له موقف سياسي وكفاءة مهنية، عزَّزت سمعة جريدة "السفير"، التي أغلقت أبوابها، ثم كانت الضربة القاتلة الأخيرة بغياب مؤسسها ورائدها وروحها طلال سلمان، لافتًا إلى أنَّها دخلت التاريخ من أرفع الأبواب المهنية والقومية العربية.
وتُوفي ناشر صحيفة "السفير" طلال سلمان، أمس الجمعة، عن عمر 85 عامًا، بعد مسيرة إعلامية حافلة بالنجاحات.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الراحل توفي في مستشفى الجامعة الأمريكية بعد صراع مع المرض.
وأصدر الراحل في 26 مارس 1974 جريدة "السفير" في بيروت، وهي يومية سياسية مستقلة؛ حملت شعار "جريدة لبنان في الوطن العربيّ وجريدة الوطن العربيّ في لبنان"، وشعارًا مواكبًا برسم الكثرة الغالبة "صوت الذين لا صوت لهم"، فشكَّل منذ عقود مرجعية إعلامية في الشؤون العربية واللبنانية تحظى بالتقدير، وبالتأثير في الرأي العام.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: قائد فاجنر متحور كورونا بريكس تنسيق الجامعات فانتازي سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة طلال سلمان الکاتب الصحفی العالم العربی طلال سلمان
إقرأ أيضاً:
"بازار" مسلسلات شهر رمضان في العالم العربي.. النقد السياسي ممنوع
مع قدوم شهر رمضان، يُفتَتح "بازار" المسلسلات التلفزيونية في العالم العربي، حيث تخصص شركات الإنتاج جزءًا كبيرًا من ميزانياتها لهذا الشهر الفضيل. ويجد المشاهد العربي نفسه غارقًا في بحر من عشرات القصص التي تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من العائدات المالية، في أعمال غالبًا ما تخلو من أي نقد سياسي.
وحتى الآن، انطلق نحو 22 مسلسلًا عربيًا بالتوازي، حيث تعود كثافة الإنتاجات التلفزيونية في الشهر المخصص للصيام إلى عدة عوامل، منها استغلال المنتجين للتجمعات العائلية التي تُعد مشاهدة المسلسلات فيها تقليدًا، وحاجة المشاهد إلى متابعة عمل ترفيهي يخفف عنه مشقة الصيام.
في المقابل، يرى نقاد الدراما أن حصر الإنتاجات العربية في شهر واحد من السنة ينعكس سلبًا على مكانة الدراما العربية.
أولًا، من حيث أداء الممثلين الذين يجدون أنفسهم في سباق محموم لاختيار أفضل الأدوار للبقاء على الساحة المحلية.
وثانيًا، من حيث تأثير ذلك على الحبكة ذاتها، إذ يعتقد البعض أن التركيز على عرض الإنتاجات خلال 30 يومًا يؤدي إلى دخول القصة في دوامة من التكرار، ما يضعف تطور الشخصيات والأحداث.
لكن، بجانب كل ذلك، يُلاحَظ في الدراما العربية غياب النقد السياسي والعزوف عن تناول القضايا الاجتماعية الهامة. وهذا يظهر بشكل أساسي في الأعمال الدرامية المشتركة، وكذلك في الأعمال المصريةعلى وجه الخصوص، حيث يبدو أن المنتجين، المدعومين من بعض الأنظمة السياسية في الدول العربية، يتجنبون الخوض في مواضيع النزاعات السياسية أو الطائفية أو الاجتماعية التي تهم المواطن العربي.
الأعمال العربية المشتركة... لا سياسة ولا تاريخ ولا حاضرإبان الحرب الأهلية السورية، فرضت الدراما المشتركة نفسها على السوق العربي، وهي نوع من الأعمال التي تجمع ممثلين من جنسيات عربية متعددة، وغالبًا ما تبتعد عن أي سياق سياسي، لتدور أحداثها حول قصص حب بوليسية أو دراما اجتماعية خفيفة. وقد قدم هذا النوع من الإنتاجات حلولًا للشركات التي فضلت الابتعاد عن الخوض في النقد السياسي، واستجابت لأذواق الجمهور الخليجي، بحيث تبنّت هذه الأعمال منصاتٌ مهيمنة على السوق مثل خدمة "شاهد" السعودية.
وقد أثار هذا الاتجاه الذي دام لسنوات، حفيظة بعض النقاد الذين رأوا أن الأعمال المشتركة ابتعدت عن القضايا الجوهرية التي تشهدها المجتمعات العربية، خاصة السياسية منها وتلك التي توثق مرحلة كانت فيها الدول العربية تحت السيطرة الأجنبية. إذ تعتبر هذه المرحلة جزءًا لا يتجزأ من التاريخ والحاضر العربي. ورأى آخرون أن تغييب القضايا السياسية عن الدراما هدفه إلهاء الجمهور عن ظاهرة الشمولية وغياب حرية التعبير فيما ذهب البعض أبعد من ذلك واعتبر ذلك جزءا من "مشهد التطبيع في المنطقة" حسب رأيهم.
ففي الأعمال المشتركة، يجد المشاهد نفسه أمام شخصيات "مسطحة" لا تنتمي إلى فئة معينة، ولا تحمل رأيًا سياسيًا واضحًا، ولا تظهر فيها أي إشارة للقضايا التي تعيشها الشخصيات في البلد الذي قد يُعرض فيه المسلسل في وقت حدوث أحداث أمنية كبيرة.
صعود الأعمال التركية.. ومصر تستثمر دون التطرق للسياسيةوقد استمرت هذه المسلسلات كـ "ترند" في الدراما العربية لسنوات طويلة، حتى تراجعت هذا العام، ويُحتمل أن تكون "الدراما المعرّبة" - وهي نوع جديد من الأعمال المقتبسة عن الدراما التركية - أحد أسباب تراجعها، حتى وإن لم يكن موسم رمضان موعدًا لانطلاق الأعمال التركية المعربة.
كما يمكن أن ينمّ تراجع الاعمال العربية المشتركة عن تغير في استراتيجية بعض الدول لصناعة الوعي والترفيه في المنطقة.
وعلى غرار الأعمال "المشتركة" يُلاحظ الاستثمار المصري الحكومي الكبير في الإنتاجات التلفزيونية، حتى أن بعض النقاد وصفوا هذا الاستثمارات بـ"الاحتكار" الذي تمارسه السلطات المصرية للسوق في شهر رمضان.
ومع ذلك، تتركز الأعمال المنتجة على الإثارة والكوميديا والقصص الاجتماعية، ما يجعلها بعيدة عن أي معالجة جادة للقضايا السياسية التي تمس الواقع العربي الراهن.
وفي حين يغيب النقد السياسي عن الدراما الرمضانية كما هو الحال عادة، يُلاحظ وجود تحول طفيف في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد، حيث ظهرت مسلسلات ناقدة لفساد المؤسسة العسكرية، وهو ما لم يكن ممكنًا في السابق.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "لا أرض أخرى".. عمل فلسطيني اسرائيلي عن الاستيطان يفوز بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي