كتب- إسلام لطفي:
قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الله السناوي، إن الكاتب الصحفي الراحل طلال سلمان، مؤسس جريدة "السفير" اللبنانية، أحد قامتَين كبيرتَين في العقود الأخيرة، وهو القامة الأولى، والثانية غسان تويني في جريدة "النهار".

وأضاف السناوي، في تصريح خاص أدلى به إلى "مصراوي"، اليوم السبت: إذا نظرنا إلى الصحافة اللبنانية وتأثيرها الكبير جدًّا على المشرق العربي ومصر والخليج، فإن جريدة "السفير" تُعبِّر عن التيار القومي العربي في لبنان، وحسب شعارها فهي صوت لبنان في العالم العربي وصوت العالم العربي في لبنان، وبالتالي انحيازاتها واضحة جدًّا للقضية الفلسطينية والمقاومة والمشروع القومي العربي، ويعتبر هذا انحيازًا واضحًا لطلال سلمان.



وتابع الكاتب الصحفي: سلمان له شعبية كبيرة في العالم العربي، وإذا تابعنا وسائل التواصل الاجتماعي ومَن قدَّموا العزاء في مصر والجزائر وفلسطين وسوريا ومن جنسيات كثيرة، يشعرون بالفقد والخسارة تعبيرًا عن رحلة حياته، وجريدة "السفير" تجربة مهنية رائدة، وإذا حصرنا أسماء الصحفيين الكِبار الذين تولوا إصدارات الصحف في منطقة الخليج في فترة الثمانينيات والتسعينيات والفترة التي تلتها، وفي دول أخرى والتي تصدر في لندن والدول العربية، أغلبهم لبنانيون ومن مدرسة "السفير"، ومعظم الكتاب والمحللين الذين أصبح لهم وزن وخبراء في مجالهم كانوا من "السفير"؛ لأنها مدرسة كبرى.

واستطرد السناوي: وإذا نظرنا أكثر في تفاصيل الصورة، نجد أن طلال سلمان ربطته صداقات عميقة جدًّا مع أجيال مختلفة من الصحفيين المصريين؛ أولهم محمد حسنين هيكل، وكان صديقًا مقربًا ويحاوره دائمًا، وكلما جاء إلى القاهرة التقاه، وإذا لم يكن موجودًا في القاهرة كان يزوره في الساحل الشمالي، فعلاقته عميقة بهيكل، وعلاقته بدرجة مماثلة مع أحمد بهاء الدين.

وأشار السناوي إلى أنه أقرب إلى أساتذة مدرسة "روزاليوسف" بشكل أو بآخر، وأولهم إحسان عبد القدوس وكل رسامي الكاريكاتير في "صباح الخير" و"روزاليوسف"؛ مثل محيي الدين اللباد وأحمد إبراهيم حجازي، إذ كانوا يرسمون في "السفير"، علاوة على نجم نجوم السفير، الرسام الفلسطيني الأكبر ماجد علي، فكانت نافذة ثقافية وفكرية وسياسية ملتزمة بالقضية الفلسطينية؛ لكنها واسعة الأفق ومنفتحة على حركة الثقافة في العالم العربي.

ونوه الكاتب الصحفي بأن طلال كان يُدير تلك التعقيدات؛ فهو من حيث المهنة يُعتبر واحدًا من أكفأ الصحفيين وكان يُشتهر بعناوينه ذات الكلمة أو الاثنتين أو الثلاث أحيانًا، ففي يوم اجتياح بيروت كتب "مانشيت" مهمًّا.

وأكد السناوي أن طلال له موقف سياسي وكفاءة مهنية، عزَّزت سمعة جريدة "السفير"، التي أغلقت أبوابها، ثم كانت الضربة القاتلة الأخيرة بغياب مؤسسها ورائدها وروحها طلال سلمان، لافتًا إلى أنَّها دخلت التاريخ من أرفع الأبواب المهنية والقومية العربية.

وتُوفي ناشر صحيفة "السفير" طلال سلمان، أمس الجمعة، عن عمر 85 عامًا، بعد مسيرة إعلامية حافلة بالنجاحات.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الراحل توفي في مستشفى الجامعة الأمريكية بعد صراع مع المرض.

وأصدر الراحل في 26 مارس 1974 جريدة "السفير" في بيروت، وهي يومية سياسية مستقلة؛ حملت شعار "جريدة لبنان في الوطن العربيّ وجريدة الوطن العربيّ في لبنان"، وشعارًا مواكبًا برسم الكثرة الغالبة "صوت الذين لا صوت لهم"، فشكَّل منذ عقود مرجعية إعلامية في الشؤون العربية واللبنانية تحظى بالتقدير، وبالتأثير في الرأي العام.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: قائد فاجنر متحور كورونا بريكس تنسيق الجامعات فانتازي سعر الذهب أمازون الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة طلال سلمان الکاتب الصحفی العالم العربی طلال سلمان

إقرأ أيضاً:

أستاذ اقتصاد بجامعة لندن: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط

قال الدكتور محسن السلاموني، أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن، إن السياسة تخدم الاقتصاد، وليس العكس، حيث لا يمكن للقادة السياسيين استغلال الاقتصاد لخدمة مصالحهم القومية أو لتعزيز شهرتهم، مؤكدًا أن هذا المفهوم مهم لفهم الوضع في منطقة الشرق الأوسط، التي تتميز بموقعها الحيوي وثرواتها الطبيعية.

أهمية الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي

أشار السلاموني، خلال مداخلة ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، وتقدمه الإعلامية أمل الحناوي، على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك مميزات فريدة، مثل الأرض الخصبة والمياه والطاقة، مضيفًا أن المنطقة العربية تمثل مصدرًا رئيسيًا للطاقة، حيث تمول نحو 75% من احتياجات العالم، مما يجعلها محورية للاقتصاد العالمي.

الصراعات وتأثيرها على التنمية الاقتصادية

أكد الدكتور السلاموني أن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان وسوريا، وإن قُدمت كجزء من محاربة الإرهاب، قد أثرت على الجماعات المسلحة التي استغلت الدين لمصالحها الخاصة، مشيرًا إلى أن ضعف كفاءة هذه الجماعات في إدارة الدولة والاقتصاد يُعد أحد أسباب مشكلات المنطقة العربية.

فرصة للسلام والتنمية في الشرق الأوسط

أوضح السلاموني أن تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تُشير إلى فرصة للتقارب مع الغرب وأمريكا، وترك الحروب لتحقيق التنمية، مؤكدًا أنه لا يمكن بناء اقتصاد قوي في ظل استمرار الحروب والنزاعات.

دور مصر في حماية العالم العربي

اختتم السلاموني حديثه بالتأكيد على أن مصر هي القوة الكبرى القادرة على حماية العالم العربي ودعمه لتحقيق الاستقرار والتنمية، مما يمكّن المنطقة من التحول إلى قوة عالمية مؤثرة.

 

مقالات مشابهة

  • شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزع 175 ألف ربطة خبز للأسر اللاجئة في شمال لبنان
  • حراك سياسي في لبنان لوقف خرق الاحتلال الإسرائيلي للهدنة
  • ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية
  • جنبلاط في دمشق على رأس وفد سياسي وروحي.. هذا ما حمله
  • السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم
  • أستاذ اقتصاد بجامعة لندن: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط
  • باحث سياسي: صدمة كبيرة في ألمانيا بعد حادث الدهس
  • جعجع في خلال لقائه السفير الفرنسي: لانتخاب رئيس إصلاحي قادر على نقل لبنان إلى دولة عصرية
  • مشاركة كبيرة في «بطولة الفجيرة الدولية للخيل العربي»