في أجواء روحانية الطلبة القدامى لكتاب مسجد الحي المحمدي ينظمون الملتقى السنوي الثاني
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
شهدت جنبات مسجد الحي المحمدي بشيشاوة يوم الثلاثاء الماضي، أجواء روحانية مهيبة معطرة بنسيم الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلاوة للقرآن ومدح نبوي شريف.
والمناسبة هي الملتقى السنوي الثاني للطلبة القدامى خريجي كتاب مسجد الحي المحمدي بشيشاوة، حجوا من مختلف المدن المغربية لإحياء ذكرى ملتقاهم السنوي، بعد أن عرف الملتقى الماضي نجاحا كبيرا، والذي كان مناسبة لتكريم شيخهم.
انطلق الموكب بشكل جماعي بصوت واحد، يصدح بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن وصل الجميع إلى باب المسجد، وبعد أن أخذ كل فرد مكانه، شرعت اللجنة المنظمة في تنزيل برنامج الملتقى، الذي عرف حضور الدكتور الأزهري رئيس المجلس العلمي المحلي لشيشاوة وأعضائه، وكذا المشاركون بمداخلاتهم العلمية من أساتذة ومرشدين.
افتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها بعد ذلك تقديم للملتقى من قبل مسير اللقاء الأستاذ أحمد أبرهان -إمام مرشد بشيشاوة-، ثم كلمة ترحيبية باسم الطلبة القدامى ألقاها الأستاذ عبد الوهاب الشلح -أستاذ الثانوي التأهيلي بالصويرة، أعقبها بعد ذلك كلمة الدكتور عبد الحق الأزهري نوه فيها بمثل هذه اللقاءات، واستعرض جهود الفقيه ابراهيم ابرهان في تجفيظ القرآن وفي تخريج عدد كبير من الطلبة.
بعد ذلك ألقى الأستاذ مولاي الحسن نبيل -إمام مرشد بسيدي إفني وطالب بسلك الدكتوراه- مداخلة حول الدرس القرآني بالمغرب: ”مدرسة أولاد باني أنموذجا”، وقد كانت المناسبة فرصة ليتوجه الفقيه محمد نيت عبد الله -عضو المجلس العلمي المحلي لشيشاوة- ليتوجه بجملة من النصائح والتوجيهات لطلبة العلوم الشرعية.
وقبل الختم بالدعاء، ألقى الأستاذ ابراهيم فال -إمام وخطيب وواعظ بالمجلس العلمي المحلي لانزكان- كلمة ختامية، لترفع الأكف داعية بالنصر والتأييد لأمير المؤمنين ولسائر أفراد الأسرة العلوية ولسائر المسلمين.
يذكر أن الفقيه ابراهيم ابرهان منذ سنة 1981 إلى حد كتابة هذه الأسطر، وهو يزاول مهمة تحفيظ القرآن، يبذل في ذلك قصارى جهده، ويتفانى في مد يد المساعدة لطلبته، لا تجده إلا مرابطا معتكفا في مسجده كل يوم بدء من طلوع الفجر إلى منتصف الليل، يستظهر عليه طلبته، ويفتي لهم، ويصحح لهم الألواح، لا يكل ولا يمل، مما جعل عددا كبيرا من طلبته يثنون عليه ويعترفون بجديته وإخلاصه في تحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين.
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
هل ذُكرت كلمة وطن في القرآن الكريم؟ أمين الفتوى يجيب
أكد الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه على الرغم من أن كلمة "الوطن" أو "الوطنية" لم ترد بهذه الصيغة في النصوص الدينية، إلا أن معناها موجود في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، "في القرآن الكريم، ورد ما يشير إلى احترام الوطن وتقديره في قول الله سبحانه وتعالى: 'وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوْ اخرجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ' (النساء: 66)، هذه الآية تشير إلى أن الخروج من الديار أو الوطن يُعد من أكبر المصائب التي يواجهها الإنسان، حيث جعل الله سبحانه وتعالى في الآية الخروج من الدار قرينًا لقتل النفس، مما يدل على عظم معاناة الإنسان عندما يُجبر على مغادرة وطنه."
وأضاف: "الآية تشير إلى مدى قسوة هذا الفعل على النفس البشرية، إذ إن مغادرة الوطن قد تحمل ألمًا نفسيًا مثل الذي يسببه القتل، وبالتالي، يمكننا أن نفهم من هذه الآية أهمية الوطن وضرورة احترامه."
وتابع: "أما في السنة النبوية، فقد وردت العديد من الأحاديث التي تحث على الدفاع عن الأرض والوطن، من أبرز هذه الأحاديث ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن، حيث قال: 'من قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أرضه فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد'، مما يدل على أن الدفاع عن الأرض والعرض والوطن يعتبر من أسمى الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم."
ونوه: "الشريعة الإسلامية تدعو إلى حب الأوطان والاهتمام بها، وتحث على الدفاع عنها بكل الوسائل الممكنة، حتى لو تطلب الأمر التضحية بالنفس في سبيل حماية الوطن، ولهذا، نجد أن من يضحون في سبيل أوطانهم، سواء كانوا في الجيش أو في أي مجال آخر، لهم عند الله سبحانه وتعالى المنزلة العالية، لأنهم ماتوا دفاعًا عن أرضهم ووطنيتهم."