موقع النيلين:
2025-04-10@21:47:20 GMT

محمد حامد: يوم البرهان

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

محمد حامد: يوم البرهان


تصدر الفريق اول عبد الفتاح البرهان ترند القصص وسيطر على الأجواء العامة بلا شك . وبالضرورة فقد كسب الرجل نقاط مادية ومعنوية لا سبيل لإنكارها او التقليل منها ومن يقول بذلك مكابر ويتنكب طريق الحقيقة .

كيف خرج الرجل ومتى وباي الطرق أسئلة إجابتها قطعا يفترض ان تكون عند الجهة التي اسسست خطها الإعلامي والتعبوي على ان قائد الجيش امام (نشكنات) عناصرها التي تطوق القيادة العامة حسب روايتها !

وتلك الإجابة تحتاج الى عرض منطقي يحترم عقول الناس ويتحاشي الفرضيات .

والحظ هنا بناء خط إعلامي يقوم على معزوفة ان الخروج تم بصفقة وإتفاق يتعلق بمطلوبات إنجاز اتفاق ما وتسوية ! وهذا تبرير غريب لانك كجهة خصم للجيش في حرب وطالما انك كما تقول وعمليا طوقت القيادة لدرجة ان اوامر التحرك لقائد الجيش وبالضرورة هيئة اركانه وقادته صارت تلك الاوامر منك وعندك فما الذي يمنعك من الذهاب الى نصر رسمي ومعلن ! بإقتحام المطوقين وتنصيب قيادة موالية لك او إزالة الحرس القديم وتأسيس مشهد عسكري بالجيش تعلن معه بدايات جديدة بإنهاء الحرب والبدء على قاعدة الموقف المعلن ان الحرب لازالة القيادة القديمة والزج بها في السجون !

2
لا يعقل حتى لشخص عقله عقل (جرادة) ! إفتراض ان البرهان خرج بمنحة ليذهب الى الوحدات العسكرية المنخرطة على خطوط النار ولشعبه ليعلن عن اتفاق ما بالقصة المزعومة فهو مكتوب من خصومه وما يرون ليعلنه ويلزم به بقية الجيش وهو ذات ما كان يمكن فعله ببيان من موقعه القديم (هذا ان كانت قصة البدروم نفسها مثبتة) بل بالعكس فنسبة نجاحه وفرضه لاعلان مماثل اعظم باعتبار انه على الاقل تحت حماية القوة التي تقول انها منتصرة !

لهذا وبالمنطق والواقعية اظن ان قائد الجيش خرج او لم يكن بالاساس في بدروم بارادته وتقديره ووفق معطيات ميدانية يدل عليها ان الظهور نفسه ترافق بعد يوم او اثنين من معارك سلاح المدرعات الطاحنة والتي تم التركيز عليها لحظتها واظن انها تزامنت مع اعمال عسكرية اعظم احدثت تحولات كبيرة بمسرح العمليات لصالح الجيش بشكل مؤثر صمتت عنه القوات المسلحة لاعتبارات قضاء الحوائج بالكتمان وسكت عنها الدعم السريع لاعتبارات التماسك المعنوي وتجنب تشتيت التركيز في لحظات مفصلية من مسيرة الحرب .

3
التطواف الواسع لقائد الجيش على وحداته المقاتلة ومسارعته لزيارة عطبرة ضمن ذات الطواف والحرص على اداء واجب العزاء في قائد الفرقة 16 نيالا تشير بشكل جلي ان اتجاهات الرجل ايا كانت لن تخرج عن (حذية) منظومته العسكرية وحتى الجولة الخارجية المعلنة _ان تمت_فعلى الاغلب فهي مكملة لتلك الاتجاهات التي في كل الاحوال بوصلتها لن تكون بعيدة عن الاجواء الخاصة بالمؤسسة العسكرية وغالب ميلان الراي العام السوداني معها قياسا على محصلة ما عاصره الناس من محنة .

وهذا يعني انه حتى ان كان هناك متاح نظر في امر التفاوض فسيكون النظر فيه الان وفق كروت جديدة وليس كما السابق .(بالطبع زادت القصص الهندية في شان التفاوض) وعموما وكما قلت سابقا فالشهر الخامس هذا استنفذ فيه الجميع قصاصات الشرح العسكري والتبرير . بحيث لم يعد في قوس الخيالات منزع . كبك بس . ثم سلام يقرره المنتصر

محمد حامد جمعه نوار

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

من ضياء إلى دقلو

البرفيسور عبد اللطيف البوني على صفحته بالفيسبوك:

من ضياء إلى دقلو

بدأتُ الكتابة الصحفية في مايو 1985، أي في أجواء ثورة أبريل، تلك الثورة التي جاءت لإزالة حكم نميري. وقد شاركتُ فيها من موقعي كمواطن عادي يتظاهر، ويضرب عن العمل، ويرشق بالطوب إذا اقتضى الأمر.
ولكن، لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ، لما شاركتُ فيها، إذ أرى الآن أن هذه الثورات هي التي أهلكت السودان، منذ الثورة المهدية وحتى يومنا هذا.

بالطبع، هذا لا يعني أنني ضد التغيير وضرورة إزالة أي وضع سيئ، لكنني أرى أن طريق الإصلاح هو الأنسب للتغيير، لأن الثورة كلفتها عالية.
يمكنني أن أُصنّف نفسي إصلاحيًا، ولستُ ثوريًا، وهذه قناعة ذاتية لا تقلل من احترامي للذين يرون أن “طريق الثورة هُدى الأحرار”، كما غنّى محمد الأمين لهاشم صديق، رحمهما الله، فقد عطّرا حياتنا بإبداع لا أجمل منه.

استمررتُ في الكتابة الصحفية، الراتبة وشبه الراتبة، في عهد سوار الذهب/الجزولي الانتقالي، ثم سنوات الصادق المهدي الحزبية، وطوال عشريات الإنقاذ الثلاث، وعهد البرهان، ثم مرحلة البرهان/حميدتي/حمدوك.
وتوقفتُ عن الكتابة تمامًا في مارس 2021، أي في عهد البرهان/حميدتي/حمدوك، ثم أصبح التوقّف إجباريًا بعد أن كان اختياريًا، وذلك بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023.

بعد التوقف، عدتُ إلى الحواشة التي ورثتُها عن الوالد، فأصبحتُ مزارعًا محترفًا، بعد أن كنتُ أتعامل معها مجبرًا في الطفولة، وهاويًا بعد التخرّج، ثم مراقبًا بعد وفاة الوالد في 2013، رحمه الله رحمة واسعة.
أما عودتي الأخيرة للحواشة، فقد كانت مختلفة؛ إذ أدمنتها وأحببتها كما أحبها الوالد، والأهم أنني طوّرت اهتمامي الأكاديمي والإعلامي بمشروع الجزيرة، فالتجربة العملية علّمتني ما لم أكن أعلم.

في تلك الأيام “الحواشية”، زارني في القرية الصديق العزيز ضياء الدين بلال، الذي كان قادمًا من قطر في أول إجازة له. ولضياء الدين حاسّة صحفية متقدة، وقدرة عالية على تحويل كل ما تقع عليه حواسه إلى عمل إعلامي متقن.
فلا شك أنه لاحظ هيئة المنزل المتغيرة، حيث كانت جولات المحاصيل المختلفة، المرفوعة في اللساتك والمغطاة بالمشمع، تحتل صدر الحوش، والكارو عند الباب، وحاجات تانية “حامياني”.
أخرج ضياء جواله الذكي، وثبّت كاميرته، وأوقفني أمام المحاصيل، وسألني سؤالًا مباشرًا: إلى ماذا وصلتَ في تجربتك الجديدة؟
رغم أنه فاجأني، أجبته بما جاد به الذهن، وبثّ ضياء ذلك الفيديو في صفحته الواسعة الانتشار، فأقام ذلك الفيديو الدنيا، بعد أن ظننتُ أنني أصبحت خارج ذاكرة الناس.

بذل ضياء جهدًا مقدّرًا لإقناعي، وإقناع الأستاذ عمار فتحي شيلا، مدير قناة النيل الأزرق، بعودة برنامج “سبت أخضر” الذي كنتُ أقدّمه، لكن “الدعامة” كانوا أسرع!

لقد قلتُ لضياء إنني توصلتُ إلى وعيٍ بالمشروع، لو قرأتُ مجلدات، لما وصلتُ إليه. ومن تجربتي الخاصة، أرى أنه يمكن مضاعفة العائد من المشروع، في ظل أوضاعه الحالية، شريطة أن يُغيّر المزارع فهمه وعلاقته بالحواشة.
وقلتُ: مثلما اختفى المفتش أو كاد، يجب أن يختفي “مندوب المزارعين”، فكلاهما أقعد بالمشروع. وهذا لا يعني الاستغناء عن الزراعيين، بل إن المشروع بحاجة إلى عشرات الآلاف من الزراعيين، إن لم نقل مئات الآلاف، بمعدل خبير زراعي – وليس مفتش – لكل ألف فدان. وساعتها، ستكون نسبة الدخول إلى كليات الزراعة أعلى من كليات الطب.

قمتُ بتخطيط ذهني لتقديم ما توصلتُ إليه، وناقشتُ بعض المزارعين والمهتمين فيما وصلتُ إليه، وقررتُ إقامة جلسة تفاكرية لبعض الذين أثق في معرفتهم، لتقويم أو تصحيح أو حتى رفض الرؤية التي توصلتُ إليها.

وبينما كنتُ في تلك الحالة من “اللملمة الذهنية”، اندلعت الحرب الحالية، فحدث ما حدث، وأصبحنا في أنفسنا المجروحة، وقريتنا المنكوبة، ووطننا الكبير المغدور…
ألم أقل لكم إن هذه الحرب، بإصرارها غير المرئي، لا تُعدّ ولا تُحصى؟

   

مقالات مشابهة

  • السجن سنتين للسيدة التي صفعت قائد تمارة رغم تنازل الداخلية
  • قائد الثورة : التصعيد الأمريكي على بلدنا لن ينجح ولن يُضعف قدراتنا العسكرية بل يُسهم في تطويرها
  • تعيين قائد جديد لمنطقة جبل أولياء العسكرية بعد استعادتها من قوات الدعم السريع
  • قائد الثورة: العدوان والتصعيد الأمريكي يسهم في تطوير القدرات العسكرية اليمنية أكثر وأكثر
  • الداخلية تضبط سائقا بسبب فتح باب السيارة أثناء القيادة..فيديو
  • الرجل الأهم في قرارات الحرب.. قراءة في الأفكار الدينية لوزير الدفاع الأميركي
  • محمد وازن يكشف عن تمرد داخل الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب على غزة
  • “من هشاشة القيادة إلى حائط المبكى: البرهان يسجد غربًا”
  • من ضياء إلى دقلو
  • قائد الجيش الأوكراني يقر بتورط الولايات المتحدة في الحرب ضد روسيا