أكد المرصد السوداني لحقوق الإنسان ظهور جنود أطفال بين صفوف قوات الدعم السريع في المعركة الأخيرة التي هاجم فيها الدعم السريع سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي العاصمة الخرطوم.

الخرطوم _ التغيير

و أكد المرصد السوداني لحقوق الإنسان تلقيه بلاغات أدلى بها شهود عيان، كان مفادها أن من بين القتلى والأسرى داخل القوة التي هاجمت قاعدة المدرعات بالشجرة أطفال معظمهم دون سن الثامنة عشر ، ومن أبناء حيي مايو و الإنقاذ – جنوب الخرطوم.

وكان قد أدانت  العديد من الجهات المحلية و الدولية عمليات تجنيد الأطفال والقصر من قبل  قوات الدعم السريع في الحرب الدائرة بالسودان منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.

وقال المرصد السوداني لحقوق الإنساني في بيان اليوم السبت إن هذا الأمر يؤكد وجود عمليات تجنيد قسرية وصفقات بأموال طائلة تجري في تلك الأحياء لتجنيد هؤلاء الأطفال الأبرياء، الأمر الذي يعد جريمة حرب تنتهك حقوق الأطفال وأحكام القانون الإنساني الدولي.

وناشد المرصد السوداني لحقوق الإنسان كافة الجهات ذات الصلة بحقوق الإنسان على الصعيدين المحلي والدولي لوقف هذه الانتهاكات بمساءلة مرتكبيها و تعزيز حماية حقوق الإنسان والإلتزام البروتوكولات و الاتفاقيات المبرمة بهذا الصدد.

وقال عضو منظمة شباب من أجل دارفور، «مشاد» أحمد عبد الله في تصريحات لـ «راديو دبنقا»، إن تجنيد الأطفال يعتبر جريمة من جرائم الحرب، و أشار إلى أن الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على سلاح المدرعات بالخرطوم، شهد مشاركة أعداد كبيرة من الاطفال والقصر في صفوفها، حيث جرى توثيقه في عدد من مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي .

وناشد أحمد عبد الله  المواطنين بالمحافظة على أطفالهم ومنعهم من المشاركة في الحرب الدائرة ،مشيراً الى وجود عدد كبير من حالات التجنيد القسري للأطفال مارسته قوات الدعم السريع.

وطالب المنظمات الإنسانية والأممية والدولية العاملة في مجالات حقوق الطفل، لمناهضة هذا التطور الخطير الذي تقوم به قوات الدعم السريع بإقحامها للأطفال والقصر في العمليات القتالية.

إتهامات حكومية

و اتهمت وزارة الخارجية السودانية، “قوات الدعم السريع بتجنيد الأطفال والقصر في الهجوم على مقر سلاح المدرعات في الخرطوم”، معتبرة انه  من واجب المجتمع الدولي، تصنيف مليشيا الدعم السريع المتمردة جماعة إرهابية .

و بدورها أعربت هيئة محامي دارفور عن قلقها الشديد من ظهور أطفال ضمن المستنفرين بواسطة الجيش و أطفال يرتدون زي الدعم السريع في العمليات الحربية العسكرية بمنطقة الشجرة.

وقالت الهيئة في بيان سابق إن تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة من العمر أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني ووفقا للمعاهدات والأعراف الدولية، وأوضحت إنه وفقاً للنظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية فان التجنيد الإلزامي أو الطوعي للأطفال دون سن الخامسة عشرة يوصف بجريمة حرب في المنازعات الدولية وغير الدولية على السواء. مبينة إن جميع الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية منظمة العمل الدولية واتفاقية حقوق الطفل تحظر مشاركة الأطفال في المنازعات العسكرية.

فيما تتواصل المعارك في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، وشنت قوات الدعم السريع اليوم السبت هجوماً جديداً على سلاح المدرعات فيما أكد الجيش صده لهجمات الدعم السريع وقصف العديد من مناطق ما يصفها بالقوات المتمردة داخل العاصمة الخرطوم.

كان قد هدد مدعي عام الجنائية الدولية كريم خان، بنشر أسماء المتورطين بجرائم حرب السودان.

وأوضح خان في تصريحات صحفية أن جرائم الحرب الحالية في السودان ترتكب بجميع أنحاء البلاد، متهماً الحكومة السودانية بعدم الجدية بشأن التحقيق بجرائم دارفور، مشيراً إلى أن الخرطوم لم تتعاون معهم أبداً حتى قبل الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال المدعي العام «دارفور الآن معرضة لجرائم أكثر بشاعة مما شهدته سابقاً» لافتاً إلى أن الجنائية تنظر بمزاعم جرائم حرب ارتكبت أخيراً في السودان، وهناك عشرات الجثث ملقاة في شوارع دارفور جراء الاقتتال الحالي.

في غضون ذلك، اتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بتجنيد أطفال دون سن 15 عاماً في الصراع الدائر بين الجانبين في البلاد في انتهاك واضح للقانون الدولي والإنساني.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية في تغريدات نشرها الإعلام العسكري التابع للجيش على تويتر، إن قوات الدعم السريع استقطبت أعداداً من المجرمين والهاربين من السجون واستخدمتهم مقاتلين لتنفيذ ما سمته عمليات إجرامية، مؤكداً أن الجيش مستمر في توجيه ضربات للدعم السريع بالمواقع كافة التي يتمركز بها في أنحاء البلاد، واصفاً الموقف العملياتي بـ «المستقر».

الوسومأطفال إنتهاكات تجنيد الأطفال جنوب الخرطوم قوات الدعم السريع مايو مدرعات الشجرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أطفال إنتهاكات تجنيد الأطفال جنوب الخرطوم قوات الدعم السريع مايو

إقرأ أيضاً:

ما هي الأهمية الاستراتيجية لولاية سنار السودانية؟

ما هي الأهمية الاستراتيجية لولاية سنار السودانية؟
محمد محمد عثمان
مراسل بي بي سي عربي للشؤون السودانية

أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مناطق واسعة في ولاية سنار الواقعة جنوب شرق السودان من بينها عاصمة الولاية مدينة سنجة والدندر والسوكي، وقالت إنها تحاصر مدينة سنار المدينة التاريخية المعروفة، وفيما لم يؤكد الجيش السوداني سقوط هذه المناطق في يد الدعم السريع، إلا أنه أكد أنه "لا يزال يقاتل بثبات ومعنويات عالية".

فما الأهمية الاستراتيجية لولاية سنار؟

"موقع جغرافي ممتاز"
صورة جوية بتاريخ 7 يونيو 2023 تظهر حرائق مستودعات الوقود والذخيرة بمنطقة جبرة جنوب العاصمة السودانية الخرطومصدر الصورة،GETTY IMAGES
التعليق على الصورة،صورة جوية بتاريخ 7 يونيو 2023 تظهر حرائق مستودعات الوقود والذخيرة بمنطقة جبرة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم
تقع ولاية سنار في جنوب شرق السودان، وتحدها من الشمال ولاية الجزيرة، ومن الشرق ولاية القضارف ومن الغرب ولاية النيل الأبيض ومن الجنوب ولاية النيل الأزرق.

ويقول الخبير في شؤون المنطقة عبد الجليل سليمان إن موقع الولاية وخاصة مدينتي سنار وسنجة تجعلها تتحكم في الطرق البرية الرابطة بين شرق البلاد وجنوبها وغربها.

وكان السكان يستخدمون الطرق البرية المارة بولاية سنار في الوصول إلى المناطق الشرقية مثل القضارف وكسلا وصولا إلى بورتسودان ولكن هذا الأمر توقف الآن بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع علي منطقة جبل موية الواقعة في الأجزاء الغربية من الولاية نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي.

ويرى سليمان أن سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة في وقت سابق وأجزاء من ولاية النيل الأبيض جعلته يتحكم في هذه الطرق البرية "الأمر لا يتوقف عند التحكم على هذه الطرق الرئيسية، ولكن أيضا قطع الإمداد العسكري والتموين عن الفرق والحاميات العسكرية في المناطق الشرقية في البلاد".

أهمية موقع سنار لا تنبع من كونها منطقة استراتيجية داخلية، وإنما لها بعد استراتيجي إقليمي في ظل وقوع بعض مدنها بالقرب من الحدود المشتركة مع إثيوبيا.

فمثلا مدينة مثل الدندر تبعد نحو 116 كيلومترا فقط من الحدود مع إثيوبيا من الجهة الجنوبية الشرقية.

ويقول سليمان إن وصول قوات الدعم السريع إلى المنطقة الحدودية قد يدفع النزاع المسلح مع الجيش إلى اتجاهات جديدة.

ويوضح فكرته بالقول: "ربما يحصل نوع من الاتفاق بين الجيش الإثيوبي وقوات الدعم السريع لتطويق قوات فانو الإثيوبية المعارضة المنتشرة في الحدود، مقابل حصولها على إمداد وسلاح من الجيش الإثيوبي.. أو ربما ستسمح القوات الإثيوبية بالالتفاف من داخل الحدود الإثيوبية في منطقة الفشقة والتضييق على الجيش السوداني في منطقة القضارف".

"أهمية اقتصادية وتجارية"
تضم ولاية سنار العديد من المشاريع الزراعية الكبرى والتي يتم ريها بواسطة خزان سنار وهو أحد أكبر السدود المائية في السودان التي تقع على النيل الأزرق.

وتمتاز سنار بالكثافة السكانية العالية لمجموعات سكانية مختلفة تعيش في عشرات القرى المنتشرة على ضفتي النيل الأزرق والمدن الكبيرة.

ويعتقد سليمان أن هذه الكثافة السكانية والتنوع يجعل من ولاية سنار والمناطق المحيطة بها ذات أهمية اقتصادية وتجارية كبرى.

بي بي سي تكشف تضرّر مستشفيات الفاشر الرئيسية ومنظمة أطباء بلا حدود تصف الوضع بـ"الكارثي"
بعد مرور عام على تهجيرهم من قريتهم غربي دارفور، أطفال الجنينة يكافحون من أجل المستقبل
بالرغم من أن مدينة سنجة بها عدد كبير من القواعد والحاميات العسكرية، والأجهزة الأمنية الأخرى مثل جهاز المخابرات والمستنفرين إلا أنها سقطت بكل سهولة في يد قوات الدعم السريع.

وخلال ساعات ظهر العديد من قادتها البارزين وهم داخل المقار العسكرية والمؤسسات الحكومية، ويقوم عناصره بالتجول في أنحاء المدينة وهم يستعرضون المغانم العسكرية.

وفي تفسير لهذا الأمر، قال الناطق باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله لبي بي سي إن قيادة الجيش قررت سحب القوات من سنجة إلى سنار لتجنب المدنيين خطر العمليات العسكرية: " قررنا سحب القوات من سنجة حفاظا على المدنيين الذين يكثرون في المدينة وحفاظا علي سلامتهم".

غير أن الخبير العسكري اللواء متقاعد محمد المجذوب يرى أن سبب سقوط حامية سنجة العسكرية يعود لما وصفه بسوء تقدير الموقف من قبل الجيش لتحركات قوات الدعم السريع "الدعم السريع كان يناوش في مدينة سنار لكن عينه كانت على مدينة سنجة، واستغل انشغال الجيش بزيارة قائده الفريق عبد الفتاح البرهان إلى سنار ونفذ الهجوم على سنجة واستولى عليها".

وأضاف "قوات الدعم السريع كانت تخطط جيدا وتحسبت لهذا الأمر بدليل ظهور كبار قادتها كيكل والبوشي في قيادة فرقة الجيش من اللحظة الأولى وهو ما يعني أنهم كانوا يقودون العمليات العسكرية بأنفسهم".

وخلال استعراضها للغنائم العسكرية عبر الفيديو الذي نشرته قوات الدعم السريع ظهرت صور لآليات عسكرية وصناديق ذخيرة ومدافع وغيرها من العتاد العسكري.

وقال المتحدث باسمها النقيب الفاتح القرشي خلال بيان مصور إنهم غنموا العشرات من السيارات والآليات العسكرية وعدد كبير من الذخائر.

ويقول المجذوب الذي عمل سابقا في قيادة المنطقة العسكرية إن هذه الغنائم العسكرية ستساعد قوات الدعم السريع خلال تحركاتها المستقبلية "إذا أرادت قوات الدعم السريع مهاجمة مناطق أخرى فإنها لن تجد صعوبات في توفير الذخيرة لمقاتليها بعد أن حصلوا عليها من الجيش بعد هجومهم الأخير".

"تضييق الخناق على بورتسودان"
إذا تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على ولاية سنار، فإنها ستكون على بعد نحو 200 كيلومتر من مدينة القضارف ذات البعد الاستراتيجي والكثافة السكانية العالية.

والقضارف هي المدينة الأولى في الشريط المؤدي إلى مدينة بورتسودان التي حوّلها قادة الجيش إلى عاصمة إدارية مؤقتة للبلاد منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع على الخرطوم العاصمة بعد أيام قلائل من بدء الحرب في أبريل/ نيسان من العام الماضي.

وتبعد القضارف عن بورتسودان بنحو 700 كيلومتر وتفصلها مدن مثل كسلا وخشم القرية وحلفا الحديدة. وكثيرا ما صرح قادة الدعم السريع بأنهم ينوون الوصول إلى بورتسودان والسيطرة عليها.

غير أن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان قد أكد خلال لقاء بقادة وجنود بقاعدة وادي سيدنا العسكرية في أم درمان بأن خسارة المعركة لا تعني خسارة الحرب "سننتصر على المتمردين – يعني قوات الدعم السريع – في كل جبهات القتال".

وفي هذا الصدد يقول المجذوب قد يبدو هذا السيناريو بعيد المنال وغير متحقق لدى البعض، ولكن بالنظر إلى الوقائع على الأرض واستمرار قوات الدعم السريع في السيطرة على مناطق تلو الأخرى، فإني أرى هذا السيناريو أمراً ممكن الحدوث".  

مقالات مشابهة

  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • مستشار قائد الدعم السريع ينفي اتهامات قائد الجيش السوداني بالاستعانة بمقاتلين من داعش
  • السودان: انعدام الوصول للمستلزمات الطبية يعيق علاج مئات الجرحى
  • الأمم المتحدة تدعوا الجيش السوداني والدعم السريع لمفاوضات الأسبوع المقبل
  • صحة الخرطوم: مليشيا الدعم السريع تقصف مستشفى البلك للأطفال بالمدفعية
  • «أطباء بلا حدود»: انعدام الوصول للمستلزمات الطبية بدارفور يعرقل علاج مئات الجرحى
  • «صحة الخرطوم» تتهم الدعم السريع بقصف مستشفى للأطفال بأمدرمان
  • قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على لواء تابع للجيش بغرب كردفان
  • الدعم السريع تسيطر على اللواء 92 جنوب غربي السودان
  • ما هي الأهمية الاستراتيجية لولاية سنار السودانية؟