التعليم الطبى لا بد أن يستمر
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
برغم كل شىء لا بد أن يستمر هذا القطاع من التعليم والذى لا نعرف حقيقةً متى بدأ وكيف بدأ ومن أين جاء هذا الاسم الجميل، ولكنه اسم له وجاهته ولابد أن يكون موجودًا ويطبق، ولابد أن يزداد كل يوم مع حاجتنا للمعلومة الصحيحة.
والسؤال لماذا «أن يكون»؟ والسؤال الثانى لماذا «موجودًا»؟ والإجابة لأن حاجة الطبيب إلى التعلّم تأتى من المهد إلى اللحد، ومن وقت الكلّية إلى وقت المنية وهذا ما تعارفنا عليه وجرت عليه الأمور.
وحتى كتابة هذه السطور لا نعرف متى بدأ علم الطب فى مصر أو فى العالم، وإن كانت مصر أقدمها، ولأنّ مصر مهدُ الحضارات فكانت الأصل فى تعلم الطب وعندنا من الشواهد ما يثبت ذلك، ولكن بدأ أيضاً تعلّم الطب فى الصين وكان متواترًا تتوارثه الأجيال، وإنّ الهنود الحمر أيضاً عندما تعاملوا بالطب أبدعوا حسب علمهم، والقدماء المصريون فى بحثهم الدؤوب عن المعرفة صنفوا الطب إلى فروع والتحاليل إلى اجتهادات وتفسيرات، أما الأدوية فكانت تجارب واختبارات، وهذا كان يكفيهم فى هذا الزمان.
أما اليوم فالتعليم المستمر يعنى الوصول إلى الطبيب بشدة وليس أن يصل الطبيب إلى التعليم، ثم الوقوف بجانبه فى التعلّم، وليس تأنيبه أو توبيخه إذا أخطأ، فلا سيجدى تأنيب ولا سيرفع توبيخ.
التعليم الطبى هو حق لكل طبيب يحمل شهادة مزاولة المهنة، والتعليم المستمر للطبيب ليس القراءة فقط من كتاب ثم تقول تعلمت، والتعليم المستمر للطبيب هو مدارسة التحاليل، والتعليم المستمر للطبيب هو مناقشة الحالات لمن يكونون حولك من الطلاب والأقدمين.
التعليم المستمر للطبيب هو بناء فلسفة لكل طبيب تكون الدولة مطمئنة أنه فى يوم ما فى زمان ما يكون هذا الطبيب قادرًا على أن يأخذ القرار فى صحة مريض ويكون هذا القرار صائبًا لا رجعة فيه.
التعليم لابد ألا يُمنع عن الطبيب بغرض أو بغير غرض بهوى أو بغير هوى، وقد كان فى مستشفى عملت فيه عندما يريد بعض الأغبياء أن يعينوا طبيبًا ليس أهلًا لمنصب، ويدسون به على من هم أحسن منه وأكثر خبرة، فكانوا يمنعون التعليم عن الآخرين فى مجال ما ثم يدعون أنه أفضل لهذا المنصب «Devoted» لأنه يعلمه دون غيره، وبطبيعة الحال لم يكن مستشفانا هو الفريد فى هذا، بل كانت أغلب المستشفيات هكذا ولذلك أصبح الطب هكذا.
التعليم حق للطبيب، يأتى الطبيب إليه، ولكن لابد أن يكون ميسرًا وليس من رابع المستحيلات أن يتعلم ولهذا بدا عنوان المقال مريحًا، ولكن الحقيقة تطبيق هذا صعب فى بلاد المحروسة، إذ يحتكر «السبوبة» بعضٌ من «العاملين عليها» ويكتفون بغالبية الأطباء أن يكونوا مستمعين على مقاعد المتفرجين، بينما يكتفى من يلقى المحاضرة أن يتلوى يمينًا ويسارًا وهو يخاطب نفسه ثم يتندر على أيام العلم الجميل الذى ولى وهو يكاد يحتفظ لنا ويمتعنا ببعض عبقه الجميل!
نحن نتحدث عن زمن لن يمر علينا هكذا، بل لن نصمد أمام قسوته، وغدًا إن ظللنا هكذا سيأتى من لم يكن لهم ثمن فيأكلون أصحاب الأثمان ويدوسونهم، فالعلم ليس حكرًا على السفهاء من دون الناس.
ويقول العارفون عن التعليم إنه رأس الحكمة وتحفة المشتاق على طريق الأشواك، وهو الدواء لكل داء والنور لمن فقد البصر والبصيرة.
استشارى القلب - معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق الخولي استشاري القلب معهد القلب أن یکون
إقرأ أيضاً:
فلسطينيون يشكرون مصر والرئيس السيسي على الدعم المستمر وإدخال المساعدات
وجّه فلسطينيون الشكر إلى مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي وشعبها على الدعم المتواصل للنازحين وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، خاصة «البطاطين» في ظل ما يشهده القطاع في الوقت الحالي من برودة الطقس.
وقال أحد أهالى قطاع غزة: «نتقدم نحن في شركة توزيع الكهرباء بمحافظة غزة بجزيل الشكر والامتنان للأخوة في مصر ممثلة في قائدها الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما نتقدم بجزيل الشكر الى الإخوة في اللجنة المصرية على ما قدموه لنا من دعم، ونتمنى استمرار الدعم منهم لنا، ولكم جزيل الشكر».